الكويت... الخطأ الشائع..!.. وحقيقة المؤامرة الأمريكية على العراق والتحشيد لاحتلاله..! - وقائع وشواهد
الذكرى السنوية لتفجير برجي التجارة العالمي، وتأثير هذا الحدث على المستوى العالمي، سنحاول
تسليط الضوء على نتائج مؤامرة احتلال العراق بعد توافر الأدلة والبراهين
القاطعة لإثبات نظرية المؤامرة وحياكة نسيج المخططات المستقبلية التي اتضحت
خيوطها فيما بعد على مستوى الوطن العربي، والفوضى الهدامة التي أعقبت الحرب العراق.
لقد كان العراقيون أول من كشف حل لغز هذه المؤامرة (تفجير برجي التجارة)،
وذلك من خلال التشكيك بحيثياتها الظرفية والمكانية منذ أيامها الأولى بما
فرضته ظروف الاستهداف الأمريكي للعراق حينها، وبرغم التعتيم الإعلامي الذي
يمارس من قبل الإعلام الأمريكي، إلا أن بوادر الاعتراف بهذه الأدلة بدأت
بعد فترة وجيزة من الاعتداء، ومن الأمريكان أنفسهم، فقد أثبتت بحوث ودراسات
وتحليلات صحفية واستخباراتية لظروف الهجوم على البرجين بوجود مؤشرات قوية
لنظرية المؤامرة، سواء فعلها إسلاميون أو يهود، ولا يهمنا من بين مؤشراتها
القوية اليوم سوى اتهام العراق بعلاقته بالقاعدة، وبالتالي تهديده للأمن
والسلام العالمي!!
يشاع خطئاً بأن عملية احتلال العراق وتدميره كان سببه الأساس والوحيد هو
قضية الكويت، وهذا ما اتفق عليه كثير من الكتاب والمثقفين والمحللين
والسياسيين مع الأسف، نعم، ربما كانت الكويت جزءاً من المشكلة، لكنها ليست
المشكلة الحقيقية، فلم تكن الكويت الدافع الحقيقي الذي تبنت أمريكا بسببه
التحشيد الدولي للهجوم على العراق ومن ثم احتلاله، والحقيقة أن العراق قد
تجاوز هذه الإشكالية بعد انتهاء حرب الكويت بسنين قليلة، فبالرغم من دخول
العراق للكويت وما تبعه من حرب الخليج الأولى والثانية والحصار الدولي
القاسي، إلا أن علاقاته الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية قد عادت مع أغلب
دول العالم دون معوقات تذكر إلا في موضوع الحصار الاقتصادي، وكذلك موضوع
اسلحة الدمار الشامل، الذي لم يثبت حتى يومنا هذا، بل إن بعد 10 أعوام من
قضية الكويت وقبل تفجير البرجين عاد العراق إلى وضعه الطبيعي في محيطه
الإقليمي والدولي، وظهرت بوادر حقيقية لكسر الحصار من قبل معظم الدول،
والعراقيين وحدهم من يتذكر ذلك، وهذا وحده يثبت بأن قضية الكويت لم تكن
تشكل العقبة أمام رجوع العراق إلى وضعه السابق.
مع ذلك، كانت الولايات المتحدة الأمريكية في سباق محموم مع الزمن لشيطنة
النظام العراقي عبر دوائرها الإعلامية والاستخبارية وبمساعدة عملاء الأمس
وحكام العراق اليوم من أجل تذكير المجتمع الدولي بـ "كفر" العراق بدخوله
الكويت!! لكن لم تشكل تلك المحاولات أي عائق أمام عودة العراق للساحة
الدولية مع توفر احتمالات قوية بتعافيه من آثار تلك الحرب، خاصة في السنتين
الأخيرتين بعد عام 2000، وهذا السبب بالذات الذي وضع الأمريكان في موقف
كان يجب معه اتخاذ قرار التعجيل بتنفيذ مخطط احتلال العراق، وأصبحت الحاجة
ملحة لتهيئة الظروف المناسبة لذلك، فكان تفجير البرجين هو الحل، وطبعا كانت
حجراً لعشرة عصافير، لكن ما يهمنا هو الحالة العراقية، لذلك أصبح من السهل
حينها رمي التهم جزافاً على العراق، و لأن بوش، رسول الشياطين، قد جاءه
الوحي بأمر الهجوم على العراق، فقد تقرر البدء بالتنفيذ!! وهنا بات واضحا
ما ستؤول إليه الأمور بعد تحشيد إعلامي ضخم أستهدف عواطف الشعوب التي كانت
تبحث عن المجرم في تلك الهجمات، وكم كان سهلاً وضع العراق في أول قائمة
المتهمين، حيث استرجعت الشعوب ذاكرتها ومخزون عقلها الباطن عن العراق فكان
المتوفر الأفضل كمتهم منطقياً، وبهذا وقع العالم مرة أخرى رهينة بيد الآلة
الإعلامية المضللة، وبدأت بوادر اتهام العراق بالتورط في هذا الهجوم
وعلاقته الافتراضية الغير منطقية بالقاعدة، وأصبح العالم أمام حقيقة واحدة
ينقلها الإعلام دون هوادة، "العراق يهدد السلام العالمي"!! وهنا فقط أستطاع
بوش إقناع حلفاءه بالهجوم على العراق باستغلال انهيار البرجين المسرحي،
وليس قضية الكويت.
بالاطلاع على الكثير من التصريحات لمسئولين أمريكان وغربيين وتقارير
صحفية وبحوث ودراسات غربية وعربية تشير بمضامينها المباشرة وغير المباشرة
إلى إن هناك مؤامرة تحيق بالأمة العربية قد بدأت بالعراق، ومرة أخرى ليس
بسبب الكويت، بل لأن العراق هو الصخرة التي تعيق كل المخططات، وهو البوابة
للدخول إلى الوطن العربي وإضعافه ومن ثم إسقاطه، فهو الرقم السري في هذه
المعادلة، لذا بدأت المؤامرة باحتلاله، ونكرر، بسبب اتهامه بالعلاقة مع
المتهمين بتفجير برجي التجارة.
لكن للعناية الألهية قول آخر، فقد أسقط بيد أمريكا، نعم، شاء من شاء
وأبى من أبى، فمحاولات أوباما للملمة شتات العالم المنقسم حول ضرب سوريا
واضحة، وأعلنها الجميع صراحة، لا نريد تكرار مأساة العراق!!! ليس مأساة
الشعب العراقي بالطبع..! فذلك آخر ما يفكر به قادة العالم، بل بسبب مأساتهم
وقتلاهم وفشل مخططاتهم وهروبهم المخزي من العراق واحدا تلو الآخر، وهو ما
وضعهم في محك تأريخي لن يخرجوا منه دون خسائر حقيقية.
يقيّم البعض نتائج الحرب على العراق مرحليا، وبهذا أصبحوا عبيدا للإعلام
الذي أختزل احتلال العراق بمرحلة زمنية قصيرة جدا واعده كثيرون انتصارا
أمريكيا بامتياز، وأعابوا كثيراً على العراق قيادةً وجيشاً وشعباً لما
أدعوه من عدم المقدرة على صد العدوان، لكن وبانتظار النتائج الحقيقية بعد
عشر سنوات اكتشفوا بأن الفوز والخسارة في الحروب لا تقاس آنيا أو مرحليا،
بل بالنتائج البعيدة والدروس المستنبطة، وكنا وكثير من الوطنيين نرى هذه
النتائج واقعاً وليس علم بالغيب، بينما المقتنعون بجبروت أمريكا يستهزؤون،
بل إن هناك من لا يزال مقتنعا بأن أمريكا لم ولن تخسر!! قصر بصر وبصيرة،
فأمريكا اليوم خسرت شعبها، وخسرت حلفائها الثلاثة والثلاثين، وخسرت قوتها
وجبروتها، والسبب هو الغباء في اتخاذ قرار الحرب على العراق وعدم القدرة
على تقدير نتائجه، ولا غير ذلك، وعندما تدور عجلة التأريخ سيُذكر فقط
الأبطال الذين أطاحوا بأمريكا، و سيُهمل المكذبين والمنافقين، وسيرمى
العملاء والخونة في القمامة.
الحمد لله الذي جعلنا شهوداً على اليوم الذي تتوسل فيه أمريكا لضرب دولة صغيرة مثل سوريا، وجعلها تفكر ألف مرة قبل أن تتخذ قراراً تزج فيه علوجها في المحارق.
فطوبا للمقاومة العراقية الباسلة
وطوبا لقادتنا العظام الذين آمنوا بسقوط أمريكا في عز جبروتها
وعليين لشهدائنا الأبرار الذين جعلوا من هزيمة أمريكا واقعاً
وليخسأ الخاسئون
الحمد لله الذي جعلنا شهوداً على اليوم الذي تتوسل فيه أمريكا لضرب دولة صغيرة مثل سوريا، وجعلها تفكر ألف مرة قبل أن تتخذ قراراً تزج فيه علوجها في المحارق.
فطوبا للمقاومة العراقية الباسلة
وطوبا لقادتنا العظام الذين آمنوا بسقوط أمريكا في عز جبروتها
وعليين لشهدائنا الأبرار الذين جعلوا من هزيمة أمريكا واقعاً
وليخسأ الخاسئون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق