الحاخام برانت روزين، حاخامية الصوت اليهودي من أجل السلام"مقاطعة إسرائيل ومعاقبتها ليست معاداة للسامية"
بقلم ميتشل بليتنيك/وكالة إنتر بريس سيرفس
واشنطن, ديسمبر (آي بي إس) - يترأس الحاخام برانت روزين بالمشاركة "مجلس حاخامية الصوت اليهودي من أجل السلام"، ويقود رعيته في إيفانستون، بولاية إلينوي الأمريكية، وألف كتابا جديدا بعنوان "المصارعة في ضوء النهار: مسار حاخام سعياً للتضامن الفلسطيني".
يستهل الحاخام روزين حديثه مع ميتشل بليتنيك، بالتأكيد علي أن وجهات النظر التي يعرضها سواء في كتابه أو في هذه المقابلة هي خاصة به ولا تمثل رعيته.
أعرب الحاخام عن وجهة نظره الشخصية بشأن التغييرات التي مرت بها إسرائيل في السنوات الأربع الماضية، فقال: "كنت أنظر إلى الصراع بإعتباره أن شعبين لهما مطالب مشروعة في أرض إسرائيل وفلسطين، وأن السبيل الوحيد للخروج من هذا المستنقع هو دولتين لشعبين".
وأضاف: ”بالطبع كنت اتعاطف مع إسرائيل كيهودي، فهذا هو ما نميت عليه. لدي علاقات أسرية عميقة هناك، وزرت اسرائيل مرات كثيرة، وفكرت حتى في الإنتقال للعيش هناك".
ثم شرح "جاء التحول في آرائي تدريجيا، لكن الفيصل كان عملية الرصاص المصبوب في الفترة 2008-2009 (الإسم الذي أعطته إسرائيل لهجومها على قطاع غزة في ذلك الوقت). عندئذ أدركت أن ذلك لم يكن صراعا بين طرفين متساويين ولكنه ظلم أساسي بدأ مع ولادة دولة إسرائيل.. واستمر منذ ذلك الوقت”.
"من الواضح أن هناك طرف واحد قوي جداً يرغم الطرف الأخر على الانحناء لإرادته"، وفقا للحاخام
وإستطرد قائلا "عندما تحدثت علناً عن الاعتداء الاسرائيلي على غزة، بدأت قطع الدومينو في الإنهيار. فبصفتي حاخام الجماعة كنت في مركز صعب فالناس يرجعون إلى للاسترشاد بي في القضايا الدينية. وبعد نحو عام، قمت بإعادة تقييم علاقتي كيهودي بإسرائيل، وبالقضية بأكملها، وليس فقط غزة، بل الصهيونية بشكل عام".
يضيف الحاخام روزين، "أصبحت أكثر انخراطا في العمل التضامني مع فلسطين، وقمت بمد يدي للفلسطينيين، بعضهم كانوا من الأصدقاء وغيرهم كانوا من الناشطين في هذا المجال. وسعي الكثيرون منهم للإتصال بي عندما تحدثت عن غزة، وأردت أن أتعلم من خبرتهم في هذه المسألة".
"واليوم، وأعرف أين أقف، فأنا حاخام في المجتمع اليهودي، لا يزال يخدم رعية بلاده، وما زالت لدي دوافع القيم اليهودية، لكنني أيضا شخص يتضامن مع الفلسطينيين في نضالهم من أجل حقوق الإنسان والمساواة في الحقوق والكرامة في الأرض التي يعيشون عليها أو يسعون للعودة إليها".
سألته وكالة إنتر بريس سيرفس: "الصوت اليهودي من أجل السلام" هي واحدة من المجموعات الرائدة المشاركة في سحب الاستثمارات من الاحتلال الإسرائيلي، وهي جزء من حركة مقاطعة/سحب الاستثمارات/فرض العقوبات الرامية لحشد الضغوط الشعبية، الاقتصادية والسياسية، على إسرائيل. فكيف ترى مستقبل هذه الحركة؟".
فأجاب الحاخام روزين، "أعتقد أن الحركة تنمو على قدم وساق، وتجتذب المزيد من الناس. وعندما تم التصويت في الامم المتحدة على قبول فلسطين كدولة غير عضو، غطى ذلك على مسألة أخرى أعتقد انها في الواقع أكثر أهمية: تراجع المغني ستيفي وندر عن حفل جمع التبرعات لحساب مجموعة تدعى" أصدقاء قوات الدفاع الإسرائيلية" في الولايات المتحدة".
وشرح أن ستيفي وندر هو أحدث المشاهير الذين يعبرون عن دعمهم للقضية الفلسطينية عن طريق إلغاء مثل هذه الحفلات بعد قائمة طويلة من الفنانين والفنانات الذين ألغوا حفلات لهم في إسرائيل، سواء فعلوا ذلك بسبب ضغط الرأي العام أو لاعتقادهم أن ذلك هو الحق، فإنه يدل على قوة حركة المقاطعة.
وأضاف أنه "من أجل خلق التغيير السياسي، لابد من الاستفادة من قوة الشعب .. فهي أفضل طريقة. وتاريخياً، كان هذا هو الحال على الدوام. وحقيقة أن إسرائيل تتفاعل بشدة ضد ذلك يظهر إمكاناته. فعندما تقول هيلاري كلينتون أن 3،000 وحدة سكنية استيطانية جديدة "ليست مفيدة"، لا يجتذب اهتمام إسرائيل".
وإستطرد الحاخام روزين قائلا، "من ناحية أخرى، عندما تنجح "صوت اليهود من أجل السلام" وطلاب "العدالة من أجل فلسطين" ومجموعة واسعة من الجماعات الكنسية في اقناع شركة قابضة كبيرة بالامتناع عن التعامل مع الاحتلال، فهذه أخبار الصفحة الأولى في إسرائيل. وهي علامة على أن ذلك له تأثير كبير، عندما يستخدم بطريقة ذكية ومنسقة”.
ثم شدد الحاخام علي أنه "خلافا للاتهامات المتكررة، فإن حركة المقاطعة/سحب الاستثمارات/فرض العقوبات ليست معادية للسامية. وأعتقد أن القول بأن ذلك يفرد إسرائيل عن غيرها من منتهكي حقوق الإنسان هو مخادع .. فالسؤال ليس حول ما إذا كانت إسرائيل شرعية، فهي موجودة وجزء من المجتمع الدولي. ولكن إذا كانت إسرائيل تتصرف بطريقة غير شرعية، فإن المواطنين في جميع أنحاء العالم لديهم الحق ومسؤولية حملها على وقف نفوذها بقدر الإمكان".
طرحت إنتر بريس سيرفس علي الحاخام سؤال عما إذا كان يعتقد أن الدعوة الأخيرة من قبل 15 قادة بروتستانتيين من التيار الرئيسي لطوائف عديدة ومختلفة، للتحقيق في ما إذا كانت المساعدات الأمريكية لإسرائيل تسير وفقا للقانون الأمريكي الحالي هو تطور هام جديد؟.
أجاب روزين، "نعم. أعتقد أن الشيء الأكثر أهمية هو أن هناك قادة يقفون متعاضدين ولا يتراجعون على الرغم من انتقادهم بشدة وتسميتهم بكل المسميات حتى بالمعادين للسامية. هذا أمر مهم لأنه حتى الآن كان يمكنك التحدث عن أي شيء عدا إسرائيل، وهذه المرة قد كسروا تلك القاعدة:”.
وشرح: "لقد تم تخويفهم حتى الآن تم من قبل المؤسسة اليهودية. ويمكن لذلك أن يدخلنا في مرحلة جديدة حيث يمكننا الحديث عن أي شيء، وليس فقط الأشياء المشتركة بيننا، مثل السياسة الإسرائيلية، حيث لا نتفق دائما. أنا فخور بأن قادة البروتستانتيين من التيار الرئيسي لطوائف عديدة يتمسكون بالبيان".
"لقد هدد زعماء يهود بالخروج من القمة المقررة بين الأديان، وطالبوا بقمة منفصلة لمناقشة هذه القضايا. واعتقدت أن ذلك ضار جدا.. وهذا ليس بحوار.”
ثم أفاد بأن قادة الكنيسة أصدروا بيانا ثانيا قالوا فيه أنهم سيكونون سعداء بلقاء زعماء اليهود للحديث حول هذا الموضوع، لكنهم لن يتراجعوا فيما قالوه.
وختم الحاخام روزين حديثه قائلاً، "من المهم جدا أن يرى المسيحيون أن كثير من اليهود لا يقفون إلي جانبهم عندما يدلون ببيانات من هذا القبيل. فالمؤسسة اليهودية لا تمثل الطائفة اليهودية. الجالية اليهودية هي أكبر وأكثر تعقيدا بكثير من هؤلاء غير الخاضعين للمساءلة والذين لا يعرف معظم اليهود أسماؤهم".(آي بي إس / 2012)
بقلم ميتشل بليتنيك/وكالة إنتر بريس سيرفس
الحاخام برانت روزن الرئيس المشارك لمجلس الحاخامية &com;الصوت اليهودي من أجل السلام&com;. |
واشنطن, ديسمبر (آي بي إس) - يترأس الحاخام برانت روزين بالمشاركة "مجلس حاخامية الصوت اليهودي من أجل السلام"، ويقود رعيته في إيفانستون، بولاية إلينوي الأمريكية، وألف كتابا جديدا بعنوان "المصارعة في ضوء النهار: مسار حاخام سعياً للتضامن الفلسطيني".
يستهل الحاخام روزين حديثه مع ميتشل بليتنيك، بالتأكيد علي أن وجهات النظر التي يعرضها سواء في كتابه أو في هذه المقابلة هي خاصة به ولا تمثل رعيته.
أعرب الحاخام عن وجهة نظره الشخصية بشأن التغييرات التي مرت بها إسرائيل في السنوات الأربع الماضية، فقال: "كنت أنظر إلى الصراع بإعتباره أن شعبين لهما مطالب مشروعة في أرض إسرائيل وفلسطين، وأن السبيل الوحيد للخروج من هذا المستنقع هو دولتين لشعبين".
وأضاف: ”بالطبع كنت اتعاطف مع إسرائيل كيهودي، فهذا هو ما نميت عليه. لدي علاقات أسرية عميقة هناك، وزرت اسرائيل مرات كثيرة، وفكرت حتى في الإنتقال للعيش هناك".
ثم شرح "جاء التحول في آرائي تدريجيا، لكن الفيصل كان عملية الرصاص المصبوب في الفترة 2008-2009 (الإسم الذي أعطته إسرائيل لهجومها على قطاع غزة في ذلك الوقت). عندئذ أدركت أن ذلك لم يكن صراعا بين طرفين متساويين ولكنه ظلم أساسي بدأ مع ولادة دولة إسرائيل.. واستمر منذ ذلك الوقت”.
"من الواضح أن هناك طرف واحد قوي جداً يرغم الطرف الأخر على الانحناء لإرادته"، وفقا للحاخام
وإستطرد قائلا "عندما تحدثت علناً عن الاعتداء الاسرائيلي على غزة، بدأت قطع الدومينو في الإنهيار. فبصفتي حاخام الجماعة كنت في مركز صعب فالناس يرجعون إلى للاسترشاد بي في القضايا الدينية. وبعد نحو عام، قمت بإعادة تقييم علاقتي كيهودي بإسرائيل، وبالقضية بأكملها، وليس فقط غزة، بل الصهيونية بشكل عام".
يضيف الحاخام روزين، "أصبحت أكثر انخراطا في العمل التضامني مع فلسطين، وقمت بمد يدي للفلسطينيين، بعضهم كانوا من الأصدقاء وغيرهم كانوا من الناشطين في هذا المجال. وسعي الكثيرون منهم للإتصال بي عندما تحدثت عن غزة، وأردت أن أتعلم من خبرتهم في هذه المسألة".
"واليوم، وأعرف أين أقف، فأنا حاخام في المجتمع اليهودي، لا يزال يخدم رعية بلاده، وما زالت لدي دوافع القيم اليهودية، لكنني أيضا شخص يتضامن مع الفلسطينيين في نضالهم من أجل حقوق الإنسان والمساواة في الحقوق والكرامة في الأرض التي يعيشون عليها أو يسعون للعودة إليها".
سألته وكالة إنتر بريس سيرفس: "الصوت اليهودي من أجل السلام" هي واحدة من المجموعات الرائدة المشاركة في سحب الاستثمارات من الاحتلال الإسرائيلي، وهي جزء من حركة مقاطعة/سحب الاستثمارات/فرض العقوبات الرامية لحشد الضغوط الشعبية، الاقتصادية والسياسية، على إسرائيل. فكيف ترى مستقبل هذه الحركة؟".
فأجاب الحاخام روزين، "أعتقد أن الحركة تنمو على قدم وساق، وتجتذب المزيد من الناس. وعندما تم التصويت في الامم المتحدة على قبول فلسطين كدولة غير عضو، غطى ذلك على مسألة أخرى أعتقد انها في الواقع أكثر أهمية: تراجع المغني ستيفي وندر عن حفل جمع التبرعات لحساب مجموعة تدعى" أصدقاء قوات الدفاع الإسرائيلية" في الولايات المتحدة".
وشرح أن ستيفي وندر هو أحدث المشاهير الذين يعبرون عن دعمهم للقضية الفلسطينية عن طريق إلغاء مثل هذه الحفلات بعد قائمة طويلة من الفنانين والفنانات الذين ألغوا حفلات لهم في إسرائيل، سواء فعلوا ذلك بسبب ضغط الرأي العام أو لاعتقادهم أن ذلك هو الحق، فإنه يدل على قوة حركة المقاطعة.
وأضاف أنه "من أجل خلق التغيير السياسي، لابد من الاستفادة من قوة الشعب .. فهي أفضل طريقة. وتاريخياً، كان هذا هو الحال على الدوام. وحقيقة أن إسرائيل تتفاعل بشدة ضد ذلك يظهر إمكاناته. فعندما تقول هيلاري كلينتون أن 3،000 وحدة سكنية استيطانية جديدة "ليست مفيدة"، لا يجتذب اهتمام إسرائيل".
وإستطرد الحاخام روزين قائلا، "من ناحية أخرى، عندما تنجح "صوت اليهود من أجل السلام" وطلاب "العدالة من أجل فلسطين" ومجموعة واسعة من الجماعات الكنسية في اقناع شركة قابضة كبيرة بالامتناع عن التعامل مع الاحتلال، فهذه أخبار الصفحة الأولى في إسرائيل. وهي علامة على أن ذلك له تأثير كبير، عندما يستخدم بطريقة ذكية ومنسقة”.
ثم شدد الحاخام علي أنه "خلافا للاتهامات المتكررة، فإن حركة المقاطعة/سحب الاستثمارات/فرض العقوبات ليست معادية للسامية. وأعتقد أن القول بأن ذلك يفرد إسرائيل عن غيرها من منتهكي حقوق الإنسان هو مخادع .. فالسؤال ليس حول ما إذا كانت إسرائيل شرعية، فهي موجودة وجزء من المجتمع الدولي. ولكن إذا كانت إسرائيل تتصرف بطريقة غير شرعية، فإن المواطنين في جميع أنحاء العالم لديهم الحق ومسؤولية حملها على وقف نفوذها بقدر الإمكان".
طرحت إنتر بريس سيرفس علي الحاخام سؤال عما إذا كان يعتقد أن الدعوة الأخيرة من قبل 15 قادة بروتستانتيين من التيار الرئيسي لطوائف عديدة ومختلفة، للتحقيق في ما إذا كانت المساعدات الأمريكية لإسرائيل تسير وفقا للقانون الأمريكي الحالي هو تطور هام جديد؟.
أجاب روزين، "نعم. أعتقد أن الشيء الأكثر أهمية هو أن هناك قادة يقفون متعاضدين ولا يتراجعون على الرغم من انتقادهم بشدة وتسميتهم بكل المسميات حتى بالمعادين للسامية. هذا أمر مهم لأنه حتى الآن كان يمكنك التحدث عن أي شيء عدا إسرائيل، وهذه المرة قد كسروا تلك القاعدة:”.
وشرح: "لقد تم تخويفهم حتى الآن تم من قبل المؤسسة اليهودية. ويمكن لذلك أن يدخلنا في مرحلة جديدة حيث يمكننا الحديث عن أي شيء، وليس فقط الأشياء المشتركة بيننا، مثل السياسة الإسرائيلية، حيث لا نتفق دائما. أنا فخور بأن قادة البروتستانتيين من التيار الرئيسي لطوائف عديدة يتمسكون بالبيان".
"لقد هدد زعماء يهود بالخروج من القمة المقررة بين الأديان، وطالبوا بقمة منفصلة لمناقشة هذه القضايا. واعتقدت أن ذلك ضار جدا.. وهذا ليس بحوار.”
ثم أفاد بأن قادة الكنيسة أصدروا بيانا ثانيا قالوا فيه أنهم سيكونون سعداء بلقاء زعماء اليهود للحديث حول هذا الموضوع، لكنهم لن يتراجعوا فيما قالوه.
وختم الحاخام روزين حديثه قائلاً، "من المهم جدا أن يرى المسيحيون أن كثير من اليهود لا يقفون إلي جانبهم عندما يدلون ببيانات من هذا القبيل. فالمؤسسة اليهودية لا تمثل الطائفة اليهودية. الجالية اليهودية هي أكبر وأكثر تعقيدا بكثير من هؤلاء غير الخاضعين للمساءلة والذين لا يعرف معظم اليهود أسماؤهم".(آي بي إس / 2012)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق