بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
العرب والتحالف الذي تريده أمريكا
|
شبكة البصرة
|
السيد زهره |
وزير الخارجية الأمريكي جون كيري موجود في المنطقة، وسوف يجتمع بالمسئولين في السعودية ودول مجلس التعاون والدول العربية في جدة.
كما هومعروف، الغرض من زيارة كيري هو حشد الدول العربية، ودول الخليج العربية بالذات، للمشاركة في التحالف الذي تريد امريكا تشكيله لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية " داعش".
هذا هو الهدف السياسي العام. لكن هناك اهداف اكثر تحديدا تسعى امريكا اليها، افصح عنها مسئولون امريكيون صراحة.
في مقدمة هذه الأهداف انهم يريدون من السعودية ودول الخليج العربية ان تقوم بتمويل العمليات التي تقوم بها امريكا ضد " داعش" في العراق وفي سوريا.
والهدف الآخر، كما قال مسئول أمريكي قبل ايام، هو ان تضمن امريكا مشاركة الدول العربية السنية بالذات في هذه الحملة الأمريكية الجديدة تحت دعوى محاربة الارهاب، وذلك على اساس ان هذه المشاركة بالذات تعطي شرعية للحرب الأمريكية ضد " داعش".
وعلى الرغم من ان الدول العربية في مقدمة الدول التي يهمها محاربة الارهاب في المنطقة، الا ان اسئلة محددة يجب ان تكون اجاباتاها واضحة بالنسبة للسعودية وكل الدول العربية، قبل أي حديث عن المشاركة في التخالف الذي تريده أمريكا.
في مقدمة هذه الاسئلة، ما هي طبيعة هذا التحالف بالضبط، وما هي اهدافه الحقيقية، وعلى أي اسس بالضبط يطلبون انضمام الدول العربية؟
وفي هذا الاطار، لا بد ان تعرف السعودية ودول الخليج العربية، ما الذي تريد امريكا تمويله بالضبط؟
لماذا طرح هذه الاسئلة ومعرفة الاجابة عليها امر حاسم؟
لأنه من واقع الاستراتيجية الأمريكية المتبعة، وما تفعله امريكا حتى الآن في العراق والمنطقة العربية عامة، هناك من دواعي القلق والشكوك العميقة في حقيقة نوايا امريكا، ما يجعل من انضمام العرب الى هذا التحالف على النحو الذي تريده امريكا، امرا مرفوضا.
الذي حدث هنا، فيما يتعلق بمسألة الحرب ضد " داعش " بالذات"
في العراق، فان امريكا حددت تحالفاتها بالفعل.. وسبق وشرحت ذلك تفصيلا في التحليل الذي نشرته قبل ايام تحت عنوان " تحالف الارهاب الثلاثي الجديد".
امريكا تحالفت فعليا مع ايران ومع القوى والمليشيات الشيعية والأكراد في العراق، ودخل هذا التحالف حيز التنفيذ الفعلي كما اوضحت.
وان تكون هذه هي تحالفات امريكا معناه انها تريد محاربة داعش ليس كي تقضي على خطر الارهاب كما تقول، ولكن كي تكرس المشروع الايراني الشيعي الطائفي في العراق، وعلى حساب السنة. ووراء ذلك اهداف تتعدى حدود العراق وتمثل اخطارا داهمة على دول الخليج العربية وكل الدول العربية.
والمسئولون الأمريكيون حين خرجوا في الايام القليلة الماضية كي ينفوا تماما وجود أي تنسيق عسكري مع ايران في العراق ووجود أي خطط للتعاون مع ايران، فهم ببساطة شديدة يكذبون بشكل سافر وفاضح. والعالم كله يعرف هذا.
ومعنى هذا ان امريكا حين تطلب من السعودية ودول الخليج العربية تمويل عملياتها في العراق، فانها تريد منها ان تمول عمليا مشروع التحالف الثلاثي هذا، أي تمول عملية تكريس الهيمنة الايرانية الشيعية في العراق.
وحين تريد امريكا ان تشارك الدول العربية السنية في هذا التحالف، فهي تريد ان تعطي شرعية ومباركة سنية لمشروع امريكي ايراني شيعي في العراق وفي المنطقة كلها.
على ضوء هذا نقول ان أي مشاركة عربية في التحافف الذي تريده امريكا بشكل مفتوح هكذا هو مبدئيا امر يجب ان يكون مرفوضا تماما.
صحيح ان الدول العربية هي اول من يريد محاربة الارهاب في المنطقة، ولكن قبل أي حديث عن أي تعاون مع امريكا، ناهيك عن تقديم أي تمويل، فان امورا محددة يجب ان تكون واضحة تماما بشكل حاسم، وان تطلب الدول العربية من امريكا توضيحات قاطعة بشأنها، في مقدمتها:
1 – ما المقصود بالارهاب بالضبط الذي تريد امريكا تشكيل تحالف في مواجهته؟.. هل الأمر مقتصر على " داعش"، ام سيمتد الى كل صور الارهاب التي تضرب الدول العربية؟.. هل سيشمل مفهوم الارهاب مثلا حالة الفوضى في الدول العربية والقوى التي تقف وراء هذه الفوضى، والتي تدعمها بالذات امريكا وايران؟
2 – ما هو الموقف الأمريكي من الدور الايراني في العراق وفي المنطقة كلها؟.. هل تبارك امريكا هذا الدور بكل ما يعنيه ذلك وتعتبر ايران حليفا اساسيا لها، ام ماذا بالضبط؟
3- أي مشروع تريد امريكا تكريسه في العراق بالضبط في نهاية المطاف؟.. هل هو المشروع الايراني الشيعي؟ ام مشروع الوحدة الوطنية ومحاربة الطائفية؟.. وما هو بالضبط موقع سنة العراق كما تراه امريكا فعليا بعيدا عن التصريحات الانشائية الأمريكية الكاذبة حول ضرورة انصاف السنة والتي لا تعكس حقيقة موقف امريكا؟
من دون ان تعرف الدول العربية اجابات امريكية حاسمة على هذه الأمور وغيرها، ستكون المشاركة العربية المفتوحة في التحالف الذي تريده امريكا مشاركة في مشروع امريكي يستهدف الدول العربية ذاتها.
|
شبكة البصرة
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الخميس، 11 سبتمبر 2014
السيد زهره : العرب والتحالف الذي تريده أمريكا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق