ثلاث قوى ترفض الاتحاد الخليجي العربي ولا تريد قيامه ابدا. هذه القوى تخاف من الاتحاد، بل هي مرعوبة منه.
هذه القوى الثلاث، هي، القوى الطائفية الموالية لايران في الخليج وخصوصا في البحرين، وايران، وامريكا.
كل من هذ القوى الثلاث لديها اسباها ودوافعها الخاصة للخوف من الاتحاد، لكن يجمع بينها انها جميعا تعتبر ان قيام الاتحاد يمثل خطرا شديدا على مصالحها ومشاريعها في المنطقة.
اما عن القوى الطائفية، فالمشكلة بالنسبة اليها ابتداء انها من حيث الفكر ومن حيث الانتماء والتعصب الطائفي، تقف على النقيض من فكرة الوحدة من الاساس.
بالنسبة الى هذه القوى، فان مصلحة الطائفة تأتي اولا وقبل كل شئ على حساب أي مصلحة عليا للوطن الذي تنتمي اليه. بعبارة اخرى، هي في التحليل النهائي ليست مع وحدة الوطن ولا مع وحدة المجتمع الذي تنتمي اليه، فكيف يمكن ان تؤيد او تتحمس لاتحاد اكبر بين دول الخليج العربية؟!.
وهذه القوى الطائفية تعتبر ان الاتحاد الخليجي العربي يمثل خطرا شديدا على مشاريعها الطائفية في دولها وفي المنطقة بصفة عامة.
هي تعرف ان قيام الاتحاد سوف يقود بالضرورة الى حصار مشاريعها الطائفية وتحجيمها. وتعرف انه في اطار الاتحاد، سوف يتم التعامل مع مشاريعها الطائفية باعتبارها خطرا يهدد دول الاتحاد كلها وسوف يتم مواجهتها على هذا الاساس.
وعلى ضوء هذا، نستطيع ان نفهم الحالة الهستيرية بكل معنى الكلمة التي انتابت هذه القوى بمجرد الاعلام عن الموافقة على قيام الاتحاد.
اما ايران، فأمر خوفها الشديد من الاتحاد معروف.
ايران كما نعلم لديها مشروعها المعروف الساعي للهيمنة على مقدرات المنطقة وفرض سطوتها فيها. وايران كانت تراهن دوما في سعيها لفرض مشروعها هذا على ما تعتبر انه ضعف عام لدول الخليج العربية حين تواجه هذا المشروع بشكل فردي لا جماعي. وايران كانت تراهن دوما على الخلافات التي تظهر بين الحين والآخر بين دول مجلس التعاون، وتسعى الى شق صف دول المجلس استغلالا لهذه الخلافات.
وايران تعلم انه بقيام الاتحاد، فان دول مجلس التعاون سوف تنتقل حتما الى مرحلة جديدة من القوة والمقدرة الجماعية سواء على مستوى المواقف السياسية او على مستوى القدرة الفعلية.
وايران تعلم اذن انه بقيام الاتحاد فان عليها ان تواجه جبهة خليجية عربية موحدة واكثر مقدرة وقوة. وبالنسبة لها، يعني هذا بالضرورة انه بقيام الاتحاد سوف تتصدى دول الاتحاد بحزم وقوة للمشروع الايراني للهيمنة.
ويالاضافة الى هذا، تدرك ايران بالطبع ان قيام الاتحاد سوف يضيق الخناق على القوى الطائفية الموالية لها في المنطقة والتي يعتبرها الايرانيون احد اهم ادواتهم لتنفيذ مخططاتهم وتحقيق اطماعهم في المنطقة.
اما بالنسبة الى امريكا، فأمرها معروف ايضا في رفض الاتحاد والخوف منه.
من حيث المبدأ، تقوم استراتيجية امريكا تجاه الوطن العربي بشكل عام، منذ عقود طويلة، على محاربة أي شكل من الاتحاد سواء بين دولتين عربيتين او بين الدول العربية عامة.
امريكا، والدول الغربية عامة تبني استراتيجيتها على اعتبار ان أي شكل من اشكال الوحدة بين أي دول عربية يعني انتقالا الى مرحلة جيدة من القوة العربية، ويعني تهديدا للمصالح الغربية في المنطقة.
وايضا، احد الاركان الاساسية للاستراتيجية الأمريكية التي تبلورت قبل سنوات طويلة، السعي الى تقسيم الدول العربية وتمزيقها على اسس طائفية او اثنية. والخطط معروفة بهذا الصدد بالتفصيل.
وعلى ضوء هذا، تدرك امريكا ان قيام هذا الاتحاد هو في حد ذاته سيكون اكبر حائط صد في مواجهة مخططات التقسيم والتمزيق في منطقة الخليج العربية، وسوف يضيق كثيرا من هامش المناورة امام امريكا في سعيها لاثارة الفوضى وعدم الاستقرار، والمساومة بقضايا واوضاع المنطقة لحسابها وحساب مصالها.
بالطبع، من المتوقع ان تسعى هذه القوى الثلاث كل على طريقته الى محاولة وضع العراقيل امام قيام الاتحاد. لكن الارادة التي عبرت عنها دول المجلس بحتمية قيام الاتحاد والوعي الذي اظهرته بما يمثله الاتحاد من ضرورة استراتيجية لدول وشعوب المنطقة العربية، كفيل بافشال محاولات هؤلاء.
وبشكل عام، مجرد ان تكون هذه القوى الثلاث في مقدمة المعادين للاتحاد والخائفين منه، هو في حد ذاته معناه ان الاتحاد هو خيار المستقبل الاستراتيجي الذي يجب ترجمته عمليا في اسرع وقت وبانسب الصيغ.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق