قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 30 ديسمبر 2023

معاهدة السلام (وستفاليا) :يجب النظر إلى سلام (وستفاليا) كدرس يجب الاستفادة منه في حل الحروب الدينية في الماضي والحاضر أو ​​المستقبل.

 معاهدة السلام (وستفاليا)

يجب النظر إلى سلام (وستفاليا) كدرس يجب الاستفادة منه في حل الحروب الدينية في الماضي والحاضر أو ​​المستقبل.

خالد الجفري

من الخطأ المبالغ فيه القول إن حروب القرون الوسطى و(بأن حرب الثلاثين عامًا كانت ذات طبيعة دينية بحتة). حيث اعتاد الكثيرون على قول ذلك.


وكما أوضح المؤرخ بيير بودري ببراعة ، إنه طوال فترة الصراع، غالبًا ما استخدم البوربون الكاثوليك في فرنسا وكلاء بروتستانت في ألمانيا لمحاربة آل هابسبورغ الإسبان (الكاثوليكيين) الذين كانوا منافسين إقليميين على  البلدان المنخفضة  أو محاربة البولنديين. لفرض السيادة والسيطرة على الأرض والثروة وتحييد المنافسين.

في الوقت نفسه، فإن غياب أي قواعد للسيادة الإقليمية للدول أدى إلى التعدي المستمر للفصائل والممالك على أراضي بعضها البعض. هذا  ما دفع أباطرة هابسبورغ النمساويون و المجريون بان يستمروا في السياسات التوسعية، وغالبًا ما كانت تتوافق مع أطماع البندقية في بحر البلطيق والبحر الأسود، و بالتأكيد إن كل من البندقية والهولنديين وغيرهم من المستثمرين يمولون جميع الأطراف المتحاربة طوال سنوات الفوضى.

إذن فإن العامل الاقتصادي كان مسيطرا على الصراع مع شغف الجانب الديني للاستيلاء على السلطة والثروة.

أيضا فإن الفقر والعوز والجوع الناتج عن تردي الأوضاع ألاقتصاديه دفع بالشباب إلى العمل كمرتزقة مع من يدفع أكثر. بالإضافة إلى غسل الأدمغة و شحن العواطف بالتعصب الديني, والعزف على أوتار الوطنية والدفاع عن المناطق ( أي صراعات مناطقيه وجهويه).

خارطه أوربا في العصور الوسطى

بحلول عام 1609، تم إنشاء أول بنك مركزي خاص في العالم في أمستردام جنبًا إلى جنب مع شركة الهند الشرقية الهولندية، والتي سرعان ما اندمجت مع شركة الهند الشرقية البريطانية وأنشأت إمبراطورية بحرية عالمية،  حيث كانت البندقية في السابق المركز المهيمن للخدمات المصرفية مراقب السبائك ونقاط الاختناق البحريةوالتجارة العالمية.

خارطة خطوط الملاحه الدوليه للبندقيه وجنوه قبل الاتفاق

إذن كانت البندقية بقوتها ونفوذها (وشقيقتها "دولة المدينة" جنوه) وراء إعادة تخصيص مراكز القيادة الإمبراطورية من شركة البندقية المشرقية إلى هولندا ومن ثم إلى إنجلترا (حيث تم ذلك خلال عام 1688). وتأسيس بنك إنجلترا عام   1694(إقراء مقالة فن الكذب السياسي  )للكاتب ماثيو إريت كومب.

أيضا فإن كثرة وتوزع الحواجز على المعابر البرية والبحرية والنهرية بين ما يقارب 350 مملكه وإمارة وإقطاعيه و(2000 قضاء) فرض مبالغ كبيره على حركة البضائع والمسافرين.

أيضا ارتفاع الإيجارات والمضاربات وانتشار الرباء. و انتشار الفساد.كل هذا زاد من تفاقم الأوضاع الإقتصاديه والمعيشية.

وإدراكًا للحاجة إلى تغيير عميق لإنهاء هذا الانزلاق إلى الجحيم، نظمت القوى التي تتوق إلى إحياء سياسات لويس الحادي عشر وهنري الرابع وتوحيد أوروبا في تعايش سلمي دائم. فقد  بذل رئيس وزراء فرنسا الكاردينال جول  مازاران  (  1602-1661)  وجان – بابتيست  كولبير  (1616-1683).

ابتداءً من عام 1642، بدأ مازاران عملية شاقة لتنظيم معاهدة وستفاليا حيث عرض العمل كوسيط سلام ومفاوض رئيسي وضامن للحريات الدينية لجميع الأطراف، وأخيرًا رتب للتوقيع في موقعين في

24 أكتوبر 1648، حيث التقى الموقعون البروتستانت في (أوسنابروك) واجتمع الموقعون الكاثوليك في (مونستر).

 

أهمية معاهدة وستفاليا 1648

وستفاليا أو ڤستفالن بالألمانية:( Westfalen) وتعني فاليا الغربية، هي مقاطعة ألمانية سابقة كانت مستقلة ذاتيا ضمن إطار الدولة الألمانية بروسيا.

 

ما هي معاهدة وستفاليا؟ وكيف غيرت تاريخ العالم؟ ولماذا يعتبر الدفاع عنها ضرورياً إلى هذا الحد في عالم اليوم المبتلى بالأزمات؟

 

على الرغم من أن هذه المعاهدة (أنشأت وأيدت إطار الدولة القومية ذات السيادة على حدودها القومية غالبًا ما يتم تدريسها لطلاب العلوم السياسية باعتبارها بروتوكولًا قانونيًا , يضم 128 بندًا مصممًا لاحترام حقوق الدول القومية ضمن حدودها المتعارف عليها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.  وعدم المساس بأراضيها واحترام السيادة الوطنية. وحق الشعوب في اختيار نظامها الوطني.وعدم تمويل أو تسليح أو المشاركة  في أي حروب دينيه مستقبليه.

هذا الأمر هو مبدأ تم توضيحه في المادتين الأوليين اللتين تعملان بمثابة ديباجة توجيهية من نوع ما والتي تبث الحيوية في إطار المعاهدة بأكملها:

(1  أن جميع الأمم سوف تسترشد الآن بالاهتمام بمصلحة جيرانها.

 2) المغفرة عن كل تجاوزات الماضيوبما أنه من النادر أن نقرأ هذه المقالات في عالم اليوم، فلنستعرضها هنا:

المادة 1: "أن يكون هناك سلام مسيحي وعالمي، ومحبة دائمة وحقيقية وصادقة... أن يتم ملاحظة هذا السلام والصداقة وتنميتهما بإخلاص وحماس، بحيث يسعى كل طرف إلى الحصول على منفعة وشرف وميزة الآخر. و حتى تتم الإستفاده وتزدهر كل العلاقات  من رؤية هذا السلام والصداقة في الإمبراطورية الرومانية، ومملكة فرنسا ، من خلال التعايش مع جيران طيبين ومخلصين.

المادة 2: يجب أن يكون هناك، من جانب آخر، نسيان و عفو دائم عن كل ما ارتكب من جرائم منذ بداية هذه الاضطرابات، وفي أي مكان، أو بأي طريقة كانت تمارس تلك الأعمال العدائية. ( و لا يجوز لأي أحد، تحت أي ذريعة كانت، أن يمارس أي أعمال عدائية، أو يثير أي عداوة، أو يتسبب في أي مشاكل لبعضهم البعض).

لم تكن هذه كلمات جميلة على الورق فقط , بل تنطبق على "المصفوفة الثقافية الأوروبية الغربية" ولكنها أيضا أصبحت مبادئ أساسية للقانون الدولي تنطبق على جميع الحضارات وفي جميع الأزمنةلا نحتاج إلى النظر بعيدًا لرؤية التعبير عنها في العصر الحديث، ليس فقط في ميثاق الأمم المتحدة، ولكن أيضًا في المبادئ  الخمسة للتعايش السلمي في عام 1954  .

وبنفس المقياس الذي كانت فيه المبادئ الويستفالية المبينة في  المادتين الأولى والثانية من ميثاق الأمم المتحدة  مشروطة بالتنفيذ  الناجح للبرامج الاقتصادية الدولية للصفقة الجديدة التي تم عرضها في بريتون وودز ، كذلك كان نجاح معاهدة وستفاليا مشروطًا بتنفيذ الأشغال العامة الكبرى والإصلاحات الاقتصادية التي لم تتحقق إلا جزئيًا في جميع أنحاء أوروبا في العقود التي تلت عام 1648.

 

وضع الكاردينال (مازاران ) قبل وفاته عام 1661، الخطوط العريضة لمشاريع البنية التحتية الكبرى لكل من ألمانيا وفرنسا والتي كانت موجهة نحو تطوير قوى العمل الداخلية لدول أوروبا من خلال شق القنوات والتصنيع وفتح الطرق، مع تحرير الدول الأوروبية من الاعتماد على الاحتكارات البحرية. من البندقية والهولنديين والأسبان والجونويين.

كان أحد الشروط السابقة الأولى التي وضعها مازاران في بداية مفاوضات معاهدة وستفاليا في عام 1642 هو إنهاء الرسوم على الممرات المائية التي فرضها الأمراء والدوقات (عديمي الأفق) الذين سيطروا على أجزاء من أنظمة ألملاحه في الأنهار في جميع أنحاء ألمانياوفي اتفاقية مبكرة تم توقيعها عام 1642، جعل مازاران عشرات الأمراء يوافقون على الغي كل الرسوم (الجمارك، أو الضرائب و رسوم المرور).

 

إن معاهدة وستفاليا عام 1648قد وضعت الأسس لميثاق الأمم المتحدة الذي صاغه  فرانكلين روزفلت ووكيل وزارة الخارجية سمنر ويلز في عام 1941،  ومنذ معاهدة 1648 وميثاق الأمم المتحدة أساسا للقانون الدولي.

كما اعتبرت حدود الدول الاستعمارية في بقية العالم حدود قوميه لتلك الدول المستقلة.

لذا فإنه عندما ارتكبت أمريكا جريمة غزوا العراق وفعلوا جرائم الحرب مع الأسرى العراقيين. قال القادة الأمريكيين أنهم لم يوقعوا على المعاهدات السابقة في مغالطه للواقع لأنهم هم من أسسوا لميثاق الأمم المتحد والمواثيق الدولية.

 

تكاد تكون السيادة للدول مشكلة تمس جميع مجالات ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة لا يمكن فهمها بعيدا عن شرح معاهدة وستفاليا والتي تحدد مسبقا قانونية أو عدم قانونية أي قيود تفرض على سلطة الدول على حدودها السياسية والاقتصادية أو سياساتها الخارجية أو استقلالية هيئاتها الحكومية العليا (سلطه تشريعيه وتنفيذيه) إذ تعتبر ككل واحدا لا يتجزءا.

          

لمعاهدة وستفاليا معارضون. فمن هم؟

 

1- الأقليات الاثنيه في إطار دول قوميه

إن ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ الوطنية ﻣﻨﻮﻃﺔ ﺑﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﻜﻞ, ﻓﻬﻲ ﻛﻞﹲ ﻭﺍﺣﺪ ﻻ ﻳﺘﺠﺰﺃ. ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻸﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ التي ﺗﺸﻜﻞ ﺩﻭﻟـﺔ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻷﻋﺮﻕ ﺃﻥ ﺗﻄﺎﻟﺐ بدوله خاﺻﺔ أو تتحرر ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ  وﻻ يحق للأثينيات أن تكون دوله مستقلة إلا عندما تطالب بحق تقرير المصير عندها يمكنها أن تكون دوله مستقلة.

2- القي رئيس الوزراء البريطاني (توني بلير) في عام 1999، في شيكاغو خطاب ، كشف فيه النقاب عن نموذج جديد في الشؤون العالمية أطلق عليه اسم )مبدأ بلير)في هذا الخطاب، أكد رئيس الوزراء البريطاني (توني بلير) أن حقائق العصر الجديد للإرهاب جعلت احترام الدول القومية ذات السيادة غير مهم وعفا عليه الزمن ويتطلب عقيدة عليا تتوافق مع الحاجة إلى غزو الدول ذات السيادة التي لا تخدمنا بشكل دوري.

هذا العصر الجديد من الاعتداء على الإنسانية سيطلق عليهعصر ما بعد وستفاليا

كان هذا قبل الحادي عشر من سبتمبر،حيث تم ألتوصل بالفعل إلى فلسفة مختلفة في العلاقات الدولية عن الفلسفة التقليدية التي سادت منذ معاهدة وستفاليا في عام 1648؛ التي أكدت على احترام الشؤون الداخلية للدولة ، ولا يتم التدخل فيها إلا إذا هددت دول أخرى، أو خرقت معاهدة، أو أثارت عدم التزام بالتحالفات ألموقعه عليها.

كان خطاب بلير الأصلي المناهض لويستفاليا في عام 1999 يتزامن مع استعداد طائفة متعصبة من المحافظين الجدد للدخول في "القرن الأمريكي الجديد" مع تركيز جديد على لحظة ( بيرل هاربور) أو (داليا دولت) التي من شأنها أن تبرر حملة صليبية جديدة لا تنتهي أبدًا في الجنوب الغربي. آسيا.

 

3— الجماعات الدينية (السياسية) التواقة إلى السيطرة على النفوذ والسلطة. والتي تعادي المبادئ الديمقراطية والحرية وتريد إعادة تدخل الدين في الشؤون السياسية وإنشاء الدولة الدينية وفي مقدمة هذه الجماعات (العصابات الصهيونية) أو جماعات التطهير الديني أو المذهبي في كل الأديان. تستخدم العواطف في حشد الجماهير (حركة القطيع)

إنظر :

a--

 وغيرها  الطائفية السياسية .. نظام تفتيت المجتمع العربي على طريق تحقيق ( اسرائيل ) الكب

الوطن العربي والتيارات الدينيه السياسيه b-  

  تبرر وجود دوله لليهود مقابل دوله سنيه ودوله شيعيه ودوله مسيحي

 

4-- العديد من الجيوسياسيين الإمبراطوريين مثل هنري كيسنجر، أو روبرت جيتس، أو برنت  سكوكروفت  يشيدون بالمعاهدة، ولكن فقط لأسباب ضيقة لمصلحة الغرب والتي تؤدي في الواقع إلى إلحاق أضرار كبيره جدا بكيان و نظام الدولة القومية  و أيضا أولئك الإمبرياليين الليبراليين الذين يحاولون إلحاق الضرر بكيان و نظام الدولة القومية. ويهاجمونها علنًا مثل توني بلير، أو  جورج سوروس، أو اللورد مالوك براون، أو سوزان رايس، أو سامانثا باور.

 

5— المطامع الامبريالية الاستعمارية في ثروات العالم الثالث ففي 9 يناير 1991 التقى وزير خارجية العراق الشهيد طارق عزيز ووزير خارجية أمريكا جيمس بيكر في جنيف وهدد جيمس بيكر بأنهم (سيعيدون العرب إلى القرون الوسطى) . كما قال رئيس أمريكا بوش الصغير (سنغير خارطة المنطقة من الخليج إلى المحيط بحسب المصالح الامريكيه)

 


 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق