من يغضبك يسيطر عليك! لا تعطي احدا تلك الفرصة (القوة)
The one that angers you Controls you.
Don’t
give anyone that power!
حكمة عالمية
يحق للشهداء والجرحى ومن يقاتل الاحتلال الايراني وعموم ابناء العراق في هذا
اليوم المبارك الاحد 2-3-2014 الاحتفال مسرورين بما تحقق من خطوات كبيرة على
طريق تحرير العراق وانهاء كوارث شعبه غير المسبوقة وقدرة طليعة العراق وحكمتها
وترفعها عن الصغائر وفتح صدرها لكافة ابناء العراق بدون اي تمييز،
فقد تكاملت ادوات الثورة وعوامل تصعيدها وتعزيز
وحدة صفوفها، وسيشهد ابناء العراق على الارض وبأقرب مما يتصور البعض بان الثورة
التي فجرها ابطال العراق ابتداءا من مجزرة الحويجة وتواصل جهادهم المقدس حتى
وصلت الانبار وديالى وصلاح الدين ونينوى وذي قار وبابل وكربلاء وغيرها، بان هذه
الثورة لها من يحميها ويحافظ على هويتها ويمنع تحويلها الى فوضى هلاكة كما حصل
في مصر وتونس وسوريا وليبيا واليمن.
وكما في اي ثورة هناك مشاكل وتحديات وعقبات ولكن الحكمة وسعة الصدر واحترام
كافة ابناء العراق افرادا وجماعات ومشاركتهم الطوعية في الثورة هي ضمانات النصر
الاخير وعوامل افشال اي مخطط متوقع، فالثورة الوطنية في اي بلد ما ان تؤكد
هويتها الوطنية حتى تبدأ عمليات التأمر من خارجها او حتى من داخلها باستغلال
عناصر ضعيفة او مصابة بداء حب السلطة والتسلط للقيام باعمال تفرق الصفوف، وهي
موجودة في كل زمان ومكان، وهكذا تتعرض الثورة لامتحان اصالتها ووعي طليعتها
وحكمتها وقدرتها على تمييز الاخطاء العفوية عن الاعمال المتعمدة، فتعالج الاولى
بروح المسؤولية والتجرد وتزيل اسباب الثانية بالصرامة الثورية المطلوبة.
لذلك كل عراقي يقوم بدوره في تحرير العراق ووضع نهاية حاسمة للكوارث التي تدمر
شعب العراق يهمه وقبل كل شيء صفاء النفوس وتجنب الفتن والتعالي على الانانية
الشخصية والكتلوية، وهذا لن يتم الا ببقاء الصدور مفتوحة وتقبل اخطاء البعض
وتحملها بصبر لا حدود له لمنع اطلالة قرون ابليس، وابقاءه محبوسا في قمقمه
التاريخي. هناك اسطورة يونانية اسمها (صندوق باندورا) وهناك قصة عراقية موجودة
في (الف ليلة وليلة) هي قصة (الفانوس السحري)، ففي الاسطورة اليونانية فان
(صندوق باندورا) يحتوي على شرور الكون كلها محبوسة داخله ولذلك فان دعاة الخير
يحذرون دوما من فتح صندوق باندورا، اما في المصباح السحري فان جني علاء الدين
وان كان يقدم الهدايا الثمينة وحسب طلب من يفركه الا انه قد يقدم كوارث ايضا
اذا كان من يفركه سجين رغبات انانية او مرضية.
لذلك فان اول واهم متطلبات تحقيق انقاذ سريع للعراق وشعبه هو تجنب الفتن بمنع
فتح صندوق باندورا او فرك مصباح علاء الدين، ويجب الابتعاد عنهما والتقيد بما
تقدمه ارض الجهاد من معطيات مادية ثابتة بعيدا عن اوهام البعض عن قوته الخاصة.
فمن يقاتل حقا ويقف على ارض العراق ولديه القدرة والخبرة والامكانية والاخلاص
التام لهدف تحرير شعب العراق من كوارثة الحالية سيضمن للعراق غدا امنا ووطنا
اعيد بناءه وجراحا ضمدت، اما من لا يملك هذه الامكانيات ويحاول التسابق المحموم
لتحقيق سبق مؤقت فأنه يقوم عمليا، وبغض النظر عن النوايا، باعادة فتح جراح
العراق ووضع ليس الملح عليها بل رش فايروسات الشرذمة وظيفتها الاساسية شق
الصفوف وشرذمة الثوار لايصال الثورة الى حالة انها تصبح داء وبيلا اخرا بدل ان
تكون الدواء. هل ترون الى اين وصلت مشاريع التغيير او الثورة الشعبية في سوريا
ومصر وتونس واليمن وليبيا نتيجة رش هذه الفايروسات؟
ان احترام ارادة الشعب العراقي وحقه في الحياة الكريمة والامنة والكرامة
والاستقرار يجب ان تعلو فوق الاحزاب والجماعات والافراد وبلا اي استثناء،
وفوقنا نحن البعثيون قبل غيرنا، لان الشعب العراقي يراقب وهو شعب يقرأ الممحي
ويعرف الخفايا حتى لو موهت، وعلينا جميعا احترام هذا الشعب الذي تعرض لالام لا
يستحقها لزمن طال كثيرا وحان الوقت لوضع حد لها.
لاخذ العبرة فقط فان ما حصل في مصر مثلا التي تعاني الان من تلك المحاولة
المشبوهة لنشر الفوضى الهلاكة والتي شجعت امريكا عليها ودعمتها واوصلت من اجل
تفجيرها الى الحكم من لا يستحقه او لا يستطيع تحقيق اهداف الشعب العاجلة، وان
وصل لا يستطيع المحافظة عليه وتقديم الخدمات المطلوبة، فماذا حصل؟ احترق هو
وجماعته بسرعة بعد عام فقط وتحول الدعم له الى لعنة عليه وخرجت الملايين تهتف
ضده واسقطته ملعونا ومذموما! ومن اوصل الحاكم الساذج هو نفسه الذي ساهم في
اسقاطه وهو امريكا!
من لايريد ان تلفه ظلمة القبر او ظلام خطيئة افشال الثورة عليه ان يتذكر دائما
ولا ينسى ولو للحظة ان امريكا لا (تحب) اي عراقي وطني حقيقي مهما كانت
ايديولوجيته وجماعته ولكنها تريد توريط البعض بسباق (من يحكم اولا) وتغذية
اوهام قد تكون قاتلة لديه كي يحاول حرف الثورة عن هدفها الاصلي والاعظم وهو
تحرير الشعب من الكوارث وتحرير الوطن من الاحتلال بزجها في نفق ظالم ومظلم هو
نفق الفوضى الهلاكة، في تكرار مستنسخ كاربونيا من احداث وقعت في مصر وتونس
وليبيا واليمن وسوريا، وكأن البعض لا يقرأ، وان قرأ لا يفهم ما يقرأه، فيخرج
باستنتاج انه مستثنى من قاعدة تطبيق الخطة الامريكية الصهيونية!
وحتى المريض بهذا الداء يحتاج منا لرعاية خاصة وهي تبصيره لذلك ومن منطلق تجارب
العراق والامة العربية كلها، ننصح الجميع، واول المنصوحين انفسنا قبل غيرنا،
بان نبتعد عن عبادة التفرد والاقصاء والاجتثاث للاخرين والعمل سوية مع الجميع
بروح الام، بكل حنانها ورقتها وتسامحها، وليس بسلوكية الاب بكل حزمه وقسوته مع
ابناءه، فالعراق يحتاج لروح الام لتضميد الجراح وتجنب سلوكية الاب القاسي الذي
لا يبتسم وان ابتسم فلكي يعود للتجهم!
بروح الام وحنانها يكون طريق السلطة مشروعا ومقبولا بالاتفاق او بالوسائل
الشرعية المعروفة وليس بوسائل الخداع الاعلامي وصرف الاموال كما يفعل الغرب
وادواته العربية التي حولت مشاريع الثورات العربية الى كوارث لم يسبق لها مثيل
للامة العربية.
ليتذكر كل وطني بان السفارة الامريكية في بغداد هي اكبر سفارة امريكية في
العالم وهي اكبر من سفارة امريكا في الصين،العدو المستقبلي الاول، وفي روسيا
العدو الجديد الان، وفي السفارة اكثر من 15 الف امريكي وهذا الرقم لا يوجد ايضا
في اي سفارة لامريكا او غيرها في كل العالم ويوجد فقط في العراق، وكلهم من خيرة
نخب امريكا : المخابرات والدبلوماسية والعسكر، والهكرز الجاهزين للتزوير
واستخدام الفوتوشوب لجعل من يعيش في جنة الواق واق وليس في العراق يظهر كأنه
يقاتل في الانبار! وتحت (امرة) هذه السفارة في المنطقة الخضراء القوات
الامريكية في الكويت وتركيا وغيرهما جاهزة للقيام بعمليات (انتقائية) او
(جراحية) في العراق في اي لحظة، ولديها مليارات الدولارات المعدة لشراء الذمم!
هل تتذكرون ذلك ام نسيتموه؟
وهذه السفارة ايها السادة، تعمل بنشاط محموم ولا تتوقف ليل نهار لان من فيها
روبوتات بشرية معدة سلفا، وهي ليست نائمة لتترك من يلعب بمصير العراق وحده ولا
تحاول احتواءه بهذه الطريقة او تلك ومهما كان شريفا ونظيفا، ليقوم بدور المقسم
والمشتت للقوى الوطنية. والسفارة لم تصل لهذا المستوى لتكون ايضا مرقصا فريدا
فقط او فندق عشرة نجوم فقط بل هي وقبل هذا وذاك وكر ابليس الموجود فوق اكتاف
الجميع يحرض ضد الرحمن ويشجع الجميع على فتح صندوق باندورا، او ان ابليس يهدي
للبعض مصباح علاء الدين بشرط ان يطلب من الجني ان يساعده على الوصول للحكم
الانفراد به وهو طلب يدفع لاشعال الفتنة! اذا لم نحسب الامور بهذه الطريقة فان
اول الواقعين في الفخ الامريكي ربما يكون هو الاشد رفضا للوقوع فيه.
وعلينا ان ننبه (الرياضيين) المشاركين في سباق الركض بانه سباق الالف متر وليس
سباق المائة متر ولهذا فان متسابقا يستطيع تحقيق التقدم خطوة على بقية
المتسابقين عندما يحقن ب(منشط) معروف لكنه وبعد المائة متر يفقد نشاطه
(ويبنجر)، عندها تتفوق القدرة الطبيعية على المنشط المحرم دوليا واخلاقيا،
والان وطنيا في حال العراق، ولا يبقى في ساحة سباق الالف متر الا الشباب
الاقوياء بلا منشطات محرمة.
ان ثوار العراق يفتحون قلوبهم وعيونهم وصدورهم لكل من يريد التعاون من اجل عراق
محرر من الكوارث وينام فيه المواطن بلا خوف او قلق او جوع او تسول، وهم لم ولن
يلتفتوا لموقف سلبي سابقا او لاحقا فتلك مطبات لا يجوز لعاقل ان يعثر بها وهو
يسير نحو الغد واثقا من قدراته وصواب نهجه وحتمية التعاون والاتحاد مع الاخرين
من الوطنيين الجادين. والفتنة الاكبر تحدث عندما نرى قرون الشيطان تولد من رحم
فكرة (من يسبق الاخر)، وهنا يكمن مقتل خطير لمن يريد السباق بدل التوافق
والاتفاق، فالسباق كما قلنا لالف متر وليس لمائة وهذه المسافة كفيلة بفضح
العاجز المتعاطي للمنشطات وانهياره في الربع الاول من السباق، وعلى من يشك بصحة
ما اقول عليه ان يسأل ضابطا شارك في القادسية الثانية عن الامر.
تحملوا يا طليعة العراق فقد كنتم خير من تحمل وضحى، الم تقدموا حتى الان اكثر
من 150 الف شهيد؟ الم يشاهد كل العراق كيف ان رموزكم البطولية في محاكم
الاحتلال قد مثلت العراق،كل العراق، ببطولته وشهامته ونقاءه وتمسكه بالقيم وبحب
العراق ورفض مغريات الحكم والمال والجاه؟ هل نسينا ان اكبر رمز حديث للبطولة في
عصر التصوير وربما في كل العصور هو الشهيد صدام حسين؟ هؤلاء منكم وهم رفاقكم
وليس من الاخرين فلا تبخسوا قيمتكم ودوركم التاريخي بالاستسلام لردود الافعال
والانتقام فهي مزايا الضعفاء والفاشلين. اليس لهذه الحقائق المعاشة من (حوبة)
ومعنى ونتائج؟ الا يجعلنا ذلك الام الحنون التي تسامح وتبقى منفتحة بلا يأس على
الاخرين من الاخوة حتى لو اساءوا الينا من اجل عيون العراق الامن والمستقر
والعزيز؟
واخيرا، ولكي لا يفسر كلامنا بطريقة لم اقصدها رغم وضوحه ودقة معانيه وكلماته،
كما حصل سابقا ونسب لي ما لم اقله، اقول هذه الملاحظات تنطبق علينا نحن
البعثيون قبل غيرنا فابليس موجود في كل صدر مؤمن لكن هناك من يستطيع قمع ابليسه
ونحن منهم وكانت قمة قمعنا لابليس عندما اعتلى الشهيد صدام منصة الشرف يوم
الاستشهاد، كلامي هنا هو نصيحة قلبية للجميع من
كافة الاتجاهات فتجربتي في السياسة التي تجاوزت نصف القرن ربما تفيد غيري ممن
لم يحتكوا كثيرا وكانوا في عزلة اختاروها هم ولم تفرض عليهم، ونبينا العظيم قال
(اطلب العلم من المهد الى اللحد) وقال جدنا القومي ايضا (اطلب العلم ولو كان في
الصين)، وانا كاتب هذه السطور لست في الصين ولا اتكلم الصينية بل اتكلم لغة
محمد خير البشرية ولذلك اتمنى من الجميع فهم كلماتي هذه على انها نصيحة لتجنب
المزيد من الكوارث.
تحية لكل شيخ عشيرة، خصوصا شيوخ الانبار البواسل، او عالم دين خصوصا الشيخ
الدكتور عبدالملك السعدي والشيخ الدكتور رافع الرفاعي اعزهما الله وحفظهما، او
سياسي او اعلامي - خصوصا قناة الرافدين التي لم تقصر في تغطية بعض اخبار الثورة
- او شاعر، خصوصا شاعر العرب الاكبر بلا منازع والمناضل الصلب عبدالرزاق
عبدالواحد اطال الله عمره واعزه - او عالم او فنان يحلم بعراق حر وامن ومستقل
ولجميع العراقيين وبلا تمييز، تحية لكل من يحمل البندقية ويقاتل منذ مجزرة
الحويجة من اجل العراق العظيم واعادة بناءه ليكون قلعة تحمي كل عراقي من
التمييز والاضطهاد وتضمن حقوقه كاملة وتمنع التجاوز عليه وعلى كرامته وحقوقه،
وتحية لكل من انضم للثورة من اي اتجاه وجماعة،
والف تحية ومرحبا بمن سينضم ويقبل بالتوافق بدل التسابق والعمل الجماعي بدل
العمل الفردي المهلك. تحية لمن لا يرد على الاستفزاز الا بابتسامة الواثق من
حقه وصوابه ويغذ النضال المسلح من اجل عراق بلا صراعات دموية تسوده قيم احترام
الراي الاخر ويحتكم الى صناديق الانتخابات الحرة الحقيقية.
2-3-2014
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق