من يهجر ابناء العراق موسادي او عميل ايراني
صلاح المختار
وزع البيان المرفق نصا باسم (الدولة الاسلامية في العراق والشام - قاطع
نينوى - ولاية الموصل) ولا احد يعرف هل هو فعلا صادر عن هذه الجهة ام ان المالكي
ومخابراته وراءه للتغطية على جرائمه الطائفية?
والبيان ينذر من يسميهم ب(الرافضة)
بمغادرة محافظة نينوى وغيرها قبل القيام بقتلهم والسيطرة على املاكهم في الموصل
وغيرها ويعد بقتل كل (رافضي) انتقاما مما تقوم به (عصائب اهل الحق) و(جيش المختار) ضد السنة! لذلك لابد من الرد
عليه بكل وضوح كي لا تخلط الاوراق كما تريد مخابرات امريكا وايران واسرائيل:
1 - ان هذا البيان ليس سوى حلقة في سلسلة عمليات تقسيم العراق وتدميره كليا
وبغض النظر عمن اصدره وهل هو القاعدة او غيرها . وهذا التوجه هو ما ادانه حزبنا
حزب البعث العربي الاشتراكي مرارا وتكرارا واخر ادانة كانت الرفض المطلق من قبل
الامين العام للحزب وقائد الجهاد والتحرير والخلاص الوطني الرفيق المجاهد عزة
ابراهيم في كلمته يوم 30/7/2013 حيث اشار بكل وضوح وتفصيل الى ان استهداف اي عراقي
من الجنوب او الشمال او الوسط لم يرتكب جريمة الخيانة ومهما كانت المبررات
والاسباب عمل اجرامي لا يخدم الا الغزاة والعاملين على تقسيم العراق والغاءه من
الخارطة .
2- حينما اصدر الزرقاوي فتواه الشهيرة بقتل الشيعة كتبنا مقالا فوريا
وصريحا تحت عنوان ( انه ليس فيلق عمر بل فيلق الموساد ) قلنا فيه بان قتل الشيعة
عمل الموساد ولا يمكن ان يقوم به عربي مخلص او مسلم حقيقي تماما مثل قتل السنة ،
فدم كلاهما ، ودم كل عراقي مهما كان دينه او قوميته ، محرم دينيا وقوميا ووطنيا .
ونكرر الان هذ الموقف العقائدي الثابت : من يستهدف العراقيين بسبب طائفتهم او
اصولهم القومية والدينية يخدم مباشرة اعداء العراق ووحدته وهويته ويساهم بتقسيم
العراق وتدمير ركائز قيامه وديمومته .
3 – ان الرد على جرائم (عصائب اهل الحق) التابعة لايران ، والتي ترتكبها هي
وما يسمى ب ( جيش المختار ) خصوصا جرائم التطهير الطائفي التي تجري الان في حزام
بغداد وديالى وغيرها ، بنفس اسلوب هاتين المنظمتين الايرانيتين ليس سوى دعم وتبرير
وتكملة لما تقومان به ، فتقسيم العراق لا يمكن الوصول اليه الا بوجود طرفين
طائفيين او متسترين بالطائفية يقومان بالتهجير والقتل على الهوية الطائفية ، والرد
الوحيد الصحيح هو تحرير العراق كله وانقاذ شعب العراق كله وبلا اي استثناء من ظلم
الاحتلال الايراني المدعوم امريكيا . في ضوء ما تقدم فان بيان ما يسمى ب( الدولة الاسلامية في العراق
والشام ) ليس الا تكملة تنسجم كليا مع غرض العصائب وغيرها وهو تقسيم العراق .
4 – يجب ان نلاحظ بان التنسيق الايراني الامريكي خصوصا في العراق والبحرين وصل
الان مرحلة تطابق غير مسبوقة بعكس ما يروج الاعلام الموجه او الجهلة والعاطفيين، ان
الدعم الامريكي المطلق والمستمر للمالكي وحكومته حقيقة ثابتة وهي سبب بقاء المالكي
حتى الان ، مع انها كان يجب ان تنتهي في عام 2010 بفوز (القائمة العراقية) طبقا
للمعايير الامريكية حول الديمقراطية.
ان اصرار واشنطن على بقاء المالكي ليس حبا به بل هدفه الواضح هو تشجيع
المالكي على مواصلة تنفيذ خطته القائمة على تقسيم العراق او تقاسمه ، والمالكي مدعوم
امريكيا الان لانه يملك اداة تقسيم العراق الفاعلة وهي (العصائب ) و(جيش المختار )
، المشكلان بقرار وتوجيه وتدريب وتمويل ايراني ، بالاضافة الى سيطرته على قوات (سوات)
المجرمة وبقية فرق الموت الايرانية المتنشرة في العراق ، وبما ان تقسيم او تقاسم
العراق هو اهم اهداف الاحتلال سواء تم تحت غطاء الاقليم او الفدرالية او الانفصال
فان الدعم الامريكي للمالكي منبعه الرئيس تحقيق تقسيم العراق .
4 – ان تصعيد العمل المسلح ضد المدنيين العراقيين سنة وشيعة ، ومن اي دين
او طائفة ومكون اخر ، وتحت اي غطاء وتسمية هدفه ، بالضبط والتحديد الدقيق ، منع
تواصل الانتفاضة الوطنية العراقية ووصولها الى مرحلة اسقاط النظام القائم ، فاذا
نجح قتل الشيعة وتطهير مناطق الوسط والشمال العراقي منهم فان عمل العصائب وغيرها
والذي قام على تطهير الجنوب والوسط من السنة سوف يكتمل محققا اهم اهداف الاحتلال وهو
العزل الطائفي للعراقيين في مدن ومحافظات منفصلة تماما . وهكذا تكتمل شروط اجهاض
الانتفاضة الوطنية وتحويلها الى انتفاضة طائفية لن تؤدي الا الى تقسيم العراق .
ولذلك لم تكن صدفة ابدا ان بعض الطائفيين المعممين من السنة في الانبار
وغيرها اخذوا مؤخرا يتحدثون بلغة انقاذ الطائفة بدل انقاذ العراق كله وبدل ضمان
حياة العراقيين كلهم ، في تكامل واضح مع تصاعد دعوات قادة عملاء ايران في العراق
ومنهم حزب الدعوة ، لتبني نظام الاقاليم او الفدرالية لحل مشاكل غرب العراق ، واخر
من طالب بذلك هو محافظ البصرة .
5 – يتوافق اعلان (تطهير) نينوى مع الانكشاف الكامل للنهج الامريكي البديل
للغزو العسكري وهو تدمير الدول من داخلها وجعلها دولا فاشلة اي عاجزة عن ضبط الامن
وتوفير الخدمات ...الخ ، فبعد الخراب الشامل الذي حل بالعراق وسوريا وليبيا بدأ
الخراب ينتقل الى مصر من خلال الدعم الامريكي المزدوج لطرفي الصراع وتشجيعها لهما
بنفس الوقت . كما ان الامر ذاته يلاحظ في اليمن وتونس ولبنان والبحرين وكل قطر
عربي .
من هنا فان بيان ( تطهير ) نينوى مما يسمى ب ( الروافض ) ، اي الشيعة ، ليس
سوى تكملة لتطهير الوسط والحنوب مما يسمى ب ( النواصب ) ، اي السنة ، وهو يقدم
التبرير الكامل لمضاعفة عمليات العصائب وجيش المختار الاجرامية وتمتعها بدعم اوساط
اوسع ، بالاضافة الى انه خطوة على طريق تعريب الخراب اي نشره في كل الاقطار
العربية وجعل الدمار يحدث باياد عربية وبدون تدخل خارجي ، وهذه الحقيقة هي التي
تفسر احد اسرار تراجع امريكا والنيتو المحسوب والمدروس عن دعم المعارضة السورية ،
من جهة ، وتواصل دعم امريكا لايران وعملاءها في العراق والبحرين من جهة ثانية .
ان اوصافا مثل (النواصب) و(الروافض) لم تكن يوما مصطلحات القوى الوطنية والتقدمية
العراقية والعربية على الاطلاق وانما هي من استخدامات خفافيش الظلام الطائفية التي
كانت مهزومة معزولة في قلاعها القديمة بفضل وعي الشعب وحيوية قواه الوطنية ، حتى
جاءت امريكا في نهاية السبعينيات في عهد كارتر بخطة دعم ما اسمته كذبا وتزويرا ب(
المد الاسلامي ) المتبرقع بغطاءين سني وشيعي واهم واخطر مظاهر كذبه انه يقوم على افتعال
تناقض وهمي بين العروبة والاسلام !
ومنذ ذلك الوقت بدأت امريكا وايران واعلامهما ومال اتباعهما باخراج هذه
الخفافيش من جحورها المظلمة الى النور والعمل على جعلها القوة الرئيسة في الوطن
العربي تحت غطاء زائف أخر هو (النهضة الاسلامية ) التي استهدفت اولا وقبل كل شيء
الفكر القومي العربي والانتماء الوطني وعدتهما العدو الاول لها ، وقامت امريكا
بدورها المطلوب وهو شيطنة القوى القومية العربية اما اعلاميا او بدعم جهات تدعي
العروبة لكنها لا تمت للعروبة بصلة لتقوم بتقديم نماذج مشوهة عن القومية العربية ،
مثل نظام حافظ اسد الذي دشن عهد الصراع الطائفي في سوريا وعززه في لبنان عمدا ، وهكذا
اخذت تلك المصطلحات الطائفية البغيضة تنتشر
.
ولذلك علينا ان نتذكر ، مهما كانت
الامنا وخسائرنا كبيرة ، بان هذه المصطلحات ليست سوى اعادة استخدام امريكية - ايرانية
- اسرائيلية لمصطلحات ماتت منذ مئات السنين ، وهي تستخدم الان لتدمير الامة
العربية بشكل عام والاسلام بشكل خاص . وهذه الحقيقة توجب مرة اخرى وبلا كلل تحذير كل الوطنيين العراقيين والعرب من الوقوع
في فخ هذه المصطلحات او ممارسة سلوك طائفي
باعتبار ان العزل الطائفي في اقاليم او فدراليات هو الانقاذ . وما يجب عدم نسيانه
تحت اي ظرف هو القانون المطلق الصواب في هذه المرحلة التاريخية وهو ان اي موقف طائفي يسقط حتما صفة الوطنية عن
صاحبه مهما كان تاريخه ويضعه رغما عنه وعن نواياه في خانة العملاء .
لا حل صحيح وممكن التطبيق وطنيا وقوميا واخلاقيا ودينيا الا الحل الوطني التحرري المقترن عضويا بحل ديمقراطي واضح ، وقاعدة الحل هذه تصلح لكافة الاقطار العربية ، فلا ديكتاتورية تبرر بوجود التحديات الخطيرة ، ولا ديمقراطية توصل العصابات الناهبة للثروة او التي تدعمها قوى معادية للحكم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق