كلمة الدكتور/ قاسم سلام في حفل الذكرى الـ30 لتأسيس الشعبي العام
الثلاثاء 4 سبتمبر 2012 18:55
حشد نت - حيا الدكتور قاسم سلام رئيس المجلس الأعلى لأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي كل أعضاء المؤتمر الشعبي العام في ربوع اليمن وعلى راسهم الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام والمشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية النائب الاول لرئيس المؤتمر الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام.
"حشد نت" ينشر نص الكلمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ المناضل الزعيم علي عبد الله صالح مؤسس المؤتمر الشعبي العام.
الإخوة والأخوات ، الحاضرون جميعا.
إنه لمن دواعي سروري أن أكون معكم في احتفائكم هذا ، الذي تحيون فيه ذكرى التأسيس بعد مضي ثلاثين عاما عليه ، والتي تعتبر مرتكزا حيويا هاما ، ليس في تاريخ المؤتمر الشعبي العام وإنما في حياة اليمن كل اليمن .
أحييكم كل التحية ، كلٍ بصفته وموقعه باسم المجلس الأعلى للتحالف الوطني الديمقراطي بهذه المناسبة التاريخية العزيزة على الجميع ، التي عبرت عن الحقائق الخمس التي أصبحت عموداً فقرياً في منهج وبرامج المؤتمر الشعبي العام داخل الساحة اليمنية.
هذه الحقائق التي كانت وما تزال عنوان نهضة تمتد من 1978م مرورا باحتفائكم هذا متفاعلة مع إرادة شعبنا ... مع إرادة اليمن التي كانت وما تزال حاضرة في كل الأزمات والمراحل المفصلية منطلقة من القول المأثور "الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية".
أيتها الأخوات أيها الإخوة .
لقد كان ميلاد المؤتمر الشعبي العام ميلاد مرحلة جديدة معبرة عن تفاعل وتكامل إرادة الحاضر والمستقبل, عملت على إحداث نقلة نوعية، نقلت كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية والشخصيات الوطنية والاجتماعية العامة للعمل سوياً داخل الساحة متجاوزة سلبيات الأمس, متكاملة مع كل الخيرين الذين تداعوا متجاوبين مع نداء الزعيم المؤسس علي عبدالله صالح. ذلك النداء الذي انطلق من قناعته بأن تلك الظروف كانت بأمس الحاجة أن يلتقي الجميع تحت مظلة الوحدة الوطنية ونداء الديمقراطية والخروج من ألخنادق متجاوزين صفحة تراكمات ألماضي حريصين كل الحرص على المصلحة الوطنية ألعليا , فكانت الإرادة الجمعية لشعب اليمن هي الغالبة في قيادة اليمن داخل ساحة مفتوحة للحوار السلمي الديمقراطي , متحررة من التعصب الأعمى ومن التخندق في المواقع , فكانت تلك اللَبِنَة مؤثرة تأثيرا كبيرا في حياة الجميع , حيث أصبحت دليلا عمليا يرشد الشعب بأهمية الحوار ورفض العنف بكل مسمياته وأشكاله.
هكذا كانت البداية وهناك كانت المعاني الحقيقية والبذرة الجوهرية والأساسية التي نما بعدها التصالح والتعاون الجاد والمسئول ، حيث بدأت هناك ديناميكية التحرك الجدي الفاعل والمؤثر في ترسيخ المسيرة وجدية التوجه , نحو إنجاز الوحدة التي كانت هدفا يسعى إليه شعبنا وكل قواه الخيرة الجادة والصادقة.... فترسخت معاني يوم الثلاثين من نوفمبر 1979م , وتعمقت في النفوس يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م ,و سُجلت بأحرف من نور وضياء معاني الوحدة التي شكلت انتصارا لشعب اليمن والأمة ألعربية , ومن خلال التقارب بين مختلف القوى الوطنية والحوار الواعي المسئول , تعلم شعبنا وقياداتُه التاريخية معاني التسامح والتصالح والتكامل والتفاعل الجاد من أجل مصلحة المواطن والوطن العليا. هذه الكلمات مع سهولتها وبساطتها , كانت بمثابة جرسٍ أيقظ ويوقظ , كل القيم الإيجابية في سلوك اليمنيين ، كي يجعلوا من الوحدة هدفهم , وضبط النفس والتحلي بالصبر والسمو فوق كل الصغائر قاعدة , لتجاوز ردود الأفعال الآنية , التي جابهتهم ولا تزال تجابههم في مختلف ألمنعطفات , هي نفسها كانت وما تزال اليوم ، الضوء الأخضر الذي اهتدى ويهتدي بها الأخ الزعيم المناضل المؤسس علي عبد الله صالح , للرد على التحديات والتحلي بالانفتاح على الآخرين , والتمسك بالمرونة للحفاظ على المبادئ التي أوحت بها الحقائق الخمس التي كانت كما قلنا موجهات ومنطلقات في قلب الميثاق الوطني. ولا شك أن معظمكم عاصر عملية التأسيس بكل ايجابياتها , وعاصرتم ما تحقق نتيجة الحوار السلمي الديمقراطي , ورفض العنف بكل أشكاله وأنواعه ، كما عاصرتم بالأمس القريب عملية الرد على "الفوضى الخلاقة" التي رد عليها شعبنا من خلال التفافه حول الشرعية الدستورية والقيادة التاريخية , والتي أكدت تمسكها بقاعدة الحوار السلمي الديمقراطي المفتوح , كمرتكز أساسي للتغيير البناء وللخروج من دوامة الأزمات , والتحرر من كافة الضغوط الداخلية والخارجية وصولا إلى احترام الضوابط الأخلاقية والقيم الحضارية , التي تمسك بها شعبنا ، وحرص عليها كل اطياف العمل السياسي , وصولا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة واحترام قرار مجلس الأمن 2014 ، كل ذلك يؤكد أن شعبَ اليمن أقوى من الاستفزازات والتحديات وإفرازات المماحكات , التي أضرت كثيراً بالأمس القريب والبعيد , وتحاول بعضها اليوم هدم جدار الحكمة وقاعدة التسامح والصبر. إنكم هنا في هذه الذكرى تجددون معاني قيم التأسيس , التي اوصلتكم إلى هذا أليوم , ولا شك أنكم فخورون بما أنجزتموه , وبكل المواقف التي حققتها قيادتكم التاريخية , وتحققه قيادتكم اليوم , التي يتصدرها ويتصدر مسيرتكم التنظيمية النضالية الزعيم علي عبد الله صالح , بما يفرضه عليه الواجب الوطني والقومي والإسلامي ونداء الضمير الوطني الذي كان دائما مواكبا لحركته وأفعاله خلال كل ألأزمات ، ولا شك أنكم تتذكرون دعوته للجميع للالتزام بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن 2014 لعام 2011م. كل ذلك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار وتعميق الوحدة اليمنية ومعاني التفاعل الإيجابي والتكامل في مختلف حقول الشراكة الوطنية , للخروج من الأزمة اليمنية التي كادت تعصف بالوطن ، بالرغم أنه لا تزال بعض المنغصات هنا وهناك تساير "قرون الشيطان ومسوح الرهبان" متناسية أن شعبَ اليمن هو أكبر من كل ذلك وأقوى من الأزمات , فقد عُرف بالشعب المطواع لتلبية نداء الحق والواجب ، والتحلي بالصبر والتمسك بالإيمان , الذي اتصف به معبراً عن قول الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم "أتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَلْيَنُ قُلُوبًا ، وَأَرَقُّ أَفْئِدَةً ، الإِيمَانُ يَمَانٍ ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ " . وأنتم أيها الإخوة والأخوات , ... في احتفائكم بإحياء هذه الذكرى لا شك تدركون كل ما عنته هذه الكلمات وتستوعبون دوركم التاريخي وأنتم تتجهون نحو المستقبل متماسكين موحدين متكاملين في سعيكم لترسيخ جذور حزبكم وتجربتكم على الأصعدة والحقول المختلفة ، متجاوزين كل التحديات وكل ألمنغصات مصغين في أعماقكم لصوت الضمير الوطني العام في الوطن والأمة التي هتفت لليمن وهتفت لكم من محيطها إلى خليجها وأنتم تدخلون فجر الوحدة ، وتحققون الانتقال النوعي نحو مستقبل تبنون فيه دولة الوحدة والديمقراطية والتعددية السياسية و الحزبية ، وكما تهتف لكم اليوم وأنتم تتحررون من ساحة الجحيم المفزع ، جحيم "الفوضى الخلاقة" وتدخلون ساحة الحوار السلمي ألديمقراطي ... ساحة الحوار الوطني الشامل ، لتقولوا لشعبكم وأمتكم أنكم مع الحق مهما كانت التحديات وأنكم من أجل الحق ومن أجل المصلحة الوطنية العليا تضحون وترسخون قاعدة التسامح ، فهنيئا لكم انجازكم التاريخي ويومكم هذا.
وفي الختام باسم المجلس الأعلى للتحالف الوطني الديمقراطي أكرر التحية للأخ الزعيم المؤسس علي عبد الله صالح ، مباركا له ولكم يوم احتفائكم هذا متمنيا من الله أن يوفقكم وأن يوفقنا جميعا لخدمة شعبنا ويمننا وأمتنا.
"وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون ".
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د/ قاسم سلاّم
رئيس المجلس الأعلى للتحالف الوطني الديمقراطي
صنعاء في .. 3\9\2012م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق