بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
سر رعب أوباما من نتنياهو!
|
شبكة البصرة
|
السيد زهره
|
حالة من الرعب والهلع والارتباك الشديد انتابت البيت الأبيض الأمريكي والرئيس اوباما شخصيا طوال الفترة القليلة الماضية منذ اعلن الكونجرس ان رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي سوف يلقي خطابا حول ايران والاتفاق الذي يجري التفاوض حوله بشأن البرنامج النووي.
هذه المسألة بملابساتها وما تعنيه تستحق التأمل.
بداية، كانت صدمة البيت الأبيض كبيرة حين فوجيء بإعلان خبر قيام نتنياهو بالقاء خطاب امام الكونجرس ولم يكن على علم مسبق بالأمر، فلم يهتم نتنياهو او الكونجرس باستشارة البيت الابيض او حتى ابلاغه مسبقا.
بالطبع، كان هذا الأمر مهينا للبيت الابيض ولأوباما شخصيا وبشكل مباشر. فمعنى ان يتجاهل نتنياهو ابلاغ اوباما بأمر كهذا انه يريد افهامه ان لديه من السلطة والنفوذ في داخل أمريكا ما يبيح له تخطي الرئيس الأمريكي وعدم اعطائه أي اعتبار.
وغير هذا الجانب، هناك جانب خطير آخر تطرق اليه بالفعل محللون امريكيون، هو ان ما حدث على هذا النحو ينطوي على تدخل سافر في الشئون الداخلية لأمريكا من دولة اجنبية وفي سياسات وقضايا تعتبر اساسية ولها اهمية حاسمة.
الغريب انه على الرغم من ادراك البيت الأبيض والرئيس اوباما لخطورة الأمر على هذا النحو، فانه لم يجرؤ على ان يفعل اي شيء على الاطلاق. الشيء الوحيد الذي فعله البيت الأبيض هو تصريحات خجولة جدا من قبيل ان هذا لا يجوز، وانه كان يجب ابلاغهم بالزيارة والخطاب، وانهم غير راضين عما حدث.
الأمر الوحيد الذي جرؤ عليه البيت البيض هو اعلان ان اوباما لن يستقبل نتنياهو في البيت الأبيض.
وحتى حين اعلن البيت الأبيض هذا لم يجرؤ على ان يقول ان السبب هو مثلا الاحتجاج على طريقة دعوة نتيناهو من الكونجرس، وانما راح يجهد نفسه في طرح اسباب ومبررات لا علاقة لها بالأمر. لعدة ايام، ظل اوباما يردد في كل يوم ان سبب عدم استقباله نتنياهو هو ان هناك انتخابات قادمة في اسرائيل، ولا سبب غير هذا.
على هذا النحو كان رد فعل البيت الأبيض لهذه الاهانة ولهذا التدخل الاسرائيلي السافر خجولا وخانعا وبائسا.
وبعد رد الفعل الأولي هذا، سرعان ما عكست المواقف والتصريحات المعلنة للإدارة الأمريكية حالة من الخوف والرعب من خطاب نتنياهو وما يمكن ان يقود اليه من نتائج وتأثيرات.
وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ادلى بتصريحات يترجى فيها نتنياهو ويكاد يستعطفه بألا يكشف عن اي معلومات او تفاصيل سرية تتعلق بالمفاوضات مع ايران الأمر الذي يمكن ان يهدد فرص التوصل الى اتفاق جيد كما تقول اسرائيل نفسها على حد تعبيره. قال هذا على خلفية تقارير اشارت الى احتمال الكشف عن بعض تفاصيل المفاوضات.
وقبل ان يلقي نتنياهو خطابه بيوم واحد، خرج الرئيس اوباما فجأة وادلى بحديث صحفي حاول ان يظهر فيه متشددا وحازما فيما يتعلق بالمفاوضات مع ايران، وبأنه لن يقبل ابدا أي اتفاق يتيح لايران الحصول على سلاح نووي. طبعا اوباما فعل هذا كي يستبق ما يقوله نتنياهو في الكونجرس.
كما نرى، عندما نقول ان حالة من الرعب سادت الادارة الأمريكية بسبب خطاب نتنياهو، فليس في هذا أي مبالغة.
ما هو سر حالة الرعب هذه؟.. كيف نفسر رد فعل الإدارة الأمريكية ومواقفها التي عبرت عنها على هذا النحو؟
طبعا، السبب الأكبر كما هو مفهوم يتعلق بسطوة اللوبي الاسرائيلي في امريكا وسيطرته على الحياة السياسية.
من المعروف ان اسرائيل عبر هذا اللوبي تستطيع ان تفرض على الادارة الأمريكية ما تشاء. وفي نهاية المطاف لا يستطيع أي رئيس امريكي ان يتحدى هذا اللوبي ويخرج سالما، وليس امام الادارة الأمريكية سوى الخضوع للإملاءات الاسرائيلية حتى لو كانت مهينة وحتى لو كانت تهدد المصلحة الأمريكية كما حدث في هذه الحالة.
لكن هناك تفسير آخر لا يقل اهمية عن هذا.
التفسير هو ان اوباما لديه ما يحرص على اخفائه فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع ايران. هناك جوانب في الاتفاق لا يعرف الأمريكيون والعالم عنها شيئا وتنطوي فيما هو واضح على تنازلات ضخمة، ويخشى اوباما ان خروجها الى العلن سوف تحرجه وتضعف موقفه.
حتى قبل مسألة خطاب نتنياهو اثار اعضاء الكونجرس هذه القضية وطالبوا بمعرفة التفاصيل السرية في المفاوضات، وبعرض أي اتفاق على الكونجرس بالتفصيل.
والأمر اذن كما نرى ان رعب اوباما واركان ادارته بسبب خطاب نتنياهو جاء ليكشف الكثير عن الإدارة الأمريكية ومواقفها وسياساتها في قضية تعنينا في الدول العربية.
|
شبكة البصرة
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الخميس، 5 مارس 2015
السيد زهره : سر رعب أوباما من نتنياهو!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق