ماذا وراء قرار الحكومة البحرينية بطرد توماس مالينوسكي مساعد وزير الخارجية الأمريكي وخلفياته واسبابه.. وبالرد الفعل الأمريكي بعد القرار.!
ذكرت في مقال امس ان قرار الحكومة بطرد توماس مالينوسكي مساعد وزير الخارجية الأمريكي يجب ان يؤسس لسياسة بحرينية حازمة تنهي خطر التآمر الأمريكي وخطر القوى الطائفية المتآمرة. وتساءلت : ما هو المطلوب لتحقيق ذلك؟
سنؤجل الاجابة عن هذا التساؤل، ذلك ان ثمة امرين في غاية الأهمية لا بد من تسجيلهما يتعلقان بقرار طرد هذا المسئول الأمريكي وخلفياته واسبابه، وبرد الفعل الأمريكي بعد القرار.
الأمر الأول، يتعلق بتوماس مالينوسكي ومواقفه من البحرين.
مالينوسكي هذا معروف عنه انه من اكبر المسئولين الأمريكيين عداء للبحرين منذ ان كان مسئولا في منظمة "هيومان رايتس ووتش" المشبوهة السيئة السمعة والى اليوم بعد تعيينه في هذا المنصب في الخارجية الأمريكية في ابريل الماضي.
هذا المسئول الأمريكي معروف عنه دعمه السافر المستفز للقوى الطائفية ومشروعها التخريبي وعداؤه السافر ايضا للنظام في البحرين ومن اكثر المحرضين على البحرين.
ومواقفه العدائية من البحرين موثقة في مقالات كتبها وندوات شارك فيها جنبا الى جنب مع قادة الوفاق والطائفيين الآخرين في امريكا، وفي تصريحاته المعلنة.
هذا المسئول الأمريكي في مواقفه المعلنة الموثقة يتبنى كل مشروع الوفاق الطائفي الشيعي بكل ابعاده وجوانبه ومن دون اي تحفظ. وهو من اكبر الداعين للإدارة الأمريكية الى التدخل السافر في شئون البحرين للضغط على النظام، واعتبر في احد الندوات التي شارك فيها ان البحرين هي "الميدان المناسب" للتدخل الأمريكي ولاثبات ان امريكا لها موقف مبدئي من حقوق الانسان على حد زعمه.
وهذا المسئول الأمريكي ذهب في مواقفه العدائية للبحرين الى حد مطالبة الادارة الأمريكية بالتدخل لتكميم الاعلام في البحرين الذي وصفه ب"الاعلام السني الموالي للنظام". اتهم الاعلام البحريني الوطني بانه يروج لنظريات المؤامرة ويسمم الأجواء في البحرين، ولم يتورع عن مطالبة امريكا بالتدخل لاجبار هذا الاعلام على التوقف عن انتقاد القوى الطائفية وانتقاد امريكا.
اذن ان يكون هذا هو مبعوث امريكا الى البحرين، فهذا في حد ذاته قمة الاستفزاز ويؤكد النوايا والمخططات الأمريكية الشريرة. وتعيينه في هذا المنصب اصلا كان تعبيرا عن مخططات امريكا التخريبية في كل الدول العربية.
والأمر الثاني، يتعلق بما اعلنته وزارة الخاريجة الأمريكية بعد قرار طرد هذا المسئول. ما اعلنته في منتهى الخطورة.
المتحدثة باسم الخارجية الأمريكي كشفت، بعد قرار الطرد، ان حكومة البحرين سبق ان ابلغتهم "فجأة ومن دون سابق انذار" كما زعمت، ان ممثلا لوزارة الخارجية البحرينية يجب ان يكون حاضرا في أي لقاءات يعقدها مالينوسكي، بما في ذلك اللقاءات التي تعقد داخل السفارة الأمريكية. وابدت المسئولة الأمريكية استغرابها، وقالت انه في السابق طالما عقد الدبلوماسيون الأمريكيون لقاءات مع الوفاق من دون أي مشاكل.
ماذا يعني هذا الذي اعلنته الخارجية الأمريكية.!
لنلاحظ بداية ان المتحدثة باسم الوزارة تعمدت ان تكذب بشكل فاضح حين تقول انهم فوجئوا بما ابلغته بهم الحكومة البحرينية.
الخارجية الأمريكية تعلم ان مشاركة ممثل للخارجية البحرينية في أي لقاءات هو قرار اعلنته وزارة العدل في البحرين تعلم ان قبل اشهر طويلة، وليس في الأمر اي مفاجأة.
الأمر الخطير هنا الذي كشف عنه تصريح الخارجية الأمريكية هذا، انهم رغم ابلاغ الحكومة البحرينية لهم بهذا الأمر، فانهم تعمدوا ان يستهينوا بهذا الطلب والا يعطوه أي اهتمام في خرق فاضح لقوانين وقرارات الحكومة البحرينية، ومضى هذا المسئول الأمريكي في عقد لقاءاته مع الوفاق والطائفيين من دون أي اكتراث بما طالبت به الحكومة.
الأمر الغريب والمستفز ان الخارجية الأمريكية تبرر انتهاكها لقوانين وقرارات الحكومة البحرينية على هذا النحو واستهتارها بما طالبت به الحكومة، بالقول ان اللقاءات كانت تعقد باستمرار مع الوفاق بدون مشاكل.
الذي تقوله الخارجية الأمريكية هنا ان خرق المسئولين الأمريكين للقانون وقرارات الحكومة البحرينية في السابق، يجب ان يصبح هو القاعدة، وانه ليس من حق حكومة البحرين ان تطالب الآن بالالتزام بقراراتها.
قمة الاستفزاز والغطرسة والاستهانة بكل الأعراف الدبلوماسية وبسيادة البحرين.
اذن كما نرى، على خلفية من هذه المواقف المستفزة والعدائية، وهذه الاستهانة بسيادة البحرين، كان قرار طرد هذا المسئول الأمريكي.
لم يكن امام الحكومة سوى ان تطرد هذا المسئول.
في المقال القادم باذن الله سنناقش، ماذا بعد قرار الطرد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق