شخصية النبي محمد (ص) بين باسيل ومجيدي.. والسقوط المدوي للنفاق الغربي - الايراني وتبادل الادوار للاساءة لسيّد الخلق وتشويه الدين الحنيف.! - معلومات مثيرة
بسم الله الرحمن الرحيم
كانت الضجة الجديدة التي افتعلها حملة مشاعل الديقراطية والتعايش السلمي، وسقوط أحد هذه المشاعل على طاولة مفاوضات حوار الأديان وحرقها بالكامل، من خلال إنتاج فيلم سينمائي ضخم بعنوان (براءة المسلمين) يسيء لشخصية النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ويظهره كشخص مغرم بالنساء ويستغل الأطفال جنسياً، ويسيء كذلك للمسلمين عامة. حيث يشبه الإسلام بمرض السرطان الذي لا حلٌ له سوى الاستئصال. وقد بدأ الهجوم الجديد بعد الهدنة التي تلت حروب رسوم الكريكاتير المسيئة. وقد أثار الفيلم الحمية والغيرة على الدين في ليبيا، وانتقل إلى بقية الدول العربية مسدلا الستار على مسرحية حوار الأديان.
الفيلم المسيء كان من تأليف وإخراج الصهيوني (سام باسيل) وهذا ما أكدته صحيفة أيديعوت أحرونوت الصهيونية، وصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية. وقد جمع باسيل أكثر من خمسة ملايين دولارا من متبرعين ومتطرفين صهاينة لغرض تحويل عمله القصصي إلى فيلم سينمائي. ووجه كلمة بهذه المناسبة قبل أن يختفي في مكان مجهول أسوة بنظيره سلمان رشدي، ذكر فيها أن فيلمه"هو رسالة للعالم لكشف عيوب الإسلام".
كان من المتوقع أن تظهر الشرارة المخفية تحت رماد نسخ القرآن الكريم التي أحرقها القس المعتوه (تيري جونز) وتتحول إلى لهيب مستعر في هذه الفترة بالتحديد، أي بالتزامن مع أحداث الحادي عشر من سبتمبر. فاليهود تعرف من أين تؤكل الكتف! وهم أذكى شعوب العالم قاطبة في استغلال عواطف الشعوب وكسب الشفقة والتعاطف الدولي مع أية قضية تخصهم. وكان القس الحاقد جونز من أبرز المروجين للفيلم ودعمه بشكل كبير، لأن الحاقد للحاقد ولي حميم. هذا القس العدواني عنصر فعال في كل عمل يسيء للإسلام. ولم يُطرد من حاضرة الفاتيكان إلى حظيرة الخنازير كأبسط إجراء لإسترضاء العالم الإسلامي.
اجتاحت عاصفة الاحتجاجات أجواء ليبيا، واليمن، ومصر، ووصلت إلى دول أخرى، وستمتد لدول أخرى. وقد اخترق المتظاهرون حصون السفارات الأمريكية في بلدانهم، وقُتل السفير الأمريكي في ليبيا (كريستوفر ستيفنز) واثنين آخرين. وقد أرسل الرئيس الليبي مصطفى أبو شاقور رسالة اعتذار لنظيره الأمريكي عن الحادث المؤسف! وهو إجراء بروتوكولي لا اعتراض عليه، ويستلزم مراعاته في العلاقات الدولية. لكن يا ترى هل سيعتذر الرئيس أوباما لأكثر من مليار مسلم عن الإساءة التي لحقت بهم؟
كل ما سمعناه عنه هو اتصاله بالرؤساء العرب الذين اشتدت التظاهرات في بلدانهم للاطمئنان على أعضاء البعثات الدبلوماسية الأمريكية فقط! معربا عن استيائه من التعدي على المقدسات ومستدركا بنفس الوقت بأن هذا لا يبرر العدوان على الأشخاص والممتلكات (الأمريكية)! كإنما الفيلم أنتج في المريخ وليس في بلده الديمقراطي! وهو يعلم جيدا بأن الاستعدادات لإنتاجه بدأت منذ العام الماضي، ولم يحرك ساكنا لوقفه بحجة حرية التعبير والديمقراطية الزائفة، التي ما يزال العراق وافغانستان يدفعان ثمنها من دماء أبنائهم.
علاوة على تصريح ضعيف من قبل وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي وصفت الفيلم بأنه "مقرف ومدان، ويبدو أن هدفه هو السخرية الشديدة والإساءة إلى دين عظيم وإثارة الغضب" مستدركة أيضا بأن حكومة بلادها لا علاقة لها بالفيلم! على العكس من الموقف الرسمي الأمريكي، كان الموقف الرائع للممثلة الأمريكية (أنجلينا جولي) عندما هزت أكتاف علماء الدين المسلمين لتوقظهم من نومهم وتهمس بإذنهم (هيا انهضوا ودافعوا عن دينكم)! لقد ظهرت بالحجاب عن قصد في التلفاز لتدافع عن الإسلام ضد أعدائه من أبناء جلدتها! ووصفت الفيلم بأنه "حرب على الإسلام وإساءة كبيرة لأكثر من مليار مسلم" وطالبت بمعاقبة المنتجين.من الجدير بالإشارة إلى أنه سبق وأن اعتذرت دول أوروبا للكيان الصهيوني عن المحرقة النازية لليهود (أسطورة الهولوكوست). وقدم قداسة البابا يوحنا بولص الثاني اعتذارا رسميا بشخصه لحكومة الكيان الصهيوني خلال زيارته عام2001.
أليس هذا العالم المسيحي نفسه مديناً للدول العربية والإسلامية بالاعتذار عن أكداس من الممارسات العدوانية ضدهم؟ ابتداءا من الحروب الصليبية مرورا بالحربين الكونيتين، وما تلاها من تقسيم ظالم للعالم العربي، واستعماره، ونهب خيراته، وقتل أبنائه، وتدمير هياكله الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. ونتائجه المدمرة من نهب كنوزه الحضارية، علاوة على ما خلفه من فقر وجهل وتناحر مذهبي وعنصري ومشاكل حدود وغيرها. مرورا بوصف الإسلام بالعنف والإرهاب وإعلان الحرب عليه. من ثم احتلال العراق وافغانستان وتقديم البلدين على طبق من ذهب لنظام إسلامي متطرف في إيران! وسبقتها، وتلتها، وما تزال مستمرة، حملة شعواء للسخرية من رمز الإسلام النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) من خلال الأفلام والرسوم والقصص، حيث نشرت مواطنة المخرج باسيل وهي الفنانة (تاتينا سوسكن) لوحاتها المسيئة للرسول الكريم. واستمرت عدوى الرسوم المسيئة تنتقل من فنان لآخر بتشجيع خفي من الحكومات الأوربية والماسونية العالمية. وأصابت العدوى أحد الرسامين المتجولين الذي تلقفت لوحاته صحيفة جيلاندس بوست ونشرتها في عددها الصادر في 30/9/2005 وتسلمت الصحيفة جائزة فكتور العالمية لدفاعها عن حرية الرأي! تصوروا مدى الحقد على الإسلام! واستذكروا تكريم الملكة البريطانية الشمطاء اليزابيث للضال سلمان رشدي صاحب (الآيات الشيطانية).
وقد دافع رئيس الحكومة الدنماركية حينها (انسنو غاسموسن) ورئيس وزرائه (اندرس فوغ راسموسن) عن الصحيفة على أساس "أن حرية التعبير ليست محلا للنقاش". وكان الرد العملي على كلامه "أن حرية مقاطعة البضائع الدنماركية ليست محلا للنقاش". وتلقفت الصور صحيفة ماغازنيت النرويجية، ونشرتها مع إطلالة عيد الأضحى المبارك بقصد مغرض! كأنها تهنئ العالم الإسلامي والمسلمين في النرويج بهذه المناسبة! (يأتي المسلمون بالمرتبة الثانية بعد المسيحيين في النرويج).
وتلاها كاتب يُقطر حقد ونذالة يدعى (كرايك ونن) الذي نشر كتابه (نبي الخراب) وقد شبه فيه النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بقطاع الطرق! وتجاوزت الصفاقة حدودها لتشمل رجال الدين أنفسهم. ومنهم قائد الكنيسة المعمدانية القس (جيري فاينز) الذي وصف النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بـ "العنف والإرهاب" خلال الاجتماع السنوي للكنيسة الذي عقد في ولاية ميسوري. كما حُرقت نسخ من القرآن من قبل القس المعتوه (تيري جونز). وفي بلاد اوباما الديمقراطية أعلنت صحيفة (هيوستن برس) الأمريكية والصادرة في تكساس عن إنتاج فيلم إباحي جديد بعنوان (الحياة الجنسية للنبي محمد).
ثم فاحت الرائحة النتنة هذه المرة من السويد- قبلة العالم بالحرية والديمقراطية- من فنان يتغذى فكره الممسوخ من مزابل الفن منافساً الكلاب السائبة، فقد أمسك الصعلوك (لارس فيلكس) ريشته القذرة ليرسم صورة برأس إنسان وجسد كلب مشبهاً به الرسول الكريم؟ وقد عرض لوحاته المخزية مع حرمة شهر رمضان الكريم! بالطبع لم تكن صدفة! وقد بيعت لوحاته بأسعار مرتفعة! فهم يبنون شهرتهم وثروتهم من الإساءة لغيرهم.
الرحلة الأخيرة تجلت برمي نسخ من القرآن في حظيرة للخنازير (لاحظ خنازير)، واتخاذ القرآن الكريم كهدف للرمي من قبل جنود المارينز في العراق. وإنتهكات وفضائح سجن أبو غريب التي يندى منها جبين الإنسانية. وأخيرا وليس آخرا فيلم سام باسيل. وهناك الآلاف من الممارسات العدوانية للولايات المتحدة وأوربا ضد العالم العربي والإسلامي، ممارسات تتواضع أمامها خجلا (أسطورة الهولوكوست). فقد ألحقت ضررا كبيرا بالعرب والمسلمين وهم يستحقون عنها ليس الاعتذار فحسب بل التعويض أيضا.
لكن لا تعويض ولا اعتذارللعرب والمسلمين! لماذا؟
لأن النظم العميلة الحاكمة والدول الضعيفة لا تستحق الإعتذار. والعبد ذليل دائما وأبدا، والسيد محترم دائما وأبدا! الاعتذار للكبار فقط. الاعتذار لمن يستحقونه فعلا! هكذا يتعاملون معنا بكل عنجهية وغطرسة، ويستخفون بمشاعرنا وقيمنا العليا! لِم لا وأنظمتنا الحاكمة تتمسح بأحذيتهم وتنظفها بألسنتها. لم يبقِ حكامنا لشعوبهم كرامة وكبرياء.
على الرغم من كون نجوم هذه الممارسات العدائية كانوا من العالم المسيحي! لكن العالم الإسلامي حمل الحكومات مسئوليتها فقط، ولم يسحب المسئولية على الدين المسيحي؟ فأي من العالمين هو المتسامح وغير العنصري، نحن أم هم؟
على العكس منا، تُحمل الولايات المتحدة ودول أوربا الإسلام مسئولية العنف والإرهاب الذي تقوم به بعض الحركات المتطرفة المحسوبة على الإسلام. متجاهلين حقيقة أن القرآن الكريم يحث على السلام والحب والمودة. ومتجاهلين أيضا أن معظم الحركات الإسلامية المتطرفة قد ترعرت في حضن العالم المسيحي نفسه، من تنظيم القاعدة والإخوان المسلمون، وحزب الدعوة الإسلامية، وبقية الأحزاب الدينية والأنظمة الحاكمة في العالم العربي. إنها صناعة من إنتاج الغرب أو من تجميعه!
لا أفهم لماذا لا يفكر الشعب الأمريكي والأوربيون بهذه الطريقة:
لماذا لا يقوم الفنانون المسلمون بإخراج أفلام مسيئة للسيد المسيح (ع) أو كتابة قصص أو رسم لوحات مسيئة له كما يفعل فنانونا؟
لماذا لا يقوم علماء الدين المسلمون بحرق نسخ من الكتاب المقدس في الساحات العامة كما يفعل قساوستنا؟
لماذا يحترمون نبينا وديننا ولا نحترم نبيهم ودينهم؟
لماذا يحظر قانوننا تكذيب الهولوكوست وإهانة السامية ولا يحظر إهانة الإسلام؟ اليست تلك هي العنصرية بأبشع صورها؟
لماذا أقامت الكنيسة الأوربية الدنيا وأقعدتها وطلبت من المواطنين مقاطعة فيلم (شفرة دافنشي) بعد أن تعرض للسيد المسيح بصورة سيئة؟ وسكتت عن الإساءات المستمرة لنبي المسلمين؟
هل يعلم الأوربيون بأن معظم الدول الإسلامية قاطعت هذا الفيلم لأنه لم يجرح مشاعر المسيحيين فحسب بل مشاعر المسلمين أيضا!
لماذا لا تتبنى دول أوربا دعوة الأمين العام للأمم المتحدة عام 2004 لوضح حد لتنامي ظاهرة الإساءة للأديان؟ كما فعلوا مع الكيان الصهيوني عندما أخرجوه من خانة العنصرية.
لماذا لا يقوم المسلمون بإنتاج فيلم يعبر عن إكذوبة المحرقة النازية؟ وكيف ستكون ردة فعل الولايات المتحدة والغرب لو أنتجوه فعلا؟
إذن مَن يسئ لمَن نحن أم هم؟
ونحن من جانبنا نسأل الغرب: أليست مثل هذه الإساءات من شأنها أن تغذي الحركات الإسلامية المتطرفة؟ حيث تجد فيها فياغرا منشطة لردة فعل عنيف تجاه دول الغرب. فهم يزرعون بذرة الإرهاب ويشكون أشواكها عندما تَزهر.
أليست هذه الممارسات المسيئة من شأنها أن تدفع المسلمين إلى كراهية أمريكا والغرب، وتزيد الهوة بينهما، وتنسف مصداقية حوار الأديان؟
ألا يخشى الأمريكان والغرب أن تنعكس هذه الأفعال المشينة على علاقة المسلمين بالمسيحيين؟ خصوصاً المسيحيين الذين يعيشون في الدول العربية والإسلامية.
ألا يعرف الغرب بأن دماء المسيحيين الذين قتلوا في العراق ومصر وغيرها. وآخرها مقتل السفير الامريكي في ليبيا، ليست سوى ردود فعل عنيفة لأعمالهم المسيئة للإسلام؟
وتزامنا مع إساءة الصهيوني باسيل للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) جاءت إساءة ثانية للنبي الكريم وهذه المرة من جارة تسمي نفسها ( الجمهورية الإسلامية) ويحكمها رجال دين! إنها إساءة موجعة لأنها صادرة من دولة تدعي الإسلام جهرا وتحاربه سرا.
ومثلما تزامن فلم باسيل مع احداث ( 11 سبتمبر) كذلك تزامن عرض الفيلم الإيراني الذي يحمل عنوان (محمد صلى الله عليه وسلم) في نفس الفترة! أهي صدفة؟
الفيلم من إنتاج المخرج الفارسي مجيد المجيدي. ويعتبر أول عمل فني ينتج في دولة إسلامية يجسد شخص الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذي حُرِم تجسيده حيا من قبل العلماء المسلمين والمؤسسات الدينية كافة. صُورالفيلم في مدينة كرمان جنوب شرق إيران، وتم بناء مدينة تتوسطها الكعبة المشرفة. ولم تكن هناك بالطبع أية ردة فعل من قبل المراجع الدينية والآيات والحجج التي تمتليء بهم حاويات قم ومشهد والنجف وكربلاء.
أما الحكومة الإيرانية فهي، كما معلوم، تقدم الدعم والتسهيلات لكل من يسيء للإسلام. ولم نسمع يوما أنها عاقبت رجل دين أو فنان وشاعر وكاتب ممن أساء للإسلام ما عدا قضية سلمان رشدي بسبب سخريته من الخميني وثورته البائسة، وليس دفاعا عن الإسلام كما توهم البعض! (راجع مقالنا بعنوان حيرة الإسلام بين الكاتب والإمام 1-2).
وقد حذر الشيخ الأزهري حسن الشافعي من عرض الفيلم، مطالبا نظرائه علماء الدين في إيران بالتصدي له! ولا نعرف هل الشيخ الشافعي يعيش على الأرض أم خارجها؟ وهل هو جاد في دعوته أم يضحك علينا، أم على نفسه؟
لماذا لا يطلع الشيخ على المصادر الصفوية التي تدرس في الأزهر بعد اعترافه بالمذهب الإمامي؟ ألا توجد في مكتبة الأزهر مراجع الصفويين كأصول الكافي للكليني، والبحار للمجلسي، والتهذيب للطوسي، والاحتجاج للطبرسي، وروضات الجنات للخوانساري، وتفاسير الفرات والعياشي والقمي؟ ليعرف موقف هؤلاء المراجع الصفويين من النبي محمد (ص) والإسلام عموما؟
ألم يقرأ الشيخ كتابي الخميني (الحكومة الإسلامية وكشف الأسرار) ليعرف أين سيكون مصير ندائه؟ ومع من يتعامل!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق