العرب "يحجون" الى تل ابيب

السبت | 23-07-2016 - 03:58 مساءً

رام الله – وطن للأنباء: اثارت الزيارة الاخيرة لوفد سعودي الجمعة لتل ابيب جدلا كبيرا في الشارع الفلسطيني ووصفت بالتطبيعية من جانب وبانها لا يمكن ان تحدث لولا مباركة القيادة السعودية من جانب اخر .

ويراس الوفد السعودي الجنرال السعودي المتقاعد "انور العشقي" يرافقه عدد من رجال الاعمال والأكاديميين السعوديين

والتقى الوفد مع مدير عام وزارة الخارجية الاسرائيلية "دوري غولد" وما يسمى بمنسق شؤون الحكومة في الاراضي المحتلة  الجنرال "يواف مردخاي" اضافة لمجموعة من اعضاء الكنيست وفقا لما كشفه الجمعة موقع "هآرتس" الناطق بالعبرية.

وصل العشقي والوفد المرافق له اسرائيل مطلع الاسبوع والتقى امس بمجموعة من اعضاء الكنيست من كتل المعارضة بناء على تنظيم ودعوة عضو الكنيست من حركة "ميرتس" فريج عيساوي.

التطبيع مرفوض

نائب الامين العام للجبهة الديمقراطية، قيس عبد الكريم قال  لـ"وطن"، ان اي تطبيع من الدول العربية مع اسرائيل، في ظل استمرار الاحتلال الاسرائيلي هو مرفوض رفضا كليا.

واعرب عبد الكريم ان تكون زيارة الوفد السعودي خطوة منفردة وشخصية، دون غطاء من المملكة العربية السعودية، التي اعلنت ان موقفها ثابت من المبادرة العرية التي اشترطت قيام دولة فلسطينية مقابل تطبيع العلاقات العربية السعودية.

واكد ابو ليلى ان خطوات التطبيع العربية مع اسرائيل مضره، وتأتي في ظل تواصل التصعيد الاسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وهي تعد بمثابة تزكية لاسرائيل وغطاء لها.

وكانت السعودية قد صاغت مبادرة السلام في 2002، لتتبناها القمة العربية في بيروت باعتبارها مبادرة عربية للسلام مع اسرائيل، وهي التي رفضها رئيس الوزراء الاسرائيلي انذاك ارائيل شارون في ذلك الوقت ورد عليها باجتياح الضفة الغربية.

زيارة الوفد جاءت بغطاء من القيادة السعودية

وقال القيادي في حركة حماس يحيى موسى لـ"وطن"، يحي موسى: القيادي في حماس "نحن ضد التطبيع بالمطلق مع اسرائيل باي شكل كان، سواء تطبيع شعبي او رسمي، ولذلك نعتقد ان اي زيارة بهذه المستوى لا يمكن ان تتم الا بموافقة ومباركة المستوى السياسي وهذا يمثل انعطاف خطير بالعلاقات العربية الرسمية مع اسرائيل".

واضاف موسى "نتنياهو اصبح يتباهي بعلاقته مع المحيط العربي، وان التطبيع بات حاجة للانظمة العربية، لكن نحن لا زالت معركتنا مع اسرائيل التي تنتهك المنطقة العربية".

وعن تحول العلاقات من السرية الى العلنية قال موسى " للاسف اصبحت البجاحة والوقاحة في المنطقة العربية معلنة، فاليوم تجري العلاقات مع اسرائيل بشكل علني، ويتم التفاخر والتباهي بهذه العلاقات المفضوحة ، تعبر عن مرحلة انحدار النظام الرسمي العربي".

واوضح "الان العديد من الانظمة العربية، تكشف عن  وجهها الحقيقي بتعاونها وعلاقاتها مع اسرائيل، التي كانت سرية".

من جانبه قال استاذ العلوم السياسية، البروفيسور عبد التسار قاسم "أن انور عشقي معروف بتطبيعه مع الصهاينة ورغبته ان يكون هناك اعتراف متبادل بين السعودية واسرائيل وتعاون بينهما على مختلف المستويات، وهو احد منظري تطبيع العلاقات الاسرائيلية السعودية".

واضاف قاسم "مصر تقيم علاقات دبلوماسية وسياسية مع اسرائيل، والسعودية لا تقيم فقط علاقات امنية واقتصادية وانما علاقات عسكرية على امل في يوم من الايام ان تقوما بمهاجمة ايران سوية، فالسعودية تثبت انها تستهتر بكل القضايا العربية من اجل مصالحهم. لكن لا اعلم ما هي مصلحة السعودية بالحرب على ايران. "

واوضح "للاسف البلدان العربية بما فيها السعودية لا يراهن عليها، والانظمة العربية لا تخجل ولا تتوارى عن اقامة علاقات مع الصهاينة، واذا كنا نريد كبح جماح العرب تجاه اسرائيل يجب ان نبدأ بانفسنا لاننا نحن من فتح هذا الباب للعرب حين اعترفنا باسرائيل ووقعنا اوسلو ووافقنا على التنسيق الامني".

واكد قاسم "ان زيارة عشقي لاسرائيل لا يمكن ان تتم دون اذن من القصر الملكي السعودي،  والمخابرات السعودية، فهي زيارة مباركة، هدفها  جس النبض ورؤية ردود الفعل، وهي تمهد لزيارات رسمية مستقبلا، وربما توقيع اتفاقيات مشتركة".