بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
أمريكان كاذبون ومتآمرون
|
شبكة البصرة
|
السيد زهره
|
عندما عقد مؤتمر جدة الذي دشن ما اسمي التحالف الدولي لمحاربة داعش، وادلى وزير الخارجية الأمريكي كيري بتصريحات قال فيها انه لا دور لايران على الاطلاق في هذه الحرب ولا نريد هذا الدور، كتبت وقلت ان كيري يكذب، فكل التقارير تؤكد ان التعاون بين امريكا وايران في العراق قائم بالفعل.
وعندما عاد كيري ومسئولون امريكيون آخرون مرة اخرى واكدوا انه لا يوجد ولن يكون هناك أي تعاون او تنسيق عسكري مع ايران، قلت انهم يكذبون، وانهم في حقيقة الأمر يريدون استغفال العرب.
وجاء الكشف عن الرسالة السرية التي بعث بها الرئيس الأمريكي اوباما الى المرشد الايراني خامنئي يعرض عليه فيها التعاون في محاربة داعش في مقابل التقدم في الملف النووي، ليثبت صحة ما ذهبنا اليه.. ليثبت ان الأمريكان في تصريحاتهم عن ايران ودورها وعن العلاقات معها يكذبون.
هم في الحقيقة ليسوا كاذبين فقط، لكنهم متآمرون ايضا.. متآمرون على العرب.
لنتأمل جيدا، ماذا تعني هذه الرسالة السرية بالضبط. تعني ما يلي:
اولا: ان العلاقات السرية بين امريكا وايران ماضية في حقيقة الأمر على قدم وساق بلا توقف منذ ان بدأت قبل سنوات.
هذه العلاقات السرية لا تقتصر فقط على تبادل مثل هذه الرسائل السرية بين الأمريكيين والايرانيين، وانما تمتد الى محادثات سرية تجري بين المسئولين في البلدين. ولم يعد امر هذه المحدثات سرا، بل اصبحت معروفة ومعروف ايضا ما دار فيها.
ثانيا: وهذه الرسالة السرية تأتي لتؤكد صحة التقارير الكثيرة التي تحدثت عن تعاون وتنسيق فعلي على ارض الواقع بين امريكا وايران في العراق.
سبق ان نشرت ما جاء في تقارير لموقع مخابرات امريكي يؤكد التوصل بالفعل الى اتفاق في محادثات سرية بين الأمريكيين والايرانيين في سلطنة عمان بعد سقوط الموصل على التعاون في العراق، وكان من بنود هذا الاتفاق موافقة امريكا على دخول قوات من الحرس الثوري الايراني لمساعدة الأكراد والشيعة.
وبعد ان تم الكشف عن رسالة اوباما، نشر موقع "فورين بوليسي" تقريرا عن القضية، ومما جاء فيه بالنص: "ان المسئولين العسكريين الأمريكين في العراق يعترفون بأنهم يتعاونون وينسقون مع نظرائهم الايرانيين، وذلك عبر العسكريين العراقيين الذين يقومون بنقل الرسائل من الأمريكيين الى الايرانيين والعكس".
ثالثا : هذا الرسالة وما جاء بها تؤكد انه فيما يتعلق بالمفاوضات الجارية حول الملف النووي، او حول أي قضايا اخرى، فان الأمريكيين هم الذين يبادرون بتقديم التنازلات وليس الايرانيين.
وهذا هو الواقع بالفعل، وذلك ان اوباما متلهف اشد اللهفة على التوصل الى صفقة مع ايران. وبالطبع، يعني هذا الاستعداد الأمريكي للتنازل والقبول بمطالب وشروط ايرانية. ومعروف تماما ماذا تريد ايران في المنطقة وما هي اطماعها.
رابعا : وكل ما سبق يعني ببساطة شديدة ان أي اتفاقات بين امريكا وايران سواء فيما يتعلق بالملف النووي، او فيما يتعلق بالحرب على داعش، هي بالضرورة على حساب العرب وعلى حساب مصالحهم. امريكا تفكر هكذا وتريد هذا.
مجرد ان يعرض اوباما في رسالته الى خامنئي مقايضة الملف النووي بدور ايران في محاربة داعش في العراق وسوريا معناه انه مستعد تماما للقبول بما تريده ايران وما تطمع فيه في العالم العربي، والأمر لا يقتصر بالطبع على العراق وسوريا.
لنلاحظ ان اوباما يتحدث الى خامنئي عن "المصالح المشتركة" بين امريكا وايران في العراق وسوريا. ما معنى هذا؟.. أي مصالح مشتركة هذه بالضبط؟
هذا معناه بوضوح تام ان اوباما يقبل ويقر الدور الذي تلعبه ايران في العراق وفي سوريا. ونحن نعلم طبيعة وابعاد الدور الاجرامي الذي تلعبه ايران في البلدين.
معنى ما قاله اوباما انه يقبل بما تفعله ايران من فرض هيمنتها على شئون العراق، وما تفعله هي والمليشيات الصفوية من قتل وتنكيل بالسنة في العراق. ومعناه انه يقبل بما تفعله في سوريا هي والمليشيات الصفوية العميلة لها من قتل للشعب السوري دفاعا عن نظام الأسد.
ليست هناك معاني لرسالة اوباما السرية الى خامنئي غير هذا الذي ذكرناه.
والأمر اذن كما ذكرت ان الأمريكان يكذبون في تصريحاتهم العلنية المتعلقة بايران. وهم في حقيقة الأمر وفيما يتعلق بما يجري فعلا بين امريكا وايران متآمرون على العرب.
والخلاصة ان العرب، وكما حذرنا مرارا، يجب ان يعرفوا ان الصفقة الكبرى بين امريكا وايران قادمة، وهي صفقة تقوم في جوهرها على اطلاق يد ايران في المنطقة والنيل من الدول والمصالح العربية. ومن يتصور غير هذا يخدع نفسه.
|
شبكة البصرة
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الأحد، 9 نوفمبر 2014
السيد زهره : أمريكان كاذبون ومتآمرون
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق