تجهيز عيادات وتحزين مواد غذائية...هل تتأهب الجولان لحرب وشيكة؟
بقلم جليليان كيسلر دامورز/وكالة إنتر بريس سيرفس
مجدل شمس، الجولان المحتلة, فبراير (آي بي إس) - بدأ الأهالي في مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل في الإستعداد في هدوء لإحتمال تصاعد العنف بين سوريا وإسرائيل، وذلك بعد قيام الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصف أهداف في الأراضي السورية في الأسبوع الماضي.
فوفقاً للدكتور تيسير مرايي، مدير المجموعة المحلية "الجولان لتنمية القرى العربية"، هناك شعور بأن تواجد الجيش الإسرائيلي في الجولان قد إزداد في الأسبوع الأخير... وقد بدأ الناس بالاستعداد لحالة حرب...
وذكرت مصادر أمنية إسرائيلية هذا الاسبوع أنه تم وضع نظام الدفاع الصاروخي (القبة الحديدية) على الحدود الشمالية لإسرائيل مع سوريا ولبنان. وجاءت هذه الخطوة بعد أقل من أسبوع من الإشتباه في قيام الطائرات الاسرائيلية بقصف قافلة أسلحة داخل سوريا، بالقرب من الحدود اللبنانية.
وكانت تقارير اعلامية قد تكهنت بأن هذه الأسلحة كانت مخصصة لجماعة "حزب ال"له اللبنانية، والتي خاضت حرباً لمدة شهر مع اسرائيل في عام 2006. ومع ذلك، قالت الحكومة السورية أن مركز أبحاث علمية في ضواحي دمشق كان هو هدف الغارة الإسرائيلية.
واتهم مسؤوليون سوريون اسرائيل بمحاولة "زعزعة استقرار" سوريا. كما استخدموا الهجوم الإسرائيلي أيضاً لتشويه سمعة حركة المعارضة في سوريا، بحجة أنه ثبت أن قوى خارجية هي المسؤولة عن الانتفاضة الجارية ضد الرئيس بشار الأسد.
وفي حين إن اسرائيل لم تعلن رسمياً عن مسؤوليتها عن التفجير الناتج عن القصف، قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان الهجوم كان "دليل على أن إسرائيل عندما تقول شيئاً فهي تعنيه. ونحن لا نعتقد أنه ينبغي أن يسمح (لسوريا) بإدخال أنظمة أسلحة متقدمة إلى لبنان".
وقد تسبب القتال الدائر بين الجيش السوري ومجموعات المقاومة السورية- التي تهدف للاطاحة بالرئيس الأسد- في مقتل أكثر من 60,000 ضحية، وأجبرت ما يبلغ مليون سوري على الفرار كلاجئين إلى الدول المجاورة، كما تشير تقديرات الامم المتحدة.
ووفقاً لتيسير مرايي، فكلما هددت إسرائيل أكثرا فأكثر بالتورط عسكريا في النزاع، يتصاعد التخطيط والإستعدادات التحضيرية لعيادات الطوارئ الميدانية في مرتفعات الجولان، وعبر خط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا، تحسباً لقيام إسرائيل بإحتلال المزيد من الأراضي السورية.
وقال مرايي من مكتبه في مجدل شمس، وهي أكبر قرية سورية عربية في المنطقة، لوكالة إنتر بريس سيرفس، أن أي نوع من القتال، أو أي تحرك للجيش (الإسرائيلي) ستكون عبر مرتفعات الجولان.. وهذا يجعل الجولان منطقة حساسة جداً... نحاول إعداد الملاجئ.. كما نحاول تخزين المزيد من الغذاء في بيوتنا، لمجرد أن نكون على استعداد لمثل هذا الاحتمال.
وكانت إسرائيل في عام 1967 قد احتلت مرتفعات الجولان، وهي منطقة جبلية وهضبة خصبة تحدها لبنان والأردن وشمال إسرائيل. وقامت إسرائيل بضم الجولان في 1981 وفرض قوانينها في الإقليم في خطوة تعتبر غير قانونية من جانب المجتمع الدولي.
والمعروف أن حوالي 20,000 من العرب السوريين يعيشون في بعض المجتمعات المحلية بمرتفعات الجولان، بما في ذلك مجدل شمس، التي تقع على بعد 60 كيلومترا فقط عن العاصمة دمشق.
ومعظم العرب السوريين المقيمين في الجولان هم من الأقلية الدينية الدرزية. واليوم، يحملون بطاقات الهوية الإسرائيلية، ويعتبرون مقيميين دائمين في إسرائيل.
ومنذ بدء الانتفاضة السورية، انقسم سكان الجولان بين من يساندون حكومة الأسد ومن يدعمون حركة المعارضة. وفي مجدل شمس، إندلعت أعمال العنف بين الجانبين.
ويقول سلمان فخر الدين، وهو ناشط في "المرصد"، مركز حقوق الإنسان في مجدل شمس، أن يعتقد أن الأسد يفقد شعبيته كل يوم... وأنها ليست السياسة... فما يحدث في سورية أصبح مسألة إنسانية أساسية: والناس لديهم الحق في الحياة..
يتحدث فخر الدين وسط دوي القنابل التي تنفجر على تلال جنوب غرب سوريا، ويقول أن الانتفاضة السورية ضخمت المطالب المحلية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي المستمر لمرتفعات الجولان.
وأوضح أن الصراع (مع اسرائيل) قد دعم هذا التوجه أكثر وأكثر... وبدأ الناس في مناقشة أو طرح قضية الحرية... فالمطالبة بالديمقراطية والوعي بقيم حقوق الإنسان هي كلها قضايا جديدة يتساءل الناس عنها في كل وقت... فالناس تتغير أفكارهم وسلوكهم..
وأضاف أنه في حين أن الثورة السورية كانت لها آثارا طفيفة من ناحية التأثير المباشر على حياة الناس في مرتفعات الجولان -كمنع الشباب من الدراسة في سوريا، وعدم تمكن المزارعين من تسويق التفاح في دمشق، على سبيل المثال– إلا انه سيكون لها أثرا دائما على الوعي السياسي.
وأكد أن جميع السوريين صار لديهم خبرة سياسية من خلال الثورة.. فقبل ذلك لم تكن هناك فرصة لتطور السوريين سياسياً.. فتحت حكم الأسد، بشار ووالده (حافظ)، لم يكن هناك سياسة..
وأضاف أنه .. كانت لدينا صحراء سياسية في سوريا.. لكن في العامين الماضيين أصبحت هناك مدرسة ضخمة من السياسة... نحن نتعلم بالطريقة الأكثر إيلاما وصعوبة، وفقا لفخر الدين.(آي بي إس/ 2013)
بقلم جليليان كيسلر دامورز/وكالة إنتر بريس سيرفس
الأسلاك الشائكة وطريق الجيش هو ما يفصل مجدل شمس عن سوريا. Credit: Jillian Kestler-D’Amours/IPS. |
مجدل شمس، الجولان المحتلة, فبراير (آي بي إس) - بدأ الأهالي في مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل في الإستعداد في هدوء لإحتمال تصاعد العنف بين سوريا وإسرائيل، وذلك بعد قيام الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصف أهداف في الأراضي السورية في الأسبوع الماضي.
فوفقاً للدكتور تيسير مرايي، مدير المجموعة المحلية "الجولان لتنمية القرى العربية"، هناك شعور بأن تواجد الجيش الإسرائيلي في الجولان قد إزداد في الأسبوع الأخير... وقد بدأ الناس بالاستعداد لحالة حرب...
وذكرت مصادر أمنية إسرائيلية هذا الاسبوع أنه تم وضع نظام الدفاع الصاروخي (القبة الحديدية) على الحدود الشمالية لإسرائيل مع سوريا ولبنان. وجاءت هذه الخطوة بعد أقل من أسبوع من الإشتباه في قيام الطائرات الاسرائيلية بقصف قافلة أسلحة داخل سوريا، بالقرب من الحدود اللبنانية.
وكانت تقارير اعلامية قد تكهنت بأن هذه الأسلحة كانت مخصصة لجماعة "حزب ال"له اللبنانية، والتي خاضت حرباً لمدة شهر مع اسرائيل في عام 2006. ومع ذلك، قالت الحكومة السورية أن مركز أبحاث علمية في ضواحي دمشق كان هو هدف الغارة الإسرائيلية.
واتهم مسؤوليون سوريون اسرائيل بمحاولة "زعزعة استقرار" سوريا. كما استخدموا الهجوم الإسرائيلي أيضاً لتشويه سمعة حركة المعارضة في سوريا، بحجة أنه ثبت أن قوى خارجية هي المسؤولة عن الانتفاضة الجارية ضد الرئيس بشار الأسد.
وفي حين إن اسرائيل لم تعلن رسمياً عن مسؤوليتها عن التفجير الناتج عن القصف، قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان الهجوم كان "دليل على أن إسرائيل عندما تقول شيئاً فهي تعنيه. ونحن لا نعتقد أنه ينبغي أن يسمح (لسوريا) بإدخال أنظمة أسلحة متقدمة إلى لبنان".
وقد تسبب القتال الدائر بين الجيش السوري ومجموعات المقاومة السورية- التي تهدف للاطاحة بالرئيس الأسد- في مقتل أكثر من 60,000 ضحية، وأجبرت ما يبلغ مليون سوري على الفرار كلاجئين إلى الدول المجاورة، كما تشير تقديرات الامم المتحدة.
ووفقاً لتيسير مرايي، فكلما هددت إسرائيل أكثرا فأكثر بالتورط عسكريا في النزاع، يتصاعد التخطيط والإستعدادات التحضيرية لعيادات الطوارئ الميدانية في مرتفعات الجولان، وعبر خط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا، تحسباً لقيام إسرائيل بإحتلال المزيد من الأراضي السورية.
وقال مرايي من مكتبه في مجدل شمس، وهي أكبر قرية سورية عربية في المنطقة، لوكالة إنتر بريس سيرفس، أن أي نوع من القتال، أو أي تحرك للجيش (الإسرائيلي) ستكون عبر مرتفعات الجولان.. وهذا يجعل الجولان منطقة حساسة جداً... نحاول إعداد الملاجئ.. كما نحاول تخزين المزيد من الغذاء في بيوتنا، لمجرد أن نكون على استعداد لمثل هذا الاحتمال.
وكانت إسرائيل في عام 1967 قد احتلت مرتفعات الجولان، وهي منطقة جبلية وهضبة خصبة تحدها لبنان والأردن وشمال إسرائيل. وقامت إسرائيل بضم الجولان في 1981 وفرض قوانينها في الإقليم في خطوة تعتبر غير قانونية من جانب المجتمع الدولي.
والمعروف أن حوالي 20,000 من العرب السوريين يعيشون في بعض المجتمعات المحلية بمرتفعات الجولان، بما في ذلك مجدل شمس، التي تقع على بعد 60 كيلومترا فقط عن العاصمة دمشق.
ومعظم العرب السوريين المقيمين في الجولان هم من الأقلية الدينية الدرزية. واليوم، يحملون بطاقات الهوية الإسرائيلية، ويعتبرون مقيميين دائمين في إسرائيل.
ومنذ بدء الانتفاضة السورية، انقسم سكان الجولان بين من يساندون حكومة الأسد ومن يدعمون حركة المعارضة. وفي مجدل شمس، إندلعت أعمال العنف بين الجانبين.
ويقول سلمان فخر الدين، وهو ناشط في "المرصد"، مركز حقوق الإنسان في مجدل شمس، أن يعتقد أن الأسد يفقد شعبيته كل يوم... وأنها ليست السياسة... فما يحدث في سورية أصبح مسألة إنسانية أساسية: والناس لديهم الحق في الحياة..
يتحدث فخر الدين وسط دوي القنابل التي تنفجر على تلال جنوب غرب سوريا، ويقول أن الانتفاضة السورية ضخمت المطالب المحلية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي المستمر لمرتفعات الجولان.
وأوضح أن الصراع (مع اسرائيل) قد دعم هذا التوجه أكثر وأكثر... وبدأ الناس في مناقشة أو طرح قضية الحرية... فالمطالبة بالديمقراطية والوعي بقيم حقوق الإنسان هي كلها قضايا جديدة يتساءل الناس عنها في كل وقت... فالناس تتغير أفكارهم وسلوكهم..
وأضاف أنه في حين أن الثورة السورية كانت لها آثارا طفيفة من ناحية التأثير المباشر على حياة الناس في مرتفعات الجولان -كمنع الشباب من الدراسة في سوريا، وعدم تمكن المزارعين من تسويق التفاح في دمشق، على سبيل المثال– إلا انه سيكون لها أثرا دائما على الوعي السياسي.
وأكد أن جميع السوريين صار لديهم خبرة سياسية من خلال الثورة.. فقبل ذلك لم تكن هناك فرصة لتطور السوريين سياسياً.. فتحت حكم الأسد، بشار ووالده (حافظ)، لم يكن هناك سياسة..
وأضاف أنه .. كانت لدينا صحراء سياسية في سوريا.. لكن في العامين الماضيين أصبحت هناك مدرسة ضخمة من السياسة... نحن نتعلم بالطريقة الأكثر إيلاما وصعوبة، وفقا لفخر الدين.(آي بي إس/ 2013)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق