هذا تقرير استراتيجي امريكي في غاية الأهمية نشر قبل ايام. التقرير يناقش الخطر الذي تتعرض له دول مجلس التعاون الخليجي من ايران بعد توقيع الاتفاق النووي، وموقف امريكا واستراتيجيتها في المنطقة.
لنتأمل ماذا جاء بهذا التقرير.
يقول التقرر بداية انه قبل الاتفاق النووي كانت استراتيجية امريكا تجاه ايران هي الاحتواء، أي العمل على مواجهة ايران وتهديداتها، لكن ما هي الاستراتيجية التي ستحل محل ذلك؟. ويضيف: لا احد في الادارة الأمريكية يوضح هذا. كل ما نسمعه هو تبسيط شديد للقضية واتهامات للمنتقدين للاتفاق بانهم دعاة حرب، وترديد المقولة الشهيرة، ما هو البديل؟
ويقول التقرير : الآن، لا بد من طرح السؤال: ما هو البديل لسياسة الاحتواء السابقة؟ الجواب المتوقع الذي نسمعه من الساسة في امريكا هو ان ايران موضوعة تحت المراقبة.
لكن في راي التقرير هناك مشاكل كثيرة مع مع هذا الجواب منها:
1- ان ايران موجودة في منطقة تشهد ازمة تتفاقم بشكل متسارع. وهذا التسارع للأزمة يتطلب ردودا سريعة ومواقف واضحة.
2- القول بان ايران موضوعة تحت المراقبة ليست استراتيجية. في الحقيقة هو تعبير مائع يؤكد عدم وجود اي استراتيجية.
3- انه رغم كل الانتقادات التي توجه الى رافضي الاتفاق النووي لم تبذل الادارة الأمريكية أي محاولة لشرح طبيعة العلاقات الجديدة مع ايران في اطار الاستراتيجية الاقليمية.
ويقول التقرير انه في هذه المنطقة، لا يمكنك ان تدعي بانك تقف على الحياد.. لا مجال هنا للحياد. لا يمكنك ان تزعم بانك تراقب فقط عندما تكون مصالحك ومصالح حلفائك تتعرض للتهديد المباشر، وخصوصا ان درجة الاستقطاب ومستويات التهديد هي على درجة من الحدة بحيث لا يمكنك تجنب اتخاذ موقف واضح.
ويشير الى انه لا احد عاقل يريد حربا جديدة في المنطقة، ولا احد عاقل يرفض حرمان ايران من امتلاك السلاح النووي. لكن هذا ليس نهاية الجدل، بل بدايته حول ما بعد الاتفاق النووي والخطر الايراني والموقف منه.
ويعتبر التقرير ان ما حدث في الكويت، ومن قبلها في البحرين، يأتي ليذكر الجميع بخطورة الأوضاع بعد الاتفاق النووي وبحقيقة النوايا والتهديدات الايرانية.
ويتوقف مطولا عند الخلية الارهابية التابعة لحزب الله وايران التي تم اكتشافها مؤخرا في الكويت وما يعنيه هذا التطور الخطير.
يتحدث عن الكميات الرهيبة من الأسلحة والمتفجرات التي تم اكتشافها، والمهربة من ايران عبر سنوات. وعن ما كشفته المصادر الكويتية من انتماء افراد الخلية الى حزب الله والحرس الثوري، وكيف ان افراد الخلية خططوا لتنفيذ حملة اغتيالات لسفراء عرب واجانب، ومسئولين وساسة كويتيين ورجال دين وافراد من الألسرة الحاكمة.
يقول التقرير انه من الواضح ان الخلية على اعلى درجة من التنظيم، وتتلقى تمويلا كبيرا من حزب الله والحرس الثوري، والعمليات الارهابية التي كانت تعتزم تنفيذها تمت دراستها جيدا.
ويشير الى انه قبل اكتشاف خلية الكويت الارهابية بثلاثة اسابيع، اوقفت البحرين قاربا يحمل 44 كيلوجراما من مادة السي 4 الشديدة الانفجار وكميات من الأسلحة والذخائر قادمة من ايران.
ويقول التقرير ان ما حدث في البحرين والكويت يظهر مدى الخطر الارهابي الذي تواجهه دول مجلس التعاون من ايران.
ويذكر التقرير انه من المعروف ان ايران انشأت شبكة من الخلايا الارهابية في دول مجلس التعاون قبل توقيع الاتفاق النووي تحسبا لاحتمال تعرضها لعمل عسكري.
ويقول انه بعد الاتفاق، ولو كانت ايران حسنة النية فعلا في زعمها الحرص على التعاون مع دول الجوار في محاربة الارهاب كما قال وزير الخارجية الايراني ظريف في الكويت، لكانت قد قامت بتفكيك خلاياها الارهابية النائمة في مجلس التعاون. لكن من الواضح انها تفعل عكس هذا تماما، بدليل ما جرى في البحرين والكويت.
ويستنتج التقرير ان الأمن الاقليمي مهدد بسبب ارهاب ايران وسياستها التوسعية. وفي مواجهة هذا، لا يكفي ابدا الحديث عن مجرد مبيعات اسلحة او تمرينات مشتركة مع دول مجلس التعاون وما شابه ذلك. هذا لا يكفي في مواجهة دولة تهدد جيرانها وامن المنطقة والمصالح الأمريكية.
ويذكر التقرير ان الذي حدث ان الادارة الأمريكية والمجتمع الدولي بعد توقيع الاتفاق النووي قرروا التخلي عن أي ضغوط على الايرانيين، بل انهم يعتبرون ايران حليفا في العراق وينسقون مع القادة الايرانيين هناك.
ويرى التقرير انه آن الأوان لأن تعلن الادارة الأمريكية استراتيجيتها في مواجهة خطر ايران وتهديداتها لدول مجلس التعاون والمصالح الأمريكية في مرحلة ما بعد الاتفاق ويقول : ام ترى ان الادارة الأمريكية اصبحت تعبتر ايران حليفا؟
ويختتنم بالقول ان ما حدث في الكويت وقبلها البحرين هي رسالة واضحة تكشف حقيقة النوايا الايرانية. وعلى ضوء موقف الادارة، لعله على الكونجرس الأمريكي ان يطلب من اجهزة المخابرات ان تقدم تقييما صريحا للتهديد الايراني لدول مجلس التعهن في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي.
هذا هو ما ذكره التقريرالاستراتيجي الأمريكي وهو ليس بحاجة الى تعليق. وكما نرى، فان هذا التقرير يريد ان يقول ان الرسالة من البحرين والكويت حول خطر الارهاب الايراني وضرورة مواجهته لم تصل الى ادارة اوباما. بمعنى اصح، هي لا تريد ان تستلم هذه الرسالة.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق