بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
كلمة الرفيق صلاح المختار التي القيت في مجمع النقابات في الاردن
يوم 30-12-2014 في الاحتفائية الكبرى التي اقامتها جماهير الاردن |
شبكة البصرة
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم تمر الذكرى الثامنة لاغتيال سيد شهداء العصر القائد صدام حسين وسط احداث كارثية تهز الضمير العربي في كل مكان، وماكان لهذه الاحداث الكارثية ان تقع لولا اغتيال العراق القوي بعد اغتيال صدام الشهيد، فلقد كان العراق القوي درعا صلبا يردع اعداء الامة العربية ويوفر الحماية والامان للاقطار العربية وليس للعراق وشعبه فقط، ولهذا فان الذكرى الثامنة وهي تمر تفرض على كل عربي ان يستخلص الدروس والحقائق مما حصل وابرزها اعادة التأكيد على ان الاغتيال لم يكن مجرد اغتيال قائد بل كان محاولة اغتيال امة كاملة من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي.
ايها الحفل الكريم
اسمحوا لي بتذكيركم بابرز الحقائق التي تثبت بصورة قاطعة بان اغتيال القائد الشهيد كان مقدمة مرسومة بتفاصيلها تمهد لعمليات اكبر واخطر وهي تقسيم الاقطار العربية بعد دفعها الى محارق التقسيم والشرذمة والتهجير والابادة :
عندما نصبت امريكا وبريطانيا وفرنسا خميني ديكتاتورا اوحدا على ايران بعد فشل الشاه في نشر الفتن الطائفية في الوطن العربي كان الهدف المركزي الاشد وضوحا هو استخدام خميني لتدمير العراق واشعال فتن طائفية في الوطن العربي كله انطلاقا من العراق. وربما يسأل احدنا : لم كان العراق الهدف الاول لخميني ونظام الملالي؟ الجواب ان العراق بصفته الحاجز الجغرافي الطبيعي بين ايران والاقطار العربية يمنعها من التوسع الحغرافي فلا ارض متصلة تربط ايران بالعرب سوى العراق لذلك فالعراق هو المعبر الستراتيجي الاخطر بالنسبة للمشاريع الامبراطورية الفارسية.
اضافة لذلك فان ابرز حقائق التاريخ تؤكد بان الشعب العراقي مقاوم صلب من الصعب جدا اخضاعه او تحييده وهذه حقيقة عرفتها بلاد فارس منذ اكثر من خمسة الاف عام من الصراع مع العراق، لهذا فان المخطط القائم على نشر الفتن الطائفية وتوسيع نفوذ ايران في الوطن العربي كان يتطلب قبل كل شيء ازالة العقبة العراقية كي تتدفق اسراب الجراد الايراني اليه ومنه الى باقي الاقطار العربية.
ولكي نرى الاسباب العميقة والستراتيجية للدعم الصهيوني الغربي لايران الملالي لابد من التذكير بان الفتن الطائفية هي البند رقم واحد في المشروع الصهيوني القديم والمتجدد والذي تبنته امريكا وبريطانيا واوساط اوربية اخرى، رغم الانكار اللفظي، فتقسيم الاقطار العربية على اسس طائفية وعرقية ومناطقية يشكل العمود الفقري للستراتيجية الصهيونية في كافة مراحلها.
لقد فشل الغرب ابتداء من بريطانيا وفرنسا وانتهاء بامريكا في اشعال الفتن الطائفية مثلما فشلت اسرائيل لان كافة هذه الاطراف معادية وغريبة بنظر الجماهير لهذا كان لابد من دعم جهة ليست غريبة وتتستر بغطاء مقبول وهو الاسلام وتملك كتلا داخل الاقطار العربية موالية لها على اسس طائفية كي تخترق حصوننا القوية من داخلها، وليس هناك غير ايران من تمتلك تلك الميزة الطائفية، فكان دعم ايران خميني هو جوهر الستراتيجية الجديدة التي تبنتها الصهيونية الامريكية بدعم بريطاني وفرنسي.
ومن يريد ان يفسر الاسباب الستراتيجية للدعم الغربي والصهيوني لايران منذ وصول خميني وحتى تسليم العراق الى ايران في عام 2011 عليه تذكر هذه الحقيقة وعدم نسيانها ابدا فمن دون تذكرها لا يمكن ان نفهم بصورة صحيحة ما يجري ونبقى نتخبط في دياجير الجهل بالخطط الحقيقية للقوى الفاعلة.
العراق بعد ثورة 17تموز عام 1968 تغير جذريا وترسخت فيه متطلبات القوة المتجددة والدائمة والسبب هو استخدامه لموارد النفط الذي اممه واعاد موراده للشعب العراقي كاملة في اعادة بناء الانسان العراقي ومن ثم اعادة بناء الدولة العراقية بكافة مؤسساتها على اسس اكثر قوة وتأثيرا. لقد حرر البعث الشعب العراقي من الفقر والامية والتخلف ووفر كافة متطلبات النهوض العلمي والتكنولوجي وضمان العدالة الاجتماعية، وطور الجيش العراقي نوعيا بامتلاك قدرات فنية متميزة، وكميا بامتلاك اسلحة متطورة من جهة وتوسعه بطريقة غير مسبوقة في الوطن العربي من جهة ثانية، حيث كان الجيش قبل نظام البعث اربعة فرق بينما صار اكثر من اربعين فرقة.
لهذا فان العالم شهد ولادة عراق جديد بمواطنية وقوته العلمية والتكنولوجية وهذه الولادة هي النقيض الكامل للمشاريع الصهيونية والغربية التي قامت على منع العرب من امتلاك القوة العلمية والتكنولوجية العسكرية ومن تطوير المجتمع بحيث يكون بيئة مناسبة للتقدم والاستقرار والابداع الحضاري، وتلك ممنوعات اساسية على العرب تبنتها الحركة الصهيونية منذ مؤتمر تأسيسها في عام 1897.
بسبب ما تقدم فان العراق القوي المتقدم الملتزم بقضايا امته العربية وفي مقدمتها تحرير فلسطين وكل ارض عربية محتلة وانتزاع الثروات العربية المنهوبة من الاستعمار كان الهدف الاول وبلا منازع لحروب القوى الاستعمارية والصهيونية. وبما ان هذه القوى لا تريد خوض حروب مباشرة مع عراق قوي فانها اختارت ايران الملالي لتنفيذ اكبر مخططاتها وهو ازالة العراق القوي بنظامه الاجتماعي العادل وبما حققه من تقدم علمي وتكنولوجي بشكل خاص.
ان تدمير الدولة العراقية المتقدمة اصبح هدفا ستراتيجيا مشتركا لامريكا والصهيونية وايران واطراف اخرى تعاونت كلها للوصول الى اهم اهدافها الاقليمية وهو تدمير العراق وتقسيمه.
وبما ان القائد الشهيد صدام حسين كان رمزا لوحدة العراق والبعث وقائدا فذا له فان الخطوة الاولى كانت تصفية النظام الوطني واغتيال قائده كي تفتح كافة الابواب امام تحقيق الهدف المركزي وهو تدمير الدولة والمجتمع العراقيين ثم توسيع نطاق الكارثة لتشمل كافة الاقطار العربية بالتزامن او بالتعاقب.
ايها الحفل الكريم
بهذا الربط الميداني بين اغتيال القائد الشهيد صدام حسين وبين انتشار الفتن والكوارث في الوطن العربي من سوريا وليبيا الى اليمن ولبنان وتونس ومصر والسودان وتفجير الغام طائفية لم تكن موجودة في المغرب العربي نصل الى ام حقائق واقعنا العربي وهي ان اغتيال الشهيد لم يكن انتقاما من سياساته الوطنية والقومية الشجاعة والثابتة فقط بل كان ايضا احد اهم شروط النجاح في تنفيذ مخطط تقسيم الاقطار العربية على اسس طائفية وعرقية وذلك هو جوهر المخطط الصهيوني.
ايها الحفل الكريم
ان خير ما ما نقدمه لصدام الشهيد في ذكرى اغتياله الثامنة هو ان نؤكد باستمرار على ان الاغتيال كان سببه الحقيقي انجازات البعث التي حولت العراق الى قوة عظمى اقليميا وقوة مؤثرة دوليا ولذلك لم تكن صدفة ان الحرب العالمية الثالثة والتي اشتركت فيه دول اكثر من الدول التي اشتركت في الحرب العالمية الثانية في معسكريها الحلفاء والمحور كانت نتيجة طبيعة لتجاوز العراق الخطوط الحمر التي وضعتها الصهيونية والغرب الاستعماري للاقطارالعربية وتحديه لكافة تقاليد الهيمنة الاستعمارية.
كيف نصف قائدا عربيا كان قطره مهمشا طوال قرون لكنه نقله الى حالة التقدم والقوة والتفوق والاقتحام؟ ان الوصف الدقيق لقائد مثل هذا هو انه قائد يصنع التاريخ ويضع اسس نهضة عربية شاملة ويعيد بناء الانسان العراقي ويقدم الانموذج الرائع للرابطة القومية العربية من خلال ربط تقدم العراق ونهوضه بنهوض كل الامة العربية ولذلك فانه خرّج الاف الطلاب العرب من جامعاته مجانا وبنى مئات المصانع والمستشفيات والطرق في الكثير من الاقطار العربية من منطلق ان للعرب حصة شرعية في نفط العراق.
تحية لصدام الشهيد الرمز الاعظم لنضال امتنا العربية من التحرر والتقدم والوحدة العربية، لتبقى ذكرى اغتيال القائد الشهيد محفزا لكل العرب كي يعيدوا بناء تجربة النهوض الجذري، وليكن دعم المقاومة العراقية في نضالها العنيد من اجل تحرير العراق من الغزو الايراني المدعوم امريكيا عنوانا لكل عربي يطمح في الانتصار على الصهيونية والاستعمار. تحية لشعب الاردن الشقيق وهو يقف وقفة العز والوفاء لشقيقه الشعب العراقي.
|
شبكة البصرة
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الجمعة، 2 يناير 2015
كلمة الرفيق صلاح المختار التي القيت في مجمع النقابات في الاردن يوم 30-12-2014 في الاحتفائية الكبرى التي اقامتها جماهير الاردن
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق