ضمن سلسلة الفعاليات والأنشطة التي تقوم بها مجالس محافظة قلقيلية قام الأستاذ عبدالعزيز عرار مشرف التاريخ بإلقاء محاضرة حول النكبة التي حلت بالشعب العربي الفلسطيني عام 1948م في مدرسة بنات اماتين الثانوية تناول فيها جذور الحركة الصهيونية وعلاقتها بالاستعمار الأوروبي وعمليات الترحيل التي تمت على مراحل منها تهجير قرى فلسطينية في مرج ابن عامر في العشرينيات من القرن الماضي وتهجر وادي الحوارث عام 1933م ثم جاءت النكبة.
وبين سبب التسمية التي دعاها قسطنطين زريق وعارف العارف ووليد القمحاوي مختارين مؤلفاته بإسم النكبة بينما سماها القائد الأردني عبدالله التل كارثة فلسطين سواء كانت نكبة أو كارثة ومهما سميت فهي هزة عنيفة وكارثة حقيقية مر بها الشعب العربي الفلسطيني أصابت جميع نواحي حياته ودمرت وجوده على أرض فلسطين باستثناء أقلية عربية بقيت متشبثة بالأرض وعانت من سياسة الحكم العسكري بينما بقي اللاجئون والمهجرون يحملون ذكرياتهم حالمين بالرجوع إلى بلادهم وتطبيق قرار الأمم المتحدة بحق العودة.
وربط أستاذ التاريخ المعاصر بين دور الجيوش العربية السبعة وعلاقتها بحرب فلسطين التي كانت قد اتخذت سياسة دفاعية ولم تستخدم السياسة الهجومية وكان الفارق واضحا بين قوة وتنظيم وتعبئة المنظمات الصهيونية ودور قيادات الجيوش العربية التي خضعت لتوجيهات أنظمة وحكومات مرتبطة بالاستعمار مثل نظام الملك فاروق ونور السعيد والملك عبدالله ومع ذلك كانت هناك تضحيات يجب ألا تنسى وخاصة للجيش العراقي الذي حرر جنين بعد أن احتلها الإسرائيليون وتناول النكبة وتأثيراتها على القرى والمدن الفلسطينية التي كانت حافلة بالنشاط الثقافي والمتميز في مدن يافا وحيفا وعكا وصفد والقدس.
وأشار إلى ذكريات الأديب الفلسطيني خليل السكاكيني الذي كانت له مكتبة عامرة وفي حومة الصراع (الحرب) سرقت مكتبته من قبل المنظمات الصهيونية وضمت لمكتبة الجامعة العبرية, بينما ظل خليل السكاكيني يحمل ذكرياته وتجرع غصة في نفسه ومات بعد سنوات.
وقد جرب العديد من الفلسطينيين العودة إلى ديارهم وبلادهم التي طردوا منها لكن الألغام والمتفجرات كانت بانتظارهم, كما أن القوات الإسرائيلية قامت بهدم البيوت بمجرد احتلال القرى والبلدات ففي قرية بيت جبرين من قرى الخليل أجبر الناس على الرحيل بعد قذفهم بالطائرات في شهر تشرين الأول 1948, وحينما جربوا العودة إلى بلدهم قتل بسبب الألغام والمتفجرات سبعون منهم. كما أجبر سكان قرية خريش على الهجرة والرحيل منها مرتين الأولى، عام 1948 والثانية عام 1951 حينما طردوا إلى جلجولية وكفرقاسم وحملوا في سيارات وناقلات جند غصبا عنهم ,كما أن الذين صمدوا في ديارهم ولم يرحلوا عنها في الجليل والمثلث والنقب ويافا واللد والرملة وبئر السبع عانوا من الحكم العسكري الذي مورس بحقهم بين عامي 1949 حتى عام 1965.
وبين الباحث أن القرى الفلسطينية التي دمرت وهجرت بلغت 416 قرية كبيرة وبها مدارس والتي يزيد عدد سكانها عن 1000 نسمة. هذا ناهيك عن القرى والتجمعات البدوية والخرب والعزب ويصل مجموعها إلى 570 قرية بينما بلغ عدد المدن التي طالها التهجير القسري 20 مدينة ومنها مدينة صفد مدينة محي الدين الصفدي الذي ألف مائتي كتاب في العهد المملوكي.
وقد اتبعت المنظمات الصهيونية أسلوبا ممنهجا في إجبار أبناء المدن والقرى على الهجرة من خلال الهجومات والقصف المتواصل من ثلاث جهات وترك جهة واحدة مفتوحة نحو الشرق أو الشمال للهرب خارج فلسطين وارتكاب المذابح في عدة مناطق حتى تكون دافعا لنشر الإحباط وإجبارهم على الرحيل.
وفيها بين الباحث أن أرض فلسطين كانت دوما مطمعا للغزاة ولكن ارض فلسطين عليها تحطمت جميع رؤوس الغزاة وأكبر شاهد على ذلك الاحتلال الصليبي وتحرير القدس من قبل السلطان صلاح الدين الأيوبي بعد مرور 88 عاما.
وقد وقبلت المحاضرة باهتمام الطالبات وتوجيههن سيل من الأسئلة للمحاضر.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق