بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
التفاهم الامريكي الايراني
أهدافُ واطماعُ... ومصائد وفخاخ
|
شبكة البصرة
|
ابو نهاد العبيدي
|
أن الزلزال يعني الكارثة والغيوم تعني المطر قادم والبرق يعني الرعد حتمي وهي اشارات ربانية لاتقبل الجدل الا ماشاء الله، والمتتبع لتطورات مسرحية الازمة بين ايران ومجموعة (5*1) بقيادة اميركا يخرج بنتيجة بان جل العملية هي عبارة عن لعبة القط والفار وان كل من الطرفين يظهر بوجهين، الاول علني انساني قانوني والوجه الاخر شيطاني عدواني تسلطي استعماري نفعي، والغريب في الموضوع كله ان كل طرف يعرف حقيقة نية وموقف الطرف الاخر دون الاجهار به والبوح عنه،فهناك عدة عوامل واعتبارات واهداف واطماع متفق عليها تجعل كل من طرفي النزاع المسرحي يتسترعلى حقيقة الخلاف او حقيقة تقسيم الغنائم ضمن المحيط المتصارع عليه والساخن حد الانفجار والتشظي، ومايهمنا هنا الاشارة الى بعض من حقائق الالتقاء والتعاون والانسجام والاختلاف والتباين بين نظامين مختلفين شكلاُ ومتنافرين حد حدوث المواجهة الايهامية، ومتجاذبان مضموناُ حد التحالف والاتحاد في تشابه الاهداف والاطماع وعلى شكل نقاط :
اولا : اوجه التشابه والالتقاء
1- كلاهما له نزعة عدوانية استعمارية للهيمنة على المنطقة.
2- كلاهما له اطماع في خيرات دول المنطقة الغنية بالثروات النفطية والاقتصادية.
3- كلاهما يتفقان على ضرورة اسناد ودعم وتقوية الكيان الصهيوني في فلسطين ايماناُ منهما بانه من اهم العوامل التي تصرف الامة العربية عن البناء والتقدم والتطور وكل حسب دورهم الملائم لطبيعة الوضع الراهن.
4- كلاهما له عقيدة ومنهج يحاول فرض تطبيقه على المنطقة كما هو مشروع استعماري للسيطرة والتحكم.
5- كلاهما لهما طموح تسعيا الى بناء او اعادة امبراطويات بصيغ تلائم التطور العصر.
6- كلا الدولتان تكونتا ونشأتا على معاناة وقهر واقصاء القوميات الاصلية وتسلمت الحكم بصيغة الاستعمار (هذا ماحصل للهنود الحمر في اميركا والقوميات في عربستان واذربيجان والبلوش والاكراد والتركمان في ايران).
7- كلاهما له حقد ونزعة عدوانية ضد الاسلام تاريخياٌ.
8- كلاهما يتخوفون من ان تأخذ الامة العربية دورها في النهوض والتطور وتعيد مجدها الخالد ايام الدولة العربية الاسلامية لان فيها ضرب وانهاء للمصالحهم الغير مشروعة في المنطقة.
9- كلاهما لهم قواعد وتواجد في ارض دول المنطقة سوى بالاتفاقيات (القواعد العسكرية الامريكية في بعض دول المنطقة) او بالاحتلال (احتلال ايران للجزر العربية الثلاثة جزيرتي طنب الكبرى والصغرى وابو موسى العائدة للبحرين منذ عام 1970 والتواجد العسكري في البحرين ومياه الخليج العربي وبحر العرب.).
10- كلاهما اتفقا على التعاون والتنسيق وتوزيع المهام في جريمة احتلال وتدمير العراق عام 2003.
ثانياً : اوجه الاختلاف والافتراق
1- اميركا دولة عظمى بل الدولة الاعظم بالعالم من حيث الاقتصاد والقوة العسكرية والمساحة والنفوس والتقدم التكنلوجي والتقي اما ايران فهي مصنفة من الدول النامية وامكانياتها محدودة بالمقارنة.
2- نظام الحكم في اميركا رأسمالي تتحكم في قراراته السياسية والعسكرية وخاصة الخارجية، مؤسسة تضع الستراتيجات وتنفذ من قبل الرئيس وحكومته متكونة من الشركات العملاقة واصحاب رؤوس الاموال اليمين المتطرف،اما في ايران فنظام الحكم بيد (ولاية الفقيه) التي تسيطر علية الطبقة الدينية الراديكالية صاحبة القوة والنفوذ وهناك طبقة الاصلاحيين الذين ينادوا باجراء اصلاحات في السياسة والاقتصاد والمجتمع ولكنها لاتخرج عن طوع المؤسسة الدينية ولاتعارض الدور القيادي لها فقط تطالب بالاصلاح.
3- اميركا تدخل من باب نشر الديمقراطية في العالم وتساعد الشعوب والانظمة على حد سواء في تطبيقات الديمقراطية، اما ايران فمفتاح دخولها انها دولة اسلامية تقارع الاستكبار العالمي والتواجد الاجنبي في المنطقة بشعارات دينية وقد استغلت الدين الحنيف وحولته الى طائفة تناضل وتتصارع من اجل نشرها والتوسع بالمنطقة اي (مبدأ تشيع المنطقة).
4- هناك تناقض في المواقف، اميركا تقف وتدعم اسرائيل وصديقة للاقطار العربية وتسندهم وتحميهم من اي عدوان محتمل وبالاخص التهديد الايراني. اما ايران فموقفها الظاهري المزيف انها تعادي اسرائيل وتدعو الى تحرير فلسطين، وفي نفس الوقت تعادي الدول العربية بالقول والفعل.
5- اميركا تسعى ان تنفرد في قيادتها وسيطرتها على المنطقة دون اي شريك ينافسها في الموارد والخيرات وفي مقدمتها النفط، اما ايران فهي تفرض نفسها كشريك مع اميركا للسيطرة وتقسيم النفوذ لأسباب اولها هي ضمن المنطقة وثانياً القواسم المشتركة مع دول المنطقة الدين والجغرافية والمصالح المشتركة.
6- هناك مشروعان استعماريان لكلاهما ينفذانه في العراق والمنطقة وقد افترقا بعد اتمام احتلال العراق بحيث استطاعت ايران لعدة عوامل ان تتصدر الواجه السياسية والسيطرة الامنية على العراق وتراجعت اميركا وكان من اهم الاسباب التي هزمت على اثرها اميركا من العراق هي دور المقاومة العراقية الباسلة.
7- ليس للأميركا تاريخ قديم تحاول اعادة امجاده، اما ايران فهي تعاني من عقدة انهاء امبراطويتها الفارسية التي كانت تسيطر على معظم العالم القديم واسقطها العرب بعد ظهور الاسلام.
هذا كله واضح ومعلن ومستنتج ولم يكن خافياً على الاقل للمحللين السياسين ولكن ماهو ماهو غير معلن وماذا تريد كل منهما للاخر، نوضح مايلي :
ان طبيعة اميركا بأنها لاتنسى اعداءها او الذين سببوا لها ازمة اواستهداف وهي تدرك بل تراهن على ان الزمن كفيل بتغير مسارات وتوجهات ومراكز قوى وهي لها باع طويل وتجربة غنية باعتمادها في تنفيذ ستراتيجياتها على النفس الطويل وهي تخطط لفترة لاحقة قد تصل الى عشرات السنين وتنتظر لكي تجني ماخططته، اذن من هنا ندرك ان اميركا لها خطة للاخذ بالثار وتقويض واستهداف ايران وهي امامها حادثة احتجاز الرهان الاميركان العاملين في السفارة الامريكية بعد قيام الثورة الايرانية وزادت من اهانة اميركا بعد ان قامت بعملية عسكرية استخبارية لتحريرهم وفشلت،قد يوحي الى المراقب بوجود تطابق وتشابه في الاهداف والاطماع هذا صحيح ومن خلال لغة الخطابات وتبادل الزيارات واللقاءات وهو العلني والمعروف ولكن ماهو سري وما يضمره كل واحد منهم في نهاية المسرحية قد تكون صدمة للبعض لكن لم تكن مبهة وغريبة للممتتابع للاحداث التي تجري في المنطقة، تصرفات اميركا اتجاه ايران بلونين وهي :
1- التمدد في المنطقة وعلى عدة دول اهمها سوريا والعراق واليمن والبحرين وسيطرتها على مياه الخليج العربي وهي تدرك وتبغي من هذا بموجب القاعدة بان التمدد سوف يضعف المركز لمتطلبات التكاليف الباهضة في الموارد المالية والبشرية.
2- تحاول اميركا ان تورط ايران اكثر في العراق وبشكل ارسال جيش نظامي من اجل تهيئة الحجة وتوفير القناعة لدى الرأي الداخلي الاميركي ودول العالم الممثلة بالامم المتحدة للاصدار القرارات الدولية لردعها كما فعلت ضد العراق عام 1991.
3- المرونة والتمدد التي تبديها مجموعة (5*1 الامريكية) بشأن البرنامج النووي الايراني، ومن اجل زيادة التعنت الايراني في التسمك بالبرنامج ورغبتها بتقديم تنازلات من المجتمع الدولي في حين تدرك اميركا ان في نهاية المطاف سوف تنتصر هي، وعلى ايران ان تدفع حتى تكاليف تفكيك المنشاءات والوصول بها الى الحالة التي اوصلوا بها القذافي الى التنازل عن كل البرنامج النووي الليبي مقابل ابقائه في الحكم.
4- قرار الدولي برفع الحجز عن بعض من الارصد المجمدة الايرانية في البنوك العالمية يأتي بعد ان استفادة في تسديد مصاريف اللجان الاممية، وكذلك هناك لعبة تجميد اموال جديدة تحت بند المحظورات من المواد الدخول الى ايران.
اما تصرفات ايران مايلي :
1- صرح علي خامئني المرشد الاعلى للثورة الايرانية اثناء لقائه بقوات الباسيج (المسار الأساس لحركة الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي مواجهة الاستكبار والإدارة الأمريكية الاستكبارية ولا ينبغي التقاعس في هذا المسار أو أن يحدث خطأً ما)،اما تصريحه الاخر قال (بطبيعة الحال نحن لامشكلة لنا مع شعب او دولة اميركا).
2- ايران ساعدت اميركا على احتلال العراق وعملت على مغادرة اميركا من العراق لتزيد من نفوذها وهيمنتها على الواقع العراقي،كما وان ساعدتها لافي احتلال افغانستان وقد ادركت اميركا هذه اللعبة مؤخراً لتعيد النظر في مسار سياستها في العراق والمنطقة.
3- ايران دعمت ورعت الارهاب وتحالفت مع النظام السوري وحزب الله وارسلت اسلحة ومليشيات قاتلت الى جانب النظام السوري ضد ثورة الشعب، في حين تبدلت سياستها الان واصبحت تغازل اميركا وتطلب مشاركتها في الحملة العالمية ضد الارهاب.
4- وافقت ايران على زيادة التفتيش المفاجىء للمفتشين الدوليين لمنشآتها النووية وسمحت لهم لتفتيش المصانع المنتجة لأجهزة الطرد المركزي ووافق على الحد من تطوير انشطتها في مجال (االبحوث الحساسة النووية) ومنها عدم حقن غاز اليورانيوم في اجهزة الطرد المركزي، مقابل، تعهدت دول مجموعة 5*1 أن يتم الإفراج عن مبلغ 4 مليار و900مليون دولار من الأرصدة المجمدة الإيرانية في الخارج خلال فترة 7 أشهر المقبلة.
ويهدد علي لاريجاني رئيس مجلس النواب ويقول (ليتخل الغربيون عن الصراع مع إيران لأن طريق التفاوض مفتوح ومع فتوى قائد الثورة الإسلامية حول حرمة امتلاك واستخدام السلاح فقد اصبح من الواضح لهم بأن إيران لا يمكنها أن تسعى وراء السلاح النووي لذا ينبغي عليهم عدم وضع العراقيل لأن ذلك ليس في مصلحته) في صرفت ايران مايقارب 180 مليار دولار على بناء المفاعل هل من المعقول ان يصبح بين ليلة وضحاها بأن امتلاك او التعامل مع الاسلحة النووية هي محرمة دينياً.
6- تثقف القيادة الايرانية شعبها وشعوب المنطقة من خطر الامريكي على دول المنطقة وهي تقود اكبر حملة اعلامية مزيفة ضد الشيطان الاكبر، وبالمقابل تجري مفاوضات سرية بين مسؤوليين ايرانيون واميركان وكشفت التايمز اللندنية أن وفداً إيرانياً يقوده رئيس وكالة التجارة الدولية الإيرانية سيجري جولة ثانية للمباحثات مع الوفد الأمريكي في العاصمة الأذربيجانية باكو، وفي 10 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، كشفت صحيفة «التايمز» البريطانية أن مسؤولين إيرانيين يجرون محادثات سرية مع مسؤولين أمريكيين بشأن استئناف «العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران. وأضافت الصحيفة اللندية نقلا عن مسؤولين إيرانيين أن المحادثات تدرس «إمكانية تمديد الوجود الأمريكي في العاصمة الإيرانية وإنشاء وزارة تجارة مشتركة للبلدين». ويشير المصدر إلى أن نجاح المحادثات يتعلق بالتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي سيكون نقطة انطلاق لرفع العقوبات عن طهران وإفساح المجال أمام تطوير العلاقات التجارية التي ستعيد بدورها «فتح السفارات في الولايات المتحدة وايران.
اذن خلاصة القول ان كلا من اميركا وايران تسعيا الى نصب فخاخ لكل منهما واعتقد ان لأيران فقط العراق تحاول جر اميركا لتتورط في ارسال جنود الى المحرقة العراقية ليكون الانتقام بيد اخرين وعلى ساحة غير الساحة الايرانية اما اميركا فلها عدة فخاخ تنصبها لأيران وان اميركا تريد المنطقة كلها ومن ضمنها ايران ضمن ترتيب اوضاع المنطقة الجغرافية وخاصة تفكيك ايران لأنها مهيأة اكثر من اي بلد لوجود تعسف للقوميات المتعددة، وسوف تتضح ستراتيجية اميركا اكثر عندما تنفذ حسب برنامج تسلسل الاحداث لتصل الى الصاعقة التي لم ينجو احداً منها من دول المنطقة.
|
شبكة البصرة
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الخميس، 11 ديسمبر 2014
ابو نهاد العبيدي : التفاهم الامريكي الايراني.. أهدافُ واطماعُ... ومصائد وفخاخ
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق