قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأحد، 10 فبراير 2013

"إن التطرف الديني ضروري للدولة، لا لحفظ الفضيلة وإنما لتضليل الناس وإخضاعهم لسلطتها"..!.. ودعوة للعودة إلى الإسلام الرسالي.!- وقفة ما بين التسنن المحمدي والتشيع العلوي


"إن التطرف الديني ضروري للدولة، لا لحفظ الفضيلة وإنما لتضليل الناس وإخضاعهم لسلطتها"..!.. ودعوة للعودة إلى الإسلام الرسالي.!- وقفة ما بين التسنن المحمدي والتشيع العلوي

المرابط العراقي
uprr020
لقد اختلطت الأغراض السياسية بالدين، وامتزج خداعها بنقاء القيم السماوية، فاغتالت السياسة عذرية الدين، وفقد الكثير من خلفاء الدولة الأموية والعباسية والفاطمية والادريسية والصفوية والعثمانية والبويهية والسلجوقية توازنهم أمام إغراءات السلطة، ما أدى إلى ظهور طبقة وعاظ السلاطين ليتاجروا بالدين في أروقة التدليس، وبالاتجاه الذي يغذي تهافت السلاطين على صولجان السلطة. . من يقرأ القرآن الكريم قراءة متمعنة بعقل متجرد من الرواسب الفكرية الموروثة، ويتعمق في دراسة السنة النبوية المطهرة، ويستطلع منهج آل بيت النبوة، يكتشف ان دين الفطرة (الإسلام الرسالي) يتقاطع تماماً مع كل المناهج السياسية المبنية على الدهاء والخداع والغش والمداهنة، ويترفع فوق كل المهاترات الطائفية التي ولدت في مستنقعات التناحر السياسي المقيت. .
كنا نتمنى في ظل ما تعيشه الأمة من انقسامات يطفوفيها المذهبي على السياسي أن يظهر علينا قائد يتجرد من هوى التمذهب والتشدد والتخاصم ليعيد إلينا رشدنا وصوابنا، ويلملم صفوفنا المبعثرة، فيجمعنا على الألفة والمحبة والتواد، ويتعامل مع المعطيات التاريخية بروح الانتماء الوطني الواحد الموحد من أجل بناء مجتمع عربي لا ينتمي إلى الإسلام المُسيس. .
نحن الآن في أمس الحاجة إلى رجل مصلح يعيدنا إلى المربع الحضاري، فيرمم الذات والمجتمع على نحو إنساني، يهتم بجوهر المساواة والعدل، وينقي ما شاب مسيرتنا المتعثرة عبر هذه القرون المظلمة، فيخلصنا من ثقافة الدمار وصناعة الموت التي أحرقت الأخضر واليابس، وينقذنا من ممارسات الفكر التكفيري، وينتشلنا من مفردات السباب والشتيمة واللعن والجهل والفرقة والبدعة، ويخلصنا من الطقوس والمظاهر العبادية الدخيلة على الإسلام، ويحذرنا من تقديس الحكام والصنمية، ويرفع عندنا مؤشرات الوعي إلى المستوى الذي يؤهلنا لمقاومة برامج الاستغفال الذهني والتضليل الإعلامي، ويمنعنا من الانجرار خلف التيارات الهامشية والقضايا المفتعلة، ويعطينا القدرة على مواجهة الأنظمة ذات الطابع الاستبدادي، ويضع لنا القواعد الفقهية المشتركة، التي تجمع المذاهب الإسلامية في سفينة الهدى والنجاة. .
فالخلافات الطائفية الموروثة والمتجددة والمستحدثة لم تكن موضوعية، ولم تكن حقيقية، وأن المنطق الاجتماعي يستسخف الجدل المستفحل في دهاليز التطرف الديني، ويضحك على ذقون أصحابه، فهوفي نظر أهل الحكمة جدلاً قبلياً أوسياسياً أكثر منه جدلاً مبدئياً، وإلا أين الخلاف في الموقف من رسول الله ؟، وأين الخلاف في الموقف من القرآن ؟، وأين الخلاف في الموقف من القبلة ؟، وأين الخلاف في الموقف من الصيام ؟، وأين الخلاف في الموقف من مناسك الحج ؟، أليست هذه هي المحاور الرئيسة التي ترسم ملامح التنافر الحقيقي ؟. .
ثم إن الاختلاف بين التسنن المحمدي والتشيع العلوي ليس أكثر من الاختلاف بين عالمين أوفقيهين من ملة واحدة حول مسألة علمية. ويرى المفكرون المتعقلون: أن التشيع العلوي والتسنن المحمدي عنوانان لكتاب واحد، وطريقان متلاقيان، من يسير في أحدهما لابد أن يأتي اليوم الذي يلتقي فيه مع صاحبه ليتوحدا معاً في مسيرة واحدة. .
لقد اختلطت الأغراض السياسية بالدين، وامتزج خداعها بنقاء القيم السماوية، فاغتالت السياسة عذرية الدين، وفقد الكثير من خلفاء الدولة الأموية والعباسية والفاطمية والادريسية والصفوية والعثمانية والبويهية والسلجوقية توازنهم أمام إغراءات السلطة، ما أدى إلى ظهور طبقة وعاظ السلاطين ليتاجروا بالدين في أروقة التدليس، وبالاتجاه الذي يغذي تهافت السلاطين على صولجان السلطة. .
مما يؤسف له إن أجهزة التضليل الإعلامي المعادية للشيعة دأبت على رصد الأقاويل والمزاعم التي يتشدق بها أقطاب التشيع الصفوي من أجل الإساءة إلى الشيعة كلهم، وتشويه صورتهم عند اخوانهم السنة، وفي المقابل فإن أجهزة التضليل الصفوية تفعل الشيء نفسه، فتتربص بشطحات أعداء الحق لتلصقها باسم السنة جميعاً. .
ليس فينا من ينكر الاختلاف المذهبي، وليست هذه الظاهرة مقتصرة على الإسلام والمسلمين وحدهم دون غيرهم من أبناء الديانات السماوية الأخرى، لكننا نسعى من خلال كلامنا هذا إلى التفريق بين الاختلاف والخلاف، ونسعى إلى إشاعة ثقافة حسن الظن بالآخر، والابتعاد عن التشنجات، كي لا نقع في خطيئة التراشق والتكفير والزندقة، وأن ننتبه إلى ما يخطط له أعداء الأمة للوقيعة بين أتباع الملة الواحدة. .
وليعلم الناس جميعا إن المسافة بين الإسلام الرسالي والإسلام الطائفي هي عين المسافة بين الجمال المطلق والقبح المطلق. .
ختاما نقول: متى يخرج علينا من يقودنا إلى الإسلام الرسالي، وينتشلنا من مستنقعات الطائفية البغيضة، التي تسللت منها بلدوزرات الإسلام المُسيس لتمزق نسيج الأمة، وتهدم صروحها بتوجيه من القوى الظلامية. .
والله يستر من الجايات
ميكافيلي والطائفية
قال ميكافيلي في كتابه (الأمير): إن التطرف الديني ضروري للدولة، لا لحفظ الفضيلة وإنما لتضليل الناس وإخضاعهم لسلطتها. . . .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق