جراء فقدان النفوذ العالمي والإقليمي والتآكل الداخليبداية نهاية الإمبراطوريتين الأمريكية والإسرائيلية بقلم يوهان غالتونغ*/وكالة إنتر بريس سيرفس
واشنطن, ديسمبر (آي بي إس) - في 29 نوفمبر، صوتت 138 دولة عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح منح فلسطين وضع "دولة غير عضو مراقبة". وامتنعت 41 دولة عن التصويت وصوتت تسع دول فقط بالرفض. هذا التصويت يبلور إنحسار نفوذ إمبراطورية الولايات المتحدة العالمية، ونفوذ إمبراطورية إسرائيل الإقليمية. هذا هو ما حدث ويحدث: أولا: منظمة التعاون الإسلامي لم تخضع للنفوذ الإسرائيل والأمريكي على الرغم من الجهود المبذولة لمكافحة الصحوة العربية. إسرائيل تقف وحيدة في المنطقة، فقد صوتت تركيا واليونان وقبرص بالإيجاب. ثانيا: أكثر من نصف الدول التي لا تؤيد هذه الخطوة تقع في أوروبا الشرقية (16) والمحيط الهادئ (10 دول منها تسعة دويلات، وأستراليا)، إضافة لسبعة من أمريكا اللاتينية، وخمسة من أفريقيا، وثلاثة من آسيا (لا اليابان). ثالثا: انقسمت دول أوروبا الغربية -حلف شمال الأطلسي. وصوتت دول رابطة التجارة الحرة لشمال أوروبا (إيسلندا وليختنشتاين والنرويج وسويسرا) لصالح القرار، وكذلك فرنسا والنمسا واليونان وإيطاليا والبرتغال وأسبانيا وايرلندا. أما الدول التي صوتت ضد القرار فكانت بريطانيا وألمانيا وهولندا؛ وثلاث دويلات، والولايات المتحدة، وكندا.. وإسرائيل. الجمعية العامة للأمم المتحدة هي أقرب ما لدينا للديمقراطية في العالم: فلا يوجد فيها فيتو 'القوى الكبرى مثل مجلس الأمن، ولا تحظي إسرائيل بدعم إقليمي، وكذلك الأمر بالنسبة للولايات المتحدة التي ما زال العالم يتذكرها في أفغانستان والعراق وليبيا، وهي الدول التي غزتها وقصفتها واحتلتها. أما المملكة المتحدة فما زالت تحت أقدام أمريكا، مثل الكلب المطيع لسيده. عند قراءة القرار من زاوية الأقلمة العالمية نري تقدم منظمة المؤتمر الإسلامي، والحاجة لعدد من القيادات السياسية في أمريكا اللاتينية ودول بحر الكاريبي وأفريقيا وآسيا. أما البعد الأخلاقي فما زال سليما في دول الشمال الأوروبي، والعالم الثالث الجديد، واليونان وإيطاليا والبرتغال وأسبانيا. لكن الإمبراطوريات تنهار من الداخل أيضا عبر الإحباط. فمع الإحباط السياسي يختفي النفوذ العالمي. ولابد لكل من يشكك في المسار السياس الأمريكي أن ينظر إلى "الهاوية المالية" المتعمقة. فهناك حزبان على خلاف، لا بشأن إلغاء ديون الرهن العقاري، وإنما بالنسبة لنحو 16 في المئة من المواطنين الذين يجهلون من أين تأتي الوجبة التالية. ومع الإحباط الاقتصادي يخسر الغرب في المنافسة. وأثارت الأزمة المالية والكساد العظيم ذعر معظم الأميركيين مما فرض عليهم الحذر وتجنب المخاطرة وتقليص الإنفاق وزيادة والادخار. وفي غضون ذلك، تواصل "وول ستريت" الضغط، ولم يسجن شخص واحد لحصوله على عمولات ومكافآت الباهظة، أو عقد صفقات سرية. ومع الإحباط العسكري تخسر الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. انظر مثلا في فضيحة المسؤول الكبير بالجيش الامريكي في افغانستان ومدير وكالة المخابرات المركزية، الجنرال ديفيد بتريوس. وتخيل تأثيرها على الجنود الذين يخاطرون بحياتهم من أجل حرب لا يمكن الفوز بها ومشكوك فيها في حين يلهي القادة الحمقى مع النساء. ومع الإحباط الثقافي، الإيمان بكون الولايات المتحدة قوة إستثنائية آخذ في التناقص. ومع الإحباط الاجتماعي ينخفض معدل المواليد بالولايات المتحدة إلى أدنى مستوى عشرينيات القرن الماضي، وهذا يعني انخفاض عدد سكان الولايات المتحدة وعائدات الضرائب، كما هو الحال في كثير من الدول الغربية. اجمع كل ذلك، فتجد أن سقوط الإمبراطورية الأمريكية يسير قدما إلي الأمام. ماذا عن إسرائيل؟ هل تتجه نحو هاوية من صنع يديها؟. لقد جاء تصويت الأمم المتحدة في الذكرى 65 لقرار الأمم المتحدة رقم 181 بشأن الدولتين (الدولة الفلسطينية). بعد وقت قصير من اتخاذ ذلك القرار، قتل الدبلوماسي السويدي فولك برنادوت من قبل مجموعة شتيرن الصهيونية. ثم جاءت النكبة، وطرد الفلسطينيين من أرضهم في عام 1948. المشكلة ليست الصهيونية، ولكن توسع الرجعية للاحتلال والحصار والقتل.. وهذا سيقود الصهيونية إلى الهاوية. لقد جاء تصويت الأمم المتحدة ليضفي الشرعية على الدولة الفلسطينية ويسقطها عن هذا النوع من إسرائيل. المفاوضات المباشرة لم تنجح: فقد تركت عملية أوسلو الأمن والقدس واللاجئين والمستوطنات الإسرائيلية والحدود.. ل "وقت لاحق". لكن إسرائيل اضطرت للرد على الصواريخ! نعم، بإسقاط القذائف القاتلة على غزة، ورفض حل الدولتين، ورفض إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. كما أن إسرائيل تتفاعل أيضا مع العصيان المدني، وإنعزالها جراء أفعالها ضد السفن التي حاولت كسر الحصار علي غزة.. هكذا تفقد إسرائيل مشروعيتها بنفسها. وفي غضون ذلك، تحاول إسرائيل السيطرة على الخطاب بوصف كل من ينتقدها بمناهضة السامية واليهود. فهكذا وصفت جيمي كارتر، وديزموند توتو، ونعوم تشومسكي، ونورمان فنكلستين، وريتشارد فولك، على سبيل المثال.. مع أنهم ليسوا معادين لليهود ولا لإسرائيل. *يوهان غالتونغ، عميد جامعة السلام TRANSCEND، ومؤلف كتاب "سقوط الإمبراطورية الأمريكية-ماذا بعد ذلك؟" الصادر عن جامعة TRANSCEND.(آي بي إس / 2012) |
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الأحد، 9 ديسمبر 2012
بداية نهاية الإمبراطوريتين الأمريكية والإسرائيلية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق