" قوات دجلة" لعبة المالكي القذرة.. قيادة طائفية عميلة وتشكيل عسكري من "العرب السنّة" .. وتكرار تجربة "الصحوات" لذبح خصومه بيد بعضهم خدمة لايران.! - تحليل
مع بداية الأزمة بين الأكراد وحكومة المالكي قام المالكي بالإيعاز إلى تشكيل قوة جديدة برئاسة أحد أتباعه واسمه "عبد الأمير الزيدي" لقيادة تلك القوات لمحاصرة قضاء "طوزخورماتو" وهو القضاء الذي أشعل فتيل الأزمة بين الأكراد والمالكي، لذلك قام المالكي بإصدار أوامره بقيام قوات دجلة بمحاصرة هذا القضاء بحجة إنقاذ الوطن من عدم التفكك والسيطرة الكردية على هذا القضاء في الوقت الذي يطالب فيه الأكراد باعتبار محافظة كركوك محافظة تابعة للإقليم الكردي، ولهذا صدرت أوامر المالكي بتشكيل "قوات دجلة" بقيادة شيعية عسكرية على أن يكون أفراد هذا التشكيل من السنة!
السؤال: لماذا يشترط أن يكون هذا التشكيل العسكري من السنة فقط..!؟
هل هو تجربة مشابهة للتجربة السوداء لـ"الصحوات" التي تشكلت في سنتي 2006، و2007م حين قامت تشكيلات "الصحوات" بضرب السنة والانقضاض عليهم بحجة أنهم إرهابيون -وكأن الأمر بين السنة والسنة- وما إن قضى المالكي على قوة السنة من خلال تلك التشكيلات حتى عاد لتصفية "الصحوات" وقياداتها، وامتنع عن دفع الرواتب لهم وإلحاقهم بقوات الجيش والشرطة التابعة له، بل وملاحقتهم وتصفية قيادتهم وتصفية عناصر "الصحوات" في بغداد والمحافظات السنية.
فيا تُرى هل تجربة تشكيل "قوات دجلة" مشابهة في كثير من جوانبها لتشكيلات "الصحوات" التي كانت في السابق؟
والجواب: نعم؛ لأن تشكيلات "الصحوات" كانت من السنة لضرب السنة، والأمر كذلك في "قوات دجلة"؛ فالقيادة شيعية ولكن التشكيل سني ولمحاصرة منطقة سنية وضرب السنة والقوات الكردية، وأغلب الأكراد هم من السنة حيث أوعز مسعود البرزاني بتشكيل قوات كردية أسماها "قوات حمرين" للدفاع عن ما يسمى الإقليم من قوات المالكي المتمثلة بـ"قوات دجلة", ولأن الأخير يدرك أن نسبة كبيرة من شباب السنة بلا عمل وإحصائيات البطالة تجاوزت معدلات عالية وسط ظروف مادية صعبة وغلاء معيشي فاحش في العراق مما يضطر الكثير من الشباب السني الى الانخراط في تلك القوات لا لشيء إلا للبحث عن فرص عيش وعمل يقتاتون منه.
والقوات المنضوية تحت تشكيل "قوات دجلة" إذا لم تقم بتنفيذ أوامر المالكي يتم محاكمتهم أو عزلهم وتصفيتهم بعد ذلك، وقد أكد البرلماني السابق "مثال الألوسي" ذلك -نقلاً عن أحد أفراد تلك القوة- أن أحد ضباط قيادة عمليات دجلة أبلغه رفضه تنفيذ الأوامر الصادرة إليه.
وقال الألوسي في مؤتمر صحفي عقده بمدينة أربيل: إن أحد ضباط عمليات دجلة أبلغه رفضه تنفيذ الأوامر الصادرة من القيادة العامة للقوات المسلحة تخوفًا من محاكمته على غرار "محكمة الأنفال"، مبينًا أن الضابط أبلغه أيضًا أن عدم تنفيذه التعليمات سيعني طرده من الخدمة واغتياله.
وأكد الألوسي أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر وعلى المالكي الاستجابة لدعوة القادة الكرد باعتماد لغة الحوار وتجنب الصدام لمنع انهيار الدولة العراقية، مؤكدًا أن دعوة القادة الكرد هي دعوة لحقن الدماء ورفضها من قبل المالكي سيعني توجيه اتهامات خطيرة له.
وأعلن شلال عبدول "قائممقام طوزخورماتو" أمس عن وصول 80 دبابة للجيش العراقي إلى مشارف "قضاء طوزخورماتو" (90 كم شرقي تكريت)، ولفت إلى أن التعزيزات العسكرية العراقية مستمرة بالتدفق ومن محاور عدة وتواجهها قوات من "البيشمركة" على الجانب الآخر، مبينًا أن حالة من الخوف والهلع تنتاب الأهالي.
وقال عبدول: إن قوات عسكرية معززة بـ35 دبابة وصلت من بغداد وتمركزت عند أطراف القضاء، وحذر من وقوع كارثة من جراء التصعيد العسكري في القضاء مناشدًا الرئاسات الثلاث بالتدخل الفوري.
المسئول العسكري في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني وصف الأمور في منطقة "طوزخورماتو" أنها "سائرة إلى الحرب" واستبعد التوصل إلى حوار بناء لحل الأزمة بين بغداد وأربيل. في حين كشفت وزارة "البيشمركة" عن اجتماع لها مع وفد أميركي من أجل حل النزاع، وطالبت بانسحاب الجيش العراقي إلى ما قبل "العظيم"، مؤكدة أنها تعهدت للجانب الأميركي بأنها لن تكون المبادِرة إلى إطلاق النار.
وكان ما يسمى مكتب القائد العام للقوات المسلحة قد حذر قوات "البيشمركة" من تغيير مواقعها أو الاقتراب من القوات المسلحة العراقية، في أول رد على الاشتباكات التي حدثت في 16/11/ 2012م في "طوزخورماتو" بين القوات الكردية والقوات العراقية.
ويعتبر هذا الموقف هو الأول في نوعه الذي يُطلقه مكتب القائد للقوات المسلحة بخصوص أحداث "طوزخورماتو"، وكان مسعود بارزاني قد علق على تلك الأحداث ودعا -في بيان صادر عن مكتبه- الشعبَ الكردي إلى الاستعداد للدفاع عن أرضه ومواجهة أي "حدث غير مُحبَّذ"، كما طالب قوات "البيشمركة" بعدم الانجرار إلى أي استفزاز، متهمًا جهات بأنها تحاول النيل من الصداقة بين الكرد والعرب بشكل عام والكرد والشيعة بشكل خاص.
وأكد كا يسمى وكيل وزارة الداخلية جلال عيسى كريم أن قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الأمير الزيدي أبلغ "قائممقام طوزخورماتو" بأنه سيدخل بقواته إلى القضاء خلال أيام للسيطرة على مفاصله وإخراج القوات الكردية منه والتي يبلغ عددها نحو 1000 من "الأسايش" (الشرطة) والتي تتولى مسئولية حماية القضاء منذ العام 2003م.
تصعيد الموقف من قبل المالكي هو فرصة للانقضاض على أي سياسي أو شخص حكومي له منصب في الحكومة العراقية لأجل قص أجنحة الجهات المنافسة له جهة بعد أخرى لإحكام السيطرة على مفاصل الدولة العراقية، ويجب على سنة العراق أن لا يكرروا أخطاءهم ولا يساندوا هذا الطائفي الإيراني في مخططه الجديد لضرب السنة بالسنة، والنتيجة النهائية تكون لمصلحته وتوجهه الطائفي الخادم لإيران.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق