بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
مع كتاب أئمة الشر الإخوان المسلمون والشيعة أمة تلعب في الخفاء
القسم الثاني
|
شبكة البصرة
|
باقر الصراف
كاتب عراقي مقيم في هولندا
|
- 1 -
أللهم إلعن أول ظالم ظلم حق آل محمد وآل محمد وغصب حقَّهم الزنديق الأكبر الأحمق الأبتر، الكافر المردود ثاني إثنين نمرود الفاسق الفاجر المشرك المطرود، عدو الله الله وعدو رسول الله الذي أنكر حق البتول غاصب أرض فدك، المدفون بقعر الدرك، رأس أهل الضلالة والشقاوة، خسِر الدنيا والآخرة، الملقب بكلب وادي تهامة المؤبَّد في عذاب يوم القيامة، قاطع حق الخلافة أبو بكر بن أبي قحافة لعنة الله عليه.
اللهم إلعن الشقي الأعظم والملحد المشرك المجتذم، رئيس أهل الظلم، عدو الله وعدو الولي، الملعون بالنص الجلي، غاصب حق أبي تراب باعث إيجاد النار والعذاب مخرب المسجد والمحراب فرعون أمة شافع يوم الحساب، المحروم من الحسنات والثواب مردود الأعمال والآداب الظالم عند أولي الألباب الكافر في جميع الكتاب المعذب بجميع العقاب المُخاطب بكلب سقر، الكذاب الفاجر المرتد المرتاب المخلد في غضب الملك الوهّاب عمر بن الخطاب عليه اللعنة والعذاب.
اللهم إلعن الأشل الأعوج الأحمق الأعرج الخليفة بغير حق الفاسق الفاجر المنافق الكافر، أكبر ولد الشيطان سارق كلام الله الملك المنان، دجال آخر الزمان شارب الزقوم لابس القطران إمام أهل النيران ثالث قارون وهامان مبطل الآيات وأحكام القرآن الملقب بكلب الأوثان الواصل إلى عقاب الرحمان الشيطان بن الشيطان عثمان بن عفان عليه اللعنة والنيران”، [14].
وزيادة على ذلك نتساءل : هل كان تكتيك سياسة “التقريب بين المذاهب” مرتبط بإستراتيجية حلف بغداد الإستعماري الأمريكي/الإيراني/الباكستاني/العراقي في العهد الملكي؟ لاسيما وأنَّ المسعى الإيراني لم يقتصر على مصر آنذاك فقط، بل شمل العراق أيضاً، والذي حاصرته عملية إنبثاق ثورة 23 يوليو عام 1952، ونجحت في تحجيمه والحد من جموحه، قبل أنْ تقضي عليه ثورة 14 تموز العراقية في العام 1958؟.
- 2 -
في المرحلة الراهنة : أي في ظل حكم الملالي، تتجلى حقيقة النظرة الصفوية الفارسية وبرعاية الحكم الجمهوري “الإسلامي” في نظرتها السياسية الحقيقية إلى بعض مناصريها من القوميين العرب الناصريين المصريين الذين يضعون معيار المشروع السياسي الإيراني: العلمي وغير العلمي، مقياساً لأحاديثهم وكتاباتهم عند الحديث عن الأسباب التي تجعلهم مؤيدين لدورالدولة الإيرانية، مع غض النظر عن كل ما تلحقة زمرة الملالي الإيرانية بالأوضاع العربية في الأحواز والعراق وبلدان الخليج العربي واليمن والسودان وحتى بعض أقطار الشمال الأفريقي بما فيها مصر.
إنَّ أمريكا وكيان الإغتصاب الصهيوني وتركيا لديهم مشرع سياسي وعلمي أيضاً، فهل يعد ذلك المعيار “العلمي” كافياً لتأييد سياستهم من دون وضع معيار الإخلاص لمفهوم الأمة العربية.
تقول وثيقة إرشادية إكتشفها أبطال المقاومة الوطنية العراقية عندما أسروا ضابطاً مخابراتياً إيرانياً كبيراً بتاريخ نهايات عام 2005 ضرورة التعاطي الإيجابي مع أطماع المثقفين القوميين العرب من غير العفلقيين - كما تسمهم الوثيقة - والإستجابة لشهواتهم المالية الوفيرة... تقول تلك الوثيقة: “ورغم إننا ضد القومية العربية العنصرية الماسونية التي تقسم المسلمين على أساس عرقي، فإنّ الإستفادة من القوميين العرب أمرٌ مهم جداً، لأنّ إستمالة بعضهم إلى جانبنا سوف يسبب للعفالقة والصداميين إحراجاً كبيراً ويمنعهم من تجميع التيارات ضدنا، [...]، وعلى الأخ السيد (...) أنْ لا يتردد في منح المزيد من المال وأنْ يتحمل جشع البعض في طلباته المالية لأنّ المال لا قيمة له مقارنة بإختراق القوى المعادية لنا وتحقيق أهدافنا الجوهرية” و”العمل على جر الناصريين إلى صفنا بكافة الطرق ومهما كلفنا ذلك من مال وجهد خصوصاَ في مصر حيث أصبح التيار الناصري معنا بغالبيته الساحقة وشاهدنا بسرور دفاع بعض الناصريين في مصر عن جمهوريتنا وتصديهم بقوة لمحاولات إدانة مواقفنا في العراق”، [15]، ومن المعلوم أنَّ الظرف السياسي الموضوعي الكائن آنذاك هو مرحلة الإحتلال الأمريكي للعراق الذي يعد أحد الأركان المركزية العامة في تكوين الأمة العربية.
لقد لعبت الأموال الإيرانية في كلا التجربتين : العنصرية والطائفية دور الترس في إدارة عجلة علاقات “الصداقة” بين الطرفين الإيراني والعربي، بغية تزييت عملية ولادة المواقف السياسية/الدعائية المشتركة للطرف الإيراني. وفي حالة السلوك السياسي لحزب الإخوان المسلمين يوضح السيد محب الدين الخطيب، [وهو عالِم إسلامي كبير]، دور الأموال في تنفيذ مخطط إستيعاب الإخوان... من خلال القول التالي: “وهذا الشاب الأنيق الذي يُسمى تقي القمي جاءنا من بلاد هؤلاء، {أي من إيران} وفتح لعلمائنا وباشواتنا ناديّاً في الزمالك سماه دار التقريب بين المذاهب، ينفق فيه وعليه عن سعة، ويريد منا أنْ نقرِّب بين مذهبنا ومذهبه، مع أنه لم يقم بهذه الدعوة في بلاده، لأنه لا يستطيع أنْ يقوم بها، ولا يجرؤ لا هو ولا غيره على الجهر بها، ولا يملك لا هو ولا أي عالم من علمائهم أنْ ينقض عقيدته أو يغير من مذهبه قيد شعرة.... إلخ، [16].
والتقية: أداة النفاق في العقلية الصفوية الفارسية التي تتناقض مع الرؤية الإسلامية الحقَّة كما مارسها الخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب، ك، ومن بعده الأئمة : أبناؤه، عندما عبروا عن مواقفهم الدينية الإسلامية الصريحة في مختلف الظروف وأشدها إحراجاً ودفع بعصهم حياته ثمنا باهظاً عنها : كالإمام الثالث عند الشيعة : الحسين بن علي بن أبي طالب مثلاً، فيما فقد البعض أصحابه، كالإمام علي الذي أكد أنَّ “الحق لم يبق لي صاحب” وبدأ خلافته بإحقاق العدل والإنصاف وإزالة الباطل منذ اللحظة الأولى وكان معيار تصرفه هي المبادي الإسلامية من دون تباطؤ أو تأجيل بحجة المناورة وإنتظار نضوج الظرف السياسي، وغير ذلك الكثير الوفير من الأمثلة والشواهد، والحسن الذي بايع معاوية بن أبي سفيان رغم إحتجاج أقرب أنصاره من المحاربين، ونحو ذلك من الأمثلة الجديرة بالتمثل... هذه “التقية” جعلها الإخوان المسلمون كحزب والصفويون الفرس منهجاً ثابتاً لهم، كما تقول التجربة الحسِّية عندهما: “للتقية قصة مع الإخوان، وهذه القصة مستمرة منذ عهد الشيخ المؤسس حسن البنا - والذين يطلقون عليه الإمام. إلى وقتنا هذا، لم يتخل الإخوان عن ((تقيتهم)) هذه في أية لحظة من اللحظات، آمن حسن البنا بها وإعتبرها أصلاً من أصول العمل الحركي للجماعة، وتقية الإخوان لا تختلف عن تقية الشيعة في شيء، فهم يعتبرونها وسيلة من وسائل ((التمكين)) يسلكون سبيلها ليتقوا ((الأعداء)) ويتوسعون فيها حتى أصبحت أصلاً، تقية الإخوان والشيعة هي هي، لا فرق بينهما، وهي تختلف قطعاً عن ((التقية الشرعية)) فالتقية الشرعية هي مجرد فرع من الفروع، بينما هي عند الإخوان والشيعة من الأصول، والتقية الشرعية تُستَخدَم مع الكفار لا مع المسلمين، [...]، بينما الشيعة والإخوان يستخدمون التقية مع غيرهم من المسلمين، والتقية الشرعية إنما تكون باللسان فقط، بينما تقية الإخوان والشيعة إنما تكون باللسان والأفعال”،[17]، وخلال الصفحات التي تبدأ من 186 وحتى الصفحة 201 يورد الأستاذ الخرباوي العديد من الأمثلة على التقية المتبعة لدى الإخوان لكي يدلل على تقيتهم التي تتناقض مع “التقية الشرعية التي هي من الفروع عند أهل السنة وهي رخصة ولا تمارس إلا مع الكفار”، [18].
- 3 -
الجرائم السياسية الإيرانية
إفراز طبيعي للصفوية الفارسية
من النواقص الفادحة في كتاب السيد ثروت الخرباوي المعنون بأئمة الشر، النظر بعين واحدة إلى مسألة القمع السياسي والإعدام اليومي الذي يقوم فيها جلاوزة الأمن الإيراني المشبعون بالرؤى العنصرية الفارسية والطائفية المذهبية الصفوية وإختزالهما بأتباع “جمعية الدعوة والإصلاح” الإخوانية الإيرانية، وتدمير أحد المساجد في مدينة مشهد الإيرانية المعروف بإسم مسجد فيض، دون أنْ يمدَّ بصره النافذ الناقد إلى كل الأطراف الجغرافية الواسعة المكونة لإيران أو لكل المكونات الإجتماعية التي تعيش في إيران، لقد إستغرق ذلك الإختزال الصفحات من 270 وحتى الصفحة 288 من كتاب أئمة الشر ليستخلص التالي: “حيثما تكون الفاشية المرتدية ثوب الدين تكون المذابح والإعتقالات، وحيثما تكون العنصرية وإدعاء إمتلاك الصواب يكون التكفير، [...]، وإذ دخلت العمائم الملكية إلى إيران، سالت دماء المسلمين بلا سبب، سالت دماءٌ والإماء الجالسون الحاملون لسيفهم ذاك الحزب لا يعرفون سوى الجهالة والعمالة من قديم والسفاهة والخُطَب”، وليستخلص - كذلك - من محتويات كتابه والأفكار التي إجتهد النطق بها نتيجة محددة لخصها على الشكل التالي:“لم تكن العمائم تسعى للحكم من أجل الدين، ولكن من أجل الوصول للحكم، ولم يكن الإخوان يسعون للدين وهم في طريقهم لحكم مصر، ولكنهم فقط كانوا يحملون شعارات الدين، لذلك عندما وصل هؤلاء وهؤلاء فإننا لم نرهم ديناً، ولكننا رأيناهم مستذئبين”، [19].
كان لردم هوة النقص في هذه الفقرة الهامَّة هو ضرورة التطرق إلى المعلومات التفصيلية التوثيقية حول شراسة الحملات القمعية المسعورة التي راح ضحيتها مئات ألوف البشر الإيرانيين من كل القوميات الأذرية والكردية والبلوشية والعربية،[20]، وبما فيهم الفرس أيضاً الذين تجاوز عدد ضحاياهم أكثر من المائة ألف إنسان إيراني كما تقول الوثائق، وهي معلومات متوفرة في أغلب المصادر الموضوعية التي تابعت الشأن الإيراني، ناهيك عن ضرورة وضع فصل خاص عن السياسة الخارجية للتجربتين السياسيتين تجاه دول الجوار الإيراني - العراق... سوريا... أفغانستان... أذربيجان، وغير الجوار، اي عند الإخوان المصريين والملالي الإيرانيين.
ويمكننا أخذ تجربة الإخوة الأحوازيين العرب نموذجاً لـ”كم” و”نوع”الجرائم الصفوية الفارسية تجاه مختلف القوميات غير الفارسية التي تعيش في إيران، ففي أعقاب وصول الخميني إلى إيران بثلاثة أشهر، إرتكب نظام الملالي جريمة مجزرة الأربعاء السوداء بحق أبناء العروبة الأحوازيين التي راح ضحيتها حوالي 300 شهيد ومئات الجرحى وعشرات المعتقلين والعديد من المعدومين في محاكم يقولون عنها إسلامية لم يتوفر فيها الحد الأدنى من أية عدالة قانونية.
يروي أحد الكتب التالي: “لقد وقعت المجزرة في يوم الإربعاء الموافق 30/5/1979 في المحمرة وعبادان، وسميَّ هذا اليوم بأسم مجزرة الأربعاء السوداء، وإستمرت ثلاثة أيام وقد قُتٍلَ فيها أكثر من 300 شخصاً، وأصيب فيها المئات من الجرحى، وشملت الإعتقالات أكثر من 500 مواطن، وأعدم عشرات المواطنين فوراً، فضلاً عن إعدام العشرات بذريعة إصدار الأحكام التي لم تتوفر فيها أية معايير للعدالة”، [20].
2014/11/15
المراجع والهوامش
[14] النص هذا مسحوب من جهاز الكومبيوتر عبر الإنترنيت، يتوفر للقاريء بمجرد وضع إسم أبو لؤلؤة المجوسي قاتل عمر بن الخطاب في الحقل المطلوب بالجهاز..
[15] راجع كتاب الرؤية السياسية الإيرانية على ضوء التراث والتجربة، مصدر سبق ذكره، ص 360. والوثيقة كلها منشورة على الصفحة 356 ـ 362، وبالإستناد إلى موقع البصرة المناضل الذي نشرها بتاريخ 18/11/2008 م.
[16] راجع كتاب أئمة الشر... مصدر سبق ذكره، ص 263
[17] المصدر السابق، ص 186
[18] المصدر السابق، ص 201.
[19] بصدد هذه الفقرة والفقرة التي سبقها، يرجى مراجعة المصدر السابق، ص 288
[20] يمكن إيراد مثال ملموس ودال على الروح الهمجية للصفوية الفارسية من خلال ذكر الجريمة الجماعية بحق أبناء العروبة الأحوازيين التي إرتكبها ما يسمى بالحرس الثوري “الإسلامي” الإيراني والقوات المسلحة الإيرانية في الوقت الذي لم يمضِ على إندلاع ثورة الشعوب الإيرانية على نظام الشاه العميل سوى ثلاثة شهور، وينبغي التطرق إلى بعض التفاصيل.
راجع كتاب هل الخليج عربي أم فارسي: مناقشة هادئة لآراء الأستاذ محمد حسنين هيكل، وقضايا أحوازية أخرْ، باقر الصراف ـ عادل السويدي، الطبعة الأولى ـ 2012، إصدار مكتبة جزيرة الورد، القاهرة/مصر، ص 121 ـ 122.
|
شبكة البصرة
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الأربعاء، 31 ديسمبر 2014
مع كتاب أئمة الشر الإخوان المسلمون والشيعة أمة تلعب في الخفاء القسم الثاني
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق