بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
الانتخابات الرئاسية تُربكُ السيد المرزوقي والمُحيطين به
|
شبكة البصرة
|
نورالدين المباركي/اعلامي |
1
- التوضيح الصادر أمس الجمعة حول "تشويه" تصريحات الناطق الرسمي باسم رئاسة
الجمهورية عدنان منصر التي زعم فيها أن "مؤسسة الرئاسة أحبطت محاولة انقلابية
عسكرية وأمنية وسياسية"، هو حلقة أخرى من حلقات الارتباك التي يتخبط فيها
الرئيس المؤقت السيد المنصف الرزوقي و الطاقم المحيط به استعدادا للمرحلة
المقبلة و عنوانها الابرز الانتخابات الرئاسية.
2- لم يُحدد السيد المرزوقي موقفه النهائي من الترشح أو عدمه لهذه الانتخابات،
لكن عديد المؤشرات تدفع للقول إنه بصدد تهيئة الأرضية المناسبة ليضمن نتائج
ايجابية في صورة ما قرر إعلان الترشح.
3- أول العناصر التي انطلق الاشتغال عليها منذ فترة، خلق حالة من التعاطف حول
مؤسسة الرئاسة، تقوم على أن هذه المؤسسة مازالت تمثل "ضمير الثورة"، لأن السيد
المرزوقي رئيس لا صلاحيات له في السياسة الاقتصادية والاجتماعية وبالتالي لن
يستطيع الحديث عن "انجازاته" المتعلقة بالمعيشة اليومية للتونسيين، أما السياسة
الخارجية فإنها لا تهم كثيرا التونسيين، تهم السياسيين والمراقبين، يبقى الحل
اذا في ابتكار قصص تؤكد حجم انجازاته وهو في قصر قرطاج، تكون مستمده من
صلاحياته.
4- في هذا الاطار جاء "الكتاب الأسود"، "لفضح منظومة الدعاية التي اعتمدها نظام
بن علي"، وجاءت تصريحات السيد عدنان منصر ان مؤسسة الرئاسة أحبطت انقلابا دفعت
اليه "الثورة المضادة والجهات التي تريد الانقلاب على الشرعية".
5- الرسالة هي أن الاعلام و"الانقلابيين " كانا عنوانين بارزين طيلة حكم
الترويكا باعتبارهما يمثلان الثورة المضادة، لكن لا حكومة السيد حمادي الجبالي
ولا حكومة السيد علي العريض اتخذتا في شأنهما الخطوات الضرورية، مما جعل
الحكومتين تتعرضان لانتقادات شديدة من أنصارها. الخطوة جاءت من "ضمير الثورة"
مؤسسة الرئاسة، باصدارها الكتاب الأسود واحباط انقلاب كان سيفتح الباب على حمام
دم في البلاد.
6- أما الهدف فهو خلق حالة من التعاطف مع هذه المؤسسة واستمالة الغاضبين من
أداء حكومتي الترويكا، وتحويلهم الى حزام انتخابي خلال الفترة المقبلة، وقد
نجحت الرئاسة فعلا في خلق التعاطف معها و الاشادة بما قامت به، من عدد من قواعد
حركة النهضة ومن " رابطات حماية الثورة" وغيرها، و يبدو ان الجمهور هو المستهدف
برسائل مؤسسة رئاسة الجمهورية.
7- لكن للواقع معطيات أخرى، فقد تحول " الكتاب الأسود" الى نقطة ادانة لرئاسة
الجمهورية لأنها تصرفت في الارشيف دون ضوابط و أدانت اطرافا لتحتل مكان القضاء
و العدالة الانتقالية، مما دفعها للتبرؤ من الكتاب و رمي المسؤولية على المطبعة
الرسمية (التي قامت بتسريبه)، وما صرح به قبل ايام السيد عدنان منصر : "الذين
وردت اسماءهم في الكتاب الأسود لا يعني إدانتهم"، هو قمة التراجع. وكما تم
التراجع عن تحمل مسؤولية الكتاب الأسود، تم التراجع أيضا عن قصة الانقلاب تحت
عنوان "تشويه التصريحات ".
8- وهذا ارتباك يبرز ان الرئيس المنصف المرزوقي مازال يبحث عن كيفية العودة الى
قصر قرطاج بعد الانتخابات المقبلة، لكنه لا يعرف كيف، فالحزب الذي اسسه انقسم
الى أربعة أحزاب، والتحالفات الحزبية التي أوصلته بعد أكتوبر 2011 الى قصر
قرطاج في طريقها للاندثار، ورصيده خلال السنتين الاخيرتين ضعيف
|
شبكة البصرة
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الاثنين، 3 مارس 2014
نورالدين المباركي : الانتخابات الرئاسية تُربكُ السيد المرزوقي والمُحيطين به
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق