قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الاثنين، 11 فبراير 2013

فى يوم وفاته .. سعد الدين الشاذلى قديس العسكرية المصرية الذى تطارد لعنته كل من ظلمه


فى يوم وفاته .. سعد الدين الشاذلى قديس العسكرية المصرية الذى تطارد لعنته كل من ظلمه

حمدى السعيد سالم

mepanorama101453الفريق سعد الدين الشاذلي (1 أبريل 1922 – 10 فبراير 2011)، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو 1971 وحتى 13 ديسمبر 1973. ولد بقرية شبراتنا مركز بسيون في محافظة الغربية في دلتا النيل….. لعائلة مرموقة يعمل أفرادها بالتجارة و ممتدة لأحد اولياء الله الصالحين و هو أبو الحسن الشاذلي، و كانت عائلته ثرية … يوصف سعد الدين الشاذلي بأنه الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي بارليف في حرب أكتوبر عام 1973….التحق الشاذلي بالكلية الحربية في فبراير 1939 وكان عمره وقتها 17 سنة، وتخرج برتبة ملازم في يوليو 1940 و كان يهتم في ذلك الوقت بقراءة مقالات أحمد حسين و إحسان عبد القدوس….حظى بشهرته لأول مره خلال الحرب العالمية الثانية عام 1941 عندما كانت القوات المصرية والبريطانية تواجه القوات الألمانية في الصحراء الغربية، وعندما صدرت الأوامر للقوات المصرية والبريطانية بالانسحاب…. ظل الملازم الشاذلي فى مكانه ليدمر المعدات الثقيلة المتبقية في وجه القوات الألمانية المتقدمة….ثم انتدب للخدمة في الحرس الملكي من 1943 إلى 1949 و من خلال خدمته بالحرس الملكي المسمى بالحديدي ، عرف الشاذلي كيفية إدارة أمور الحكم، دسائس القصر، صراع الملك، الأحزاب السياسية…..وقد شارك في حرب فلسطين عام 1948 ضمن سرية ملكية مرسلة من قبل القصر…. لقد شاهد الشاذلى العصابات اليهودية المهاجرة إلى فلسطين و هي تبدأ ارتكاب مذابح ترويع و إرهاب ضد السكان العرب؛ لإجبارهم على بيع أراضيهم أو الهجرة منها…..
و في عام 1947 صدر قرار الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين بين العرب و اليهود، و كانت الدول العربية قد اتخذت قرارا بالقتال في مايو 1948، و كان قوام جيوشها 20 ألف شخص لمقاتلة 60 ألف صهوني، و حينها سخر العقيد حلمي عبد الرحمن قائد الحرس الملكي من تطوع الشاذلي لحرب الصهاينة ، قائلا : أن عاقلا لا يترك حياة القصور و التشريفات الملكية ليلقي بنفسه في أتون معركة حامية على أرض خارج الوطن…. لكن الملك فاروق قرر مشاركة فرقة من الحرس الملكي في الحرب كنوع من الاستعراض السياسي، و بالفعل تطوع سعد للقتال في فلسطين….و قال الشاذلي في مذكراته أن هذه الحرب كشفت عن مدى ضعف التعليم العسكري في ذلك الوقت، حتى أنهم اشتروا من السوق السوداء أسلحة و لم يستطيعوا تشغيلها فأشيع أنها فاسدة ، و قال أن بريطانيا تصدت لعدم انتصار العرب في حرب 1948 ما أدى بهم للهزيمة ، و لكنها لم تكن هزيمة كاملة حيث اعتبر الشاذلي أن الجيوش العربية استطاعت حماية قرى فلسطينية كثيرة من الإبادة ……… وإنضم الشاذلى إلى الضباط الأحرار عام 1951….
وللشاذلي تاريخ عسكري مشرف حيث أسس أول فرقة للمظلات في الجيش المصري عام 1954 واستمر في قيادتها حتى عام 1959….كما شكل مجموعة من القوات الخاصة عرفت فيما بعد(بمجموعة الشاذلي) عام 1967…. الجدير بالذكر ان العبقرية العسكرية للشاذلي برزت في حرب يونيو (حزيران) 1967، عندما مني الجيش المصري بهزيمة نكراء.. إلا أن الشاذلي الذي كان يقود وحدة من القوات المصرية الخاصة (المعروفة بمجموعة الشاذلي _ مجموع أفرادها حوالي ١٥٠٠ فرد _) في مهمة لحراسة وسط سيناء، اتخذ قرارا جريئا بعبور قواته الحدود الدولية قبل غروب يوم 5 يونيو، وتمركز بقواته داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بنحو 5 كيلومترات، وبقي هناك يومين إلى أن اتصل بالقيادة العامة للجيش المصرى في القاهرة التي أمرته بالانسحاب فورا،فاستجاب لتلك الأوامر وبدأ انسحابه ليلا وقبل غروب يوم 8 يونيو في ظروف غاية في الصعوبة، باعتباره كان يسير في أرض يسيطر العدو تمامًا عليها، ومن دون أي دعم جوي، وبالحدود الدنيا من المؤن، واستطاع بحرفية نادرة أن يقطع أراضي سيناء كاملة من الشرق إلى الشط الغربي لقناة السويس (حوالي 200 كم). وقد نجح في العوده بقواته ومعداته إلى الجيش المصري سالما، وتفادى النيران الإسرائيلية، وتكبد خسائر بنسبة 10% إلى 20%. لينفذ الأمر ويعود بقواته ومعداته سالما، ومتفاديا النيران الإسرائيلية، وكان آخر قائد مصري ينسحب بقواته من سيناء…… هذه الحادثة تجديدا اكسبت الشاذلى سمعة كبيرة في صفوف الجيش المصري، فتم تعيينه قائدا للقوات الخاصة والصاعقة والمظلات، وقد كانت أول وآخر مرة في التاريخ المصري يتم فيها ضم قوات المظلات وقوات الصاعقة إلى قوة موحدة هي القوات الخاصة…..
في 16 مايو 1971، وبعد يوم واحد من إطاحة الرئيس السادات بأقطاب النظام الناصري، فيما سمى وقتها بـثورة التصحيح بعدما تصاعدت الصراعات بين الرئيس السادات و مراكز القوى بسبب تأييده لفكرة “اتحاد الجمهوريات العربية” ، و اختار محمد صادق وزيرا للحربية، و بعد انقلاب مايو استدعى السادات الشاذلي لاستلام منصبه الجديد “رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة” و تخطى 30 ضابطا يسبقونه في الأقدمية….. عين الشاذلي رئيسًا للأركان بالقوات المسلحة المصرية، باعتبار أنه لم يكن يدين بالولاء إلا لشرف الجندية، فلم يكن محسوبًا على أي من المتصارعين على الساحة السياسية المصرية آنذاك….يقول الفريق الشاذلي بخصوص هذا الامر : كان هذا نتيجة ثقة الرئيس السادات به وبإمكانياته، ولأنه لم يكن الأقدم والمؤهل من الناحية الشكلية لقيادة هذا المنصب، ولكن ثقته في قدراته جعلته يستدعيه، ويتخطى حوالي أربعين لواء من الألوية الأقدم منه في هذا المنصب…وعقب تعيينه كرئيس للأركان، دب الخلاف بين الشاذلي والفريق محمد أحمد صادق، وزير الحربية آنذاك، حول خطة العمليات الخاصة بتحرير سيناء….. حيث كان الفريق صادق يرى أن الجيش المصري يتعين عليه ألا يقوم بأي عملية هجومية إلا إذا وصل إلى مرحلة تفوق على العدو في المعدات والكفاءة القتالية لجنوده، عندها فقط يمكنه القيام بعملية كاسحة يحرر بها سيناء كلها……. إلا أن الشاذلي لم يقتنع بأن هذا التوجه يتناسب مع الإمكانيات الفعلية للجيش، ولذلك طالب بأن يقوم بعملية هجومية في حدود إمكانياته، تقضي باسترداد من 10 إلى 12 كيلومترا في عمق سيناء…..بنى الفريق الشاذلي رأيه ذلك على أنه من المهم أن تفصل الإستراتيجية الحربية على إمكانياتك وطبقا لإمكانيات العدو….. وسأل الشاذلي الفريق صادق: هل لديك القوات التي تستطيع أن تنفذ بها خطتك ؟ فقال له: لا…… فقال له الشاذلي : على أي أساس إذن نضع خطة وليست لدينا الإمكانيات اللازمة لتنفيذها؟… و أنه ( الفريق صادق ) خطط للإنقلاب و الإستيلاء على المواقع الحيوية داخل القاهرة بعد أن اعتبر دخول السادات للحرب مغامرة بمستقبل مصر ، و لم يتحدث الشاذلي مع أحد عن هذه المخطط حتى لا يحكم على صادق بالإعدام…..و تم الاعداد لحرب أكتوبر بقدوم المشير أحمد إسماعيل إلى وزارة الحربية، و الذي رآه الشاذلي أنه تم اختياره لولاءه الشديد للسادات و كرهه لعبد الناصر، الأمر الذي لم يجده الكاتب حقيقيا مستشهدا بكلمة هيكل بأن إسماعيل و الشاذلي و الجمسي أفضل ثلاثة قادة عسكريين يمكنهم أن يقودوا القوات المسلحة في حرب ضد إسرائيل…… بعدها أقال الرئيس السادات الفريق صادق وعين المشير أحمد إسماعيل علي وزيراً للحربية والذي بينه وبين الفريق الشاذلي خلافات قديمة….
اما قصة خلافه الشهيرة مع أحمد إسماعيل , يقول الفريق الشاذلي : لم أكن قط على علاقة طيبة مع المشير أحمد إسماعيل علي. لقد كنا شخصيتين مختلفتين تماما لا يمكن لهما ان تتفقا….. وقد بدأ أول خلاف بيننا عندما كنت أقود الكتيبة العربية التي كانت من ضمن قوات الأمم المتحدة في الكونغو عام 1960م…. كان العميد أحمد إسماعيل قد ارسلته مصر على رأس بعثة عسكرية لدراسة ما يمكن لمصر ان تقدمه للنهوض بالجيش الكونوجولي….وقبل وصول البعثة بعدة أيام سقطت حكومة لومومبا التي كانت تؤيدها مصر بعد نجاح انقلاب عسكري، وقد كانت ميول الحكومة الجديدة تتعارض تماما مع الخط الذي كانت تنتجه مصر، وهكذا وجدت البعثة نفسها دون أي عمل منذ اليوم الأول لحضورها، وبدلا من أن تعود البعثة إلى مصر أخذ أحمد إسماعيل يخلق لنفسه مبرراً للبقاء في ليوبولدقيل على أساس أن يقوم بإعداد تقرير عن الموقف…..وتحت ستار هذا العمل بقي مع اللجنة ما يزيد على الشهرين…. وفي تلك الفترة حاول أن يفرض سلطته علي باعتبار أنه ضابط برتبة عميد بينما كنت أن وقتئذ برتبة عقيد، وبالتالي تصور أن من حقه أن يصدر التعليمات والتوجيهات…..ورفضت هذا المنطق رفضاً باتاً وقلت له إنني لا أعترف له بأية سلطة عليّ أو على قواتي…… وقد تبادلنا الكلمات الخشنة حتى كدنا نشتبك بالأيدي……. وبعد أن علمت القاهرة بذلك استدعت اللجنة وانتهى الصراع ولكن آثاره بقيت في أعماق كل منا….
من الاشياء التى قد لايعرفها الكثير ان الشاذلي كان مفتونا بشخصية جمال عبد الناصر و يدافع باستماته عن جميع أفعاله، أحيانا عبر مبررات تبدو واهية، و قال أنه اعتذر عام 1953 عن عرض عبد الناصر الانضمام إلى جهاز المخابرات بعد إعادة تنظيمه، مفضلا الاستمرار في الخدمة العسكرية، و حينما عاد من الولايات المتحدة كلفه عبدالناصر بإنشاء أول فرقة مظلات في مصر أثناء العدوان الثلاثي على مصر، و لم تتم العملية لتدمير القوات الجوية المصرية وقتها…..كما أرسله عبد الناصر في عام 1960 و هو برتبة عقيد للقاء لومومبا – رئيس الكونغو و الحفاظ على وحدة الأراضى هناك، و وزع الشاذلي في هذه الفترة مصاحف على أفراد الشعب الكونغولي مما أدخل بعضهم في الإسلام….. و حينما أغتيل لومومبا، و تولى موبوتو الحكم ، و معروف أنه كان يناصب مصر و عبد الناصر العداء و يصفهم بالمستعمرين، قرر الشاذلي بشكل منفرد تسريب جنوده من مواقعهم، كما أمن تهريب أبناء “لومومبا” إلى مصر قبل انسحاب الكتيبة المصرية…. و كانت القوى الاستعمارية و على رأسها أمريكا يخشون وجود مصر في “الكونغو” باعتباره شكل من الهيمنة على إفريقيا….
مما لاشك فيه ان الكثير من الساسة والمؤرخين والمحللين يرى ان حرب اليمن هى أكبر ورطة تعرض لها عبد الناصر…. و لكن على النقيض يرى الشاذلي أن المكاسب السياسية التي تحققت من حرب اليمن تمثلت في سقوط نظام رجعي متخلف، و قيام نظام تقدمي حديث يتواكب مع القرن العشرين يدخل في النسيج العربي….. و المكسب الثاني هو استقلال عدن؛ فلولا القوات المصرية لما استقلت، فكانت مصر تبعث للثوار بالأسلحة و الزخيرة… و حاول الشاذلي التهوين من حجم خسائر مصر في اليمن التي شارك فيها الشاذلي و كان مثالا للجرأة و التضحية…. ألم اقل لكم ان الشاذلي كان مفتونا بشخصية جمال عبد الناصر و يدافع باستماته عن جميع أفعاله، أحيانا عبر مبررات تبدو واهية !!..
أخطر ماقاله الشاذلي في مذكراته أنه لم تكن هناك خطة هجوم حتى عام 1971، بخلاف ما ذكره محمد فوزي وزير الحربية خلال الفترة 1968 إلى 1971، و بعد تولي الشاذلي رئاسة الأركان وضع خطة أطلق عليها “المآذن العالية”، كأول خطة هجومية، و كان تنفيذها يتطلب موافقة الاتحاد السوفيتي على توفير السلاح اللازم بأسرع وقت، و ذكر الشاذلي أن خطته تطورت حتى وصلت إلى الشكل النهائي الذي جرى في “حرب أكتوبر 1973 و أطلق عليها خطة “بدر”….. يقول الشاذلي عن الخطة التي وضعها للهجوم على إسرائيل واقتحام قناة السويس التي سماها “المآذن العالية” : إن ضعف قواتنا الجوية وضعف إمكاناتنا في الدفاع الجوي ذاتي الحركة يمنعنا من أن نقوم بعملية هجومية كبيرة.. ولكن في استطاعتنا أن نقوم بعملية محدودة، بحيث نعبر القناة وندمر خط بارليف ونحتل من 10 إلى 12 كيلومترا شرق القناة…. كانت فلسفة هذه الخطة تقوم على أن لإسرائيل مقتلين:
المقتل الأول : هو عدم قدرتها على تحمل الخسائر البشرية نظرًا لقلة عدد أفرادها…..
المقتل الثاني : هو إطالة مدة الحرب، فاسرائيل في كل الحروب السابقة كانت تعتمد على الحروب الخاطفة التي تنتهي خلال أربعة أسابيع أو ستة أسابيع على الأكثر؛ لأنها خلال هذه الفترة تقوم بتعبئة 18% من الشعب الإسرائيلي وهذه نسبة عالية جدًّا….ثم إن الحالة الاقتصادية تتوقف تمامًا في إسرائيل والتعليم يتوقف والزراعة تتوقف والصناعة كذلك ؛ لأن معظم الذين يعملون في هذه المؤسسات في النهاية ضباط وعساكر في القوات المسلحة؛ ولذلك كانت خطة الشاذلي تقوم على استغلال هاتين النقطتين…
الخطة كان لها بعدان آخران على صعيد حرمان إسرائيل من أهم مزاياها القتالية يقول عنهما الشاذلي: “عندما أعبر القناة وأحتل مسافة بعمق 10: 12 كم شرق القناة بطول الجبهة (حوالي 170 كم) سأحرم العدو من أهم ميزتين له؛ فالميزة الأولى تكمن في حرمانه من الهجوم من الأجناب؛ لأن أجناب الجيش المصري ستكون مرتكزة على البحر المتوسط في الشمال، وعلى خليج السويس في الجنوب، ولن يستطيع الهجوم من المؤخرة التي ستكون قناة السويس، فسيضطر إلى الهجوم بالمواجهة وعندها سيدفع الثمن فادحًا”….وعن الميزة الثانية قال الشاذلي: “يتمتع العدو بميزة مهمة في المعارك التصادمية، وهي الدعم الجوي السريع للعناصر المدرعة التابعة له، حيث تتيح العقيدة القتالية الغربية التي تعمل إسرائيل بمقتضاها للمستويات الصغرى من القادة بالاستعانة بالدعم الجوي، وهو ما سيفقده لأني سأكون في حماية الدفاع الجوي المصري، ومن هنا تتم عملية تحييد الطيران الإسرائيلي من المعركة…
في يوم 6 أكتوبر 1973 في الساعة 14:05(الثانية وخمس دقائق ظهراً) شن الجيشان المصري والسوري هجومًا كاسحًا على إسرائيل، بطول الجبهتين، ونفذ الجيش المصري خطة “المآذن العالية” التي وضعها الفريق الشاذلي بنجاح غير متوقع، لدرجة أن الشاذلي يقول في كتابه “حرب أكتوبر”: “في أول 24 ساعة قتال لم يصدر من القيادة العامة أي أمر لأي وحدة فرعية….. قواتنا كانت تؤدي مهامها بمنتهى الكفاءة والسهولة واليسر كأنها تؤدي طابور تدريب تكتيكي”… النقطة المفصلية فى حياة سعد الدين الشاذلى او نقطة ابتلاء سعد الدين الشاذلى بدأت عندما أرسلت القيادة العسكرية السورية مندوبًا للقيادة الموحدة للجبهتين التي كان يقودها المشير أحمد إسماعيل علي تطلب زيادة الضغط على القوات الإسرائيلية على جبهة قناة السويس لتخفيف الضغط على جبهة الجولان، فطلب الرئيس السادات من إسماعيل تطوير الهجوم شرقًا لتخفيف الضغط على سوريا، فأصدر إسماعيل أوامره بذلك على أن يتم التطوير صباح 12 أكتوبر….. من هنا عارض الفريق الشاذلي بشدة أي تطوير خارج نطاق الـ12 كيلو التي تقف القوات فيها بحماية مظلة الدفاع الجوي، وأي تقدم خارج المظله معناه أننا نقدم قواتنا هدية للطيران الإسرائيلي…..بناء على أوامر تطوير الهجوم شرقًا هاجمت القوات المصرية في قطاع الجيش الثالث الميداني (في اتجاه السويس) بعدد 2 لواء، هما اللواء الحادي عشر (مشاة ميكانيكي) في اتجاه ممر الجدي، واللواء الثالث المدرع في اتجاه ممر متلا…
في قطاع الجيش الثاني الميداني (اتجاه الإسماعيلية) هاجمت الفرقة 21 المدرعة في اتجاه منطقة “الطاسة”، وعلى المحور الشمالي لسيناء هاجم اللواء 15 مدرع في اتجاه “رمانة”. كان الهجوم غير موفق بالمرة كما توقع الشاذلي، وانتهى بفشل التطوير، مع اختلاف رئيسي، هو أن القوات المصرية خسرت 250 دبابة من قوتها الضاربة الرئيسية في ساعات معدودات من بدء التطوير للتفوق الجوي الإسرائيلي….بنهاية التطوير الفاشل أصبحت المبادأة في جانب القوات الإسرائيلية التي استعدت لتنفيذ خطتها المعدة من قبل والمعروفة باسم “الغزالة” للعبور غرب القناة، وحصار القوات المصرية الموجودة شرقها خاصة وأن القوات المدرعه التي قامت بتطوير الهجوم شرقا هي القوات التي كانت مكلفة بحماية الضفة الغربية ومؤخرة القوات المسلحة وبعبورها القنال شرقا وتدمير معظمها في معركة التطوير الفاشل ورفض السادات سحب ما تبقى من تلك القوات مرة أخرى إلى الغرب، أصبح ظهر الجيش المصري مكشوفا غرب القناة….. فيما عرف بعد ذلك بثغرة الدفرسوار…..والتي طوقت فيها القوات الإسرائيلية الجيش الثالث بالكامل في السويس. ووصلت القوات الإسرائيلية إلى طريق السويس القاهرة، ولكنها توقفت لصعوبة الوضع العسكري بالنسبة لها غرب القناة، خصوصا بعد فشل الجنرال شارون في الاستيلاء على الإسماعيلية وفشل الجيش الإسرائيلي في احتلال السويس مما وضع القوات الإسرائيلية غرب القناة في مأزق صعب وجعلها محاصرة بين الموانع الطبيعية والاستنزاف والقلق من الهجوم المصري المضاد الوشيك…
ثغرة الدفرسوار اكتشفتها طائرة استطلاع أمريكية لم تستطع الدفاعات الجوية المصرية إسقاطها بسبب سرعتها التي بلغت ثلاث مرات سرعة الصوت وارتفاعها الشاهق وجود ثغرة بين الجيش الثالث في السويس والجيش الثاني في الإسماعيلية، وقام الأمريكان بإبلاغ إسرائيل ونجح أرئيل شارون قائد إحدى الفرق المدرعة الإسرائيلية بالعبور إلى غرب القناة من الثغرة بين الجيشين الثاني والثالث، عند منطقة الدفرسوار القريبة من البحيرات المرّة بقوة محدودة ليلة 16 أكتوبر، وصلت إلى 6 ألوية مدرعة، و3 ألوية مشاة مع يوم 22 أكتوبر. احتل شارون المنطقة ما بين مدينتي الإسماعيلية والسويس، ولم يتمكن من احتلال أي منهما وكبدته القوات المصرية والمقاومة الشعبية خسائر فادحة…. في يوم 17 أكتوبر طالب الفريق الشاذلي بسحب عدد 4 ألوية مدرعة من الشرق إلى الغرب ؛ ليزيد من الخناق على القوات الإسرائيلية الموجودة في الغرب، والقضاء عليها نهائيًّا، علماً بأن القوات الإسرائيلية يوم 17 أكتوبر كانت لواء مدرع وفرقة مشاة فقط وتوقع الفريق الشاذلي عبور لواء إسرائيلي إضافي ليلا لذا فطالب بسحب عدد 4 ألوية مدرعة تحسبا لذلك وأضاف أن القوات المصرية ستقاتل تحتة مضلة الدفاع الجوي وبمساعدة الطيران المصري وهو ما يضمن التفوق المصري الكاسح وسيتم تدمير الثغرة تدميرا نهائيا وكأن عاصفة هبت على الثغرة وقضت عليها (حسب ما وصف الشاذلي)، وهذه الخطة تعتبر من وجهة نظر الشاذلي تطبيق لمبدأ من مبادئ الحرب الحديثة، وهو “المناورة بالقوات”، علمًا بأن سحب هذه الألوية لن يؤثر مطلقًا على أوضاع الفرق المشاة الخمس المتمركزة في الشرق….لكن السادات وأحمد إسماعيل رفضا هذا الأمر بشدة، بدعوى أن الجنود المصريين لديهم عقدة نفسية من عملية الانسحاب للغرب منذ نكسة 1967، وبالتالي رفضا سحب أي قوات من الشرق للغرب، وهنا وصلت الأمور بينهما وبين الشاذلي إلى مرحلة الطلاق…..في 13 ديسمبر 1973م وفي قمة عمله ونبوغه العسكري بعد حرب أكتوبر تم تسريح الفريق الشاذلي من الجيش بواسطة الرئيس أنور السادات وتعيينه سفيراً لمصر في إنجلترا ثم البرتغال….
لقد أراد أحمد إسماعيل تطوير الهجوم و رفض الشاذلي ذلك حيث لا تتحرك قوات برية بدون غطاء جوي حتى لا يدمر جزء كبير من القوات البرية، و اعتبر الشاذلي أن قرار المشير هو بداية الأخطاء التي أدت إلى الثغرة الشهيرة و دخول “آرييل شارون” بقواته إلى الضفة الغربية لقناة السويس، حدثت منذ 14 أكتوبر أكبر خسائر لقواتنا منذ بداية الحرب، و حينما اقترح الشاذلي سحب الألوية و الفرق المدرعة لتصفية الثغرة هدده السادات بتقديمه للمحاكمة، بل و اتهم الشاذلي بالتسبب في الثغرة و عزله و عين مكانه المشير عبد الغني الجمسي…. و كان مبارك قائد القوات الجوية وقتها يثير المشير إسماعيل ضد الشاذلي، ثم اثار السادات نفسه…..
في 13 مايو 1974 سافر الشاذلي إلى لندن ليبدأ رحلته في السلك الدبلوماسي و تبدأ معركة أخرى مع نظام السادات، و من بعده مبارك….. و كان الشاذلي يعلم أن هدف السادات إبعاده عن القاهرة، و قد انتقد الشاذلي السادات حينما التقى بالإسرائيليين ، فتم إبعاده ليكون سفيرا بالبرتغال خاصة أن شعبيته زادت ببريطانيا، و بعدها اتهم الشاذلي السادات بالديكتاتورية ، و بعد معلومات عن تعاون الشاذلي مع القذافي تم الإستغناء عن خدماته ، كما أوردت وزارة الخارجية المصرية …و واصل الشاذلي انتقاداته للسادات، و اختار أن ينفى في الجزائر حيث كانت تربطه صداقة وطيده مع الرئيس الجزائري “هواري بومدين” آنذاك…. و أنهى الشاذلي كتابه مذكراته في عام 1977 و لكنه لم يجد لها ناشر مما دفعه لنشرها بنفسه مستعينا بمحرر عسكري إنجليزي اسمه جون بيري من جريدة “صنداي تايمز”، و نشر الكتاب في أمريكا و لاقى توزيعا جيدا… و قاومت الأنظمة العربية نشر الكتاب في طبعته الثانية…و في يوم 1979 بعث الشاذلي ببلاغ للنائب العام ضد أنور السادات رئيس الجمهورية اتهمه فيه بالاهمال الجسيم، تزييف التاريخ، و إساءة استخدام السلطة…. وللتاريخ هذا هو نص الخطاب الذي وجهه الفريق الشاذلي إلى النائب العام :
السيد النائب العام:
تحية طيبة.. وبعد، أتشرف أنا الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو 1971 وحتى 12 ديسمبر 1973، أقيم حاليا بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية بمدينة الجزائر العاصمة وعنواني هو صندوق بريد رقم 778 الجزائر- المحطة b.p 778 alger. Gare بأن اعرض على سيادتكم ما يلي:
أولا: إني أتهم السيد محمد أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية بأنه خلال الفترة ما بين أكتوبر 1973 ومايو 1978، وحيث كان يشغل منصب رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية بأنه ارتكب الجرائم التالية
الإهمال الجسيم :
وذلك أنه وبصفته السابق ذكرها أهمل في مسئولياته إهمالا جسيما واصدر عدة قرارات خاطئة تتعـارض مع التوصيات التي أقرها القادة العسكريون، وقد ترتب على هذه القرارات الخاطئة ما يلي:
- نجاح العدو في اختراق مواقعنا في منطقة الدفرسوار ليلة 15/16 أكتوبر 1973 في حين أنه كان من الممكن ألا يحدث هذا الاختراق إطلاقا….
- فشل قواتنا في تدمير قوات العدو التي اخترقت مواقعنا في الدفرسوار، في حين أن تدمير هذه القوات كان في قدرة قواتنا، وكان تحـقيق ذلك ممكنا لو لم يفرض السادات على القادة العسكريين قراراته الخاطئة…
- نجاح العدو في حصار الجيش الثالث يوم 23 أكتوبر 1973، في حين أنه كان من الممكن تلافي وقوع هذه الكارثة….
تزييف التاريخ :
وذلك أنه بصفته السابق ذكرها حاول ولا يزال يحاول أن يزيف تاريخ مصر، ولكي يحقق ذلك فقد نشر مذكراته في كتاب أسماه البحث عن الذات وقد ملأ هذه المذكرات بالعديد من المعلومات الخاطئة التي تظهر فيها أركان التزييف المتعمد وليس مجرد الخطأ البريء…
الكذب :
وذلك أنه كذب على مجلس الشعب وكذب على الشعب المصري في بياناته الرسمية وفي خطبه التي ألقاها على الشعب أذيعت في شتى وسائل الإعلام المصري… وقد ذكر العديد من هذه الأكاذيب في مذكراته البحث عن الذات ويزيد عددها على خمسين كذبة، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي :
* إدعاءه بأن العدو الذي اخترق في منطقة الدفرسوار هو سبعة دبابات فقط واستمر يردد هذه الكذبة طوال فترة الحرب….
* إدعاءه بأن الجيش الثالث لم يحاصر قط في حين أن الجيش الثالث قد حوصر بواسطة قوات العدو لمدة تزيد على ثلاثة أشهر….
الادعاء الباطل :
وذلك أنه ادعى باطلا بأن الفريق الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية قد عاد من الجبهة منهارا يوم 19 أكتوبر 1973، وأنه أوصى بسحب جميع القوات المصرية من شرق القناة، في حين أنه لم يحدث شيء من ذلك مطلقا….
إساءة استخدام السلطة :
وذلك أنه بصفته السابق ذكرها سمح لنفسه بان يتهم خصومه السياسيين بادعاءات باطلة، واستغل وسائل إعلام الدولة في ترويج هذه الادعاءات الباطلة… وفي الوقت نفسه فقد حرم خصومه من حق استخدام وسائل الإعلام المصرية التي تعتبر من الوجهة القانونية ملكا للشعب للدفاع عن أنفسهم ضد هذه الاتهامات الباطلة….
ثانيا: إني أطالب بإقامة الدعوى العمومية ضد الرئيس أنور السادات نظير ارتكابه تلك الجرائم ونظرا لما سببته هذه الجرائم من أضرار بالنسبة لأمن الوطن ونزاهة الحكم….
ثالثا: إذا لم يكن من الممكن محاكمة رئيس الجمهورية في ظل الدستور الحالي على تلك الجرائم، فإن أقل ما يمكن عمله للمحافظة على هيبة الحكم هو محاكمتي لأنني تجرأت واتهمت رئيس الجمهورية بهذه التهم التي قد تعتقدون من وجهة نظركم أنها اتهامات باطلة…. إن البينة على من ادعى وإني أستطيع- بإذن الله- أن أقدم البينة التي تؤدى إلى ثبوت جميع هذه الادعاءات وإذا كان السادات يتهرب من محاكمتي, على أساس أن المحاكمة قد تترتب عليها إذاعة بعض الأسرار، فقد سقطت قيمة هذه الحجة بعد أن قمت بنشر مذكراتي في مجلة “الوطن العربي” في الفترة ما بين ديسمبر 1978 ويوليو 1979 للرد على الأكاذيب والادعاءات الباطلة التي وردت في مذكرات السادات… لقد اطلع على هذه المذكرات واستمع إلى محتوياتها عشرات الملايين من البشر في العالم العربي ومئات الألوف في مصر….
الفريق سعد الدين الشاذلي
و في اكتوبر عام 1981 تم اغتيال السادات على يد ضابط جيس إسلامي و هو خالد الإسلامبولي، و اصدر بعدها الشاذلي بيانا اكد فيه ان نهاية السادات جاءت بسبب سياسته القمعية و معارضته للحريات، و سعيه لعزل مصر عن الأمة العربية….يقول المشير محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة العمليات أثناء حرب أكتوبر في مذكراته (مذكرات الجمسي) حرب أكتوبر 1973م صفحة ـ 421 ـ : ( لقد عاصرت الفريق الشاذلي خلال الحرب، وقام بزيارة الجبهة أكثر من مرة، وكان بين القوات في سيناء في بعض هذه الزيارات….. وأقرر أنه عندما عاد من الجبهة يوم 20 أكتوبر لم يكن منهاراً، كما وصفه الرئيس السادات في مذكراته (البحث عن الذات ص 348) بعد الحرب….. لا أقول ذلك دفاعاً عن الفريق الشاذلي لهدف أو مصلحة، ولا مضاداً للرئيس السادات لهدف أو مصلحة، ولكنها الحقيقة أقولها للتاريخ.. )…..الشاذلي كان يترأس مبارك في حرب أكتوبر المجيدة، و عندما تولى مبارك حكم مصر، زور التاريخ ليبالغ في صناعة مجد شخصي، بزعم دور محوري للضربة الجوية في النصر، مع تحقير و تهوين و تشويه خطة المعركة الرئيسية التي وضعها و تابع تنفيذها الشاذلي، و قيدت الأقلام لترد الاعتبار للبطل الحقيقي….. و كان الإعلام كالأوركسترا للرئيس مبارك لا يرى سوى الضربة الجوية، رغم محدودية دورها بشهادة العسكريين و المؤرخين….في مصر، و في أوائل الثمانينات تحديدا، صدر قرار الرئيس المخلوع مبارك بمحاكمة الشاذلي أمام القضاء العسكري بتهمة افشاء أسرار عسكرية و ذلك في عام 1983، و تم الحكم عليه غيابيا بالسجن ثلاث سنوات…. و بالفعل أودع الشاذلي في السجن عام 1992 بعد عودته إلى مصر، و سحب منه نجمة سيناء….. و كان عداء مبارك للشاذلي يرجع لأسباب عدة بينها شعور الأول بأن الشاذلي سينافسه في بطولة حرب أكتوبر و كذلك لممارسة الشاذلي هجوم ضده خلال حرب الخليج عام 1991…. قال الشاذلي في كتابه “لقد شارك حسني مبارك شخصيا في التآمر ضد العراق، و في تعبئة وسائل الإعلام المصري لتبرير إقدامه على إرسال قوات مصرية إلى السعودية، و لتشويه بعض الحقائق، و قد أرسل مبارك رسالة سرية إلى بوش في منتصف اغسطس يستعجله للقيام بضرب العراق قبل أن ينفجر الشارع المصري…… و لو لم يبارك كل من النظام المصري و السعودي التدخل العسكري في المنطقة، لأصبح في حكم المستحيل أن تصدر القمة العربية قرارا يبيح التدخل العسكري الأمريكي في الأزمة”….
لقد عاش سعد الشاذلي مقاتلا صلبا لم ينحن لانه يؤمن ان لاينحن لاحد مهما كان الامر ضروريا .. فقد لا تواتيه الفرصة لينتصب مرة اخرى ، و لم يجبن ، و لم يصفق، فشاء الله أن يرد له الاعتبار بعد أن سبقنا إلى دار الحق المطلق، فكرموه و خلدوه و احتفوا به، بينما طاردت اللعنات من ظلمه و اضطهده و حاكمه زورا و بهتانا و ألقى به في غياهب السجن …لقد حاكم مبارك الشاذلي بالخيانة و إفشاء الأسرار العسكرية، و تم الحكم عليه غيابيا أثناء وجوده في المنفى الاختياري بالجزائر، و لكن القضاء أنصفه ، و رحل عن حياتنا قبل تنحي مبارك بساعات و هو يقول : “نهبونا” ردا على أسرته التي قالت له على فراش المرض أن المصريين يثورون في الشوارع ضد الفاسدين…الجدير بالذكر أن الفريق الشاذلى هو الوحيد من قادة حرب أكتوبر الذي لم يتم تكريمه بأى نوع من أنواع التكريم, وتم تجاهله في الاحتفالية التي أقامها مجلس الشعب المصري لقادة حرب أكتوبر والتي سلمهم خلالها الرئيس أنور السادات النياشين والأوسمة كما ذكر هو بنفسه في كتابه مذكرات حرب أكتوبر…. على الرغم من دوره الكبير في إعداد القوات المسلحة المصرية, وفى تطوير وتنقيح خطط الهجوم والعبور، واستحداث أساليب جديدة في القتال وفى استخدام التشكيلات العسكرية المختلفة، وفى توجيهاته التي تربى عليها قادة وجنود القوات المسلحة المصرية…
ذكر الفريق الشاذلي في مذكراته بأنه قد تم منحه نجمة الشرف أثناء عمله كسفير في إنجلترا من قبل مندوب من الرئيس السادات….يقول الفريق الشاذلي : في عام 1974 وبينما كنت سفيراً لمصر في لندن حضر الي مكتبي ذات يوم الملحق الحربي المصري وهو يكاد ينهار خجلاً.. كان متردداً وهو يحاول أن يتكلم إلى أن شجعته على الكلام فقال : سيادة الفريق.. أني لا أعرف كيف أبدأ وكم كنت أتمنى ألا اجد نفسي أبدا في هذا الموقف ولكنها الأوامر صدرت إلي لقد طلب مني ان أسلم إليكم نجمة الشرف التي أنعم عليكم بها رئيس الجمهورية….استلمت منه الوسام في هدوء وأنا واثق أن مصر وليس (السادات حاكم مصر) سوف يكرمني في يوم من الأيام بعد أن تعرف حقائق وأسرار حرب أكتوبر. ليس التكريم هو أن أمنح وساماً في الخفاء ولكن التكريم هو أن يعلم الشعب بالدور الذي قمت به…. سوف يأتي هذا اليوم مهما حاول السادات تأخيرة ومهما حاول السادات تزوير التاريخ….حينما خرج الشاذلي من السجن عاد لقريته و خصص أرضا كوقف للإنفاق على مسجد، و عاش كخبير استراتيجي يكتب و يحلل كل ما يدور على الساحة ، و في عام 2011 ردت القوات المسلحة الاعتبار إلى الفريق الشاذلي، و منحته أوسمته مرة أخرى….
لقد تُوفي مهندس حرب أكتوبر وواضع خطتها التى كسرت اعناق قادة اسرائيل ورئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق سعد الدين الشاذلي يوم الخميس 7 ربيع الأول 1432 هـ الموافق في 10 فبراير / شباط 2011 م، بالمركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة، عن عمر بلغ 88 عامًا قضاها في خدمة وطنه بكل كفاءة وأمانة وإخلاص، وقد جاءت وفاته في خضم ثورة25يناير 2011 في مصر، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض، وقد شيّع في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة بعد صلاة الجمعة… عبرت عن مدى حب الشعب لسعد الدين الشاذلى وبغضهم لمبارك ..الغريب فى الامر ان من نعم الله على عبده ان لايميته قبل ان يقر عينا برؤية من ظلمه وهو يذل بعد عز ويداس بالاقدام … لقد كانت جنازته في نفس اليوم الذي أعلن فيه عمر سليمان تنحي الرئيس حسني مبارك عن منصبه كرئيس للجمهورية…. وأعاد المجلس الأعلى للقوات المسلحة نجمة سيناء لأسرة الفريق الشاذلي بعد تنحي مبارك بأسبوعين …!!! رحل الفريق سعد الدين الشاذلى وترك لعنة قديس العسكرية المصرية التى تطارد كل كاذب او خائن او عميل داخل المؤسسة العسكرية !!!
خاص بانوراما الشرق الاوسط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق