بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
إذا لم يتفق الضباع فيما بينهم.. فتوقعوا الفتنة والاقتتال بين رعاعهم!؟
|
شبكة البصرة
|
م. جبار الياسري – كربلاء
|
نحذر من فتنة كبرى ستطل برأسها قريباً في العراق، ونُهيب في نفس الوقت بالعقلاء والشرفاء والخيريين والمثقفين من أبناء العراق الغيارى أن ينتبهوا ويتنبهوا لقادم الساعات والأيام والأسابيع القليلة القادمة وما تحمله في طياتها من مفاجآت وألغام طائفية داخلية وإقليمية معدة للتفجير في أي لحظة، في حال فَشِلَ ضباع الاحتلاليين فيما بينهم على البقاء في السلطة والتسلط على رقاب أبناء العراق و نهب و تهريب ثروات العراق بنفس الوتيرة التي بدءوا بها قبل تسع سنوات وتحت نفس تلك الشعارات الطائفية المقيتة، كذلك يجب أخذ كافة أسباب الحيطة والحذر لما يجري خلف الكواليس، خاصةً في أروقة ودهاليز المنطقة الخضراء وسراديب النجف وقم وطهران وتل أبيب، في حال فشل المشروع الصهيوني الأمريكي الإيراني التركي المركب في العراق.
لقد خرج المحتل و المستعمر الأمريكي نهاية عام 2011، و انتهت التسع سنوات العجاف، و تكاد تنتهي الولاية الثانية لحكومة فرعون المالكي، و أبو الفراعنة الذين تربوا و ترعرعوا في حضن ولاية الفقيه و دولة القانون تحت شعار(بعد ما ننطيها)، و انتهت مهلة المئة يوم لإعادة الخدمات... و على رأسها تأمين الماء والكهرباء التي تم صرف أكثر من 30 مليار دولار على مشاريعها الوهمية، و ها هي مهلة الخمسة عشر يوم التي حددها اجتماع أو لقاء أربيل بين مقتدى و علاوي و البرزاني قد انتهت اليوم، و لازال الشارع العراقي و الرأي العام الداخلي و الخارجي يترقب و يتنصت بحذر شديد إلى ماذا و إلى أين ستؤول إليه الأمور بين هؤلاء الذين يستمدون وجودهم في السلطة من خلال تفجير الأزمات و الخلافات فيما بينهم لشغل و شل عقول العراقيين؟.
التصريحات و الاتهامات المتبادلة بين أحباب و أصحاب و حلفاء و شركاء الأمس و أعداء و خصوم اليوم و التهديدات المتبادلة بينهم في فضح و كشف المستور خاصة تلك التي صدح بها نوري تجاه مسعود أو بالعكس، و كذلك اللقاءات و المؤتمرات الصحفية في أروقة البرلمان العراقي أمام كافة وسائل الإعلام، و الجولات المكوكية لرؤساء و قادة ما يسمى بالكتل و الأحزاب و التيارات و الطوائف المذهبية و القومية، و بوادر عقد تحالفات جديدة بين حكومة كردستان و القائمة العراقية من جهة و بين التيار الصدري و قائمة الأحرار في نجف ستان من جهة أخرى مازالت مبهمة و غير واضحة المعالم و الأهداف، بسبب مواقف و تصريحات ما يسمى بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر و مواقفه المتذبذبة و قراراته الهزيلة حول سحب أو عدم سحب الثقة من حكومة فرعون المالكي أم لا!؟.
هذا بالإضافة لمواقف و انتهازية ما يسمى بالتحالف الوطني بزعامة إبراهيم الأشيقر الطامع بتولي منصب رئاسة الوزراء من جديد!؟، و كذلك تصريحات رئيس كتلة المجلس الأعلى باقر جبر صولاغي الخبيثة التي تراه تارةً ينتقد انتقادات لاذعة لأداء الحكومة و يشخص الخلل و الفساد، و تارة يعلن بأنهم لم و لن يصوتوا لسحب الثقة عن حكومة دولة القانون...؟؟؟، أما كتكوت الحوزة ففي كل أربعاء لديه موقف مختلف، فهو يحذر كذلك و ينصح و يعارض و يؤيد... أما أحمد الجلبي فهذا بحد ذاته لغز من ألغاز الإحتلاليين و صمام أمانهما في حال فشل الجميع في الهيمنة على الشارع العراقي الذي لازال يسبح في بحور الأوهام والأحلام والوعود الكاذبة التي قطعها لهم رئيس وزراء دولة القانون و عصابته، و ما زيارته للنجف اليوم و لقائه بمقتدى الصدر إلا من أجل غلط الأوراق و تعقيد أكثر مما هي عليه.
لماذا نحذر من قادم الساعات و الأيام و الأسابيع القادمة...!!!، المتابع لما يحدث في العراق من مد و جزر و مهاترات بين المشاركين في عملية تدمير و نهب العراق، و ليس كما يدعون و يكذبون و يفبركون.. بأنها عملية سياسية ديمقراطية في عراق جديد يتمتع بآخر موديل من موديلات الديمقراطية، فبغض النظر عن هول الكارثة و المصيبة الكبرى التي حلت بهذا البلد المنكوب و هذا الشعب المبتلى على مدى سني الاحتلال التسع الماضية، نجد أن كل ما يجري في العراق و تحديداً منذ خروج آخر جندي أمريكي من العراق بفضل بسالة و صمود المقاومة العراقية الباسلة التي مرغت أنف و كبرياء و قوة أمريكا و حلفائها و عملائها بالوحل العراقي، و منذ عودة نوري المالكي من واشنطن بعد أن وضع أكاليل الزهور على جيف جنودها و وقع فروض الطاعة و الولاء لهم بأنه سيكون خادم مطيع و حارس أمين على مصالحها في العراق حتى آخر رمق له و لحاشيته، و من ثم تفجير أزمة هروب طارق الهاشمي على أثر توجيه الاتهام له بقتل شرطي مرور و كم تفجير هنا و هناك أرغم عليها بوسائل الترغيب و الترهيب الإيرانية المعهودة أفراد حمايته بارتكابهم لها؟، و بتوجيهات من نائب رئيس جمهورية منتخب انتخاباً دستورياً ديمقراطياً..؟؟؟، و كذلك بعد عودة نوري المالكي من إيران، نجد أن الرجل قد فقد صوابه و راح يضرب يميناً و شمالاً، و يخيط و يخربط عامي شامي، و يهدد تارةً بتعطيل الدستور أو إجراء انتخابات مبكرة..؟؟؟، و يقرب أو يبعد من يشاء تارةً أخرى، و يصور نفسه بأنه أصبح حامي حمى العراق و الشعب العراقي خاصة بعد أن ذهب إلى أطراف كركوك ليصوره بعض المرتزقة و الانتهازيين من أصحاب الأقلام و الأفلام الرخيصة سوى أن كانوا من المسبحين و لازالوا يسبحون بحمده أو من أولئك الذين يصورن أنفسهم بأنهم معارضين لسياسات حكمه و يتربصون به متى ما سقط ليقولوا بأنهم ناضلوا ضده، و هؤلاء كثر نعرفهم جيداً و نعرف تأريخهم الانتهازي الأسود منذ بداية تكوين عصابات الخيانة و العمالة و المتاجرة بدم العراقيين في تسعينيات القرن الماضي و حتى الآن، و كأن نوري المالكي بذهابه إلى كركوك مع كم جندي من جنود جيش محمد العاكول و كم طائرة سمتيه و كم سيارة بيك أب، تذكرنا بسيارات و بيكبات مليشيات الصومال...!؟، قد حرر القس الشريف من براثن الإحتلال الصهيوني، رغم أن الأكراد يعتبرونها بقدس كردستان الكبرى؟؟؟.
و نحذر كذلك لأن اللاعب الأساسي و الرئيسي على الساحة العراقية حتى أثناء و جود المحتل الأمريكي هي جمهورية ملالي إيران الفارسية الصفوية، و أن من يتحكم بخيوط اللعبة في العراق و المنطقة هم قادة إيران و على رأسهم الولي السفيه على الخامنئي كفانا الله شره و شر سفاهته، و هم أيضاً من يأمرون المالكي بتقريب هذا الطرف أو ذاك، و إبعاد هذا المكون أو ذاك حسب ما تقتضيه مصالحهم القومية، و حسب ما تقتضيه الساحة العراقية، و الذين يعملون جاهدين على أن لا ترى و لا تشهد النور و الاستقرار السياسي و الاجتماعي و أن لا تسود المحبة و الأمن و الأمان ربوع العراق، و أن يبقى المشهد و الشارع العراقي في حالة فوضى و حذر و ترقب و خوف و هلع إلى أن تستطيع الجمهوري أو الإمبراطورية الإيرانية الفارسية الجديدة بسط كافة نفوذها على كامل جغرافيا العراق و خاصة مناطق الوسط و الجنوب و الفرات الأوسط، و إلى أن يتم ترويض أبناء المذهب الشيعي العربي المقاوم لهيمنة و تغلغل المد الصفوي الفارسي الذي يعتبر أخطر من التغلغل الصهيوني الماسوني في العراق و المنطقة، و هذا ما أثبته التاريخ القريب و البعيد على حدٍ سواء، و خير مثال و دليل على ذلك ما يعانيه أهلنا و شعبنا العربي العراقي في الأحواز العربية المغتصبة منذ بداية القرن الماضي.
نعم نحذر من اقتتال شيعي.. شيعي و سني... سني... و كردي... كردي و حتى تركماني و مسيحي، أي اقتتال و فتنة كبرى ستقع إن لم يتلافاها حكماء و عقلاء و شيوخ عشائر الشعب العراقي... هذا الاقتتال إن وقع فإنه سيقع بين جميع مكونات الشعب العراقي... أي بين الرعاع و التابعيين و الذيول... و ما أكثرهم اليوم، أي العصابات المشاركة في الهيمنة و السيطرة على مقدرات و ثروات العراق و المدعومة بأسلحة و حمايات و جيوش أجنبية و إقليمية عديدة منذ وصول ضباع الاحتلاليين للسلطة و حتى الآن، نحذر من فوضى و اقتتال حتى في صفوف التيار الصدري الذي خرج من تحت عباءة مقتدى الصدر، و نحذر من اقتتال طائفي قذر بين عصابات عصائب أهل الباطل و التيار الصرخي العربي المقاوم للهيمنة الإيرانية الفارسية، و كذلك تناحر و اقتتال بين أبناء التيار الصدري أنفسهم و جماعة عصائب أهل الباطل، و ربما يتطور الأمر إلى اقتتال و تناحر في المناطق الغربية الرافضة للهيمنة التركية و المؤيدة لها، و كذلك المؤيدة للفدرالية و الرافضة لها، و هنالك أيضاً بوادر خلاف قوي بين جماعة مسعود و جماعة جلال تستعر ناره تحت الرماد قابل للاشتعال في أي لحظة، كل هذه الأمور و البوادر واردة و متوقعة بأن تحدث في أي لحظة، و علينا أن نتوقع إعلان حالة الطوارئ و الأحكام العرفية في البلاد في أي لحظة و نزول الجيش الإيراني السري في جميع الشوارع و خاصة شوارع بغداد العاصمة، تسبقها حتماً تفجيرات إجرامية دامية ستطال جميع أرجاء العاصمة بغداد و باقي المحافظات و خاصة الوسطى و الجنوبية التي تهيمن عليها إيران، ستحصد أرواح آلاف الأبرياء العراقيين كسابقاتها، و لا نستبعد أيضاً تفجير أحد المراقد المقدسة في النجف أو كربلاء أو الكاظمية، عند ذلك سيلقي القائد العام للقوات المسلحة جواد نوري كامل المالكي البيان رقم واحد لإعلان حالة الطوارئ معطلاً بذلك الدستور و البرلمان، ليلعب بالعراق هو و إيران شاطي باطي كما يقول المثل العراقي و كما يحلوا و يطيب له و لأسياده...!؟ إذا شعر هو أو استشعر أسياده الإيرانيين بأنهم سيفقدون زمام الأمور و السيطرة و الهيمنة المطلقة على العراق، و كذلك إذا أحس المالكي بأنه مرفوض من الجميع... بما فيهم حلفاء الأمس كالتيار الصدري و الأكراد و القائمة العراقية و التحالف اللا وطني، و إذا تأكد من أنه سيقال و سيحاكم و سيحاسب على جميع الجرائم التي حدثت خلال أيام حكمه... كجرائم سفك دماء و قتل آلاف العراقيين الأبرياء و تعذيبهم و تغيبهم في غياهب السجون السرية و العلنية، و جرائم نهب أكثر من 500 مليار دولار منذ عام 2006 و حتى نهاية عام 2011 كما جاء على لسان عراب الاحتلال المجرم أحمد عبدالهادي الجلبي.
أخيراً نهيب بالشرفاء العرب و العراقيين و العقلاء و الحكماء أن يتصدوا لهذا المشروع الفارسي الصفوي الصهيوني الذي يقوده حزب الدعوة منذ أكثر من سبع سنوات لتحطيم إرادة الشعب العراقي عن طريق جرهم بالقوة لحرب أهلية طاحنة لا سامح و لا قدر الله لا تبقي و لا تذر بعد أن وصل إلى طريقه المسدود و نهايته الحتمية، حرب الرعاع في حال وقوعها سيكون المستفيد الأول و الأخير منها إيران و تركيا و الكيان الغاصب لفلسطين. لذا يجب علينا جميعاً أن نفوت الفرصة الأخيرة على أعداء العراق و الأمة بإعلان التضامن و التكاتف و التآزر الكامل و الشامل بين جميع الدول العربية على غرار إعلان نية التحالف السعودي البحريني الذي نبارك له و نشد على أيادي جميع الخيرين من القادة و الزعماء العرب الذين سيحذون حذوهما لقطع الطريق على التدخل الإيراني السافر في شؤوننا و أمورنا و وحدتنا كعرب، و علينا أولاً و آخراً كعرب و كمسلمين طي صفحة الماضي المؤلمة و المظلمة و نبذ حالة الخلاف و التشرذم بيننا أيضاً، و أن نطهر قلوبنا من أدران الحقد و الطائفية قبل أن نطهر أوطاننا و بيوتنا من الخونة و العملاء و الجواسيس و الدخلاء.. و الله و أمة العرب من وراء القصد.
|
شبكة البصرة
|
الخميس 26 جماد الثاني 1433 / 17 آيار 2012
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الجمعة، 18 مايو 2012
إذا لم يتفق الضباع فيما بينهم.. فتوقعوا الفتنة والاقتتال بين رعاعهم!؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق