قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأحد، 8 سبتمبر 2013

السيد زهره : أي قيم؟!.. وأي مصداقية؟!

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
 
أي قيم؟!.. وأي مصداقية؟!
 
شبكة البصرة
السيد زهره
 
"القيم الأمريكية" و"المصداقية الأمريكية، اكثر تعبيرين يترددان هذه الأيام في تصريحات المسئولين الأمريكيين، وايضا كتابات بعض الكتاب الأمريكيين.
الامريكان يستخدمون التعبيرين هذه الأيام في معرض الحديث عن العدوان الامريكي الذي يهددون بشنه ضد سوريا.
وليس هذا بالحديث الجديد. في السنوات الطويلة الماضية، لا يكف المسئولون الامريكييون عن الحديث عن " القيم الأمريكية" كتبرير وذريعة لكل ما يفعلونه في العالم.
وقد اصبح هذا الحديث مستفزا ومقرفا الى اقصى حد. فلست تعرف عن أي قيم امريكية يتحدثون بالضبط؟
حقيقة الأمر ان كل الجرائم الكبرى التي ارتكبتها امريكا في السنوات الطويلة الماضية، وكل الاعتداءات على الدول والشعوب تمت باسم هذه "القيم الأمريكية"
مثلا، حين غزت امريكا واحتلت العراق وافغانستان بررت ذلك بحملة ضخمة شنتها تتحدث عن "الحرية" للشعوب وعن "الديمقراطية" وضرورة ان تسود، وعن محاربة الدكتاتورية، على اعتبار ان هذه كلها قيم امريكية يجب الدفاع عنها، ويجب تطبيقها.
دعك من حقيقة ان الحديث عن "القيم الأمريكية" وضرورة ان تسود في العالم على هذا النحو هو في حد ذاته تجسيد لعنصريةو قبيحة ونوازع استعمارية فجة. فبأي وجه حق ابتداء تريد امريكا ان تفرض قيمها هي على العالم، سواء كانت ايجابية او سلبية؟
الأهم من هذا، انه في التطبيق العملي، كما في حالة العراق وافغانستان مثلا، ارتكبت امريكا كل جرائم الحرب والابادة المتصورة باسم هذه القيم. ملايين من البشر بالمعنى الحرفي كانوا ضحية هذه " القيم".
ومثلا، طوال السنوات الماضية لم تكف امريكا عن التدخل السافر في الشئون الداخلية للدول العربية، ودعمت بكل قوة جماعات طائفية وجماعات تخريبية تريد اشاعة الفوضى وهدم الدولة والمجتمع. فعلت هذا خصوصا في البحرين وفي مصر.
وفي تبرير ذلك، لم يتوقف المسئولون الأمريكيون وكثير من الكتاب الامريكيين والمنظمات الامريكية المشبوهة عن الحديث عن " القيم الأمريكية". يقولون ان القيم الامريكية تلزم امريكا بان تدعم القوى التي يقولون انها تدافع عن الديمقراطية وعن حقوق الانسان وما شابه ذلك من شعارارت.
أي ان القيم الامريكية اصبحت هنا ايضا مجرد ذريعة وغطاء للعبث بامن الدول والشعوب العريية، وتهديد وحدتها الوطنية وسلامها الاجتماعي.
اليوم، لا يتوقفون عن الحديث عن هذه القيم وهم يهددون بشن عدوان على سوريا.
كبار المسئولين الامريكيين في كل تصريح لهم اصبحوا يتحدثون عن قيمهم التي تحتم هذا العدوان دفاعا عن "الكرامة الانسانية" وعن حماية الشعوب وردع الاعتداء على الشعب.. وهكذا.
وبالاضافة الى هذا، يبررون العدوان بالقول انه ضرورة حتمية لتأكيد "المصداقية الأمريكية". يقصدون انه لكي يتأكد العالم ان امريكا جادة وان قيادتها لديها مصداقية، يجب شن هذا العدوان.
هذا التبرير ينطوي في حد ذاته على همجية. هي همجية ان تشن عدوانا على دولة وشعب بكل ما سيترتب على ذلك من ضحايا ومن دمار فقط كي تثبت ان لديها مصداقية.
لكن الأمرالغريب ان المسئولين الأمريكيين وهم يرددون هذا الحديث عن المصداقية بكل ثقة وجرأة، لا يخطر ببالهم هذا السؤال: ومنذ متى كانت لأمريكا أي مصداقية اصلا؟.. منذ متى كان لمزاعم امريكا بالدفاع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وما شابه ذلك أي مصداقية في العالم؟
والعجيب انهم وهم يتحدثون عن القيم والمصداقية لتبرير العدوان لا يترددون في التعبير السافر عن احتقار الحقيقة، واحتقار ارادة المجتمع الدولي كله.
حقيقة الأمر انه وطوال العقود الماضية، وفينما يتعلق بما تفعله امريكا في العالم وما ترتكبه من اعتداءات وجرائم، فان العالم لم يعرف قيما تدافع عنها امريكا وتجسدها عمليا، الا قيم " الهمجية" والوحشية" و" الارهاب " والاستهانة بكرامة البشر وتدنيس ابسط حقوق الانسان.
اما القيم الانسانية النبيلة حقا التي كافحت البشرية طويلا من اجلها مثل الحرية والكرامة والاستقلال والأمن والسلام، فأمريكا هي اكبر قوة في التاريخ تدوس هذه القيم بالأقدام.
امريكا اصبحت هي الخطر الأكبر على القيم الانسانية النبيلة. ولهذا كما كتبنا سابقا، اذا كان العالم قد اختبر الجرائم التي ترتكبها امريكا في العالم في العقود الماضية، فمن العار ان يسمح لها مرة اخرى بتكرار هذه الجرائم في سوريا او أي بلد آخر.
الحقيقة ان القادة الامريكيين حين يقولون للعالم اننا سنشن عدوانا ونقتل ونخرب وندمر باسم القيم الأمريكية، فكأنهم يقولون اننا نعبر عن احط القيم واكثرها همجية.
شبكة البصرة
الجمعة 30 شوال 1434 / 6 أيلول 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق