كل يوم يتأكد صحة ما حذرنا منه قبل سنوات طويلة، ولم نكف عن التحذير منه مرارا وتكرارا.. هناك تحالف استراتيجي يتشكل بين أمريكا وايران على حساب العرب ويستهدف العرب. هذا التحالف موجود على ارض الواقع بالفعل لكل من يتابع ما يجري على الساحة العربية ويتأمله جيدا، وهو تحالف سوف نفاجأ في وقت ليس ببعيد باعلان تدشينه رسميا حين يتم اعلان التوصل الى صفقة كبرى بين امريكا وايران.
هناك مناسبة لإثارة هذا الموضوع مجددا اليوم.
المناسبة خبر نشره موقع "ايلاف" قبل نحو اسبوع يتعلق بما جرى اثناء زيارة الأمير متعب بن عبدالعزيز، رئيس الحرس الوطني السعودي لأمريكا مؤخرا.
الأمير متعب زار أمريكا واجرى محادثات مع الرئيس الأمريكي اوباما ومع مختلف دوائر صنع السياسة في امريكا.
الخبر الذي ذكره "ايلاف" نقلا عن مصدر خليجي مطلع، ان الرئيس اوباما طلب من الأمير متعب ان تعمل السعودية على تطبيع العلاقات السعودية مع ايران خلال المرحلة القادمة.
اوباما لم يطلب هذا فقط، بل الح عليه الحاحا شديدا. فبحسب المصدر، فان اوباما ابلغ الأمير متعب "عدة مرات" اثناء اجتماعه به يضرورة انفتاح السعودية على ايران خلال الفترة المقبلة.
وغير هذا، ذكر المصدر الخليجي ان الوفد السعودي الزائر لأمريكا برفقة الأمير متعب لمس "اندفاعا داخل البيت الأبيض للتوصل الى تسوية مع ايران".
الآن، كيف نقرأ هذا الموقف الذي عبر عنه اوباما؟.. كيف نفسره".. ماذا وراءه بالضبط؟
كي نفهم هذا الموقف فهما صحيحا، علينا ان نتأمل الحقائق التالية:
الرئيس الأمريكي اوباما يعلم جيدا جدا اهداف وابعاد مشروع ايران العنصري الطائفي التوسعي في المنطقة العربية، وفي الخليج العربي بالذات. يعلم جيدا جدا ان ايران تسعى، وعلى أسس ومنطلقات طائفية عنصرية الى الهيمنة على مقدرات المنطقة.
واوباما يعلم جيدا جدا ما تفعله ايران والقوى الطائفية العميلة لها في الدول العربية. يعلم ما تفعله ايران والقوى الطائفية التابعة لها في العراق وما ترتكبه من جرائم. ويعلم ما تفعله في لبنان، وما تفعله في سوريا. ويعلم ما فعلته ايران والحوثيون العملاء لها في اليمن. ويعلم بالطبع، نوايا ايران الاجرامية وما تفعله هي والقوى العميلة لها في البحرين.
واوباما يعلم جيدا جدا ما يمثله كل هذا بالنسبة للدول العربية، وأبعاد الخطر الداهم الذي يمثله المشروع الايراني على كل الدول العربية، وعلى دول الخليج العربية بالذات، وهويتها وامنها واستقرارها.
واوباما يعلم جيدا جدا ما هو موقف السعودية وكل دول الخليج العربية من ايران واطماعها ومشروعها، وما تفعله هي وعملاؤها. يعلم جيدا حقيقة الرفض الخليجي العربي لما تفعله ايران، ويعلم تحفظاتها ورفضها لأي صفقة امريكية ايرانية على حساب العرب ومصالحهم.
اوباما عيلم كل هذا وما هو اكثر منه. نعني انه عبر اجهزة مخابراته يعلم بالضرورة ابعادا اكبر واخطر من هذا لمشروع ايران ومخططاتها.
اذا كان يعلم كل هذا، فماذا يعني اذن، ان يطلب من الأمير متعب، وبكل هذا الإلحاح، ان تبادر السعودية وتقوم بتطبيع العلاقات مع ايران والانفتاح عليها؟
ليس لهذا سوى معنى واحد محدد في تقديرنا.
اوباما يريد من السعودية، ومعها كل دول الخليج العربية بالطبع، ان تخضع للمشروع الايراني.. ان تكون راضية بما تفعله ايران في دول المنطقة من تخريب وطائفية، وان تتعايش مع هذا الواقع.
ان لم يكن هذا هو ما يقصده اوباما، فعلى أي اساس ووفقا لأي منطق بالضبط او مبرر يمكن قبوله، يطالب السعودية بالإقدام على هذه الخطوة؟
حقيقة الأمر ان اوباما يتحدث ويتصرف كما لو كان قد اصبح هو المتحدث الرسمي باسم ايران في امريكا وفي العالم.
الأمر كما ذكرت ان هناك تحالفا قائما على ارض الواقع بالفعل بين امريكا وايران. واوباما يريد بمثل هذا الذي يطلبه ان تبارك السعودية ودول الخليج العربية هذا التحالف.. يريد ان تعطيه السعودية ودول الخليج العربية ورقة يحتج بها في وجه المعارضين في داخل امريكا لسياسته تجاه ايران. أي انه يريد من دول الخليج العربية ان تدعمه للمضي قدما في الصفقة الكبرى مع ايران.
الدول الخليجية والعربية عامة تواجه خطرا هائلا بسبب هذا التحالف وبسبب اندفاع اوباما شخصيا تجاه ايران، وعليها ان تحدد مواقفها وتتصرف على هذا الأساس.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق