الخبر المنشور قبل يومين، نقلا عن مصادر قبلية يمنية، يقول ان خبراء عسكريين من حزب الله وصلوا الى صنعاء لمساعدة قوات المتمردين الحوثيين في مخططات اقتحام المدن والاعتداءات التي يشنونها على مختلف المؤسسات وحتى المنازل.
اصلا منذ فترة طويلة والتقارير تؤكد وجود عناصر حزب الله في اليمن ومساعدتهم للحوثيين فيما قاموا به من افعال ضد مؤسسات الدولة واجهزتها.
بالطبع، الدفع بعناصر حزب الله الى اليمن يتم بأوامر ايرانية، وبتخطيط ايراني.
وكما هو مفهوم، فان ايران تدفع بعملائها من حزب الله لمساعدة عملائها الحوثيين من اجل تحقيق اهداف ومخططات ايرانية تستهدف اليمن وكل دول الخليج العربية.
هذا الذي حدث في اليمن تفعله ايران في دول عربية اخرى كما نعلم. تقوم بنقل عملائها من مكان الى لآخر بحسب ما تقتضيه مخططاتها.
فعلوا هذا في العراق بداية. بعد ان رسخت امريكا النظام الطائفي في العراق، وتوحشت المليشيات والقوى الطائفية العراقية العميلة لايران، لم تتردد ايران في الدفع ايضا بعناصر من حزب الله الى العراق لمساعدة هؤلاء. هذا بالطبع غير قوات وعناصر الحرس الثوري الموجودة في العراق طوال الوقت لدعم هؤلاء والتخطيط لعملياتهم الطائفية الاجرامية.
ومعروف طبعا ما فعلته ايران في سوريا. دفعت بعشرات من القوى والمليشيات العميلة لها في العراق ولبنان الى الذهاب الى سوريا والقتال هناك دفاعا عن النظام السوري، وتنفيذا للمخططات الايرانية.
ومعروف ايضا ان القوى العميلة لايران في البحرين وفي دول الخليج العربية الاخرى تقوم بنفس الدور في خدمة مخططات ايران، في اثارة الفتنة الطائفية ومحاولة تقويض الاستقرار والأمن واثارة الفوضى.
نريد ان نقول ان هذا الذي فعلته ايران في اليمن مؤخرا بالدفع بعناصر حزب الله الى هناك لمساعدة الحوثيين، يأتي ليذكر الجميع في دول الخليج العربية والدول العربية عموما، بحقيقة وابعاد الدور الارهابي الإجرامي الخطير الذي تلعبه القوى العميلة لايران في المنطقة.
اربعة جوانب خطيرة تشكل ملامح الدور الذي تلعبه هذه القوى العميلة لايران في الدول العربية:
1 – هذه القوى هي مجرد اداة لايران تستخدمها لتنفيذ اجندتها ومخططاتها في المنطقة. هذه القوى تمتثل لأوامر ايران وتنفذها بلا تردد او تفكير ايا كانت.
2 – هذه القوى هي قوى طائفية، بحكم طبيعتها وهويتها، وبحكم عمالتها لايران.
ولهذا، تعتبر هذه القوى رأس الحربة في تنفيذ مخططات اثارة الفتن الطائفية في الدول العربية، ليس فقط مخططات ايران، وانما ايضا مخططات القوى الكبرى مثل امريكا التي تلتقي مع ايران في هذا الشأن.
هذه القوى بعبارة اخرى، هي بأفكارها وانتماءاتها الطائفية وبارتباطاتها الخارجية، اداة رئيسية لشق الصف الوطني، ولمحاولة تقويض الأمن والاستقرار.
3 - هذه القوى اجندتها ليست اجندة وطنية ولا اجندة عربية.
بعبارة أدق، مصلحة الاوطان، والمصلحة العربية العامة لا تعني هذه القوى في شيء. وحين تتعارض المصلحة الوطنية والمصلحة العربية مع المصلحة الايرانية، فان انحيازها المطلق ومن دون تفكير هو مع المصلحة الايرانية.
4 – وهذه القوى تشكل كما نرى حلفا واحدا تقوم ايران بتنسيق تحركاته وتنقلاته ومواقفه.
بمعنى ان هذه القوى تشكل مجتمعة خطرا داهما واحدا.
على هذا النحو اذن، هو الدور الخطير جدا الذي تلعبه هذه القوى العميلة لايران في الدول العربية.
نحن ازاء ارهاب ايراني متنقل في الدول العربية. ايران تقوم باستخدام هذه القوى على امتداد الساحة العربية، وتقوم بنقل عناصرها من بلد الى بلد بحسب ما تقتضيه المخططات الايرانية.
كل هذه الأمور التي اشرنا اليها معروفة للجميع، واخطارها الداهمة على الدول العربية معروفة للجميع.
ولكن نثيرها لنلفت النظر اولا الى الضرورة القصوى لأن تتنبه الدول العربية الى الدور الخطير الذي تلعبه هذه القوى، وان تعمل كل دولة على حدة على التعامل بحزم وبلا هوادة مع هذه القوى والدور التخريبي الارهابي الذي تلعبه.
هذا على صعيد كل دولة. اما على الصعيد العربي العام، فلسنا نعرف الى متى ستظل الدول العربية تتعامل بكل هذا البرود والبلادة مع ايران ومع مخططاتها واطماعها في المنطقة.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق