أرادت المرجعية الدينية أن تركب موجة المظاهرات الشعبية، فدعى ممثلها في خطاب يوم الجمعة رئيس الوزراء بضرب الفاسدين بيد من حديد، فكأني به كما يقال كاد المريب أن يقول خذوني، هذا هوحال هذه المرجعية والقائمين عليها تحديداً، فقد كانوا وراء دعم ومساندة الغزو والاحتلال بما قبضوه ثمناً من الأمريكان، كما ورد في مذكرات رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي، بأن الامريكان قد دفعوا لممثل هذه المرجعية في الكويت مائتي مليون دولار لقاء احجامها عن معارضة الغزو والاحتلال، فكانت فتوى عدم مقاومة القوات الامريكية الغازية، وهي نفسها من ساند كل رموز الاحتلال من عملاء أمريكا وملالي الفرس المجوس.
ما تجمعه المرجعية من أموال الخمس، يشكل اموالاً طائلة لا أحد يعلم كيف يتم تصريف هذه الأموال، ولا أحد يعلم أين تذهب كل هذه الأموال التي تجمعها المرجعية وتصرفها دون وجه حق، فلا أظنن أحداً يعرف تماماً أين تذهب هذه الأموال وبأي سبل وطرق يتم صرفها، فلم نسمع عن الفقراء واليتامى والمساكين الذين يحظون برعاية هذه المرجعية، فبات اليقين أن كل هذه الأموال تصرف على كل سبل الفساد وشراء الذمم والنفوس المريضة، فلو كانت المرجعية لا تتمتع بالفساد لعرف الجميع أين تذهب هذه الأموال التي يتم سرقتها من ايدي وجيوب المواطنين الذين يتقربون فيها إلى الله إن كان هناك إلهاً يؤمنون به، فالذين يتآمرون على الشعب والوطن ويسترخصون كرامة الوطن مقابل رشاوي يقبضونها من يد الاجنبي هم أعداء الوطن والمواطنين ولا أعتقد أن لديهم إلهاً يؤمنون به، فقد قيل في هؤلاء دينهم دينارهم، وكعبتهم نساؤهم، فهم لمن يدفع حتى لو كان على حساب الوطن والمواطنين.
كلنا على يقين أن الطائفية مقيتة، وهي ليست في صالح الدين، ولا في صالح الوطن، فكم مرة سمعنا هذه المرجعية تندد بما يجري في كل ما يجري من قتل وتدمير؟، وكم مرة سمعنا برفض ممارسات الحشد الشعبي الطائفي التي يندى لها الجبين في المناطق العراقية التي يتم استهدافها من قبلهم؟، وكم من مرة سمعنا احتجاجاً لهذه المرجعية في ممارسات الأحزاب الطائفية في حق أبناء الشعب؟، وكم بيان قد صدر عن هذه المرجعية للتنديد بأساليب الحكومات الطائفية، وبشكل خاص ممارسات المالكي العدائية في حق الجماهير الشعبية؟، فلم نسمع صوتاً للمرجعية في ادانة جرائم القتل والتدمير والتشريد التي أصابت بعض مناطق العراق.
كان العراق يعيش آمناً مطمئناً عندما كان هناك تحجيم لدور المرجعيات بكل صنوفها وأنواعها،فماذا حصل لهذا الوطن بعد أن تحالفت المرجعيات الطائفية مع الغزاة والمحتلين ضد الوطنوالمواطنين؟، فقد تحول إلى جثة هامدة، وإلى دولة فاشلة وفاسدة، في وقت كان دولة متميزة في المنطقة، من حيث الأمن والأمان والقدرة والارادة والنجاح، رغم ما كانت تواجه من أعداء في الداخل والخارج.
فتاوي المرجعية لا تخدم الوطن والمواطنين بل تستهدف الانتصار للطائفية البغيضة، وهي معادية للوطن والمواطنين، وتصطف مع العملاء والخونة والمجرمين، ومع أعداء الوطن والدين، فمثل هذه المرجعية تمثل الفساد الديني والاخلاقي والسياسي بسلوكياتها وممارساتها وفتاويها، فلو كانت ذات طهارة دينية وأخلاقية لانحازت لمصالح الوطن والجماهير دون أي اعتبار لهذه الطائفة أو تلك، ولهذا فدعوتها لرئيس حكومة طائفي بضرب المفسدين بيد من حديد هي دعوة مشبوهة لا تستهدف إلا الدعم الكامل لنظام اتسم بالطائفية والفشل والفساد.
الدين ينحاز لصالح الجماهير، وجاء لخير الانسان في كل زمان ومكان، والذين عمدوا لتمزيقه وتشويه ما جاء فيه من قيم هم أعداء الله والدين، هؤلاء قد اغتصبوا الدين وعمدوا لتوظيفه لخدمتهم وخدمة اتباعهم من المؤمنين بطائفتهم، فكيف لا يكون هؤلاء في الاتجاه المعادي لقيم الحق والخير وصالح الانسان؟، فهم يمثلون الفساد بعينه، ويواجهون المطالب المشروعة للانسان في حقه بالحياة الحرة الكريمة، وبنضاله في السعي لتوفير كل مستلزمات العيش الكريم، فهؤلاء في الصف المعادي للانسان والانسانية، فلا حقوق انسان يفهمون، ولا عدالة يفقهون، لأنهم لا يؤمنون إلا بطائفيتهم المقيتة التي تضع الطائفة ومصالحها فوق الجميع ومصالحهم.
الدين الحقيقي بلا طائفية، والدين الحقيقي ينحاز إلى مصالح الشعب، ولايقف في طريق حريته، والسعي لتحقيق مطالبه المشروعه، والدين الحقيقي بالتأكيد ضد استهداف الوطن والمواطنين من قبل قوى البغي والعدوان سواء أكانوا من الداخل أو الخارج، ورجل الدين الحقيقي يتقدم الصفوف في الدفاع عن الوطن عندما يتم استهدافه من قبل أعداء الوطن، ورجل الدين الحقيقي إما في غياهب السجون أو في الصحاري المقفرة، فأعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، فهل المرجعية الدينية ورجالاتها كذلك؟.
dr_fraijat45@yahoo.com
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق