بعد مجازر الهويدر الأخيرة وما شهدته محافظة ديالى قبل يومين انتقلت أيادي الجريمة إلى تنفيذ واحدة من اكبر المجازر في مدينة الثورة صباح اليوم التي اتسمت باتساع دائرة دمويتها فطالت السكان المدنيين الأبرياء في الأسواق ومناطق السكن.
وقد تم تمرير أخبار تلك الجرائم في ظل انشغال العراقيين والعالم بأخبار التظاهرات والحراك الشعبي ومناورات السلطة حول قرب استعداداتها العسكرية لاحتلال مدينة الرمادي.
شخصيا تابعت أخبار هذه المجازر وبشاعتها، وما أن سمعت بخبر جريمة التفجير الدموي الكبير صباح اليوم في مدينة الثورة الذي تم بواسطة تفجير صهريج معبأ بالمتفجرات توجست من مخططات هؤلاء المجرمين وأسيادهم في طهران وترقبت عملية ومجزرة ستكون أبشع تتم ضد أهلنا في محافظة الانبار، وفي مدينة الفلوجة الصامدة تحديدا، وهي محاولة من المجرمين لتشتيت الأنظار عما يجري في العراق، ومحاولة طرح خبر هذه الجريمة البشعة وتصعيد الدوافع الطائفية والاتهامات، ومعالجة الخبر كما لو كانت أفعال وردود أفعال طائفية تتم شرق وغرب العاصمة العراقية بغداد، لكن تنفيذ الطيران الحربي الإيراني بنفسه اليوم لجريمة قصف مستشفى الفلوجة فاق كل التوقعات وكشف عن خسة وانتقام هؤلاء المجرمين وعزفهم على وتر طائفي صار مفضوحا ومقطوعا، فلكون الناس يعرفون انه لن يحمي سكان مدينة الثورة هذا الطيران الإيراني المجرم، كما لم يكلف احد من العراقيين جنرالات الحرب الإيرانيين بمهمة الانتقام من أهلنا في الفلوجة.
مجزرة مدينة الثورة تجاوزت 140 شهيدا وجريحا، تتبعها في ذات النهار مجزرة مروعة أخرى راح ضحيتها ثلاثة وعشرون شهداء في مستشفى الفلوجة للأطفال والنساء وألاطفال الخدج وهم في الحاضنات واختلطت دماء النساء في صالة الولادات بدماء الطبيبات وألاطفال والمضمدات وكلهم ضحايا قصف الطيران الحربي الإيراني اليوم، تراكمت فوق جثث 23 شهيدا وشهيدة أجساد ثلاثة وثلاثون مصابا ينزفون دمائهم في مستشفى لم تشفع له حرمته الإنسانية والطبية كهدف نالته صواريخ طيران حكام طهران.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق