بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
روسيا على حق.. فلماذا يسخر كيري؟!
|
شبكة البصرة
|
السيد زهره
|
ما الذي يمكن ان يعطي الرئيس الامريكي اوباما الحق في أن يقرر هو بنفسه ان تقوم امريكا بتنفيذ ضربات عسكرية ضد " داعش" او غيرها في سوريا؟
لا شيء على الاطلاق يعطيه هذا الحق.
القانون الدولي لا يعطي امريكا او أي دولة في العالم أي حق في ان تقرر شن هجمات عسكرية على أي دولة اخرى تحت أي ذريعة كانت، حتى لو كانت هذه الذريعة هي محاربة الارهاب.
حين تفعل أي دولة هذا، فالقانون الدولي لديه توصيف محدد لهذا العمل.. يعتبره عدوانا على استقلال وسيادة دولة.
في نفس الوقت، فإن الحكومة السورية لم توافق على قيام امريكا بشن هذه الضربات، كما فعلت الحكومة العراقية.
اذن، ما قرره اوباما وما يعتزم عمله، ليس له من توصيف سوى انه عدوان على الاراضي السورية وعلى استقلال وسيادة سوريا يجرمه القانون الدولي.
ولهذا، روسيا على حق تام في الموقف الذي اعلنته على لسان المتحدث باسم الخارجية الروسية حين قال : " تحدث الرئيس الأمريكي مباشرة عن امكانية توجيه القوات المسلحة الأمريكية ضربات لمواقع الدولة الاسلامية في سوريا من دون موافقة الحكومة الشرعية. وهذه الخطوة في غياب قرار لمجلس الأمن الدولي ستكون عملا عدوانيا وانتهاكا صريحا للقانون الدولي".
كما ذكرت، ما قاله المتحدث الروسي هو الحقيقة بالفعل.
ولذلك، من الغريب جدا ان يخرج وزير الخارجية الأمريكي كيري ليسخر من هذا الموقف الروسي.
تعليقا على الموقف الروسي، قال كيري :" على ان اقر انه لو لم يكن ما يحصل في اوكرانيا جديا، لكان بامكان المرء ان يضحك على فكرة طرح روسيا لمسألة القانون الدولي او أي امر يتعلق بالأمم المتحدة". واضاف :" انا متفاجيء بالحقيقة ان روسيا تتجرأ على التطرق لأي مفهوم للقانون الدولي بعد ما حصل في القرم وشرق اوكرانيا".
هذا الكلام الذي قاله كيري هو في الحقيقية سمج وسخيف ومستفز الى اقصى حد.
كيري هنا لا يسخر من الموقف الروسي فحسب،وانما يسخر من القانون الدولي، ويسخر من كل مباديء الاستقلال والسيادة والكرامة للدول.
لنفترض جدلا ان روسيا تنتهك القانون الدولي كما يقول كيري، فهل هذا الأمر في حد ذاته يعطي الحق لأمريكا بأن تشن عدوانا على سوريا، وتضرب عرض الحائط بالقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة.
هذا منطق يتسم بالكثير من العنجهية والاستهبال في الحقيقة.
لكن الذي يستغرب له المرء ليس موقف كيري ورئيسه اوباما على هذا النحو. فالعالم لم يعرف عن امريكا اصلا أي احترام للقانون الدولي ولا لمواثيق الأمم المتحدة، ولا لسيادة الدول واستقلالها.
الذي يستغرب له المرء حقا، كيف تقبل الدول العربية هذا المنطق الأمريكي وترضخ له بهذه البساطة؟
كيف تقبل الدول العربية ببساطة ان تعلن دولة مثل امريكا انها سوف تنتهك سيادة دولة عربية وتشن عمليات عسكرية على اراضيها من دون أي تفويض دولي ومن دون اي موافقة من الدولة المعنية؟.
الذي فعلته الدول العربية هو انها سلمت بالمنطق الأمريكي الذي يقول انه في سبيل محاربة " داعش" فان كل شيء مباح، بما في ذلك استباحة السيادة والاستقلال، واستباحة القانون الدولي والمواثيق الدولية.
هذا منطق همجي.
وأن تسلم الدول العربية بهذا المنطق وتقبل به معناه انها تسلم بمبدأ حق امريكا في التدخل في أي بلد عربي.. معناه انها تقبل بإرساء سابقة خطيرة يمكن ان تكررها امريكا في أي وقت مستقبلا مع أي بلد عربي وتحت أي ذريعة تشاء.
كيف تقبل الدول العربية هذا وخصوصا انها تعلم جيدا، او المفروض انها تعلم، ان لدى امريكا خططها الإستراتيجية باثارة الفوضى في الدول العربية واعادة رسم خريطة المنطقة؟
اذا كانت " داعش" تمثل كما يقولون خطرا على العالم كله وعلى امنه واستقراره، واذا كانت الحرب ضدها، كما تقول أمريكا، سوف تمتد لسنوات طويلة، فقد كان من المحتم اذن اللجوء الى مجلس الأمن للحصول على تفويض دولي بشن هذه الحرب.
اما بهذا الشكل، فالحادث انه تحت دعوى محاربة الإرهاب، يتم اعطاء أمريكا الحق في ممارسة ارهاب آخر والعدوان على اراضي دولة عربية.
|
شبكة البصرة
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الأحد، 14 سبتمبر 2014
السيد زهره : روسيا على حق.. فلماذا يسخر كيري؟!؛
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق