بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
أمريكا والإخوان.. حلف الخيانة والإرهاب (5)
الإخوان.. العميل الاستراتيجي المثالي لأمريكا
|
شبكة البصرة
|
بقلم : السيد زهره |
لماذا قاتلت ادارة اوباما لإيصال الإخوان للحكم واصابها الجنون لسقوطهم؟
لهذه الأسباب نفسها تدعم امريكا القوى الطائفية الشيعية في البحرين
"طظ في مصر".. سر عشق امريكا للإخوان وحكمهم
اتفاق بيع سيناء والتمهيد لتقسيم مصر.. اكبر جرائم الخيانة العظمى ارتكبها
الاخوان
ثورة 30 يونيو انقذت مصر من الضياع واحبطت المؤامرة على الأمة العربية
السؤال الجوهري في نهاية هذه السلسة من المقالات هو : لماذا قررت ادارة اوباما
استخدام كل امكانياتها لايصال الاخوان المسلمين الى الحكم في مصر؟.. وكيف نفسر
هذا الجنون الذي اصيبت به امريكا حين اسقط الشعب المصري حكم الاخوان وظلت تدافع
عنهم حتى آخر لحظة؟
الجواب ببساطة هو، ان الاخوان بالنسبة لإدارة اوباما توفرت فيهم كل مواصفات
العميل الاستراتيجي، وامريكا راهنت على حكم الاخوان كي يكون اداة وبداية لتنفيذ
الاستراتيجية الامريكية الشيطانية تجاه مصر والأمة العربية كلها.
هذا هو ما سنحاول توضيحه في هذا الحديث.
***
استراتيجية امريكا
بداية، حين نقول ان ادرة اوباما توصلت الى ان الاخوان هم العميل الاستراتيجي
المثالي لأمريكا، وانهم في الحكم سيكونون الاداة الاستراتيجية الكبرى لتحقيق
اهداف الاستراتيجية الامريكية، فعن أي استتراتيجية نتحدث بالضبط؟
لا يتسع المجال هنا بالطبع للحديث باي قدر من التفصيل عن استراتيجية امريكا
تجاه مصر والوطن العربي كله.
لكن، وفقط كي تتضح صورة مانتحدث عنه، نشيرالى ان هناك اربعة جوانب كبرى تمثل
جوهر واركان الاستراتيجية الامريكية:
1 – حماية الكيان الصهيوني واقرار اوضاع في المنطقة تضمن عدم تعرضه للخطر او
التهديد.
2 – اثارة الفوضى والصراع الداخلي في مصر والدول العربية.
وقد توصلت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، الى ان المدخل والاداة الاساساية
لإثار ة هذه الفوض ى وهذا الصراع الداخلي، هي الطائفية والصراع الطائفي، سواء
كان الصراع سنيا شيعيا في بعض الدول، او اسلاميا مسيحيا كما الحال في مصر.
3 – هذه الفوضى وهذا الصراع مقصود بهما في الاستراتيجية الامريكية ان يقودا الى
الهدف الاهم والاكبر بالسنبة لأمريكا، وهو هدف اعادة رسم خريطة المنطقة
العربية، وتقسيم مصر وعدد كبير من الدول العربية الاخرى في هذا الاطار.
4 – الحيلولة دون حدوث ا تقدم او نهضة حقيقية في مصر والدول العربية.
وفي نفس الوقت، الحيلولة دون أي شكل من اشكال الوحدة بين أي مجموعة من الدول
العربية، او حتى التكامل الجاد.
هذه باشد الاختصار هي اهم اركان واهداف الاستراتيجية الامريكية.
الآن، كيف تطورت العلاقة بين ادارة اوباما والاخوان، ووصلت الى النقطة التي
تقرر فيها امريكا ان لاخوان في الحكم هم الحليف المثالي، ولأي اسباب بالضبط؟
***
توصيات بروكنجز
كما راينا في المقال السابق، كانت ادارة بوش وللأسباب التي شرحناها قد توصلت في
النهاية الى قرار بدعم الاخوان المسلمين والتحالف معهم.
وحين اتى اوباما الى السلطة، بادرت بعض مراكز الابحاث الامريكية الى تجديد
التوصية لادارته بالتحالف مع الاخوان، ودعوتها الى دعمهم وتمويلهم.
لعل من اهم هذه المراكز معهد بروكنجز الامريكي الشهير الذي اصدر تقريرا اوصى
فيه ادارة اوباما بدعم الاخوان وفتح قنوات الحورا المتصل معهم.
التقرير برر ذلك بان هذا الدعم للاخوان والحوا رمع الاخوان سوف يحقق لأمريكا
اهداف مهمة في مقدمتها:
1- سوف يتيح للولايات المتحدة فرض نفوذها على الاستراتيجيات التي يتعبها
الاخوان، خاصة ما يتعلق منها بالمشاركة في الانتخابات والوصول الى السلطة في
مصر.
2- لمنع الجماعات السلفية من بسط سيطرتها على الحياة السياسية ومقاعد البرلمان
في مصر.
3 – سيكون بمقدور امريكا ان توظف النشاط الاخواني السياسي والدعوي في الدول
الاوروبية لصالح تاييد ودعم سياسات امريكا بالمنطقة وازاء بعض القضايا الدولية.
وبناء على ذلك، اوصى التقرير ادارة اوباما بالسماح للسفارات الامريكية بالحوار
مع الاخوان. كما اوصى بان "تسمح الولايات المتحدة بتمدد النفوذ الاخواني في
مصر" وان تقدم امريكا تسهيلات للاخوان في العالم، بالاضافة الى فتح مراكز
دعائية للاخوان في امريكا دون ممارسة ضغوط عليها.
ومن اهم التوصيات الملفتة التي اوصى بها التقرير، دعوة ادارة اوباما الى تقديم
الدعم المالي للاخوان في مصر، ووعدهم بتقديم مساعدات ضخمة الى " حزب الحرية
والعدالة" حزب الاخوان في حال التزموا بتنفيذ اجندة امريكية واضحة، وعند اعلان
مرشح لهم في انتخابات الرئاسة، اوتزكية الجماعة لمرشح معين ترضى عنه الادارة
الامريكية.
هذا هو ما اوصى به التقرير، وكان ذلك عند مجيء ادارة اوباما للسلطة، أي قبل
ثورة 25 يناير.
والأمر المؤكد ان ادارة اوباما اخذت بهذه التوصيات. كل ما حدث بعد ذلك يؤكد
هذا.
وبغض النظر عن التفاصيل، المؤكد انه في الفتارة التي سبقت ثورة 25 يناير، لنم
تتوقف الاتصالات بين ادارة اوباما و قيادات الاخوان.
الأمر المؤكد الآخر ان ادارة اوباما قدمت دعما ماليا للإخوان في ذلك الوقت.
الدليل على ذلك ان برقيات السفارة الامريكية التي كشف عنها موقع ويكيليكس،
تحدثت في نوفمبر عام 2010 عن ان هناك تقارير كثيرة منتشرة في مصر عن التويل
الأمريكي للإخوان وعن علاقات الاخوان بامريكا عموما. واعتبرت البرقيات ان هذه "
التسريبات" جزء من الحملة على الاخوان.
كان هذا قبل ثورة 25 يناير.
غير ان نقطة التحول الكبرى في علاقة ادارة اوباما بالإخوان حدثت مع اندلاع
الثورة والتطورات التي تلت ذلك في مصر، والتحولات في الدول العربية عموما في ظل
" الربيع العربي".
التحول الأكبر حدث مع الثورة، ومع الاحتمالات التي طرحت لوصول الاخوان الى
الحكم فعلا في مصر.
مع هذه التطورات اتخذت ادارة اوباما قرارا بدعم وصول الاخوان الى الحكم بكل
السبل واستخدام كل امكانياتها في سبيل ذلك.
قبل ان نوضح الاسباب والدوافع وراء هذا القرار، علينا ان نتذكر جيدا امرين
جوهريين جد:"
الأول : ان هناك علاقات وثيقة وثابتة ومتدة منذ بداية خمسينيات القرن الماضي و
لم تنقطع عبر عقود بين المخابرات الامريكية والاخوان كما سبق واوضحنا.
بعبارة اخرى، فان قاعدة عمالة الاخوان لأمريكا كانت موجودة بالفعل، وقاعدة
خدمتهم للاستراتيجية الامريكية موجودة بالفعل.
والثاني : ان ادارة اوباما كانت لديها بالفعل معرفة تفصيلية دقيقة جدا عن كل ما
يتعلق بجماعة الاخوان. هذه المعرفة هي نتاج لعمالتهم الطويلة للمخابرات،
ولتقارير مراكز الابحاث الامريكية المختلفة، وبالطبع عبر الاتصالات والحوارات
الطويلة مع قادة الاخوان.
بعبارة اخرى، كان لدى ادارة اوباما معرفة تفصيليلة بحقيقة الاخوان،وحقيقة
افكارهم وخططهم ومواقفهم، وما يمكن ان يفعلوه بالضبط حين يصلون الى الحكم في
مصر.
***
مواصفات العميل المثالي
اذن، بناء على معرفة ادارة اباما الوثيقة بالاخوان وافكارهم،وبناء على
اتصالاتها نمع قادتهم، ما هي بالضبط الاسباب والعوامل التي دفعت امريكا لأن
تعبتر الاخوان عميلا مثاليا لتنفيذ الاستراتيجية الامريكية؟.. ما هي بالضبط
المقومات التي جعلت ادارة اوباما تقرر دعم وصول الاخوان الى الحكم في مصر
والدفاع عن هذا الحكم حتى النهاية؟
يمكن القول ان خمسة جوانب اساسية تعرفها امريكا جيدا عن جماعة الاخوان تمثل
مقومات العمالة المثالية، وهي التي تفسر هذا الحماس الرهيب لحكم الاخوان ودعمه،
هي، باختصار شديد، على النحو التالي:
أولا : ان الاخوان جماعة طائفية.
امريكا تعلم جيدا طائفية الاخوان، وتعتبر هذه الطائفية بحد ذاتها رصيدا يحسب
للجماعة واحد المبررات الاساسية للحلف معها.
والطائفية هنا بمعنيين :
بمعنى ان الجماعة لها موقف عدائي وعلى اسس طائفية من الاقباط في مصر، ولا تعترف
لهم بحقوق المواطنة الكاملة ولا تعتبرهم شركاء في الوطن.
وبمعنى ان الجماعة لا تعطي اعتبار كبير لقضية الوحدة الوطنية في مصر ولا تضع
هذه الوحدة على راس اولوياتها كما هو حال كل القوى المصرية.
بالنسبة لأمريكا، طائفية الاخوان على هذا النحو امر ايجابي جدا. فهذا في
التقدير الاستراتيجي الامريكي كما ريانا هو المدخل لتفجير الصراع الداخلي في
مصر ولاثارة الفوضى وعدم الاستقرار تمهيدا للأهداف الاخرى.
ثانيا : ان الاخوان جماعة استبدادية عنيفة.
هذا امر يعرفه الامريكان جيدا عن الاخوان منذ زمن طويل. يعرفون ان الجماعة لا
علاقة لها بالديمقراطية والدولة المدنية. وحين وقفت امريكا بقوة وراء الاخوان
لوصوله الى الحكم، كانوا يعلمون جيدا انهم سيسعون الى فرض حكم الاستبداد الديني
واقصاء القوى الاخرى.
والامريكان يعلمون جيدا منذ ان الاخوان جماعة عنيفة لا تتردد في اللجوء الى
العنف والارهاب.
الاستبداد الديني والعنف بالنسبة لأمريكا مطلوبان جدا كي يستمر حكم الاخوان
الحليف لهم، وكي يتمكن من تحقيق الاهداف الاستراتيجية التي يريدونها في مصر،
ومن ثم في العالم العربي.
وتفسير ذلك ان الامريكان ظنوا ان هذا الاستبداد سوف يضمن بقاء حكم الاخوان
لعقود طويلة بما يتيح لهم تنفيذ المخطط المرسوم لهم. هذا امر. الآمر الآخر ان
الامريكان يعلمون جيدا ان ما يريدون تحقيقه في مصر من مخططات عن طريق الاخوان
لن تكون له أي شعبية، وسوف يقابل بمقاومة ضارية من الشعب المصري، وبالتالي
راهنوا على لجوء الاخوان الى العنف والى قمع القوى الاخرى والمجتمع لتمرير وفرض
ما يريدون.
وعلى ضوء هذا، كما سبق وشرحت في هذه المقالات، صمتت الادارة الامريكية تماما وه
ترى محمد مرسي والاخوان يرسخون الاستبداد الديني ويقمعون القوى الاخرى ويحاولون
فرض " الاخونة" على كل مؤسسات الدولة.
وقد سبق وحذر باحثون امريكيون من هذا قبل وصل الاخوان للحكم. حذروا من ان
امريكا لن تتردد في دعم الاستبداد الديني للاخوان. مثلا، راؤول مارك، وهو ضابط
سابق في المخابرات الامريكية، اصدر في 2004 كتابا بعنوان " المعضلة الاسلامية"
قال فيه :" حنى لو وصل الاخوان المسلمون الى السلطة في مصر وقاموا بالقضاء على
الديقراطية، فان هذا الخيار سيكون مناسبا للولايات المتحدة". والباحث روبرت
درايفوس سبق واشار الى هذا ايضا، ولفت النظر الى ان هذا الدعم الامريكي
للاستبداد الديني ليس جديدا ضاربا المثل بدعم امريكا للثيوقراطية الشيوعية في
العراق وتحدث عما اسماه "ولع امريكا" بالتطرف والاستبداد.
ثالثا : ان الاخوان جماعة غير وطنية.
ليس من المبالغة القول ان هذا الجانب هو العمود الفقري للحلف بين امريكا
والاخوان، والعنصر الاساسي الذي راهنت عليه امريكا لتنفيذ استراتيجيتها عبر حكم
الاخوان.
والقضية هنا معروفة. الامريكان يعلمون تمام العلم ان الاخوان تغيب عنهم تماما..
عن فكرهم وعن قناعاتهم فكرة الوطنية المصرية كماعرفها الشعب المصري عبر تاريخه
الطويل.
الامريكان يعلمون جيدا ان مصر كوطن لا تعني شيئا بالنسبة للإخوان، ولا يهمهم
كثيرا أي مصير يلقاه هذا الوطن.
بالنسبة للاخوان مصر ما هي الا مجرد ولاية مفترضة من ضمن ولايات الخلافة
الاسلامية التي يتوهمون انها ستعود والتي يعملون على اقامتها.
ويعني هذا انه بالنسبة للاخوان، لا يعنيهم كثيرا مثلا ان تضيع اجزاء من مصر
كأرض ووطن. لا يعنيهم في شيء ان تتقسم مصر الى دويلات.
وكما ذكرنا، تقسيم مصر كان احد الاركان الاساسية للاستراتيجية الامريكية تجاه
مصر والوطن العربي.
سبق للمرشد العام السابق للاخوان مهدي عاكف ان اطلق تعبيره الشهير "طظ في مصر".
لم تكن هذه زلة لسان غير مقصودة. كان هذا تعبيرا دقيقا عن جوهر ما يؤمن به
الاخوان. مصر لا تعني شيئا بالنسبة لهم، وليس لديهم أي مانع من ان تذهب مصر الى
الجحيم ان كان هذا يحقق اهدافهم.
وليس من المبالغة في هذا الاطار القول ان تعبير "طظ في مصر" هذا بهذا المعنى هو
السر الجوهري لعشق امريكا بالاخوان وحكمهم ورهانهم عليه.
رابعا: ان الاخوان جماعة متخلفة.
المعنى هنا ان الامريكان كانوا يعلمون تمام العلم قبل وقوفهم وراء حكم الاخوان،
ان هذه الجماعية متخلفة، بمعنى انها غير قادرة على الاطلاق علي ان تحقق أي تقدم
لمصر، بل بالعكس، كان الامريكان يعلمون ان حكم الاخوان سيعني انهيار كل الاوضاع
الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ولن تتقدم مصر خطوة واحدة الى الامام.
وهذا بالضبط كما ذكرنا احد اهداف امريكا الاساسية.. الا تنهض مصر او تتقدم
وتستعيد عافيتها ودورها.
وبالنسبة لهم، كان حكم الاخوان مثاليا لتحقيق هذه الغاية.
خامسا : ان الاخوان جماعة معادية للعروبة.
والامر هنا ان امريكا تعرف، كما يعرف الكل ان الاخوان لا يكنون أي تقدير من أي
نوع للعروبة وللقومية العربية وللانتماء القومي العربي. وبالتالي، ليس لدى
الاخوان أي نوع من الحماس لمطالب الوحدة العربية على أي مستوى، ومسألة دور مصر
القومي العربي لا تحظى باي اهتمام منهم.
هذا الأمر له اهمية كبيرة بالنسبة لأمريكا من منطلق ان احد اهدافها الكبرى كما
ذكرنا محاربة أي شكل من اشكال الوحدة او التكامل العربي، والحيلولة دون ان تلعب
مصر دورا رياديا في هذا المجال.
هذه اذن هي اهم العوامل والمقومات التي جعلت من الاخوان في نظر امريكا بمثابة
الحليف الاستراتيجي المثالي، والتي دفعت الامريكان لأن يراهنوا على حكم الاخوان
لاعطاء دفعه كبير لتنفيذ الاستراتيجية الامريكية تجاه مصر والوطن العربي.
يجب ان نسجل هنا ان هذه العوامل والاعتبارات هي نفسها التي جعلت امريكا تدعم
القوى الطائفية الشيعية هنا في البحرين وفي دول عربية اخرى. هذه الاعتبارات
بالضبط هي التي جعلت امريكا تسعى عبر مخططاتها ومؤامراتها على البحرين التي
طالما كتبنا عنها تفصيلا تحاول ان تدفع بهذه القوى الطائفية الشيعية في البحرين
الى مقاعد الحكم.
***
خونة الوطن
هذه هي العوامل الكبرى التي جعلت ادارة اوباما تقرر دعم وصول الاخوان الى الحكم
والدفاع عن هذا الحكم الى آخر لحظة بعد ذلك. هذا من حيث المبدأ.
لكن الأمر المؤكد ان نقطة التحول الاساسية التي عززت بما لا يدع مجالا للشك هذا
القرار الأمريكي كانت المفاوضات المباشرة التي اجرتها ادارة اوباما مع قيادات
الاخوان مع اندلاع ثورة 25 يناير وبعدها.
بات معروفا الآن ان هذه المفاوضات جرت على نطاق تفصيلي واسع مع قيادات الاخوان،
وان موضوعها الاساسي كان معرفة ما الذي يمكن ان يقدمه الاخوان لأمريكا ومشروعها
في المنطقة في حال وصولهم الى الحكم،والي أي حد هم مستعدون لتنفيذ ما تريده
امريكا.
نحن لا نعرف بالطبع تفاصيل ما جرى في هذه المفاوضات، وتفاصيل ما قدمه الاخوان،
لكن المؤكد ان الامريكان فوجئوا الى حد الذهول من الحدود التي يمكن ان يذهب
اليها الاخوان في خيانة مصر والأمة العربية وفي خدمة امريكا واستراتيجيتها.
ومع اننا لا نعرف بعد تفاصيل الصفقات التي عقدها الاخوان مع امريكا، لكن يكفي
فقط ان نشير الى جريمتين تاريخيتين، هما بحد ذاتهما يدللان الى أي حد وصل
الاخوان في خيانتهم لمصر والأمة. نعني جريمة بيع سيناء، وجريمة تقسيم مصر.
اما عن جريمة التفريط في سيناء، فمن الواضح ان الاخوان قدموا للأمريكان رسميا
كل التعهدات المطلوبة لحماية الكيان الاسرائيلي والمشروع الصهيوني، والتفريط في
القضية الفلسطينية، وهو الامر الذي يمثل اولوزية كبرى في الاستراتيجية
الامريكية.
في الفترة الماضية، نشرت معلومات كثيرة عن جريمة التفريط في سيناء. ومع انه لا
يمكن بالطبع التحقق بشكل رسمي جازم من كل هذه المعلومات، لكن كل المؤشرات تشير
الى صحتها.
والمعلومات التي نشرت بهذا الشأن تتلخص فيما يلي:
ان الاخوان المسلمين عقدوا اتفاقا مع امريكا يتم بموجبه التنازل عن 40% من
اراضي سيناء كي يتم توطين الفلسطينيين فيها وتصبح جزءا من كيان فلسطيني، في
اطار حل، او بمعنى ادق عملية تصفية للقضية الفلسطينية.
تشير المعلومات ان الذي وقع هذا الاتفاق هو خيرت الشاطر نائب مرشد الاخوان.
وتشير المعلومات الى ان امريكا قدمت او تعهدت بتقديم 8 مليارات دولار للإخوان
في مقابل هذا. كما قيل ايضا ان رجب طيب اردوجان كان وسيطا في توقيع هذا
الاتفاق.
كما قلت، مع انه لا يمكن بالطبع تأكيد هذه المعلومات رسميا، فان مؤشرات كثيرة
تؤكد صحتها.
من هذه المؤشرات مثلا حقيقة ان مرسي وهو في الحكم اطلق يد الجماعات الارهابية
في سيناء كي تثير الفوضى والارهاب بها تمهيدا لتنفيذ المخطط.
ومن الملفت هنا ان امريكا غضت النظر تماما عن اطلاق هذه الجماعات الارهابية في
سيناء.
ومن هذه المؤشرات ايضا ما نشرعن ان مرسي منح 50 الف فلسطيني الجنسية المصرية كي
يتم توطينهم بسهولة في سيناء.
ومنها ايضا ما كشفه احد نواب حزب النور عن سيناء بعد سقوط مرسي من انه تم
بالفعل استطلاع راي المجالس المحلية في سيناء اثناء حكم مرسي حول توطين
الفلسطينيين في سيناء.
وهذا الاتفاق ببيع سيناء الذي وقعه خيرت الشاطر هو الذي يفسر فيما يبدو ما قاله
نجله بعد اعتقال الشاطر من ان ابيه يملك وثائق تدين اوباما لو اعلن عنها.
هذا عن جريمة الخيانة التي ارتكبها الاخوان ببيع سيناء.
اما عن جريمة قبول تقسيم مصر، فلنا ان نتذكر جيدا، ما كتبت عنه تفصيلا من قبل،
من ان المنظمات الامريكية المجرمة التي كانت تعمل
في مصر والتي تم تقديمها الى المحاكمة، حين تم مداهمة مقراتها والتحقيق مع
اعضائها، تم ضبط خرائط لتقسيم مصر بحوزتهم.
هذه الواقعة وحدها تؤكد ان مخطط تقسيم مصر الذي هو مخطط قديم في الاستراتيجية
الامريكية والصهيونية، لم يكن مجرد مخطط نظري.
معنى امتلاك هذه المنظمات لهذه الخرائط انه كانت لديهم تعليمات بالترويج لمشروع
التقسيم في مختلف انحاء مصر.
وما لم يتنبه اليه الكثيرون ان التمهيد لتنفيذ مخطط تقسيم مصر بدأ بالفعل في
خلال العام الاسود الذي حكم فيه مرسي والاخوان.
في ذلك العام الاسود، بدات تظهر على السطح بقوة دعوات التقسيم. وجدنا مجموعات
مشبوهة في الصعيد تصدر بيانات، موجود عندي نصوصها، تدعو الى انفصال الصعيد عن
مصر. وظهرت مجموعة مجرمة تدعو لانفصال النوية واقامة دولة مستقلة. ووجدنا دعوات
شبيهة تظهر في مدن القناة.
يخطيء من يظن ان هذه الدعوات كانت تنطلق بعيدا عن علم الاخوان.
كانت هذه دعوات مخطط لها بدقة في دوائر المخابرات الامريكية. كان مخططا ان تأخذ
هذه الدعوات زخما بالتدريج، ويصبح لهذه الجماعات حضورا قويا بالتدريج، حتى تحين
الظروف المناسبة للشروع في تنفيذها بالفعل.
وكما ذكرت، فان مسألة وحدة مصر وارضها لا تعني شيئا اصلا بالنسبة للإخوان.
هاتين الجريمتين، جريمة بيع سيناء وتقسيم مصر كافيتان لتوضيح الى أي حد وصل حلف
الخيانة والارهاب بين الاخوان وامريكا، والى أي حد كان الاخوان على استعداد
لخيانة الوطن والأمة.
الاخوان ارتكبوا من جرائم الخيانة ما لم يرتكبه أي حكم واية جماعة في تاريخ مصر
كلها. وحتى اليوم نحن لا نغرف كل تفاصيل خياناتهم بعد.
***
على ضوء كل ما حاولنا توضيحه في هذه المقالات، نستطيع ان نفهم ان هذا الحلف
الذي عقدته امريكا مع الاخوان هو بالفعلا حلف للخيانة والارهاب. ونستطيع ان
نفهم الدور التاريخي الذي لعبه الشعب المصري في ثورته المجيدة في 30 يونيو التي
اسقطت حكم هؤلاء الخونة والدور التاريخي الذي لعبه جيش مصر بدعم الثورة.
شعب مصر انقذ وطنه مصر من الضياع، واحبط مؤامرة كبرى على الأمة العربية.
|
شبكة البصرة
|
السبت 24 شوال 1434 / 31
آب
2013
|
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الأحد، 1 سبتمبر 2013
أمريكا والإخوان.. حلف الخيانة والإرهاب (5) الإخوان.. العميل الاستراتيجي المثالي لأمريكا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق