بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
الذكرى السادسة والستون لنكبة أمتنا في فلسطين
|
شبكة البصرة
|
الدكتور غالب الفريجات |
الخامس عشر من أيار نقطة سوداء في تاريخ أمتنا، ذكرى إغتصاب فلسطين على أيدي العصابات الصهيونية، بدعم من الاستعمار العالمي بزعامة بريطانيا آنذاك، حيث كانت جريمة القرن العشرين أن تقدم بريطانيا على إصدار وعد بلفور المشؤوم، باقامة وطن قومي لليهود تحت ذرائع وحجج واهية، وخزعبلات لاوزن تاريخي أو شرعي لها، وتحرم أصحاب الحق الشرعي من حقوقهم، ضارباً بعرض الحائط كل المعايير والقيم الانسانية، ومسببا كل آلام التشريد والتهجير القسري لأبناء وطن منذ آلاف السنين.
إن جريمة إغتصاب فلسطين جريمة القرن العشرين، أكبر جريمة عرفها التاريخ الانساني، باقتلاع شعب من وطنه، والعمل على إحلال غرباء عنه، ورفض كل سبل عودة هذا الشعب إلى بيته ومزرعته وممتلكاته في وطنه، ليعيش حياة البؤس والشقاء والحرمان، مشتتاً في جميع أصقاع الأرض.
إننا وفي كل عام من يوم النكبة نؤكد على الحق التاريخي والشرعي لأبناء شعبنا العربي في فلسطين، رافضين وتحت أي ظرف الاعتراف بالاغتصاب الصهيوني، ومؤكدين على أن الاستعمار الصهيوني لفلسطين لابد وأن يزول، وأن تعود فلسطين حرة عربية، وأن فلسطين التي تعرضت للعديد من محاولات الاغتصاب من قبل القوى الامبريالية العدوانية كانت تعود إلى حضن أمتها، بفعل المقاومة الشجاعة والجريئة من أبناء الأمة العربية الاسلامية، والتي كانت على وعي تام أن إستهداف فلسطين هو إستهداف للأمة بأسرها، وأن ما يهدد فلسطين يهدد الأمة بكامل أراضيها.
إن الصراع في فلسطين هو صراع عربي صهيوني، لأن الكيان الصهيوني يشكل خطراً على الأمة في وحدتها ووجودها، وهوما يتطلب من أبناء الأمة عموماً المساهمة في تحريرها من براثن الصهيونية، وهو صراع وجود لا صراع حدود، فإما الأمة وإما الصهيونية، والنصر بعون الله إلى جانب الحق والعدالة، وأمتنا التي حباها الله سبحانه وتعالى برسالة سماوية عظيمة هي أمة الحق والعدالة، وهي أمة الحضارة الانسانية، وهي أمة الرسالة التي كلفت بها إلى الانسانية، وأنجزت هذا التكليف بكل همة وإقتدار.
إننا ونحن نحيي الذكرى السادسة والستون نؤكد أن ما ضاع حق وراءه مطالب، وأمتنا وإن بدا للبعض مظاهر الضعف تنخر في جسدها، إلا أنها أمة قد تركع، ولكن لا تخضع، وقد تمر عليها فترة من الضعف والهوان، ولكن مكنونها وجوهرها يؤكدان على أن جوهرها ومعدنها أنها أمة قوية بمبادئها، وبارادة وشجاعة أبنائها، ولولا أنها كذلك لما اختارها الله سبحانه من بين أمم الارض باعظم رسالة للعالمين، وقد إستطاعت أن تحمل الرسالة وتقدم للانسانية منجزاً حضارياً إنسانياً لم تستطع أمة من أمم الارض أن تظاهيه، وفي الوقت نفسه لولا أنها أمة عظيمة لما تم إستهدافها من قبل قوى الشر والعدوان العالمي، ولكن هذه الأمة قادرة على تحقيق أهدافها في الوحدة والتحرير، تحرير أرضها وانسانها ليكون لها مكان تحت الشمس.
إننا في الذكرى السادسة والستين نؤكد على الوحدة الوطنية، وتعزيز صمود شعبنا الفلسطيني على أرض فلسطين، ويجب علينا تقديم كل عوامل الدعم والصمود لهؤلاء المنغرسين في أرضهم، وهم قوة الحجاب الأمامية التي تدافع عن الأمة يوم تحضر ساعة النزال، فواجبنا القومي والديني يحتم علينا توفير كل سبل الصمود، ونؤكد لهم على الدوام أن أمتهم تعتبرهم رأس الحربة في صراعنا مع الصهيونية أعداء الانسانية، فالصهيونية تريد أرض فلسطين خالية لتزرع مستعمراتها وتجلب مرتزقتها مكان أصحاب الارض والحق.
يظن البعض واهماً أن الكيان الصهيوني يملك عوامل القوة التي لا نستطيع مواجهتها، وما القوة التي يتحدثون عنها إلا تلك التي جاءت بسبب فرقتنا، وعدم وحدة الصف العربي الاسلامي، فعوامل القوة لدى عدونا هي بسبب عوامل الفرقة لدينا، ومن هنا فإن محاولات البعض ممن وهنت عزائمهم، يسوقون الاستسلام مع العدو، ويعملون على التطبيع معه، على إعتبار أن الكيان الصهيوني بات حقيقة قائمة، ومثل هذه الأراجيف لابد من ازالتها من الاذهان، ونبذ كل تعامل مع العدو الصهيوني ورفض أي ممارسة تطبيعية والتخلص من عبثية التفاوض معه، فالحق العربي في فلسطين لن يكون إلا من خلال المقاومة بكل انواعها وفي المقدمة منها المقاومة المسلحة.
إننا بحاجة ماسة إلى تعزيز ثقافة المقاومة بين أبناء شعبنا العربي من المحيط الاطلسي حتى الخليج العربي، وأن المقاومة حق مشروع لكل الشعوب التي تتعرض للعدوان، وشعبنا العربي يتعرض في كل يوم لتهديدات العدو الصهيوني، ويعمل على تهديده في وجوده وأمنه ومستقبل أبنائه، وتطلعاته نحو الوحدة والتحرر، والتخلص من التبعية والتخلف، وهو ما يفرض علينا غرس ثقافة المقاومة لدى الجيل الناشئ، وبشكل خاص في مناهجنا التعليمية المدرسية والجامعية، فالصراع مع الصهيونية ومن يقف وراءها صراع طويل، يحتاج لتوفير كل سبله ومقوماته، وفي المقدمة منها إعداد النفس، وغرس القيم وثقافة المقاومة في نفوس أبنائنا.
إننا في الاردن علينا أن نحذر من هذا العدو الغاصب، فلا يظنن أحد أننا في مأمن من أهدافه العدوانية، فما زال قادته وسياسيوه بين الفينة والأخرى يستهدفون أمننا ووجودنا، ولا يعترفون بحقنا الوطني في بلدنا، وهو ما يفرض علينا ليس الحذر فحسب، بل توفير عناصر المقاومة في وجه مخططاته، وفي المقدمة منها دعم صمود أبناء الشعب العربي في فلسطين، ورفض التطبيع بكل أشكاله وأنواعه، وعدم السماح لمرتزقته بتدنيس تراب وطننا، وتحصين أبنائنا بثقافة المواجهة والمقاومة.
إن فلسطين عربية من البحر إلى النهر، وهي ملك الأمة، ولا يحق لأي انسان أو منظمة أو كيان بالتنازل عن شبر واحد من أراضيها، وإن منظمة التحرير الممثل الشرعي لشعب فلسطين لم تعطى هذا التفويض إلا ضمن التزامها بتمثيل الشعب الفلسطيني في الوحدة والتحرير، ولهذا فكل ا تفاقاتها مع الكيان الصهيوني باطلة، لأنه خروج عن الالتزام الحقيقي في التمثيل من جهة، ولأنه تصرف فيما لايحق لهم التصرف به، على إعتبار أن فلسطين ملك الأمة، وليست ملك الشعب الفلسطيني وحده، فالكيان الصهيوني وكما أسلفنا خطر على الأمة جمعاء، ووجوده إعتداء على الأمة في وحدتها وطموحاتها ومستقبل أبنائها.
dr_fraijat45@yahoo.com
|
شبكة البصرة
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الجمعة، 16 مايو 2014
الدكتور غالب الفريجات : الذكرى السادسة والستون لنكبة أمتنا في فلسطين
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق