سمات ايدلوجية حزب البعث العربي الاشتراكي
|
شبكة ذي قــار
|
بلال أحمد |
1 - العلمية 2 - الثورية 3 - الشعبية 4 - الأخلاقية العلميــــــــــــــــةأصبح من المسلم به الآن ، أن أية ايديولوجية لا تنطلق من أسس علمية منطقية في معالجتها للواقع الذي تطمح لاحداث انقلاب فيه، هي ايديولوجية فاشلة عاجزة ورجعية تتعلق بوهم الغيبيات ولن تستطيع أن تقدم أي شيء لمجتمعها. تعريف وتحديد العلمية : المعرفة العلمية هي المعرفة التي تنصب على اكتشاف القوانيين، قوانين حركة الواقع من خلال استعاب كامل لتناقضاته وتفاعلاته . إن اكتساب الفكر الانساني لصفة العلمية ، اعطاه القدرة على التحرر من كل المؤثرات الخارجية والداخلية التي تحول دون الرؤية الموضوعية للاشياء. فالعقل العلمي هو العقل الباحث والمنقب والمجرب. أنه العقل الذي يستقصي الاسباب التي تؤدي الى وقوع الظاهرة، ويدرس العلاقة بين الظواهر ، ويصل الى القوانين التي تحكم الطبيعة والمجتمع والتاريخ. فهناك أذن فرق بين العلمي الحتمي القادر على التنبؤ والتوقع وبين الفكر الخرافي المستعبد للاساطير والبدع ولاشباه الحقائق والخاضع للمفاهيم القبلية السابقة للتجربة. وكذلك هناك فرق بين الفكر الطوباوي الذي يعتمد على الخيال والاحلام والتمنيات ، وبين الفكر العلمي الذي يستقرىء الواقع ويكشف حتمياته ويفسر قوانيه. الثورة العربية والعلمية الثورية :أنطلاقا من كل ما سبق نستطيع القول ، ان الفكر العلمي الثوري بالنسبة للثورة العربية ، هو الفكر الذي يحرر العقل العربي من رواسب المراحل المتخلفة ومن رواسب الواقع العربي ذاته أي رواسب التجزئة القومية والنظرة البرجوازية واشكال العبودية الفكرية وهو الفكر الوحيد القادر على دفع حركة الثورة الى الامام ، وعلى رفدها دائما لمعين لا ينضب من الحلول الصحيحة ، وعلى أبقائها بعيدة دائما عن كل الافكار الطوباوية اللا علمية والتي تؤدي الى العجز والفشل والمراوحة بشكل غبي في مكان واحد. أن هذا الفكر العلمي ، يجب أن يملك القدرة على اكتشاف حركة الواقع العربي بكل تحولاتها وتطوراتها وتعقيداتها ، واستخلاص قوانينها والتوقع لمنعطفاتها والتحكم بمسيرتها أي السيطرة على الزمن والمساهمة في صنع التاريخ عن طريق وعي المرحلة. كما أن الشرط الاساسي لكي يحافظ هذا الفكر على علميته وثوريته ، أو لكي يكون كذلك بالفعل ـــ هو أن يكون نتيجة لتفكير عربي كما يقول القائد المؤسس احمد ميشل عفلق رحمه الله ( وهنا ينتفي كل جهد وكل محاولة محلية أو شخصية لا ترتفع الى هذا المستوى والى هذا الشمول . أن هذا المستوى المرتفع الشامل لا يطلب فقط من حيث اتساع الرقعة والعدد ، أي أن يضم كل العرب ، وأنما يطلب منه أن يعالج جميع المشاكل الاساسية التي تتعلق بحياة العرب والشعب العربي، بعيشهم وعملهم وأنتاجهم ، بحريتهم وكرامتهم ( في سبيل البعث ) . أن التأكيد على "عروبة" الفكر العلمي الثوري، لا ينبع من شوفينية تعصبية ضيقة ، تحاول أن تحصر نفسها ضمن جدران هذا الواقع الذي بقى ساكنا وجامدا وشبه ميت طيلة قرون عديدة . كلا ينبع من نظرة علمية ثورية صحيحة تستوعب كل الشروط التي تجعل من ايديولوجية معينة علمية ثورية ومن أخرى غير ذلك . فالقوانين المنطقية توضح بأن " العقل العلمي بطبيعته ينفتح دائما على الواقع ويتغذى من كل التجارب ويرفض الاطر المسبقة" ( بعض المنطلقات النظرية ) . والحركة العربية الثورية التي تحاول أن تكون على مستوى المرحلة الحاضرة ، والتي يمكن أن تملك أمكانات القدرة على تغيير الواقع العربي تغييرا جذريا، هي الحركة التي أمتلكت مثل ذلك الفكر العلمي فقط. أي أنها أستطاعت السيطرة على " الظروف" كما يشير الى ذلك القائد المؤسس رحمه الله " والمقصود بالظروف أنها الظروف الراهنة ، التي هي نتيجة أجيال وفترات طويلة من الزمن ، أي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والنفسية التي تميز وتطبع الوضع الذي يستدعي الانقلاب ، يضاف اليها الظروف السياسية التي هي نتيجة للاوضاع الاقتصادية والاجتماعية ( في سبيل البعث). أن علمية الايديولوجية العربية الثورية تتمثل أذن في تحليل الواقع العربي والكشف عن نوعية معضلاته وصوغ الحلول التي تلائم تلك المعضلات أذ أن نقد جميع جوانب المجتمع العربي الراهن وتقاليده نقدا علميا صارما وتحليلها تحليلا عميقا نفادا هو وحده القادر على تهيئة الظروف التي تمكن من اقتلاع جميع الجوانب السلبية المعطلة والكابحة في هذا المجتمع . أن تفجير الأطر التقليدية للمجتمع العربي سيؤدي الى أسراع وتيرة العمل لبناء مجتمع عربي عصري كليا ، وبدون هذا التفجير فأن أمكانية نمو منتظم وسريع وجذري في البنيان الاجتماعي للشعب العربي سيغدو أمرا مشكوكا به أن لم نقل مستحيلا كما أنه في نفس الوقت سيلقي بظلاله السلبية المعطلة للنمو الاقتصادي الجاد والسريع . علمية أيديولوجية البعث :أن الايديولوجية العربية الثورية هي ايديولوجية قومية اشتراكية في آن معا. لماذا ؟ لان التحليل العلمي للمرحلة التاريخية الراهنة وللواقع العربي يكشف لنا عن حتمية الوحدة وحتمية الحرية وحتمية الاشتراكية كطريق وحيد لاحداث الانقلاب الجذري في حياة العرب المعاصرة . هذا الانقلاب الذي يحتاج الى تحقيق ثلاث ثورات دفعة واحدة : ثورة علمية على الصعيد الفكري ، وثورة علمية على الاقتصادي لتغيير علاقات الانتاج الاقطاعية وشبه الرأسمالية بعلاقات اشتراكية ولتركيز قاعدة مادية لانطلاق اقتصادي جدي، وثورة قومية ضد الاستعمار والتجزئة وما تحمله من رواسب في جميع المستويات فبدون هذه الثورات الثلاث لا يمكن تجاوز واقع التخلف الراهن ولا يمكن مقاومة العدو والانتصار عليه لذا فأن الحركة الثورية في اقطارنا المجزأة المتخلفة المستغلة المستعمرة ، مطالبة بتحقيق هذه الثورات الثلاث، وأن ــ مهما كان جذرياــ في الميدان الاقتصادي سيكون مبتورا ومشوها ، بل ومشبوها اذا لم يترافق بثورة علمية على الصعيد الفكري والثقافي وبنضال دؤوب لتحقيق الوحدة العربية. وحدها أيديولوجية البعث العربي الاشتراكي قد أستطاعت اكتشاف جدل الصراع في الوطن العربي وهي الايديولوجية الوحيدة التي استطاعت أستعاب كل تناقضات الواقع العربي في مرحلته التاريخية الراهنة . فهي كانت السباقة الى اكتشاف الترابط الجدلي العضوي بين النضال القومي والنضال الاشتراكي والنضال التحرري وضرورة هذه النضالات الحتمية لتغيير معالم الواقع العربي الراهن المهين . |
شبكة ذي قــار
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الجمعة، 12 يونيو 2015
بلال أحمد : سمات ايدلوجية حزب البعث العربي الاشتراكي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق