عبد الكاظم العبودي
لا مجال اليوم عن الحديث والتنظير عن قضايا حقوق الانسان في أجواء المجازر والحرائق وانتشار الدمار الشامل الذي يجتاح وطننا العربي قطراً قطراً.
نعيد السؤال السابق أمام كل العراقيين والعرب في كل مكان:
بالطبع لا استعجل الجواب المُتَسَّرع، خصوصا ان ربع قرن كامل يمر على مأساة العراق، منذ انطلاق العدوان الثلاثيني 1991 وفرض الحصار اللا إنساني لاحدى عشرة سنة مرت عجاف وقاسية على بيوت العراقيين، تلتها 11 سنة من الفضائع والجرائم المرتكبة باسم عصر "الديمقراطية وحقوق الإنسان" الامريكي وتسلط "الهكسوس" الطائفي المقيت .
اذكركم جميعا من خلال نشر هاتين الصورتين المرعبتين كواقع عربي مُعاش وأقول: هناك من يتحدث عن حقوق الانسان في صالونات السياسة ويدفع بماله السياسي أثمان الدفع والتمويل لمرتكبي الجرائم والمجازر وهناك من يُمَّول فضائيات التضليل وآخر يذرف دموع التماسيح في مجالس عزاء الرثائيات الباكية على العراق وفلسطين وسوريا واليمن... ولكنه يقول في علنه وسره : وهل من مزيد؟
خنادقنا تقابلت ، ولا مجال للوحدة فيها ، وهي حقيقة واحدة مُرَّة تبدو لنا بوجهين لا غير .
هناك يد تسارع الى انقاذ ما تبقى من حياتنا كشعب وأمة، وهي يد التحرير والثورة والمقاومة . وهناك أخرى تنتظر الدفن للمزيد من الضحايا، وهي يد أعداء الحرية لآمال شعبنا .
فهل من مجال للانتظار والتريث والتحدث عن العقلانية السياسية وتحديد خيارات أخرى للاصطفاف المطلوب ، المأساة تتجسد في حلول اللا معقول ... ونحن نُحَّول كل بيت لنا الى قبر مفتوح منتظر للردم الوحشي بجرافات تجار حقوق الانسان و متاجري "شعار الديمقراطية" لكي يُجهزوا على ما تبقى من أحيائنا.
المجد لكل يد جريحة تسعى الى إنقاذ ما تبقى من هشيم الحياة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق