بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
من يوم الشهيد الى عرس الشهادة
|
شبكة البصرة
|
قد يكون صدام قد رحل - رحمه الله - لكن شواهد عمله ونهجه قد بقي شاهدا في كل ركن من اركان العراق الوطن والأمة، وقد يكون صدام قد غاب ولكن العراق بأبطاله وأحراره والماجدات قد بقوا مغروسين في هذا الثرى الطاهر والمخضب بدماء الشهداء، فالعراق وعلى مدى التاريخ لم يكن يوما مجرد بلد عادي يسير لساعته، ويعيش للحظته، فهذا الوطن الضارب عمقا في التاريخ والمثخن بالجراح لم يكن على مدى السنين الا مسيرة أمة بأسرها، وحضارة انسانية من اقصاها الى اقصاها، ففي كل ركن من هذا الوطن شاهد، وفي كل بقعة وصف وعنوان، وكل خطوة فيه شموخ وسمو ومقال، ذلك هو العراق الوطن، وها هي الشواهد يزدحم بها المكان، من نينوى الحدباء الى البصرة الفيحاء مرورا بالبهية الزوراء، من شماله والجنوب، ومن شرقه الى الغرب، وذاك الثرى المخضب والذي في كل بقعة منه يحتضن شهداء، بازدحام ما مر به هذا الوطن على مر التاريخ من ملاحم فيها بطولات وسمو وإيمان، وكأن شطري القبتان في ذلك النصب العظيم في وسط بغداد تحاكيان قصة هذا الوطن على مر التاريخ... تنفرجان وتتباعدان ليخرج منهما نصب الشهيد الذي يرتقي الى السماء، ثم تقتربان لتحتضن ذلك الركب الطويل من الشهداء.
فمن سومر وأكد، وبابل واشور الى نبوخذ وصدام المجيد ليكون العراق مهد الحضارات والتاريخ. الى ذي قار وقادسية سعد وقادسية صدام وثورة العشرين ليكون الوطن الذي انتصفت به الامة وانتصرت على كل المستعمرين والحاقدين، ومن المغول والفرس والصفويين الى الانجليز والمستعربين والصهيونية والامبرياليين ليكون العراق هو الوطن الذي اغاض كل اعداء الانسانية والحاقدين، وكأن هذا الوطن يزداد منه العداء بقدر ما يقدم من رفعة لأمته وللإنسانية جمعاء.
من يوم الشهيد الى عرس الشهادة
وكأن صدام القائد والعراق شعبا وشهداء وثرى يعلنون بأعلى صوتهم للأمة والأجيال اننا ماضون، ولن نقبل بأقل من السمو والشموخ عناوين، وإنا لنعلم انكم على الدرب سائرين، وكأن القبتين المشطورتين التين تحتضنان الشهداء تقول وتهتف انا كل العراق بطوائفه وقومياته فالقبة لها قدسيتها وذاكرتها على مر التاريخ، أو كأن راية العراق الوطن التي تخرج من ذلك الحضن المقدس ترتفع الى اعلى استعدادا للحياة الأبدية وخلود الشهداء، وذاك الينبوع من الدماء الذي يتفجر يعلن للملأ ان الشهادة فينا مسار، وأن السماء بعظمتها وهيبتها مفتوحة ابوابها اجلالا وإكبارا لهذه الأرواح البهية. أو كأن صدام الشهيد قد ترك لنا ذلك النصب ليذكرنا كلما حاولنا النسيان، او يشحن فينا الهمة كلما تبادر الينا الخذلان، ويعيد للأذهان عظمة وهيبة وبطولة الشهيد فنقف امام انفسنا ونتفكر بعظمة تلك الروح الطاهرة النقية التي تحلق في السماء.
من يوم الشهيد الى عرس الشهادة
فقد حدث ما حدث، وخان من خان، ووقف كل المجرمين في وئام، واحتل العراق قلعة صمود هذه الأمة، والوطن الذي غرز فينا حب الشهادة وعلو الهمة، وها نحن بعد ان كنا نتنادى بتحرير فلسطين، تباع الاوطان بأبخس الاثمان وهذا اقل تقدير، وتصرف مقدرات الوطن على الفسق والفجور والفاسدين او العملاء من رعيل، في الوقت الذي كان على الامة ان تقف وقفة عز وفخار امام النهاية الاسطورية التي انتهى اليها صدام، ومن رافقه في مسيرته من رجال اقل وصف لكل منهم انه مقدام، والصدق فيهم مسار فيما كان لهم من ايام، وانهم جميعا جعلوا لهذه الامة عمقا عظيما اقل ما يقال فيه انه لا يستهان.
فصدام القائد كان رجلا شجاعا لا يهاب، ولا يحابي هذا اوذاك، وكان التعبير فيه هو الأصدق والذي عبر عن معادن الرجال، وبقدرة منه تعالى كانت اخر كلماته وهو ينادي بوحدة العراق وشعبه، وعروبة فلسطين، ثم اتبعها بنطق الشهادتين، هذه كانت اخر رسائل صدام الشهيد لأمته قبل أن يتقدم للموت بهمة الرجال وإيمان المؤمنين المطلق بقضاء الله وقدره، وقدرة الخالق المحيي والمميت.
وكأن صدام ومن سبقه من ركب الشهداء يوجهون لنا الرسائل، في كل منها حكم وإيمان راسخ، وتذكير بالتاريخ المجيد، فكأن به يقول لأمته وشعبه ان اياكم والخديعة، اياكم والتشتت فهو ما يسعى اليه المحتل وأذنابه ممن هم في داخل العراق الوطن او في جسم الأمة هنا وهناك، وها هو يوجه لنا في رسالته ان فلسطين ستبقى قضيتنا بالأمس واليوم وبعد تحرير العراق، وكأنه يرى بأم عينيه ان هؤلاء الخونة من الحكام ومن يساندهم سيتخلون عن فلسطين فلا تتركوا لهم المسار،، ثم كانت الشهادتين اخر الكلمات والعبارات التي نسمعها من هذا البطل المقدام ليقول لنا جميعا ان لا شيء نناله الا ان كان الايمان هو المحرك لكل خطواتنا ونحن نسير الى الأمام، ثم كان الفعل العظيم وهو يتقدم للشهادة بكل شجاعة وإيمان وإقدام، ويضرب لنا مثلا حيا بكل هذه المعاني العالية ويرسخها في اذهاننا أولا ولتكون للأجيال بعدنا الطريق على الدوام، هذا هو الشهيد وهذا بكل بساطة هو صدام.
من يوم الشهيد الى عرس الشهادة
فرفاقكم ها هم على العهد باقون ويسيرون بخطواتكم التي عهدتموها فيهم وبنفس الصبر والثبات، وضرباتهم الحقت الهزيمة بالغزاة وكل ادواتهم الحربية بكل ما تحوي من تفنن وفتك وفنون، وها هي انتصارات العدو المزيفة تكاد تصبح هزائم متتالية بعزيمة رفاقكم الذي تعرفونهم وتعرفون تفاصيلهم، يوم سلمتموهم الراية التي حملتموها بثبات وعزيمة الرجال المؤمنين، وها هم يتقدمون وبإذن الله منتصرون وسيهزم كل الاذلاء والطامعين والحاقدين الذين ساروا بركب المحتل البغيض وشكلوا معه كل ادوات الفجر والفسوق وكل ما هو لعين.
اما الحكام الاذلاء ومن سار بركبهم اللعين فلا اقول لك سيدي الشهيد الا انهم ازدادوا فجرا وفسوقا وبطشا حتى باتوا وهم الصخرة الجاثمة على صدورنا فبان اثرها بعد كل هذه السنين، فها هم يقتلون ويسفكون دماء الشعب في الوطن الكبير، وها هم يتسابقون الى احضان الصهيوني وكل محتل بغيض، ويبيعون اوطانهم بأبخس الأثمان دونما حسيب، ويضيقون الخناق على المجاهدين بشتى الطرق والوسائل المتاحة وغير المتاحة، وهاهم سيدي حتى ذلك الشجب والزيف لم يعد في جعبتهم فيتباهون بحجم ما يقدمون للمحتلين من خدمات وتمحيص وتنقيب، ويسعون بكل قوتهم لفرقة امتك التي قدمت لها ما قدمت لتكون الأمة الواحدة التي تتباهى بتاريخها المجيد، ولن ازيدك تعريفا بهم سيدي فأنت من عانيت من عمالتهم وخيانتهم على مر السنين.
من يوم الشهيد الى عرس الشهادة
ففي عرس الشهادة الثامن سيدي نوجه الدعوة لأنفسنا انك انت وكل الشهداء الخالدين، ومن ساروا على نهجكم من ابطال ومجاهدين، انتم وحدكم المسار والمسيرة وانتم البهاء والنقاء.
فرحمك الله سيدي ورحم الله كل الشهداء الخالدين، وها هي سيرتكم ومساركم، بطولاتكم وتضحياتكم لنا نهج، بعد ان بإيمانكم قد انرتم لنا الطريق.
لجنة الوفاء للشهيد صدام وشهداء الأمة
عرس الشهادة الثامن
في ذكرى يوم الشهيد 1/12/2014
|
شبكة البصرة
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الأحد، 30 نوفمبر 2014
لجنة الوفاء للشهيد صدام وشهداء الأمة : من يوم الشهيد الى عرس الشهادة
السيد زهره : عملاء إيران والإرهاب المتنقل في الدول العربية
آخر تحديث... عمليات الثورة العراقية الكبرى ليوم 29/11/2014
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
عمليات الثورة العراقية الكبرى ليوم 29/11/2014
|
شبكة البصرة
|
* استهداف عجلة ستاركس للعدو بطريق عمشة قرب الشيخ حمد شمال بغداد بعبوة ناسفة وقتل من فيها
* الصور الاولى الواردة من مستشفى الحويحة لضحايا مجزرة البو حشمة شمال بغداد
* تحليق طائرات الاباتشي الامريكية بسماء منطقة الغزالية وعموم احياء غرب بغداد منذ الساعة التاسعة.
* الدعاء لاخوانكم في قاطع صلاح الدين يخوضون معارك شرسة الان
* وزير النقل بحكومة العدو الحالية ووزير داخليتها وماليتها بالحكومتين السابقتين "صولاغ" يعترف بان ابناء شقيقه "المنبوش" وهم من عناصر حمايته، يمارسون عمليات الاختطاف ببغداد!
* عمليات بغداد التابعة للعدو تخصص رقما للابلاغ عن حالات الاختطاف في اعتراف صريح بزيادتها بالاونة الاخيرة!
* الحصيلة الاولية لمجزرة البو حشمة بناحية يثرب هي 18 شهيد و70 جريح بينهم اصابات خطيرة بعد قصف طائرات العدو لمجلس عزاء احد الفلاحين الذي قتل بنيران جيش العدو امس.
* مستشفى الحويجة تستلم 16 شهيد وعشرين جريح حتى الان من ضحايا مجزرة البو حشمة بالوقت الذي لازالت فيه السيارات تنقل جثث الشهداء وجرحى المجزرة علما ان الحصيلة لاتشمل عشرات الشهداء بمكان الحادث.
* اهلنا بالحويجة يرجى التبرع بالدم لضحايا مجزرة البو حشمة حيث وصل لمستشفى القضاء عشرات الجرحى بينهم اطفال وكبار بالسن.
* وصول عشرات الجرحى لمستشفى الحويجة من ضحايا قصف طائرات العدوان على البو حشمة شمال بغداد بينهم شهداء استشهدوا بالطريق بالاضافة لعشرات الشهداء الذين تناثرت اشلائهم بمجلس العزاء المستهدف.
* استهداف همر بعبوة ناسفة على طريق البو عبيد خلف منشأة نصر شمال بغداد.
* دوي انفجار بحي الشعب ببغداد ولاتفاصيل اخرى.
* استمرار الاشتباكات بشمال بغداد في المشاهدة والطارمية وقرب شركة نصر حيث تم استهداف سيطرات العدو صحوات عبد الله الجاري بمختلف الاسلحة.
* ميليشيا البيشمركة تقصف حي التحرير بالموصل بثلاثة قنابر هاون انطلاقا من جبال بعشيقة خلال ساعات ولا اصابات ولله الحمد.
* صحوات حلف الغادرين تسمح بدخول عناصر ميليشيات العصائب والحشد الشعبي وانتشار عبارات طائفية على عدد كبير من مساجد الرمادي. انظر الصورة
* اشتباكات عنيفة في الطارمية على الشارع العام بالقرب من بوابة الطارمية بالتزامن مع دوي سلسلة انفجارات متعاقبة.
* هجوم عنيف على تجمعات العدو بجامعة تكريت منذ ساعتين وبمختلف الاسلحة بعد قصف مكثف بالهاونات والمدافع.
* أستشهاد العشرات بعد قصف طائرات العدو بقرية البو حشمة بناحية يثرب شمال بغداد اثناء تواجدهم بمجلس عزاء شهيد قتل بنيران مدفعية العدو التي تطلق من قاعدة البكر الجوية
* ديالى: عناصر الميليشيات يعزون سبب سرقتهم ونهبهم لبيوت ومحلات السعدية وجلولاء لعدم تسليمهم الرواتب للشهر الثاني على التوالي !
* ديالى: جيش العدو والميليشيات يواصلون نهب وحرق وتدمير محلات وبيوت ومساجد جلولاء والسعدية لليوم الثالث على التوالي بالتزامن مع اختطاف عدد من ابناء الناحيتين بعد محاولتهم العودة لمنازلهم.
* سامراء: ضربة موحدة لعدد من مقرات جيش العدو وميليشياته بقنابر الهاون وبمختلف الاعيرة.
* سامراء: استهداف مقر اللواء مقابل مدرسة 7 نيسان بقنابر الهاون 120 ملم وتحقيق اصابة مباشرة.
* استهداف مقر الفوج الرابع شرطة اتحادية بمنطقة القلعة في سامراء بقنابر الهاون وتحقيق اصابة مباشرة.
* استشهاد طفل من اهالي هيت امس بسبب البرد بعد منع عناصر سيطرة كربلاء النازحين من اهالي هيت من الدخول منذ ايام وبعد نقص الغذاء والماء لدى النازحين
* احد الانفجارات ناتج عن عجلة ملغمة استهدف السيطرة المركزيه بمدخل سامراء الرئيسي بأتجاه بغداد.
* سلسلة انفجارات تهز سامراء الان.
* تجدد الاشتباكات بشكل عنيف بعموم احياء الرمادي.
* شاهدوا الحلقة الجديدة من موجز الثورة في مئة ثانية لهذا اليوم 28/11/2014
* نقص حاد بالمواد الغذائية والوقود يهدد حياة 20 الف من العوائل الفلوجية الصامدة داخل المدينة.
* جيش العدو يحرق محطة وقود في طربيل بتهمة ان صاحبها منتمي للثوار.
* ضابط دمج قيادي في مليشيا كتائب الامام علي الارهابية ناصر جعاز الشحماني
موجز الثورة في مئة ثانية
|
* شاهدوا موجز الثورة في مئة ثانية لهذا اليوم 28/11/2014
* شاهدوا موجز الثورة في مئة ثانية لهذا اليوم 27/11/2014
* شاهدوا موجز الثورة في مئة ثانية لهذا اليوم 26/11/2014
* شاهدوا موجز الثورة في مئة ثانية لهذا اليوم 25/11/2014
* شاهدوا موجز الثورة في مئة ثانية لهذا اليوم 24/11/2014
* شاهدوا موجز الثورة في مئة ثانية لهذا اليوم 23/11/2014
* شاهدوا موجز الثورة في مئة ثانية لهذا اليوم 22/11/2014
* شاهدوا موجز الثورة في مئة ثانية لهذا اليوم 21/11/2014
* شاهدوا موجز الثورة في مئة ثانية لهذا اليوم 20/11/2014
* شاهدوا موجز الثورة في مئة ثانية لهذا اليوم 19/11/2014
* شاهدوا موجز الثورة في مئة ثانية لهذا اليوم 18/11/2014
* شاهدوا موجز الثورة في مئة ثانية لهذا اليوم 17/11/2014
* شاهدوا موجز الثورة في مئة ثانية لهذا اليوم 16/11/2014
* شاهدوا موجز الثورة قي مئة ثانية لهذا اليوم 15/11/2014
* شاهدوا موجز الثورة قي مئة ثانية لهذا اليوم 11/11/2014
* شاهدوا موجز الثورة قي مئة ثانية لهذا اليوم 10/11/2014
* شاهدوا موجز الثورة قي مئة ثانية لهذا اليوم 9/11/2014
* شاهدوا موجز الثورة قي مئة ثانية لهذا اليوم 8/11/2014
* شاهدوا موجز الثورة قي مئة ثانية لهذا اليوم 7/11/2014
* شاهدوا موجز الثورة قي مئة ثانية لهذا اليوم 6/11/2014
* شاهدوا موجز الثورة قي مئة ثانية لهذا اليوم 5/11/2014
* شاهدوا موجز الثورة قي مئة ثانية لهذا اليوم 4/11/2014
* شاهدوا موجز الثورة قي مئة ثانية لهذا اليوم 3/11/2014
* شاهدوا موجز الثورة قي مئة ثانية لهذا اليوم 2/11/2014
* شاهدوا موجز الثورة قي مئة ثانية لهذا اليوم 1/11/2014
* استمعوا الى انشودة يا اهل الانبار، اللهم يسر بتحرير الرمادي
* لحظة دخول الثوار مصفى بيجي والسيطرة عليه بتاريخ 22/11/2014
* تسجيل بكامرة البيشمركه يظهر لحظة استهداف تحشد للجيش والمليشيات والبيشمركة بسيارة مفخخة يقودها استشهادي
* شاهدوا جانب من التصدي للطيران المسير باجواء الفلوجة 14/11/2014
* شاهدوا لحظة استهداف آمر الفوج الأول من الفرقة الخامسة التابعة لجيش العدو العقيد فيصل الزهيري ومجموعة من جنوده بعجلة ملغمة بسد العظيم بديالى وقتله على الفور.
* استمعوا الى نشيد الانتفاضة الكبرى
* الاصدار العسكري الاول لثوار العشائر الابطال
|
شبكة البصرة
|
السبت، 29 نوفمبر 2014
د. عبد الكاظم العبودي : بَوس اللحي ومَسح الجوخ مظاهر مرفوضة للمداهنات السياسية الراهنة في العراق... الموقف من المصالحة الوطنية في العراق
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
بَوس اللحي ومَسح الجوخ
مظاهر مرفوضة للمداهنات السياسية الراهنة في العراق
الموقف من المصالحة الوطنية في العراق
|
شبكة البصرة
|
د. عبد الكاظم العبودي
رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المكتب التنفيذي للمجلس السياسي العام لثوار العراق
|
لا يختلف اثنان في العراق إلى أن ما وصلت إليه الأمور في العراق لا يمكن إلّا أن تصل إلى ذلك القرار السحيق، أي الحضيض، الذي أرادته قوى الاحتلال، وهو المستوى الأسفل الذي لا قرار له بعدها.
وكما اشرنا في مقالات وتصريحات سابقة إن كثرة المؤسسات والأحزاب والكيانات التي رفعت مسميات وعناوين من مثل: الوطنية والقومية والإسلامية والطائفية والجهوية والعشائرية، ويرطن رجالاتها وممثلوها كثيرا بمصطلحات من مثل الفضيلة والإخلاص والإيمان بالمثل العليا للوطن والشعب العراقي بشعارات وخطاب سياسي مشبوه، ما عادت تلك القوى تزكي نفسها بعد اليوم وهي تمارس بسلوكياتها السياسية المريبة تدمير العراق، كيانا ومجتمعا ودولة وحضارة، فهي لم تعد صادقة في رفع تلك الشعارات طالما انها وصلت فعليا إلى حضيض الفساد السياسي والأخلاقي الذي بات لها مُجَّمَعا ومَكَّباً لكل النفايات السياسية العراقية التي تلعب اليوم في ما يسمى بالعملية السياسية التي أنشأها ورعاها ويحميها الاحتلال الأمريكي وشريكه النفوذ الإيراني.
ولا يختلف جمهور العراقيين من أن الفترة التي تلت احتلال العراق في 2003 لم تفرز زعيما عراقيا او مؤسسة أو حزبا شارك في تلك العملية السياسية الجارية فصولها الآن يمكن الوثوق به وتزكيته وحتى قبول مصداقيته من خلال التجربة المُرَّة التي يعيشها شعبنا على كل الأصعدة.
وبالتمعن بأرقام ومعطيات أصدرتها هيئات عراقية أسسها الاحتلال وشَرَّعها دستوره وقرارات برلمانه وهيئاته الحاكمة، وقد حمل الكثير منها عناوين ومسميات لازالت تثير الجدل حول مدى مصداقياتها: مثل هيئات النزاهة والمساءلة والعدالة وحقوق الإنسان... الخ. نسمع من مصادرها رغم التكتم، الاختلاسات المالية وقد بلغت أرقاما كونية تفصح عن مدى حجم الفساد وتقنينه وحمايته في العراق، فهناك أكثر من 12 مليون ملف أمام لجنة واحدة فقط من تلك الهيئات، تشتمل على متابعة لأكثر من ربع مليون " مجرم"، لازال طليقا، وان معظم تلك الملفات ستنتظر عشرات السنوات القادمة للبت فيها، في الوقت الذي تُرتهن فيه عشرات المليارات من الدولارات المحتجزة داخل العراق وخارجه وهي لازالت قيد المتابعات القانونية المحلية والدولية، في حين سلكت مئات المليارات من الدولارات الأخرى طريقها إلى البنوك الخارجية وسُجلت في أرقام سرية منها وعلنية، تُضاف عليها عشرات المليارات من الدولارات الأخرى تم تبييضها وتسجيلها في أشكال من عقارات وأراضي وأملاك وشركات توزعت في لبنان والأردن وتركيا ودولة الإمارات العربية وإيران وروسيا واليونان، وفي بلدان وعواصم أوربية عديدة يصعب حصرها هنا.
وفي الوقت الذي لم نشهد حضور وإدانة مختلس ومجرم واحد أمام القضاء العراقي، ولم نشهد أو نسمع عن محاسبة لمقصر واحد من أولئكم الذين ساروا بالعراق نحو الخراب الشامل؛ لازلنا نسمع كل يوم عن وعود مبتذلة عن إجراءات ووعود عن القيام بإصلاح الفساد الإداري والمالي والمحاسبة وإعادة القضاء إلى مجلسه ومحاكمه الضائعة في وحول الفساد، ونسي العراقيون تماماً ما يسمى تفعيل الرقابة المالية والإدارية في أجهزة الدولة. في أجواء مثل هذه نسمع الوعود والأخبار المُسَّربة حول قرب إجراء "المصالحة الوطنية" لردم الشرخ الاجتماعي والسياسي القائم بين ملايين العراقيين المتمترسين خلف خنادق الحرب الأهلية القائمة فعلا بادارة وتسيير أمراء الحرب الطائفية التي تقودهم إليها الحكومة الإيرانية بإصرار وتخطيط لم يعد سراً على أحد.
وفي الوقت الذي لازالت فيه عشرات السجون العراقية، السرية منها والعلنية، تكتظ بمئات الألوف من الأبرياء من الموقوفين المنتظرين للمحاكمة والاستجواب القضائي العادل ومن الألوف من المظلومين الذين انتهت فترة محكومياتهم، وهم ينتظرون لكي يطلق سراحهم منذ سنوات طويلة. تقود الحكومة العراقية والمجموعات المُتحاصصة في أجهزة الدولة مغامرة التنفيذ المباشر لحرب أهلية بحجة الحرب على " الإرهاب" وهي التي تنفذ وجوهاً متعددة من هذا الإرهاب برعايتها الرسمية لما يسمى "الحشد الشعبي" الذي تتحكم فيه وتقوده المليشيات الطائفية التي يقودها ضباط إيرانيون بشكل علني وغير سري.وعلى الجهة الأخرى تُسَّعر الحكومة وحلفائها المواقف لإثارة الشحن الطائفي والعمل على تشكيل الصَحَوات وتجنيد عشائر وقوى معينة في ما يسمى تشكيلات "الحرس الوطني" في المحافظات المنتفضة على سياسات الحكومة والنظام القائم.
ولم تكف الهيئات السياسية المُهَّيمَن عليها من قبل حفنة من اللصوص وشُذّاذ الآفاق وأمراء الحرب الجدد في العراق، من الذين جمعهم المحتل الأمريكي ودعمهم حليفه الإيراني خلال سنوات العبث السياسي والإداري والمالي في العقد الأخير، ويجري العمل اليوم على جمعهم من جديد كلما انفرط عقد تحالفاتهم وتعمقت صراعاتهم خلال تهالكهم على صفقات النهب والفساد والاختلاسات الكبرى، وآخرها ما يقترحه سليم الجبوري، رئيس دورة البرلمان الحالي، بدعوته تشكيل مجلس يجمع أولئك الساقطين في الانتخابات الأخيرة مع المتبقين من زمر اللصوص المتواجدين حالياً في الرئاسات الحكومية الثلاث بحيث يمكن أن تتشكل منهم هيئة أخرى ستجتمع دوريا كهيئة لأهل الحل والربط والتنسيق بين العملاء، لتلتقي فيها حُثالات رؤساء ونواب الحكومة والجمهورية والبرلمان لمتابعة ما وصلت إليه أحوال العراق وحكمه الآن ومستقبلاً، وهم المسؤولين عن تنفيذ وممارسة كل هذا الخراب الشامل الجاري في العراق، والذي يتوجب والحالة هذه، وقوفهم وإدانتهم أمام المحاكم والعدالة المختصة للاقتصاص منهم جَرّاء أفعالهم وجرائمهم بحق الشعب العراقي.
إن الحديث حول المصالحة الوطنية في الإعلام والكواليس السياسية هي عملية تمويه وتضليل وتدليس سياسي يقصد بها في الهدف الأول والأخير مصالحة المجرمين واللصوص والعملاء وتقريبهم من بعضهم بعضا، والعودة إلى مظاهر ومشاهد بَوس اللحي ومسح الجوخ بينهم، لتضليل الرأي العام الوطني والعربي والدولي ومغالطة الحقائق على الأرض للإيحاء: بان ثمة نخبة سياسية عراقية قديمة جديدة لازالت موجودة وهي مستعدة للانخراط والتعبئة في خدمة تنفيذ غزو واحتلال العراق في مرحلتها الثانية من جديد برعاية أمريكية، مع مراعاة ما يترتب عليه من استحقاقات الجانب الإيراني في فرض نفوذ الهيمنة الصفوية على شعب العراق والمنطقة.
هؤلاء المنافقون، الذين خبرهم شعبنا، يميلون من حيث المبدأ والجوهر إلى تكريس أساليب المخاتلة والخداع والادعاء بالورع والتقية والتضحية، وحتى إعلانهم عن الاستعداد للإصلاح السياسي والإداري للمفاسد الكبرى التي أورثوها هم وبأياديهم القذر من خلال ممارسات أحزابهم وكتلهم السياسية ووزراء حكوماتهم المتعاقبة، والتي ستستمر تاركة آثاراً تدميرية إلى عقود تالية محملة شعبنا حصيلة ضخمة من الآلام والخراب الاقتصادي والاجتماعي والنفسي الذي بات يحفر في أعماق النسيج الوطني لملايين العراقيين ويؤثر في أجيالهم من ضحايا المأساة الوطنية الكبرى التي نعيش فصولها الآن كل يوم.
ولا شك في أن جُلَّ اؤلئكم الأشخاص الذين يعرضون أنفسهم هذه الأيام على مختلف الجبهات، الحكومية منها وفي بعض المعارضة الشكلية، نراهم وبصور وتحركات يُسَّوقها الإعلام المرتزق كأمثلة من الشخصيات والجماعات المتهافتة على العواصم الإقليمية وكأنهم أمثلة للاستقامة والمصداقية الوطنية طارحين مشاريع عقد المؤتمرات باسم العراقيين بهدف تحقيق " المصالحة" تارة أو " الدفاع عن المظلوميات الجهوية والطائفية"، وهم يٌسربون هنا وهناك جرعات من التهدئة والوعود تحت حجة قُرب عقد مؤتمرات" المصالحة الوطنية" لحل مشاكل الوضع السياسي والاجتماعي في العراق.
والسؤال المطروح هنا: عن أية "مصالحة وطنية" هم يتكلمون؟؟ وعن بَين مَن ومَن ستتم تلك المصالحة الوطنية الموعودة والمطروحة في بعض الكواليس هذه الأيام؟؟.
وهنا لابد من التذكير والقول لمن يتابع مثل هذه الأمور :انه سوف لن نحتاج إلى الكثير من الوقت وحتى الاجتهاد في طرح الشرح والتفصيل في أمور مثل هؤلاء للتعريف بهؤلاء دعاة التسويق التجاري لمشاريع عقد المؤتمرات بإسم " المصالحة الوطنية"، سواء كان ذلك سيتم داخل العراق أو خارجه، لأن واقعهم وسلوكيات الكثير منم كشفت في أكثر من مرة بأنهم شخصيات زائفة وغير مؤهلة لأية ثقة باجماع وطني فيهم، طالما إنهم يسعون إلى إخفاء آثامهم من دون أي اعتراف صريح أو ممارسة نقد ذاتي عن مسؤولياتهم في خراب العباد والبلاد وبث الفرقة بين القوى الوطنية العراقية تكسبا منهم في مصالحهم الشخصية والفئوية الضيقة والأنانية.
لقد وصلت الأزمة العراقية منتهاها، وهي في مفترق طرق صعب التحكم فيه ورصد اتجاهاته المستقبلية طالما ظل هؤلاء يعملون وفق أجنداتهم على تقسيم العراق بعد خرابه، حتى وان تجمعوا على أهداف تجمع مصالحهم للانطلاق من جديد بمبادرات غامضة الأهداف والمرامي السياسية المرتبطة بأجندات محلية أو إقليمية، وهم في حرصهم على امتيازاتهم يريدون الإبقاء على عراق منهوب وضعيف ومُقَّسم على كل الصٌعد، ليسهل بقائه مسبياً وأسيرا ومُرتَهَناً للإرادات الدوليةً والدول المتحكمة بأمثال هؤلاء العملاء، الضامنين مستقبلاً لتبعية العراق وإبقائه تحت النفوذ الأجنبي بشتى الصيغ والإملاءات الأمنية والسياسية التي تريدهما حكومتا الولايات المتحدة وإيران، وحتى إسرائيل وبعض دول المنطقة.
هل سَيُلدَغ شعب العراق من ذات الجُحور المشبوهة مرات ومرات؟؟، وإذا كان الأمر كذلك؟ فتلك هي المأساة الوطنية، لا بد من يقظة وطنية شاملة وقف تصديق البعض لمشاهد ومظاهر بوس اللحي ومسرحيات المصالحات الوطنية الزائفة والخادعة في فنادق النجوم الخمس، وعلى الكثيرين الكف عن خدمة الأجندات المشبوهة والتوقف عن مسح أجواخ عبي وأردية وأحذية أصحاب وأزلام العملية السياسية، من جهة، كما لا بد من فضح كل المتاجرين بالقضايا الوطنية وبكفاح شعبنا ضد الاحتلال؛ حتى وان لبسوا عباءات المعارضة للعملية السياسية وادعاءات مقاومة الاحتلال من خلال مكاتبهم الإدارية والإعلامية فقط؟؟.
يقيننا، بحكم معرفتنا لخصال أبناء شعبنا النضالية والجهادية، إن الأمر هو عكس ذلك تماماً، وقد بلغت ثخن وأعماق الجراح منتهاها في جسدنا الوطني، نرى لزوماً علينا القول ونذكر الجميع :على شعبنا وقواه الوطنية حسم التردد والانتظار والاتكال على رجال الصفوة الوطنية القادرة على استكمال معركة التحرير والثورة، والعمل على تجنيد كل الإرادات الوطنية الخَيّرة المستعدة لاستكمال بناء الوحدة الوطنية، وزج قوى شعبنا جميعها ضمن المسار الذي يوصلنا جميعاً للخروج من أنفاق الاحتلال ومتاهاة ودهاليز العملية السياسية الساقطة لا محالة، وعزل أزلامها وعملائها في سلطة المضبعة الخضراء وخارجها، من دون التعويل على مصالحة وطنية وهمية ومدسوسة مسبقا تعرضها بعض من القوى والمسميات السياسية العراقية وفق نهج تساومي ونفعي وانتقائي لانجاز مصالحة وفق مقاسات معينة، تتبارك بها وتجتمع شخصيات أضحت لحاياها ملوثة بكل أشكال النفاق السياسي والممارسات البراغماتية من خلال المداهنات الميكافيلية في ظروف العمل السياسي الوطني المعقدة؛ وغالبا ما تريد تلك الجهات ان تتمم أنشطتها باشتراطات وصفقات ظرفية لن تصل بشعبنا أبداً إلا إلى مزيد من الخراب والتشتت والتمزق الوطني.
إن تجربة جماهيرنا العراقية باتت غنية، بعد ان كُشف المستور عن كثير من القوى والشخصيات في الساحة العراقية، خصوصا ونحن نرى ملايين العراقيين نازحة ومتشردة وضائعة بأجيالها عن مستقبلها بسبب سياسات الاحتلال وما آلت اليه العملية السياسية، وهذا الغنى والتنوع في حجم الآلام التي نعيشها يجب أن لا يجعل البعض من العراقيين أسرى الإحساس بالذنب أو التقصير أو ممارسة الأخطاء بسبب اجتهادات كانت قاصرة عن رؤية مسار التحرير المطلوب اجتيازه وبأقل الخسائر، فلا بد والحالة هذه أن لا نجعل من أنفسنا وأبناء شعبنا ضحايا سهلة لمن يبحثون عن ذبحنا وإلغائنا من الوجود، وهذا لا يتم إلا عبر انتفاضة وثورة وطنية موحدة وعارمة وبكل إقدام وشجاعة وبلا تردد لحسم كثيرا من الأمور التي يؤجلها البعض نتيجة لحسابات ظرفية وقاصرة، وفي مقدمتها إنجاز بناء الجبهة الوطنية العريضة في العراق لمواجهة مهمات التحرير وبناء العراق مستقبلا.
علينا أن نعترف أن ساحتنا الوطنية باتت مرتعا لكثير من الانحرافات والتطلعات الأنانية التي تسلكها بعض الشخصيات والقوى المحسوبة على الصف الوطني، وكلها تشكل عوائق لإتمام المصالحة الوطنية الحقيقية، كونها الحجر الصلب لاستعادة وحدتنا الوطنية، والتي يجب الشروع بها من فوراً ومن دون تأخير من خلال الحوار الجاد بين قوى المعارضة الحقيقية للنظام السياسي القائم الذي نَصَّبَه ورعاه، ولا زال يحمي الاحتلال الأمريكي والتدخل الإيراني كلما تداعى هذا النظام إلى السقوط، إذن لا بد من إجماع وطني يعمل على عزل الخونة والعملاء من جهة وكذلك فضح المتسلقين والمتاجرين بآلام وطموحات شعبنا، ولكي نضمن الوصول إلى بناء حركة تحرر وطني عراقية تقود المشروع الوطني العراقي نحو الانتصار في عراق موحد الأرض والشعب.
ولابد من عقد مؤتمر وطني عراقي فوري وشامل لانجاز ترتيب أولويات الإجماع الوطني في مواجهة كل الخلل القادم وأخطاره، يتجاوز فيه الوطنيون الحقيقيون العراقيون أصحاب ممارسات بوس اللحي العفنة ومسّاحي أجواخ دعاة الوطنية والقومية والإسلامية والطائفية الزائفة من الذين تجاوزهم الزمن، ولم يعد باستطاعتهم، كما بينت السنوات السابقة، فعل أي شئ يمكن أن ينقذ العراق وضمان مستقبله وحمايته من كل هذا التداعي المريع والمخيف.
وان غدا لناظره قريب
|
شبكة البصرة
|
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)