بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
تعقيبا للبحث الذي كتبته في نوفمبر الماضي حول تسارع الانهيار المالي والاقتصادي العالمي والتصعيد السياسي الدولي كنتيجة لذلك، أرسل لكم أدناه آخر التطورات المتسارعة لهذا الانهيار الذي هو على وشك الوصول الى مراحله المتقدمة وبدأ في اوربا وامريكا؟
عالمنا اليوم، يقف على شفا هاوية الانزلاق وبسرعة في حروب اقليمية، تمهيدا نحو صراع عالمي، تتورط او تضطر دول للانجراف فيه مثل روسيا والصين وتكتلات دول مقابل حلف الناتو -هذا لا يعني حتمية وقوع صراع عالمي، وليس التهويل بل وضعكم كالعادة في الصورة عما يجري والتأثيرات التي سنتأثر بها جميع، مالي، إقتصادي، وسياسيا.
تقبلوا مني كل المحبة والاحترام
سليمان يوحنا
27 آيار 2012
الانهيار الوشيك للنظام المالي والاقتصادي العالمي؟! ما هي الخيارات؟
"إن الاكذوبة تقوم بدورة كاملة حول العالم.. قبل ان تنتهي الحقيقة من إرتداء سروالها"
ونستون تشرشل
|
شبكة البصرة
|
سليمان يوحنا
|
لحساسية ما سأطرحه، أرغب في مستهل الامر توضيح ما يلي: الغاية من التطرق لمفاهيم، وتفاصيل معينة وإن بدت غريبة لبعض القراء، هو ليس حبا في التهويل، او جلب بعض التشويق والاثارة! يرجى التمعن بمحتوى البحث أدناه، او في ما نشرته سابق، وتفحص جوهر مجريات الأمور المتعلقة بالانهيار المالي المتسارع في الدول الواقعة على جانبي المحيط الاطلسي، وما يجري بهدوء خلال الأشهر الماضيه، من تواصل تعزيز الحشود العسكرية الغير تقليدية في منطقة المحيط الهادي، والهندي، والبحر المتوسط، والتي تعتبر الاكبر في التاريخ من حيث قدرتها التدميرية، هناك "10 غواصات نووية" صنف اوهايو" تتسلح ب24 صاروخ باليستي لكل منه، بقدرة تدميرية تصل الى 1500 مرة، قياسا للقنبلة التي ألقيت على هيروشيما اليابانية! وأربع حاملات طائرات تعمل بالوقود النووي، إضافة الى عدد غير محدد من القطع البحرية المختلفة لدول الناتو، هذا التمركز؛ وبموجب تحليل الخبراء العسكريين، ليس موجهاً لدول صغيرة ومتوسطة الحجم مثل سوري، أو ايران، أو كوريا الشمالية، بل الهدف هو آسيا - روسيا والصين، بينما تنتشر 8 غواصات نووية، و3 حاملات طائرات اضافية في المحيط الاطلسي. المثير للقلق; هوالتحذيرات الصادرة مؤخرا من قبل قادة الدول المعنية، ورؤساء هيئات الاركان العسكرية، لروسي، والصين، والولايات المتحدة الامريكية، واسرائيل.
قطعاً؛ ليس هناك انسان سوّي يرغب بمجرد التفكير بشن حربٍ "ثيرمو- نووية Thermonuclear " لأنها قد تعني نهاية البشرية بصورتها الحالية، والمرجو ان تكون كل العوامل والمحاذير الواردة في هذا البحث لا تعد الا كونها مجرد ثرثرة سياسية، او مجرد خيال خصب للكاتب، تجري بها الريح، وأن ننهض في صباح أحد الأيام، ونرى تصورا مختلف كلياً للمستقبل، ملىء بالأمل، والطمأنينة للبشرية جمعاء، وأن نعيش في تلك المدينة الفاضلة التي كتب عنها الكثير من الفلاسفة، قديم، وحديثا حبا في أجيالنا القادمة...!
أود التركيز وبنوع من التفصيل في الدوافع، والأسباب لما اعتبره أخطر تهديدان غير مسبوقان للبشرية في العصر الحديث " الانهيار الاقتصادي المالي العالمي المتسارع واحتمال وقوع حربا ثيرمو - نووية كنتيجة لانهيار النظام النقدي البريطاني المهيمن عالمياً.
ارفق لكم الرابط أدناه لفيلم وثائقي قصير من إنتاج مؤسستن، عن الحرب "ثيرمو - نووية"، وقدرتها التدميرية على الحضارة البشرية في حال نشوبها والتي ستكون الاولى والاخيرة في التاريخ البشري : http://larouchepac.com/node/22345
مقدمة لابد منها:
"عالمنا يجرى بسرعة، ولايترك فسحة من الزمن للتفكير! فالعالم مشغول على مستوى الدول، والجماعات، والأفراد. استهداف مؤسساتي على أعلى المستويات، ضمن هيكلة تمتد سلطتها فوق الحكومات الوطنية، ولا تخضع لسلطة اي برلمان او دستور منتخب، ولا للسلطان القضائي لأي دولة " حصانة مطلقة "، كأننا امام مخطط غايته انشاء حكومة عالمية تُسيّر من قبل المؤسسات المالية العالمية، نجد تأثيره فيما يجري الآن للشعب اليوناني، والاسباني، والايطالي، والبرتغالي، وما هي الا مسألة وقت قصير حتى تعم الفوضى في الربيع العالمي، من إنهيار للمجتمعات الديمقراطية وسلسلة انهيار للحكومات تحت وطأة جبروت اجراءات التقشف الاقتصادي الصارم، وتحطيم المستوى المعيشى للغالبية من اجل انقاذ نظامهم النقدي المفلس..!.
في موازاة ما قيل أعلاه وضمن كمين استراتيجي محكم " خلق الازمات وادارتها"، لنتمعن بجوهر مخططات ما سُمي بالربيع العربي، والشرق الاوسط الجديد، وما جري في كل بلد! وما سيجري قريبا سيكون رهن لوعي شعوبه، والدور آتٍ على الباقين ولبنان لن يكون الاخير، نحن مستهدفون بالتخبط الدائم لأجيال متعاقبة، من مرحلة الاستعمار المباشر والدكتاتوريات مروراً بنظم طائفية و انفصالية لتحطيم الدول، من أجل انشاء كيانات قومية، ومذهبية متصارعة، وايدولوجيات دينية لكي تستمر لعبة "فرق تسد" لأجيال مقبلة، و ضمن الكمين البريطاني المستمر لاكثر من 320 عام؟! متوهم من يعتقد انه قابع على بر الامان! ويبدو ان البعض تناسى بأنه لا وجود لحليف دائم في ظل نظام "العولمة" ولعبة المصالح الاستراتيجية.
اليوم تُستخدم المطرقة الامريكية لتحقيق أجندة عالمية لا علاقة لها بالشعب الامريكي، ولا بالمبادىء الدستورية التي كانت الدافع للهروب الى الارض الجديدة، وذلك هربا من الاقطاعية المالية الاوربية منذ اربعمئة عام وانشاء الولايات المتحدة الامريكية. يُخطئ من يؤمن بمقولة احلال الديمقراطية، الامثلة على ذلك عديدة، والأمر الواقع لا يقبل الجدل من اننا امام مخطط تفكيك السيادة الوطنية للأمم واستمرارية عجلة الفوضى الخلاقة، كما طرحها " صامويل هنتنغتون " ضمن مخطط صراع الحضارات “Clash of civilisations، Arch of Crisis”، والاب الروحي للمدعوين بالمحافظين الجدد "ليو ستراوس" صاحب نظرية وجوب وجود واجهة عدو دائمة من الشيوعية الى الاسلام السياسي، المدعوم غربيا وبقوة في ما يسمى بالربيع العربي ودفع الحركات الدينية المسيسة للواجهة، السؤال الذي يطرح نفسه : هل هناك ديمقراطية في ظل حكومة دينية تأخذ سلطتها من الله مباشرة؟ كم من المرات تم استخدام الدين للإيقاع بين الشعوب، والعودة الى الحروب الدينية كما حصل في العصور المظلمة " الوسطى" في اوربا والمشرق؟ فهل من الغرابة استخدام هذا السلاح الاكثر تأثيرا من قبل تلاميذ " ليو ستراوس" الذين تمكنوا ومنذ السبعينات من اخذ زمام القيادة الغربية في ظل نظام العولمة؟ علماً بأن هؤلاء لا يؤمنون بأي دين، ولا يمتون باي صلة للمسيحية لأن اغلبهم " ماسونيون أو من المؤمنين بالعرق الصافي "يوجينيك Eugenics " ولكنهم بارعين في إستخدام الايديولوجية الدينية المسيحية - الاسلامية وذلك للإيقاع بالساذجين، والمتخلفين، والسطحيين والزج بهم في دوامة خيارهم الاستراتيجي، من خلق صراع حضاري ضمن احد الاهداف لدفعهم نحو حكومة عالمية بقطب واحد.
قريباً ; إما ان نعود الى تطبيق قانون " كلاس ستيكل - Glass Steagall Act "، أو أننا جميعا بدأً بأوربا متجهين نحو متغيرات كبرى، وتحولات جذرية غير مسبوقة في التاريخ الحديث، وثورات شعبية، وسياسية، وليس مستبعداً حدوث انقلابات عسكرية، ووقوع اغتيالات سياسية، كمحاولة اغتيال بوتين قبل شهرين في مستهل حملة الآنتخابات الروسية، او وقوع حوادث إرهابية نوعية، لفرض الامر الواقع لتحقيق أهداف محددة كما جرى في " الهجوم على بيرل هاربر في ديسمبر 1941، او احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001. لاشك بأن زمام الامور على وشك الخروج عن نطاق سيطرة الحكومات بصورة اكثر جدية على المستوى الدولي، لأن زمن العمل كالمعتاد قد ولى، نعم; هناك غموض في ما يحمله المستقبل القريب سلبا ام إيجابا وما كان يعتبر غير وارد ضمن الاجندة السياسية، والاقتصادية اصبح موضوع بحث، وكل الخيارات اصبحت مطروحة على الطاولة، ليس لأن السياسيين ولدوا من جديد! بل بسبب الظروف المتسارعة للازمة الاقتصادية التي بدأت تفرض نفسه، وفشل جميع المقاييس في التصدي له، هناك 11 حكومة اوربية انهارت منذ عام 2009 تحت ثقل الازمة المالية، وتتغير الحكومات بانتخاباتٍ تفقد معناه، وجدواها في ظل سياسة الابقاء على الوضع القائم، مع وجود حكومات لا سيادة له، بل اصبحت عدوة لشعوبه، وأصبح همها تحقيق غايات المؤسسات المالية المفلسة التي مولت النظام السياسي، و الانتخابي في العقود الاربع الاخيرة، والتي كانت السبب وراء الازمة المالية العالمية، لذا ما الداعي للاستمرار في نهب اموال دافعي الضرائب في الاعوام الاربع الاخيرة، وضخها في المصارف الخاصة، و تحويل الديون الخاصة الى ديون عامة وفرض المزيد من سياسات التقشف ضد من ليس لهم لا ناقة ولا جمل في ما يحصل اليوم؟
الاقطاعية المالية العالمية :
بنك النقد الدولي IMF والبنك الدولي World Bank ومجموعة الاثني عشر مؤسسة مالية والمدعوة "Inter Alpha Group مجموعة انتر الفا المصرفية " ضمن أدوات النظام النقدي، تمثل أذرع الاخطبوط للإقطاع المالي العالمي، مرتبطة على أعلى المستويات في اغلب الدول ماعدا روسي، والصين، والهند، وبعض الدول التي يطلق عليها بالمارقة!، شبكة معقدة يمتد تأثيرها المالي، والسياسي، والإيديولوجي، في المؤسسات الدولية والرسمية لغالبية البلدان، إن المتابع للشأن الجيو – سياسي Geo-politics والعولمة الاقتصادية Globalist Economy في العقود الخمس الاخيرة، والتي ادت بنخبة من ذوي الايديولوجيات، والأهداف الخاصة، الى ايصال العالم اقتصادي، وسياسي، وشعبي، واستراتيجيا الى نقطة الانفجار، نحن مقبلون سريعا نحو حقبة تاريخية حرجة، وانهيار شامل للنظام النقدي البريطاني الذي غايته القصوى جني النقود ولا علاقة له البتة بالتقدم الاقتصادي، اي خسارة تلك القدرة المالية، والسياسية، والتي هيمنت عالمياً منذ عام 1688، وما يثير الحذر في هذه الحقبة; هو اليأس الذي قد يصبح جنونيا للمؤسسة البريطانية، ولجوئها الى خطوة قد تكون الاكثر خطورة في التاريخ البشري، من خلال دفع دميتها اوباما الذي صرح في المؤتمر الصحفي في ابريل الماضي، في ختام زيارة ديفد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني، بقوله " انني الخادم الامين لصاحبة الجلالة البريطانية" في شن حربا عالمية بدأ بالشرق الاوسط، كذريعة البلقان الجديدة، لأن الهدف هو منع آسيا من البروز كقوة اقتصادية، وكما فعلوا مع المانيا في الحرب العالمية الاولى عبر أزمة البلقان. ان ما جرى ويجري منذ بداية الستينات لم يكن صدفة، او سهو، بل المنطق يفرض وجود منظّر ومهندس وأدوات، استطاعت اخضاع النُظم السياسية الغربية العريقة، والمؤسسات الحكومية المعقدة، لقوى ومصالح تؤمن بنظام عالمي، هدفه يتجاوز ما يعتقده البعض من السيطرة على النفط والغاز والنقود.
الانهيار الوشيك للنظام المالي/الاقتصادي العالمي:
لن اخوض فيما نشرته سابق، ولكن سأحاول تحديث المعلومات عن آخر المعطيات حتى شهر مايو الحالي، ولمعرفة المزيد عن الموضوع يرجى زيارة الرابط التالي:
حقيقة الامر; ان النظام المالي العالمي سقط في عام 2007، ما يجري الان، هو توالي سقوط الجثث، وتوالي انهيار الحكومات الاوربية كنتيجة لذلك، وآخرها الحكومة الهولندية قبل اربع اسابيع، وبقاء اليونان من دون حكومة فعلية بانتظار إما انتخابات جديدة، او فوضى شعبية، وليس امامها مفر الا ترك العملة الموحدة "يورو" والعودة الى عملتها الوطنية "دراخما" واعادة جدولة ديونها الفعلية، هناك إجراءات طارئة تتم حاليا لمنع انهيار اسواق الاسهم العالمية في حال خروج اليونان من اليورو! وكذا الحال مع اسبانيا التي انتخبت حكومة يمينية قبل أشهر، ويبدوا ان لعبة حكومة اليسار ضد اليمين على وشك الانتهاء عالميا. رأينا انهيار الحزب اليميني الفرنسي ممثلة بساركوزي قبل اسابيع، والملاحظ ان الغالبية من الفرنسيين صبوا جام غضبهم على الادارة الاقتصادية للحكومة المنتهية، ولن تكون هناك دولة في مأمن من هذه التغيرات، بدأ من استرالي، وانتهاء بامريكا نتيجة لسياسات التقشف الصارمة، وإنهيار الاقتصاد الفعلي بصورة غير مسبوقة منذ القرون الوسطى. لعل بعضكم يتذكر التحذير الصادر من مؤسستن، والذي بدأ غريبا في حينه عام 2007، بأن سقوط النظام النقدي البريطاني الحالي هو أمر حتمي، وان عملية ضخ السيولة في محاولة لأنقاذ الديون الخاصة للمصارف، والتلاعب بالارقام لن يأتي بنتيجة، بل جعل الامور اكثر تعقيداً من خلال نهب الاقتصاد الانتاجي، وتدمير البُنى التحتية اللازمة لاعادة الانعاش في مرحلة إعادة الاعمار. المشكلة الرئيسية التي تواجهنا اليوم، ليست الازمة المالية، بل أزمة العقول للقائمين على ادارة الازمة الحالية، الحلول قطعا; ليست ولن تكون مالية، بل إقتصادية، انتاجية. الحكومات الغربية تعمل عكس ما يجب فعله في مثل هذه الظروف، وكما جرى في الركود الاقتصادي الكبير في الثلاثينات وما فعله الرئيس الامريكي "فرانكلين ديلانو روزفلت" في عام 1933.
يبدوا ان كل ماتعلمه هؤلاء في العقود الاربع الاخيرة، من القائمين على ادارة الازمة الحالية في الجامعات، هو كيفية تنسيق الارقام على الورق، وخلق فائض في الميزانية، والتركيز على المقاييس النقدية، لذا ليس من الغرابة إلحاحهم على إستمرار ضخ السيولة، ولو كان الامر بهذه البساطة لكان بامكان كائن من كان ان يشتري ماكنة طبع النقود تعمل ليلا ونهار، 7 ايام في الاسبوع ووالدك يرحمة الله!
مايجري حاليا في الاوساط المالية والمصرفية الاوربية، هو بمثابة يأس حقيقي، وهلع، بعد فشل كل المعايير وحزم الانقاذ المالية في السنوات الاربع الاخيرة، بدأ بما سمىّ خطأ بأزمة اليونان المصرفية، هناك هروب من قبل المستثمرين من عملة اليورو نحو الدولار الامريكي والاسترالي، وليس مستبعدا ان يتم تجميد الحسابات المصرفية للمواطنين في الحالات الطارئة، وذلك عند اللجوء الفجائي للكثيرين في سحب ودائعهم خوفا من افلاس المصارف كما يحدث الان لمصرف - Bankia و Santander الاسباني وكما الحال في اليونان.
في يوم 14 مايو الحالي، بدأت جثة ضخمة من العيار الثقيل جد، والتي سميت Too Big To Fall في الترنح آيلة للسقوط، ثاني اكبر مصرف عالمي" ج ب مورغن - J P Morgan " الامريكي، الذي يئن تحت وطأة 70 تريليون دولار من المستحقات المالية، في سوق المشتقات والتحوطات Derivatives & Hedge Funds، مما يُنذر بجر أغلب المصارف العالمية للمصير المحتوم. لعل البعض يتذكر تصريح للسيد ماريو دراغي Mario Draghi - رئيس البنك المركزي الاوربي، قبل شهرين من الآن، والذي أمتلىء فخراً بعد الاتفاق على ضخ تريليون "الف مليار" من الدولارات في المصرف الاوربي، والذي كان بمثابة حائط من النار للسيطرة على مشكلة جفاف الائتمانات، وتوقف المصارف عن الإقراض فيما بينه، بالرغم من التهليل، والتطبيل لتلك الإجراءات، فجأة قفزت قبل اسبوعين دول للواجهة، مثل اسباني، والبرتغال، بينما ايطاليا على وشك اللحاق بركبهم ايض، التحذير الصادر في نهاية شهر ابريل لايقل يأس، عندما صرح بنك النقد الدولي، بأنه هناك تسع تريليونات من الدولارات، اي عشر اضعاف ما تسبب بأزمة اليونان، من الديون في المصارف الاوربية على وشك الانفجار، وبحاجة الى إنقاذ "ضخ السيولة"! وبالذات في المصارف الاسبانية، بينما كل ما متبقى في جعبة بنك الانقاذ الاوربي هو 430 مليار دولار، اي اقل من 5% مما هو مطلوب، واذا ما تم الاستمرار في محاولة انقاذ هذه الديون الخاصة فأنه لا مفر من حصول التضخم النقدي الشديد في مرحلتة الاخيرة Hyperinflation، كما حصل في المانيا في ديسمبر من عام 1923، وكما حصل في العراق في التسعينات، مما يعني ان النقود لن تكون لها قيمة فعلية، فقدان كل المدخرات وجهود السنين؟.
أحداث متشابكة ومتسارعة ووصفات مآلها خروج الامور عن نطاق السيطرة، والفوضى، كما حدث في العصور الوسطى واثناء الثورة الروسية والفرنسية، وذلك من استهداف متعمد لتحطيم الشعوب، وبالتالي خفض النسبة السكانية للمستويات التي طالب بها التاج البريطاني علناً الى مليار إنسان، عوضا عن المليارات السبع في عالمنا اليوم، تحت عنوان حماية البيئة Environmentalism وفرضها عالميا من خلال مؤسسات دولية "، Green Movements، WWF، IUCN، Club of Rome "، والإدعاء بشح الموارد الطبيعية والغذاء، بينما في الوقت ذاته تسببوا في تدمير الانتاج الزراعي، والصناعي الغربي عمدا بحجة التحول الى اقتصاد أخضر " التنمية المُستدامة - Sustainability "وفرض ما تسمى بضريبة إنبعاث غاز ثاني اوكسيد الكاربون Carbon Tax، غايتها ليست حماية البيئة بل ذي شقين، جعل ما تبقى من الانتاج الغربي الصناعي اغلى كلفة، مما يعني إما الإفلاس او الانتقال الى دول العمالة الرخيصة " التجارة الحرة - Free Trade "، السياسة التي أنهت أغلب الصناعات الغربية، لعدم قدرتها على المنافسة امام عمالة تحصل على اقل من 5 دولارات في اليوم، والشق الثاني إعطاء المصارف أداة إضافية لديمومة المضاربة " فقاعة الكاربون".
هذا ما يصرحون به منذ دعوة ثوماس مالثوس Thomas Malthus الاب الروحي لعقيدة العرق الصافي، والبيئيون واحزاب الخضر في مقاله المعنون عن السكان في عام 1766، محذرا بأن العالم يعاني من زيادة السكان في الوقت الذي كان هناك مليار فقط، واستمر تلميذه شارلس دارونCharles Darwin بالجهاد المقدس لنشر تلك الافكار، واغلبكم يتذكر كتابه الذي صدر في عام 1859On the Origin of Species المقرر دراسته في علوم الاحياء في اغلب المؤسسات التعليمية (اصل الانواع) وعنوانه الكامل (في أصل الأنواع عن طريق الانتقاء الطبيعي - أو بقاء الأعراق المفضلة في أثناء الكفاح من اجل الحياة)، وكان الاقتصاد الغربي هو المستهدف ايديولوجيا لقدرته الانتاجية العالية، والتقدم التكنولوجي الكفيل في دعم الزيادات السكانية، وكانت البداية في عام 1971 في عهد الرئيس الامريكي نيكسون في التخلص من نظام بريتون وودز، وتعويم الدولار الامريكي، وتبني النظام النقدي، عوضا عن الائتماني، لغرض جرد اكبر اقتصاد في العالم من مقومات القوة وتبني العولمة الاقتصادية.
المحاور الاستراتيجية "البقع الساخنة" عالميا؟!
الاستراتيجية البريطانية لها باع طويل على المسرح العالمي، ذكية، وشريرة في افتعال الحوادث والازمات الاستراتيجية على مر التاريخ، والتباكي خبثا على حقوق الشعوب، والطوائف، والديمقراطيات، لتحقيق أجندتها في ديمومة هيمنتها العالمية، للمزيد عن التاريخ البريطاني. يرجى الاطلاع على البحث السابق على الرابط التالي:
لقد تمكنت المؤسسة البريطانية عالميا وبنجاح، في اختلاق "قنابل موقوتة"، غايتها الحقيقية ليست كما يطبل وينافق لها الاعلام الغربي، بل بمثابة العد التنازلي للمواجهة مع روسي، والصين وحلفائهم، وليس مستبعدا بروز محاور اضافية للالتفاف حول العقبات الطارئة "أفريقيا وامريكا اللاتينية" ولكن الابرز حاليا هي كالتالي :
اولا: النظام الدرع الصاروخي الاوربي " Anti – Ballistic Missile – ABM " :
وقفت روسيا خلال الاعوام الماضية بشدة، ضد فكرة انشاء مثل هذا النظام من قبل الناتو، لأن موسكو ستكون على بعد 3 دقائق فقط من تلك الصواريخ، واقترحت روسيا عوضا عن ذلك نظام دفاع عن الارض Earth Defence System –EDS وبمشاركة روسي، والصين، والغرب، ودول اخرى لمنع خطر اندلاع اي مواجهة نووية مستقبلا ضمن التوازن الاستراتيجي العالمي، او اي تهديد من قبل الدول المارقة؟، اضافة لمواجهة الاخطار التي تحيق بكوكب الارض من تهديد الاجسام القادمة من الفضاء الخارجي كالنايزك، والشهب، ولكن تم رفض المقترح الروسي، والتحجج الرسمي من قبل دول الناتو في المضي قدم، من ان نصب الدرع الصاروخي الاوربي هو لمواجهة ايران وصواريخه، بينما الخبراء الروس يعلمون بأن الغاية هو للاحاطة بروسي، والصين، ونزع قدرتهما على الرد على اي هجوم استراتيجي غربي مستقبلا.
بتاريخ 26 مارس الماضي واثناء انعقاد قمة الامن النووي في سيئول، وجه اوباما دعوة لكل من استرالي، واليابان، وكوريا الجنوبية، لأنشاء نظام درع صاروخي مماثل في منطقة المحيط الهادي، الرد الصيني جاء على لسان الرئيس الصيني في الخطاب المتلفز والموجه لشعبه " بالتهيىء للحرب"، لأن غايه الدرع الصاروخي هو الصين وليس بعبع كوريا الشمالية.
مع اقتراب موعد تشغيل الدرع الصاروخي الاوربي المفترض الاعلان عنه في مؤتمر دول الناتو يوم 20 مايو المنعقد في شيكاغو، قامت القيادة الروسية في توجيه تحذير غير معتاد، في المؤتمر الصحفي، يوم 3 مايو الحالي على لسان قائد الاركان الروسي الجنرال نيكولاي مكاروف، بأن روسيا تحتفظ بحق الرد، وفي ضربة استباقية، لأنه ينتهك مبدأ التوازن الاستراتيجي الذي منع اندلاع حربا نووية، حتى في احلك الفترات من الحرب الباردة بين الغرب والشرق، كما كان الحال في أزمة الصواريخ الكوبية عام 1963، وجاء التأكيد الروسي، وعلى اعلى المستويات بأنهم ليسوا بصدد التهاون مع مثل هذا التهديد السيادي على لسان الرئيس الروسي المنتخب بوتين بتاريخ 9 مايو، وذلك في المحادثة الهاتفية مع اوبام، مبلغا اياه انه الغي اللقاء الثنائي المرتقب بينهم، اضافة لعدم حضوره لقمة الدول الثمان G-8 المنعقد بتاريخ 18-29 مايو الحالي، اما التحذير الاكثر خطورة، فقد جاء قبل يومين من حضوره القمة المرتقبة اعلاه، وعلى لسان رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف في منتدى القانون الدولي في مدينة سان بيترسبيرغ، من ان اي عدوان، او تدخل عسكري ضد دولة ذات سيادة مشيراً بذلك الى ايران، سوري، وكوريا الشمالية ومن دون التخويل من قبل مجلس الأمن سيؤدي الى نشوب صراع عالمي مؤديا الى استخدام السلاح النووي؟! من يعرف التاريخ الروسي سيعلم من انهم ليسوا بوارد التسليم للعبة البريطانية اليوم، علماً ان أي تصعيد بين روسيا والغرب، او اي ضربة ضد ايران، او سوري، فأن روسيا ستلجأ الى تدمير الدرع الصاروخي الاوربي في ضربة استباقية وحربا عالمية.
ثانيا: إذا ما تمكنت الجهود الدولية في تحجيم التصعيد ضد سوريا عن طريق رفض اي تخويل من الامم المتحدة او مجلس الامن وكما جرى حتى الآن من محاولة تسوية النزاع سلميا ومنع التدخل العسكري الدولي او التركي "الناتو" فحينها ليس مستبعدا إستخدام الزناد الاسرائيلي "نتنياهو" لضرب ايران والتلميح الاخير من قبل السفير الامريكي لدى اسرائيل "دان شابيرو - Dan Shapiro " في تصريحه لاذاعة الجيش الاسرائيلي بتاريخ 17 مايو يصب في هذا الاتجاه "إن لدى البنتاغون خطة جاهزة لضرب ايران "، وكما فعلوا مع صدام حسين، فأن الغرب لن يكتفي بأي تنازلات او تسويات او أفعال من قبل سوريا وايران، لأن أجندتها الخاصة تتجاوز المعلن عنها؟.
ان اي هجوم على ايران او سوريا هدفه إشعال منطقة الشرق الاوسط برمتها وخلق وضعا ستراتيجيا لصراع عالمي تنجر اليه روسيا وحلفائها والدول الغربية مع الدول الدائرة في فلكه، علم، لولا معارضة رئيس هيئة الاركان الامريكية الجنرال "مارتن ديمبسي" لكانت الحرب ضد ايران وسوريا قد اندلعت ما بعد الانتهاء من ليبيا؟ ولولا المعارضة الشديدة في مجلس الامن من قبل روسيا والصين لما كانت المؤسسة العسكرية الامريكية اتخذت ذلك الموقف اقله لحد الان!، لايخفي على المتابع بأن ما نراه مؤخرا من التصعيد الاعلامي والنفاق السياسي ووصف رؤساء الدول بالدكتاتوريين واشرار في محاولة تأجيج الرأي العام وخداع الشعوب للرضوخ لأهدافهم والتدخل بحجج " الازمات الانسانية" والملاحظ حاليا تعرض الرئيس الروسي لحملة شرسة ووصفه في الاعلام الغربي كدكتاتور! بل ذهبت الاذاعة الاسترالية أ ب س ابعد من هذا بوصفه هتلر روسيا؟ هذا كله من ادوات الاعلام الغربي العولمي ويطلق عليها ب " Social Engineering " هندسة اجتماعية مجتمعية لخلق الاحتقان الشعبي وفقدان التوازن في تحكيم المنطق والفوضى والتسليم بالامر الواقع! ومن ثم الفوضى، من منكم لا يتذكر التصريحات النارية التي اطلقها رئيس الوزراء البريطاني " توني بلير" ومازال، أبان التصعيد الاعلامي، السياسي قبل احتلال العراق وتأكيده في اروقة مجلس الامن بأن العراق لديه امكانية ضرب اوربا بصواريح محملة باسلحة محرمة خلال 45 دقيقة! وما زالوا يبحثون عن تلك الاشباح الى اليوم!؟ وما يجرى في سوريا هو فضح الدور المخفي لما يعرفه العالم في السنوات الاخيرة عن تنظيم "القاعدة" وحقيقتها معروف لأغلب الدوائر الامنية العالمية من انها واجهة تديرها المخابرات الغربية والا ما المعنى من التعاون بين عناصر المخابرات وعناصر القوات الخاصة لتلك الدول وبين عناصر القاعدة في تدريب المقاتلين المعارضين لنظام الاسد داخل الاراضي السورية وقيامها بالعمليات الخاصة ضد الاهداف السورية؟! الغريب ؛ هو التواجد الفوري لعناصر القاعدة في اي بقعة تستهدفها المخططات الغربية كما الحال مع العراق، وتم الصاق كل الشرور التي نفذتها عناصر شركة " بلاك ووترز" وادواتها المحلية من عمليات قتل المعارضين والابرياء لجر البلد الى الفتن الطائفية والقومية والترهيب السياسي والشعبي بشماعة القاعدة؟
دواعي الحرب من وجهة النظر البريطانية:
- الانهيار الوشيك للنظام النقدي البريطاني، وما يهم الجانب البريطاني هو عدم السماح لبروز قوى اقتصادية اخرى على المسرح العالمي، والمقصود بذلك آسي، ومجموعة ما يسمى بالبريكس التي تمثل نسبة 40% من مجموع سكان العالم : البرازيل، وروسي، والهند، والصين، وجنوب افريقي، ودعوتهم الى انشاء بنك تنمية جديد عوضا عن البنك النقدي الدولي والعودة الى الاقتصاد السيادي وليس سيطرة المؤسسات المالية الخاصة.
- العقبة الوحيدة المتبقية لهذه الهيمنة: هي روسي، والصين بالدرجة الاولى، وهذه الدول ليست بوارد الاستسلام للاجراءات التي ادت الى انهيار الاقتصاد الغربي، او التنازل عن سيادتها الوطنية، لمصلحة نظام عالمي بقطب واحد تديره المؤسسة البريطانية، منّ لا يتذكر محاولات بنك النقد الدولي في خصخصة الاقتصاد الروسي، بعد سقوط الاتحاد السوفيتي في عهد بوريس يلتسين في التسعينات، لغرض تجريد روسيا من قوتها الآقتصادية، ورأينا كم من البارونات الاقتصادية الروسية هربت الى الغرب، او انتهت الى السجون في ما بعد تسلم بوتين السلطة.
- الرضوخ، وتبني سياسة العودة الى ما قبل العصر الصناعي، حماية البيئة، لتحقيق الهدف الذي صرح به الامير فيلبس زوج الملكة اليزابيث عام 1988م، من أن عدد سكان العالم يجب ان لا يتجاوز المليار نسمة.
- أن تقوم آسيا بضخ السيولة في المصارف الغربية، من أجل انقاذ نظامهم المصرفي، بعدما افلس النظام المالي الغربي، تحت وطأة محاولات انقاذ جبال من الديون الهائلة "المضاربات" لتلك المصارف في العقدين الاخيرين.
الحل:
حاليا ; هناك صراع محموم لمعارضي شن اي حرب ضد ايرن، وسوري، والمتمثلة بالمؤسسة العسكرية، والاستخبارية، لكل من الولايات المتحدة الامريكية، والاسرائيلية، والمؤسسات المشابهة في حلف الناتو، وبين دعاة شن هذه الحرب، والمتمثلة بالقيادات السياسية في اغلب الدول الغربية، الغريب في الامر هو سير القادة السياسيون عكس توصيات وتحذيرات اكبر المؤسسات ذات الاهمية في الدولة وهي المؤسسة العسكرية؟.
بالرغم من الظروف أعلاه، والتي قد تبدو مقلقة، وخطيرة، لكن علينا معرفة انه ليست هناك امور ثابتة في الكون، بل ديناميكية متغيرة، وهناك تطورات تجري من وراء الكواليس، وهناك مؤسسات وطنية في الغرب بدأت بالتحرك والتنبه للمخطط البريطاني، ونأمل ان يكون ذلك قبل فوات الاوان، هذا لا يعني البتة حتمية وقوع حربا نووية عالمية، ولكن النية قائمة، والدوافع لمثل هذه الحرب ملحة، والاسباب في المنظور البريطاني مصيرية، طبعا بريطانيا لن تألوا جهدا في منع الحلول الوطنية والحقيقية، من يعرف السياسية البريطانية تاريخيا سيدرك بأنهم لا يتهاونون في فعل اي شىء، اذا كانت سلطتهم مهددة.
افكار ومقاييس الامس لن تنفع ليست لآنها سيئة، بل لأن حاجتها انتفت في زمن الحدود القصوى لنظام معين، او سياسة معينة، علينا اللحاق بواقع مستجد بما يناسب و ضخامة الاحداث، كما هو الحال في حقب الوثبات التاريخية المميزة، في خيار الارتقاء او الانهيار في الحضارة البشرية.
سياسيا: بداية الحلول "حجر الزاوية" والاكثر الحاحا الآن هو وجوب تحييد اوباما وان تطلب الامر مسألته، ومحاكمته قانونيا بموجب المادة الخامسة والعشرون من الدستور الامريكي، انتهاك صلاحياته في اعلان الحرب، كما حصل مع ليبيا من دون موافقة الكونغرس، ولقد بدأت هذه الخطوة في الانطلاق قبل اسابيع، عندما قدم عضو الكونغرس ولتر جونز Walter Jones مشروع القرار رقم 107، محذرا اوباما من انه سيبدأ ملاحقته قانونيا في حال اعلانه حرب ضد اي دولة من دون الرجوع الى الكونغرس إضافة الى التحذير الذي اصدره السناتور الديمقراطي "جم ويب Jim Webb " يوم 10 مايو من انه ليس مسموحا لشخص واحد " الرئيس " بعد الآن اعطاء الاوامر بالتدخل عسكريا في شؤون اي بلد بحجة " الازمات الانسانية humanitarian intervention"، ولكن الخطورة واردة جدا مع بقاء "اوباما" في البيت الابيض بصلاحياته الحالية كالقائد العام للقوات الامريكية في نشوب صراع عالمي مستقبلا!.
إقتصاديا: هناك تصاعد في الدعوات الصادرة مؤخرا من لدن المؤسسات المالية والرسمية دوليا داعية الى تبني الحل الذي عرضه الاقتصادي الفيزيائي "ليندون لاروش" قبل اربع سنوات والبدء في امرار قانون "كلاس ستيكل" بصيغته الاصلية كما جرى في عام 1933 "من دون الالتفاف والتحوير عليه" وكلما اشتدت العاصفة المالية كلما اصبحت الحلول الحقيقية اكثر الحاحا ومن ضمنها:
احلال النظام الائتماني " Credit System " محل النظام النقدي " Monetary System " لأجل خلق إئتمانات حكومية ضخمة للبنية التحتية لحث الانتاج الصناعي، والزراعي، وخلق فرص العمل، وزيادة الفائض الانتاجي الفعلي، لجلب الاستقرار للجانب النقدي، تمرير قانون كلاس ستيكل مبدئي، والذي سيتكفل بفصل المصارف التجارية الحقيقية عن المصارف الاستثمارية المتعاملة بالمضاربات، ووضع كل المصارف التجارية تحت الحماية (إعادة تنظيم الافلاس) ومن ثم اعادة جدولة، او الغاء اغلب الديون المترتبة نتيجة المضاربات في السنوات الماضية، اسعار ثابتة لتبادل العملات على اساس احتياط الذهب، نقض كل ما تمخض من سياسات الخصخصة، "تأميم" الموارد الطبيعة كما فعلت روسيا وما ِتفعله الارجنتين اليوم ونقض كل القيود الاقتصادية بحجج حماية البيئة، مع حزمة اخرى من الحلول مذكورة في البحوث السابقة.
ختاما... لماذا التغريد خارج السرب...؟!
سألني البعض ومنذ اكثر من 5 سنوات، ولا زلت احيانا اتلقى السؤال التالي : لماذا التغريد خارج السرب؟ ولماذا التشاؤم، والتضخيم للامور من قبل مؤسستكم في طرح الامور بصورة تعاكس اغلب التصريحات الرسمية والاعلامية والثقافية؟ اود التذكير بالمقولة التالية (تستطيع خدع كل الناس لبعض الوقت، وأن تخدع بعض الناس كل الوقت، ولكنك لا تستطيع خداع كل الناس كل الوقت) بنيامين فرانكلين.
في أزمنة العمل كالمعتاد - Business as usual، يلجأ البعض الى وسيلة الانكار ضمن المعطيات المحيطة، خوفا من الاقرار بما يعارض الرغبة النفسية، او الرغبة في سماع ما هو خلاف المفهوم الشائع، لا تنقل لي الاخبار السيئة، او مجرد التمني بأن الامور ستكون على ما يرام، وسيلة الانكار هي عامل انساني وارد في زمن الهروب للامام عوضا عن مواجهة الاستحقاقات الصعبة، وان الامر لا يعدو كونه تهويل، لمجرد أن الاثباتات لم تهبط تلقائي، ولذا فأن الامر غير مثّبت، ويتحجج صاحبنا بأنه لم يرى اي اثباتات! علما انه لا يحرك ساكنا في معاينة الحقائق التي تخالف مفهومه. يقينا إن اهمال المعاينة وتفحص الامور، لا يعني بأن الحقيقة ليست كائنة، نعم ; وكحال كل شيء غامض في الوجود، يتطلب معرفته، والالمام به، وبالذات ما جرى في العقود الاربع الاخيرة، جهد، ومهنية، ومتابعة، لا تصدق ان تلك المعرفة ستأتيك من قراءة الصحف، او تصفح مواقع الانترنيت، او مجرد التمني، هناك خفايا لمجريات الامور التي تبدوا عادة في عالم التسويق، والانترنيت، والصخب الاعلامي امام اعيننا طبيعية جدا وثقتنا بأن حكوماتنا تقوم بما يلزم للصالح العام؟ في عالم يصبح اكثر تعقيدا نتيجة فجوة الاجيال والعلوم التقنية، و حكومات المصالح Corporate States، سياسيين ومستشاريين امتهنوا السفسطة، المغالطة Sophistry، أذكياء في فنون التضليل، والتهويل، والخداع لتحقيق أجندة غير معلنة، واصبحت كلمة الديمقراطية اليوم رديف للسير مع التيار السائد، المصقل بثقافة الاعلام الرسمي " المفهوم السائد Popular Opinion "، واحزاب سياسية، واقع امرها المراوغة، والكذب على اعلى المستويات، والوعود الفارغة.
قد يتسأل البعض عن سبب التغيير الحاصل سلبيا في ثقافة اليوم، احيانا نشكوا بأن حتى صلات القرابة والتعاملات ليست كما عهدناها! بل هناك تباعد وبرودة في تلك الاحاسيس التي حكمتها دوافع نبيلة فوق المصالح والماديات، هذا لم يأتي اعتباطا بل هناك أجندة غايتها انتاج ثقافة جديدة في النظم التعليمية والثقافية والاجتماعية خلال العقود القليلة الماضية في ظل الثقافة الاستهلاكية المهيمنة ضمن عصر العولمة الاقتصادية تم تمريرها بمهنية عالية؟ قيّم لا تمت للمباديء التقليدية بشىء، بل تسعى لتحطيم الجيل الناشىء، كما فعلوا مع جيل الخمسينات "Baby boomer generation " الذي يتربع اليوم على قمة الادوار القيادية في المؤسسات الحاكمة من خلال أدوات " الثورة الثقافية المضادة -Counter culture Revolution - الثقافة الاستهلاكية وموسيقى الروك، والجنس، والمخدرات "، واليوم في عصر ثورة الانترنيت اضيفت أساليب منها الاعلام المستهدف والشبكة العنكبوتية " cyber warfare " بتفرعاتها من التطبيقات المختلفة، وتبني نظام تعليمي غايته كسب المعلومات وليس المعرفة الحقيقية، من ينكر بأن الهم الاكبر في زمن العولمة ; هو الثقافة الاستهلاكية، ودفع الديون التي تتراكم صعود، لتجعل سنون الحياة المعدودة عبودية للإقطاعية المالية، صراع مستمر، لأننا نعيش عصرا وواقعا يفرض سلطانه من الانهماك بالمسؤوليات لدرجة السباحة مع التيار السائد المسّير من قبل المؤسسة الحاكمة، فهل من الغرابة الاقرار بأن فرصة معرفة جوهر الحقيقة بين أطنان متراكمة من الهموم والتنميق السياسي، والتضليل الإعلامي، تصبح صعبة المنال؟! التاريخ يعيد نفسه في كل حقبة زمنية قصيرة، ويستمر الانسان بدور الجلاد والضحية، العيب ليس حصرا في القيادات، بل في المجتمع الذي سمح لهذا الفساد في الاستشراء، وتستمر النكبات والويلات عسرا ويسر، حتى يرتقي الانسان لنبل خصاله وفطرته الحقيقة وكما ارادها الخالق.
2012-05-22
sy@cecaust.com.au
|
شبكة البصرة
|
الاحد 6 رجب 1433 / 27 آيار 2012
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الاثنين، 28 مايو 2012
الانهيار الوشيك للنظام المالي والاقتصادي العالمي؟! ما هي الخيارات؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق