بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
المقاومة العراقية وضرورة الحدث الميداني
|
شبكة البصرة
|
د. عماد الدين الجبوري |
عندما أصدرت عدة فصائل في المقاومة الوطنية المسلحة بيانها المشترك في 21-5-2012، ومع إستمرار الضرب الصاروخي للجيش النشقبندي، والتابعين، وغيرها من جيوش الجهاد في العراق، فكل ذلك يؤكد على تواصلية النهج الثابت في طريق التحرير. ورغم هذا المسلك المنير لمستقبل مشرق قائم على مبدأ: تحقيق النصر أو الشهادة. إلا أنه يحق لنا كمتابعين ومراقبين للشأن العراقي عموماً، والمقاومة المسلحة خصوصاً، أن نطرح التساؤلات التالية:
لماذا لم تحدث أية عملية نوعية خطيرة؟ هل إلحاق الهزيمة بالجيش الأمريكي كافية؟ وماذا عن حكومة الاحتلال الخامسة والقبضة الصفوية الإيرانية؟ فهي مازالت تثخن بدماء العراقيين، وتنهب ثرواات البلد، وتفكك أواصر المجتمع، وتزيد بالعراق وشعبه تأخراً وتقهقراً.
أن الأبطال الأشاوس الذين جابهوا أقوى جيش في العالم وكسروا شكوته وحطوا من علياءه ومرغوا أنف جنوده بوحل الرافدين وأجبروه عنوة على الإنسحاب، لقادرين كل الإقتدار على مجابهة حكومة المالكي ومن وراءه من الصفويين الحاقدين. ولكن أن نصل إلى النصف الأول من سنة الإنسحاب الأمريكي ولم تشهد أرض الجهاد بالعراق أية عملية نوعية ضارية "تشفِ صدور قومٍ مؤمنين". فربما أن إستراتيجية المقاومة العراقية القائمة على الدك الصاروخي من جهة. والعمل على هزيمة المشروع السياسي للمحتل عبر طرح مشروعها السياسي من جهة أخرى. قد تؤخر الإقدام على تنفيذ هكذا عمليات نوعية خطيرة.
وربما أيضاً أن الخطط الصفوية التي يتم تطبيقها منذ سنوات سواء عبر حكومة المالكي في إفراغ العنصر الذكوري من المناطق الساخنة عبر سلسلة الاعتفالات العشوائية والاتهامات الجزافية والاغتيالات الخفية، أو من خلال الميليشيات الطائفية التي تعمل بمنهجية مدروسة على الخطف والفدية لسحب الأموال من العوائل، ثم التصفيات الجسدية. حيث أثرت هذه الجرائم الشنيعة والمقصودة في حواضن المقاومة، مثلما أثرت سابقاً تشكيلات الصحوات. ولكن الأخيرة فشلت في الإجهاز على المقاومة. وبالتالي لا تستطيع الخطط الصفوية من إتمام ما فشل به الاحتلال الأمريكي. وإذا تمكنت الصفوية من تحقيق وجودها عبر القتل والإغتيال والدمار، فإنه لا يمكنها أن تستمر على هذا المنوال الجرائمي البشع إلى أمد بعيد. فالمقاومة موجودة وراسخة، ومنطق التاريخ يؤكد حقيقة أن الشعبَ باقٍ والمحتل زائل.
ومع ذلك، فأن هذه التحليلات الواقعية لا تمنع من طرح التساؤلات الملحة عن ضرورة إحداث عمليات نوعية مهمة. في الأقل لكي تشد من عزم وجهود العراقيين الوطنيين المناهضين للاحتلال وحكوماته. بتعبير أدق، أن الدخول في النصف الثاني من السنة الأولى لهزيمة وإنسحاب الجيش الأمريكي، وهي تخلوا من أية عملية ميدانية مميزة، ستترك أثراً أو غصة عند الذين يجاهدون بالقلم واللسان والمال والدعاء. وستمنح حكومة الاحتلال ومن ورائها في طهران وواشنطن أرضية إعلامية تقلل فيها من جدوى العمل المسلح، وتُفعّل من أهمية الاشتراك بالعملية السياسية. بينما التفعيل الحقيقي يقع على عاتق قادة المقاومة بحدث ميداني نوعي وخطير يليق بإنجازات بواسل المقاومة وشهدائها الأبرار في السنوات التسعة الماضية. كما وإنها ضرورة تستوجب الإقدام عليها اليوم قبل الغد.
|
شبكة البصرة
|
الاحد 6 رجب 1433 / 27 آيار
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الاثنين، 28 مايو 2012
د. عماد الدين الجبوري : المقاومة العراقية وضرورة الحدث الميداني
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق