* تحذير من مخطط جديد لتطويع الاسلام لخدمة امريكا
* لماذا يرتدي كيري ثوب "الداعية" و"المجاهد" الاسلامي؟!
* في افغانستان اعدت المخابرات الأمريكية ووزعت ملايين الكتب التي تدعو الى الجهاد ومحاربة الكفار اعداء الاسلام
* من هو المغفل الذي يصدق ان امريكا تريد محاربة تشويه الاسلام؟!
* هكذا انتقل مخطط امريكا من مرحلة "الاسلام الجديد" الى مرحلة "الاسلام الطائفي"
* مسئولون امريكيون يكشفون مخطط استهداف رجال الدين والاعلام وخطباء الجمعة
نكتب هذ الحديث كي نلفت النظر الى تطور جديد خطير لا يتبنه اليه الكثيرون.
في الوقت الذي تقود فيه امريكا "تحالف" الحرب على تنظيم "داعش"، وفي الوقت الذي تسعى فيه امريكا الى تجييش العالم كله ضد ما اصبحوا يطلقون عليه "الارهاب الاسلامي السني"، هناك حرب تجري على جبهة اخرى.. جبهة الاسلام.
تحت دعاوى مثل ضرورة محاربة الفكر الذي ينتج الارهاب، ومثل "تجفيف منابع الارهاب" وما شابه ذلك، بدأت امريكا في هدوء وبلا ضجيج مرحلة جدية من مخطط قديم يستهدف الاسلام.. يستهدف تحديدا محاولة تطويع الاسلام كي يكون في خدمة أمريكا وفي خدمة استراتيجيتها ومخططاتها في المنطقة. وهذه المحاولة تمتد الى السعي لتطويع الخطاب الديني والمؤسسات الدينية والاعلام.. الخ.
وحين نقول ان هذا مخطط قديم، فذلك ان هذا المخطط بدا منذ عقود طويلة في حقيقة الأمر. غير ان الانطلاقة الكبرى لتطبيقه عمليا بدات تحديدا في ثمانينات القرن الماضي في افغانستان اثناء سنوات الاحتلال السوفيتني.
منذ ذلك الوقت، مر هذا المخطط بمراحل عدة، تغيرت فيها اهدافه المباشره وادواته واساليبه من مرحلة الى اخرى.
تحديدا، مر هذ المخط في تحليلنا بثلاث مراحل كبرى.
وقبل ان نتوقف عند المرحلة الرابعة الأخيرة التي نشهدها اليوم، لا بد ان نتوقف عند المراحل الثلاث السابقة بايجاز.
***
المخابرات الأمريكية: حي على الجهاد
كما ذكرت، هذا المخطط الأمريكي لمحاولة تطويع الاسلام لخدمة سياسات امريكا ومخططاتها بدأ بدايته الكبرى اثناء سوات الاحتلال السوفيتي لأفغانستان.
معروف بالتفصيل بالطبع، ماذا فعلت امريكا في ذلك الوقت في اطار صراعها مع الاتحاد السوفيتي، حين مولت وسلحت ودربت ما اسمي "المجاهدين الأفغان" في ذلك الوقت. حقيقة الأمر ان امريكا كانت هي التي انشأت ما اسمي حينئذ "المنظمات الجهادية، وعلى راسها تنظيم القاعدة. وكان اسامة بن لادن في ذلك الوقت من اقرب الحلفاء لهم.
اذن، امريكا استخدمت الاسلام والمنظمات الاسلامية كمجرد ادوات لخدمة هدفها الاتسراتيجي آنئذ بانهاء الاحتلال السوفيتي لأفغانستان ولخدمتها في صراعها مع الاتحاد السوفيتي.
المهم هنا ان استغلال امريكا للإسلام على هذا النحو في ذلك الوقت، له جوانب كثيرة خفية لا يعلمها الكثيرون ولم تتكشف كل ابعادها حتى الآن.
من اخطر هذه الجوانب التي لا يعلمها الكثيرون هو ان المخابرات الأمريكية في تلك السنوات قامت باعداد وطبع وتوزيع عشرات الملايين من نسخ كتب تحض على الجهاد، وتدعو الى محاربة الكفار اعداء الاسلام.
هذه القضية فجرتها لأول مرة صحيفة "واشنطون بوست" الأمريكية في تحقيق مطول نشرته بتاريخ 23 مارس عام 2002.
في هذا التحقيق، فجرت الصحيفة ما اصبح يعرف بعد ذلك بفضيحة كتب الجهاد الدراسية في افغانستان.
الصحيفة لخصت ما اعتبرته فضيحة بهذه العبارة" خلال سنوات الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، انفقت الولايات المتحدة ملايين الدولارات لإعداد وطباعة كتب دراسية توزع في المدارس الأفغانية تدعو الى الجهاد ومليئة بالصور والرسوم العنيفة لأسلحة وقذائف والغام، وبالتعاليم المتطرفة، وذلك في اطار الحرب السرية ضد الوجود السوفيتي في افغانستان".
لاحقا، تكشفت تفاصيل جديدة عن هذا الذي فعلته الولايات المتحدة.
اتضح ان هذه الكتب الدراسية التي تدعو الى الجهاد ومحاربة السوفيت اعداء الاسلام"، اعدها مركز اسمه "مركز الدراسات الأفغانية" في جامعة نبراسكا في اوماها. واتضح ان هذه العملية برمتها قامت بتمويلها وكالة المعونة الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
وتضمنت هذه العملية المخابراتية، تصميم واعداد هذه المناهج الدراسية، وطبع الكتب وتوزيعها على المدارس، وتدريب المعلمين.
المركز الذي اعد هذه المناهج اعلن لاحقا انم المخابرات الأمريكية ارادت عبر هذه الكتب تكريس كراهية السوفيت لدى الأفغان والحض على الجهاد والمقاومة المسلحة لمحاربة اعداء الاسلام.
المثير في الأمر انه بعد انتهاء الوجود السوفيتي في افغانستان، حاولت المخابرات الأمريكية دون جدوى سحب هذه الكتب بعد ان تعرضت لانتقادات عنيفة بأنها خلقت جيلا من "الجهاديين" المتطرفين المؤمنين بالعنف.
المثير اكثر انه بعد ذلك، فان حركة طالبان وحتى القاعدة، استخدمت هذه الكتب نفسها من اجل الدعوة الى الجهاد ومحاربة اعداء الاسلام مع فارق كبير جدا. بدلا من ان كانت هذه الكتب تعتبر ان السوفيت هم اعداء الاسلام الذين يجب الجهاد ضدهم، اصبحت امريكا هي عدو الاسلام.
اذن، كان العنوان الأساسي لهذه المرحلة من مراحل استغلال الاسلام وتطويعة لخدمة امريكا هو شعار المخابرات الأمريكية " حي على الجهاد" في مواجهة الكفار اعداء الاسلام.
***
من اجل "اسلام امريكي"
المرحلة الثانية في المخطط الأمريكي بدأت في اعقاب هجمات 11 سبتمبر مباشرة واستمرت سنوات طويلة.
هذه المرحلة شهدت حربا امريكية على الاسلام مباشرة، وكان جوهر هدفها المعلن هو العمل على صياغة " اسلام جديد" موال لأمريكا والغرب.
هذه الحرب انطلقت من مقولة ترسخت في التفكير الاستراتيجي الأمريكي جوهرها ان الارهاب والخطر على امريكا والغرب ينبع من الاسلام مباشرة كدين، وبالتالي يجب تغييرالاسلام السائد.
وقد سبق لي قبل سنوات في ذلك الوقت ان عرضت لأبعاد هذه الحربالأمريكية بالتفصيل في سلسلة تحليلات تحت عنوان " الحرب على الاسلام : الجوانب المعلنة والخفية". ولذلك سأشير اليها هنا بايجاز شديد.
عشرات من الدراسات اصدرتها مراكز الابحاث الأمريكية بتمويل وطلب من الأدارة الأمريكية كلها تتحدث عن المطلوب من اجل "تغيير الاسلام". كان من اهم واخطر هذه الدراسات الدراسة الشهيرة لمؤسسة راند" التي حملت عنوان "الاسلام المدني الديمقراطي: الشركاء والموارد والاستراتيجيات". والأفكار التي طرحتها هذه الدراسة تم تبنيها بالفعل رسميا في تقارير رسمية امريكية.
هذه الدراسة طرحت هدف ما اسمته "اعادة بناء الدين الاسلامي" وذلك كي "يصبح الاسلام في نهاية المطاف مواتيا للمصالح الغربية ومتوافقا معها"
وبناء على هذه الدراسات، وفي اواخر عام 2004، طرحت الادارة الامريكية استراتيجية اطلقت عليها "استراتيجية اختراق العالم الاسلامي" وتم الشروع في تنفيذها.
الهدف الأساسي الذي تبنته هذه الاستراتيجية كان ليس فقط السعي الى تغيير المجتمعات الاسلامية، وانما بالأساس تغيير الاسلام نفسه كي يظهر "اسلام معتدل" او "اسلام حديث"
واستهدفت الاستراتيجية في هذا الاطار اربعة مجالات كبرى:
1 – الدعاة ورجال الدين المسلمين.
2 – المنظمات والجماعات الاسلامية في الدول الاسلامية.
3 – المدارس الاسلامية.
4 – الاعلام، المكتوب والمرئي والمسوع.
المجال لا يتسع هنا للأسف لعرض تفاصيل استراتيحية امريكا تلك من اجل تطويع الاسلام، وبمقدور من يريد العودة الى التحليلات التي اشرت اليها.
المهم ان جوهر التفكير الأمريكي النظري والعملي في تلك المرحلة هو ضرورة العمل على تغيير قيم اسلامية اساسية بحيث تصبح مواتية للغرب ومصالحه، وفي القلب منها مفهوم الجهاد ودور جال الدين. وفي القلب منها ايضا محاربة كل رجال الدين او الاعلام الذين يستندون الى الاسلام في الدعوة الى المقاومة والدفاع عن الدول العربية والاسلامية في مواجهة العدوان الأمريكي الغربي.
وفي تلك المرحلة، مارست امريكا ضغوطا هائلة على الدول العربية من اجل تعديل المناهج الدارسية والخطاب الديني والاعلامي بحيث يخدم اهدافها ومخططاتها.
وهكذا،كمتا نلاحظ، الجهاد الذي تبنته امريكا وحرضت عليه في مرحلة سابقة كأداة في حربها مع السوفييت، اصبح جريمة واصبحت امريكا تسعى الى استئصاله من الوعي العرب الاسلامي حين اصبحت النظرة العامة هي ان امريكا والغرب هم اعداء العرب والمسلمين.
***
مرحلة "الاسلام الطائفي"
هذه المرحلة في المخطط الأمريكي بدات بشكل خاص في اعقاب الاحتلال الأمريكي للعراق، وما زلنا نعيشها.
جوهر المخطط الأمريكي في هذه المرحلة هو السعي الى تأجيج الصراعات الطائفية في داخل الاسلام وفي المجتمعات العربية والاسلامية، وبالأخص بين السنة والشيعة في المنطقة.
ايضا التفكير الأمريكي في هذه المرحلة صاغته عشرات الدراسات الصادرة عن مراكز الابحاث الأمريكية، وتبنتها الادارة الأمريكية، واستغلت افكارها في سياساتها الفعلية في المنطقة.
جوهر التفكير الأمريكي هنا هو ان هذا الخلاف الطائفي وما يترتب عليه حتما من صراعات دموية ومن فتن ومن تمزيق للمجتمعات، هو المدخل والاطارالأنسب لتحقيق الأهداف الكبرى التي تسعى اليها الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة وهو اعادة رسم خريطة المنطقة وتقسيم دولها وانهاء شييء اسمه الأمة العربية.
ثلاثة جوانب كبرى انطوى عليها التفكير الأمريكي، والتحرك الفعلي في هذا الإطار،ونحن نلمسها بشكل واضح في السنوات الماضية:
1 – الترويج على نطاق واسع للخلافات والانقسامات الطائفية وتكريسها، والعمل على مفاقمتها في الوعي العام حتى تتحول الى صراع طائفي.
مرة اخرى، عشرات الدراسات الأمريكية كانت هي التي نظرت للصراع الطائفي، وهي التي كرست على نطاق واسع جدا الوعي الطائفي. ولا يتسع المجال هنا للتفصيل في هذا.
2 – حرصت امريكا على ان تكرس في الواقع العملي نموذجا محددا للصراع الطائفي، ولنوع النظم الطائفية، وما يترتب على ذلك من اقتتال طائف ومن تمزيق للمجتمعات.
نعني هنا بالطبع ما فعلته امريكا في العراق والنظام الطائفي القبيح الذي اقامته.
3 – تبنت امريكا واحتضنت ودعمت بكل قوتها القوى والجماعات الطائفية، وسعت جاهدة الى جعلها تتصدر المشهد السياسي في عدد من الدول العربية.
الأمثلة واضحة جدا هنا. احتضان امريكا ودعمها للإخوان المسليمن في مصر. دعمها واحتضانها للقوى الطائفية الشيعية في العراق. دعمها واحتضانها للقوى الطائفية في البحرين.. وهكذا.
بالطبع، تدرك امريكا ان هذه القوى هم ادواتها المباشرة لتنفيذ مخططاتها في مرحلة ": الاسلام الطائفي" التي تريدها هذه.
4 - وامريكا في اطار هذا الفهم وهذا المخطط توصلت الى قناعة بأن "الاسلام الشيعي" حليف طبيعي لها، والاسلام السني" هو العدو الأكبر لها.
والتوصل الى هذه القناعة وراءه اسباب كثيرة سبق ناقشنا بعضها ولا يتسع المجال لعرضها تفصيلا الآن.
هذا جانب مهم جدا على ضوء الحرب الحالية التي تقودها امريكا ضد ما يسمونه "الارهاب السني" الذي يقولون ان داعش نموذج له.
***
مرحلة "الداعية" و"المجاهد" كيري
هذا الذي ذكرته باختصار عن مراحل المخطط الأمريكي لمحاولة تطويع الاسلام لخدمة استراتيجيتها ومخططاتها، ضروي لنفهم المرحلة الجديدة التي بدأت مع تشكيل "التحالف" والحرب التي تقودها امريكا ضد داعش.
سبق لي ان كتبت ان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ارتدى ثوب "الداعية الاسلامي" واطلق حملة وزارة الخارجية التي قال ان هدفها هو "الدعوة" الاسلامية.
لاحقا، اتضح ان الأمر يتعلق هنا بمخطط اوسع واشمل يستعيد مجددا كل المحاولات الأمريكية السابقة لاستخدام الاسلام كأداة لخدمة المخططات الأمريكية.
من واقع الكتابات والتصريحات الأمريكية المعلنة، هناك ثلاثة ابعاد للمخطط الأمريكي في المرحلة الجديدة:
1 – القول بأن المواجهة مع داعش جوهرها فكري في الاساس، وبالتالي يقتضي الأمر العمل على محاربة الأفكارالمتطرفة والفهم المتطرف للاسلام في الدول العربية.
2 – القول بانه بشكل عام، يجب تجفيف منابع الارهاب في الدول العربية.
ويعني هذا بالنسبة لأمريكا ضرورة التدخل مباشرة لتغيير ما يعتبرونه "منابع" للآرهاب" لدى رجال الدين والثقافة والتعليم والاعلام.
3 – انه لهذا، يجب التدخل مباشرة لتغيير الخطاب الديني، والاعلامي والتربوي في الدول العربية.
المهم هنا انه من متابعة التحركات الأمريكية في الفترة القليلة الماضية، والتي تتم بهدوء ودون ضجيج، يتضح انهم شرعوا فعلا في محاولة الترويج لتنفيذ افكارهم هذه.
ولنتأمل ما يلي:
حين تحدث كيرى في جلسة الاستماع امام الكونجرس الأمريكي عن "داعش" وخطرها" قال ان "داعش اساءت لصورة الاسلام". واضاف " يجب ان نوقف تشويه الاسلام من قبل هذا التنظيم".
كيري يرتدي ثوب "المجاهد" الاسلامي الذي يأخذ على عاتقه مهمة وقف تشويه الاسلام!.
واثناء زيارة كيري الأخيرة للقاهرة والمحادثات التي اجراها مع الرئيس السيسي والمسئولين المصريين، اتضح لاحقا من تصريحات المسئولين الأمريكيين ان من اهم القضايا التي اثارها تتعلق بدور الأزهر. بحسب هؤلاء المسئولين، كيري طالب بتنشيط دور الأزهر في التعريف بخطر هذه الجماعات وان "الأزهر يجب ان يوضح حقيقة مخالفتها لسلام".
جانب آخر كشف عنه مسئول من الذين رافقوا كيري في جولته الأخيرة في المنطقة. قال: "احدى المسائل التي نسعى اليها هي ان تتخذ المؤسسات الدينية موقفا ضد تنظيم الدولة الاسلامية، وانم تقول ذلك في خطب الجمعة".
اذن، امريكا تريد وتخطط لتطويع رجال الدين وخطب الجمعة.
كيري نفسه قال للصحفيين الذين رافقوه ملخصا المخطط الأمريكي في الحقيقة: "الهدف هو حشد الزعماء العرب، والواعظين، ووسائل الاعلام خلف رسالة مفادها ان "داعش" لا تمثل نسخة نقية من الاسلام، بل تشويه صريح له".
مجلة "تايم" الأمريكية من جانبها كشفت عن جانب آخر خطير. قالت ان الولايات المتحدة بدات بالفعل تمارس ضغوطا على وسائل اعلام عربية من اجل بث برامج ضد التطرف. وذكرت المجلة تحديدا قناة "العربية " وقناة "الجزيرة" كمثال للقنوات التي مورست عليها هذه الضغوط.
اذن، الصورة واضحة.
امريكا، وتحت دعوى محاربة الارهاب، ودعوى محاربة تشويه الاسلام وما الى ذلك، تريد ان تجند رجال الدين وخطب الجمعة، والمؤسسات الدينية، ومؤسسات الاعلام العربي في خدمتها.. في خدمة مشروعها ومخططاتها.
***
ملاحظات اربعة
ملاحظات اربعة لابد من تسجيلها في النهاية باختصار شديد:
1 – من السخف والاستفزاز واستغفال العقول ان يقال لنا ان امريكا بالذات حريصة على عدم تشويه صورة الاسلام، او ان هدفها هو اظهار الصورة الحقيقة للإسلام.
امريكا التي شنت ولا زالت تشن حربا مفتوحة على الاسلام.. امريكا التي دمرت دولا عربية واسلامية.. من هو المغفل في العالم العربي الذي يمكن ان يخطر بباله او يصدق انها حريصة على الاسلام؟.
2 – ينبغي ان نلاحظ ان هدفا خبيثا يكمن وراء هذه الدعوات الأمريكية الى اظهار صورة الاسلام ومحاربة تشويهه وما شابه ذلك.
الرسالة الكامنة وراء هذا انهم يريدون ان يقولوا للعالم ان المشكلة اصلا عي هي في الاسلام، وان الارهاب اصلا مصدره الاسلام وليس أي سبب آخر.
3 – والدليل على ذلك، انهم في الوقت الذي يتحدثون فيه عن "تجفيف منابع الارهاب"، لا نجد مسئولا امريكيا ولا غربيا واحدا يتحدث ولو بكلمة واحدة عن منابع الارهاب عندهم هم، ولا عن ضرورة مواجهة التطرف والارهاب لديهم، ولا بالطبع عن مسئوليتهم هم المباشرة عن الارهاب في العالم.
4 – يبقى انه بالنسبة لنا في الدول العربية والاسلامية.. صحيح انه من مصلحتنا ان نحارب التطرف والعنف ايا كان مصدره، ومن مصلحتنا ان نحارب أي مصدر للإرهاب لدى أي جماعة.. لكن هذا امر يجب ان نفعله وفقا لمصالحنا نحن وبما تقتضيه.. هناك فارق شاسع بين هذا، وبين ان يكون رجال ديننا ومسئولينا واعلامنا في خدمة امريكا.
نقول هذا كله على سبيل التحذير وكي يتنبه رجال ديننا واعلامنا ومسئولينا.
الكل يجب ان يعي جيدا ان اسلامنا العظيم ليس امريكيا. ديننا العظيم لن يكون يوما، ولا ينبغي ان نسمح ابدا بذلك، في خدمة امريكا وفي خدمة مخططاتها الشيطانية التي تستهدف دولنا اصلا بأسوا نوايا الشر والعدوان.
|