بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
بيان الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية حول تطورات الموقف في العراق، وما يخطط له من إقامة حلف دولي واسع لتدخل عسكري مباشر
|
شبكة البصرة
|
في الوقت الذي تؤكد فيه الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية في العراق موقفها الثابت والراسخ في دعم وإسناد وتبني حق شعب العراق الكريم، والشعب العربي في جميع أقطار امتنا في نيل حقوقه المشروعة من خلال ثوراته الوطنية التي بدأت سلمية حضارية مطالبة بالتحرر والوحدة والعيش الحر الكريم ورفع الظلم ورفض الاستبداد والإقصاء والتهميش والحرمان وانتهاك الحقوق والشرف والمقدسات، وبناء الدولة الوطنية المستقلة التي يسودها العدل والإنصاف والمساواة، دولة المواطنة وسيادة القانون والمؤسسات، التي تحترم حقوق الانسان وتقيم افضل العلاقات مع جميع دول العالم على اساس التعاون والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.. فإنها تؤكد في ذات الوقت موقفها الرافض والمناهض والمقاوم لكل قوى الارهاب والطائفية والإقصاء والاجتثاث والظلم التي تمارسها حكومات عميلة متسلطة مرتبطة بقوى إقليمية ودولية وتنفذ أجنداتها ومشاريعها الاستعمارية المدمرة للعراق والامة والتي هيأت البيئة وكانت السبب المباشر في نشوء حركات تكفيرية متطرفة،،، كما وانها في ذات الوقت ترفض اي تدخل اجنبي وتحت اي ذريعة لما يشكله هذا التدخل من تعقيد للموقف والوضع في العراق واقطار الامة الاخرى، ويزيد من معاناة ومآسي هذا الشعب الذي تعرض ويتعرض الى إبادة جماعية نتيجة الاحتلال الامريكي الصهيوني الفارسي وحكوماته المتعاقبة.
وترى الجبهة بأن مشهد اليوم، ورغم اختلاف المعطيات والحيثيات عن التدخلات والأحلاف العسكرية والسياسية التي استهدفت أقطار المشرق العربي منذ بدايات القرن الماضي، إلا أن دوافع مسك المشرق العربي وأحكام السيطرة عليه ظلت كما هي في مسعاها ومغزاها وأهدافها في الهيمنة والتسلط والابتزاز والاستغلال والاستعمار، بمعنى أن الهدف الاستراتيجي الغربي تجاه المنطقة ما زال ثابتا دون تغيير، مع ملاحظة أن هذا الهدف ولكي ينتقل من النوايا والتخطيط إلى الأجراءات التنفيذية فأنه يحتاج إلى مبررات ومسوغات لتحقيقه، ومن هنا تحديدا تأتي الوظيفة المزدوجة لتنظيمات مشبوهة ظهرت تحت غطاء ديني مسيس (بوجهيه الطائفيين)، فالدعوات والتنظيمات المتطرفة، من أي مذهب كانت، وفرت المبرر للتدخل الأجنبي المباشر للعبث في مقدرات الامة من جهة، ولإجهاض نمو وتصاعد الحركة الوطنية والعروبية والاسلامية المعتدلة، الرافضة للهيمنة الأجنبية من جهة أخرى، وهذا بالضبط ما فعلته التوجهات الطائفية والإرهابية التي اجتاحت المنطقة منذ مجيء سلطة الملالي في طهران، وحتى ظهور حركات تكفيرية متطرفة اجتاحت أقطار امتنا وفي مقدمة هذه الاقطار العراق والذي يكشف فيه الصراع الان حقيقة هذه الحركات (بوجهيها) وطبيعة توجهاتها المعادية للحياة والعروبة والاسلام الحق والانسانية جمعاء.
فالثورة الوطنية الشعبية العارمة المسلحة في العراق، لمجرد إن شعر أصحاب المشاريع الكبرى من أمريكان وصهاينة وفرس بأنها قد إقتربت من تحقيق أهدافها لانتزاع حقوق العراق كاملة، واقتلاع بؤر التجسس والخيانة من ارض العراق، وما تمثله من انطلاقة حقيقية صادقة لتحرير الامة بأجمعها وفي المقدمة فلسطين العزيزة، وكانت على وشك تنفيذ صفحة التحرير الشامل والكامل، فقد سارع الأميركان والصهاينة وحليفهم الميداني، إيران، إلى التحرك المباشر والمكشوف لمحاولة إجهاض الثورة بالتدخل العسكري المباشر تحت حجة حصر وتطويق ومحاربة (التنظيمات الارهابية المتطرفة)، وهذا ما حصل فعلا بتحشيد أكثر من (40) دولة، مع علم الأميركان وحليفهم الإيراني، أن وظيفة تلك التنظيمات المتطرفة وما يقابلها من ميليشيات ارهابية مجرمة قد حددت سلفا، ووضعت لها سقوفا لتحركها لا تتجاوز حدود توفير البيئة الإقليمية التي تسوغ التدخل الأجنبي لضرب الحركة الوطنية الثورية الشعبية التحررية من جهة.. والتنكر لحقوق الشعب الثائر ضد الاحتلال ومشروعه من جهة اخرى.
أن السعي الأميركي لبناء تحالف دولي وإقليمي وعربي واسع سوف لا تنحصر مهامه في معالجة خطر إرهابي آني كما يزعمون، فهذا الخطر مهما أمتلك من قدرات فأنه لا يتجاوز حدود الخطر الموسمي الذي سرعان ما ينتهي ويختفي بنفس السرعة المفتعلة التي ظهر فيها على مسرح الأحداث... اذا ماتحققت أهداف الثورة وأزيلت مخلفات الاحتلال، في حين أن التحالف الدولي الذي دعت إليه وتقوده الولايات المتحدة، مدعوما بذراعه العسكري، حلف الناتو، ومن سوف يعاونه من الدول العربية والإقليمية سوف يبقى سيفا مسلطا ومستعدا للتدخل واسقاط أية محاولة أو حركة وطنية تنشد الخلاص والتحرر، ولإبقاء المنطقة وما تحتويه من مصادر وثروات مادية وطبيعية هائلة تحت الهيمنة الأميركية في أطار المساعي الغربية لعزل الأقطاب الدولية الأخرى، الشرقية منها بوجه خاص، عن أثمن المناطق وأكثرها حيوية وأهمية والمتمثلة بالمشرق العربي ومركزه الاساسي العراق.
إن الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية، تدعو القوى الوطنية، العراقية والعربية، إلى أستيعاب مجريات الإحداث وفهم النوايا الأميركية والإيرانية والإسرائيلية فهما يتجاوز حسابات اللحظة وتشابك صفحاتها، إلى الوعي المستقبلي للمخاطر الجسيمة التي تترتب عل مثل هكذا تحالفات وتدخلات، فهي تحالفات تستغل وتوظف الحدث الآني وتطوره نحو غايات استعمارية واضحة الأهداف والمقاصد، فهذا الاستهداف يتوجه بالمباشر لتجريد الأمة العربية من عناصر القوة المادية والمجتمعية ويجعل العرب في حالة انكشاف كامل لتحويلهم إلى مجرد تابعين للمركز الاستعماري وبمساعدة وتواطؤ الحلفاء الإقليميين من صهاينة وفرس، وتوجهات تركية لا تخفي مشروعها واطماعها في أراضي عربية معينة.
أن القوى الوطنية العراقية والعربية مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى بناء جبهة عربية عريضة تكون نواة للمشروع العربي القومي، ذلك المشروع الرائد الذي لا يمكن له أن يكون فاعلا دون تحرير العراق من الاحتلال المشترك الأميركي الفارسي وازالة كافة مخلفات الاحتلال وهياكله ومنظوماته الفاسدة والهزيلة، فهذه المهمة تمثل البداية الضرورية لتخليص الأمة مما يراد لها من أعدائها من نوايا باتت واضحة لا تقبل الشك في ظلاميتها وعدوانيتها ليس للعراق والعرب وحدهم وإنما للإنسانية جمعاء.
الامانة العامة للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق
بغداد المنصورة بالله
9/أيلول - سبتمبر/2014
|
شبكة البصرة
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الأربعاء، 10 سبتمبر 2014
بيان الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية حول تطورات الموقف في العراق، وما يخطط له من إقامة حلف دولي واسع لتدخل عسكري مباشر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق