بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
البعث هو الراعي المؤتمن على مصالح البلاد والعباد..أما السلطة فقد وضعناها ونضعها اليوم تحت أقدامنا أن لم تكن في خدمة هذه الأهداف والمبادئ والقيم
|
شبكة البصرة
|
د. منهل سلطان كريم |
أشار القائد المجاهد عزة ابراهيم في خطاب بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لانطلاق ثورة 17- 30 تموز المجيدة الى موضوع هام يتعلق برؤيته وموقفه من السلطة حيث قال :
"إنّ عزنا ومجدنا وفخرنا وهدفنا الأسمى هو في تحرير بلدنا وشعبنا وكل شبر مغتصب أو محتل من ارض امتنا وان ما قدمناه من التضحيات السخية وما نقدمه اليوم هو من اجل تحقيق أهداف امتنا ونهوضها لمواصلة حمل رسالتها الخالدة، رسالة الحق والعدل، رسالة الحرية والسلام، رسالة التجديد والتطوير أما السلطة فقد وضعناها ونضعها اليوم تحت أقدامنا أن لم تكن في خدمة هذه الأهداف والمبادئ والقيم"
كلام ورؤية ليست جديدة فقد تطرق لها قائد الحزب منذ سنوات مضت من خلال البرنامج الاستراتيجي للبعث والمقاومة والمنشور على الرابط التالي :
فقد اصدر بيانا حدد فيه ستراتيجية البعث والمقاومة في المرحلة الراهنة من معركة التحرير الظافرة التي يخوضها شعب العراق ممثلا بطليعته الحزب والمقاومة العراقية الوطنية والإسلامية.
لا شك ان الحزب يناضل ولا يبغي من نضاله وجهاده إلا البناء والأعمار وإعادة الحياة الى ربوع الوطن، وتحقيق تطلعات الشعب ونيل حقوقه، هذا هو نهج البعث، وللتحدث عن مواقف وبرامج البعث السياسية والتعبير عن مهمته يحتاج الباحث عن الحقيقة إلى مجلدات كي يغني الفكرة، فهو الحزب الذي يهدف الى تحرير الأرض والإنسان، ولم يسجل في أدبياته سعيه للحصول على جاه أو سلطة من أجل السلطة ومغانمها، بل هو على مدى تاريخه يجاهد من اجل انجاز الحقوق الوطنية للشعب، ويناضل من اجل حقوق الفئات الفقيرة والمسحوقة والمهمشة تحديدا، وعرف عنه سعيه الدائم لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة والرفاه الاجتماعي لكافة أبناء المجتمع، وتضمنت نظريته حرية الرأي والتعبير الحر والمعتقد الفكري لكونه حزبا واقعيا ملتزما بمصلحة الشعب.
تاريخ البعث في خدمة الشعب عامة والفقراء خاصة لا يزايد بشأنه أحد، فهو الحزب الذي يفخر بتجربته ويرفض في الوقت نفسه اعتبار جهده وجهاده ونضاله وسيلة للدعاية، لأنه تعامل بصدق وصراحة مع الجماهير بعيداً عن المزايدة واستغلال المعاناة لأهداف حزبية ضيقه ومقيتة، وهذا يدلل على ان تاريخه ناصع البياض، ويدلل أيضا على صوابية نهجه وقناعته بالعمل لتحقيق الاستقلال والنضال والمساهمة في تغيير الحياة نحو الأفضل، والتفاني في ترسيخ الديمقراطية، وكي ينجح الحزب في تحقيق رسالته هذه، نراه يحرص على أن يكون هو نفسه ديمقراطياً على مستوى الحياة الداخلية الحزبية، وانعكاس ذلك على المجتمع من خلال الانفتاح عل الجماهير لكونه قوة فاعلة ومؤثرة.
ان نضال البعث حسب اتجاهاته ومنطلقاته الفكرية وسيلة وغاية لخدمة الشعب، فلا يمكن أن تحدّد غايات العمل الحزبي ومقاصد العمل السياسي على أساس المصالح الحزبية أو الاعتبارات الزعاماتية الضيقة، بل على أساس المصالح الوطنية والشعبية والمجتمعية، حيث ان المسؤوليات الحقيقية لأي حزب وطني مهما كانت مراجعها الفكرية هي العمل من أجل تحقيق المنافع العامة للمجتمع، وعلى هذا الأساس تبني الاحزاب الوطنية برامجها وتحدد سياساتها، وتكون مواقفها منسجمة مع ذلك سواء كانت في الحكم أو في المعارضة، لا أن تحددها الاعتبارات الحزبية أو الشخصية، فكثير من الاحزاب القابضة على السلطة تداهن وتركن مشاريعها المعلنة من أجل السلطة وامتيازاتها إلا البعث الذي كان في السلطة، ولكنه لم يقايض وجوده بها بل عكس نموذجا فريدا حين تمسك بالحق وزهد بالسلطة بقصد إيقاظ عضلات القدرة الخامدة في جسد الأمة المترهل، في تجربة تصلح ان تكون أنموذجاً يحتذى به، وهذا الموقف أكسب الحزب القدرة على إرباك الخصوم،فما يفعله البعثيين اليوم، أشبه بأنهم جعلوا من أنفسهم مشاريع تضحية واستشهاد وفداء بوجه الاحتلال والإرهاب وقوى البغي، وما ان يتحقق مبتغاهم وهدفهم حتى يعودوا الى الشعب وهذه مفاهيم يؤمن بها البعث ايمانا عميقا.
البعثي الحقيقي يفخر ويعتز بكونه أفقر طبقات الشعب مالا وأغناه قيما وأعرقه نضالا، ويفخر بأنه لم يلوث يوما في منفعة ذاتية له أو لأفراده، وهذه ليست شهادة من محب للبعث، بل هي حقيقة يعرفها كل عراقي عايش ظروف العراق سلما وحربا، فهو حزب للكفاح وليس حزبا للترف، وخير دليل هو ما تعرض له جل مناضليه منذ تأسيسه والى أشهر قريبة مضت، حين زج بالآلاف من الشرفاء من مناضلي البعث في معتقلات السلطة الغاشمة، ولكنها في حقيقتها ساحات عز وشرف سطر ويسطر بها مناضلي البعث الابطال أروع أمثلة الشجاعة والعنفوان، حين أعطوا نموذجا للصمود والبطولة من خلال التصدي بالإيمان الراسخ والصدور العامرة بالقيم والمبادئ والشرف والعفة والرجولة، فكانت مبادئهم أقوى وأبلغ مما خطط له أعداء الحرية والكرامة.
فالبعثي مؤمن ان العيون تربو له، ويقع عليه واجب كبير، لذا حزم أمره وروض وهذب نفسه ورضع نكران الذات لأن الله يحب العبد الخفي التقي، كل ذلك من أجل هدف أسمى وأعلى من الذات، ألا وهو الله تعالى والوطن والشعب، فهل هنالك شرف أعلى وأسمى من أن يكون البعثي خادما لشعبه.
البعث هو الاقوى ثقافيا وسياسيا واجتماعيا وأدبيا وأخلاقيا وتدينا، وهو الحارس الأمين للدستور والقانون والساهر على سلامة وكرامة الانسان، والبعثي الحقيقي هو المناضل المفعم بالمبادئ التي تجعله يتصف دائما بالتفاؤل، وتتألق روحه المفعمة بالأمل والصدق والحماس، ويتميز أيضا بعدم المبالغة في رد الفعل ازاء الانتقادات والتصرفات السلبية الصادرة عن الاخرين، لكونهم يدركون ان السر يكمن في التسامي والتغاضي حين الاقتدار، لذا نرى ان القوي يميل دائما الى التسامح مع الاخرين، تعاطفا أو اشفاقا والتغاضي عن الاساءات اذ لم تكن في اطار الخيانة، وقول قائد الجهاد والمقاومة هو القول الفصل في ذلك، حيث أشار في خطابه في ذكرى تأسيس الحزب الى هذه المعاني بقوله "مطلوب منا اليوم أيها الرفاق وبعد التجربة الواسعة والخبرة العميقة أن نصل من قاطعنا من هذه القوى، ونعفو عمن ظلمنا ولمن أساء إلينا، وخاصة إلى إخوتنا في التيار الإسلامي الوطني المعتدل المجاهد، كل ذلك من أجل استنفار طاقات الأمة وتعبئتها في معركة المصير الواحد لشعب العراق العظيم أولاً، ثم لشعب فلسطين المجاهد البطل، ثم لشعب الأمة المجيد حيثما تدعونا معارك التحرير والاستقلال والبناء على أرضها الطاهرة"، بهذا السمو يتعاطى البعث مع المواقف الصعبة، فكل هذا يحصل لكونه حزب صاحب مشروع متكامل وله تاريخ ثقافي ومعرفي وتسامح ديني وإنساني وعمق وارث حضاري وفكر تنظيمي، وكانت ومازالت غايته الإنسان والمجتمع ككل.
لا يزال هناك فهم خاطئ لدى البعض، وربما يتقصدون فهمهم الخاطئ لغايات ضيقة كامنة في النفوس، لذا يقوموا بحملات تضليل من خلال تشويه الحقائق ويستغلون عامة الناس لخداعهم، وبالتالي تحقيق غايتهم ومنها الاشارة الى ان البعث يبغي من جهاده ونضاله وتضحياته الوصول الى السلطة، وهذا الادعاء هو أبعد ما يكون عن الحقيقة، بل هو محض كذبٍ وافتراء، وأكبر دليل على ذلك، هو ما شهدت به مراحل نضال البعث عبر تاريخه ومنها رفض قياداته المشاركة في السلطة رغم صناعتها والقيام بها، وكان هدفهم يتجه الى العدل والإنصاف والأمان والحرية والعمل على رفع المعاناة عن الناس، وما وقع عليهم من ظلم وطغيان ومن بينها محاربة السرقات ونهب خيرات البلاد وقهر العباد، ومن ثم توفير حياة حرة كريمة للناس، وعليه فلقد تحمل الحزب في سبيل تحقيقه أهدافه حملات التشويه والتضليل ومنها القول بان البعثيين طلاب سلطة.
والآن وبعد تأكيد قائد العز والشرف قائد الحزب والمسيرة الرفيق المجاهد عزة ابراهيم ذلك بقوله (أما السلطة فقد وضعناها ونضعها اليوم تحت أقدامنا أن لم تكن في خدمة هذه الأهداف والمبادئ والقيم) سقطت كافة الأقنعة، وانكشفت كل المؤامرات، هذا القول سيطبق بأمانة، والمكسب والمطلب الوحيد لأي وطني غيور على ارضه وعرضه هو التحرير.
أما البعثيين كمجموع أو أفراد، فإن رؤيتهم لا تختلف عن رؤية القائد بل منسجمة ومتساوقة معها، وأي رغبة غير ذلك منعدمة، وما مطلوب هو حكم وطني يوفر العيش الكريم ويصون كرامة أبناء الوطن والبعث هو الراعي المؤتمن على مصالح البلاد والعباد، ويتضح من كل ما تقدم ان البعث والبعثيين ليسوا طلاب مناصب وإنما أصحاب قيم ومبادئ، ولم تكن لهم عبر تاريخهم أي غاية اخرى، فالغاية والهدف يتمثلان في خدمة المواطنين وتنمية القيم الأخلاقية والإنسانية وإشاعة الأدب الثوري، وليس غايتهم الاستيلاء على السلطة لان هدفهم الشعب، ومن يكن هدفه الشعب سيضعه الشعب في السلطة وان لم يكن راغبا بها.
|
شبكة البصرة
|
السبت 28 جماد الثاني 1433 / 19 آيار 2012
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الأحد، 20 مايو 2012
البعث هو الراعي المؤتمن على مصالح البلاد والعباد..أما السلطة فقد وضعناها ونضعها اليوم تحت أقدامنا أن لم تكن في خدمة هذه الأهداف والمبادئ والقيم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق