بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
كيف نفهم ما يحدث في اليمن؟
|
شبكة البصرة
|
السيد زهره
|
قبل يومين، وتحديدا ليلة سقوط صنعاء في قبضة الحوثيين، جرى حوار طويل بين الأستاذ أنورعبدالرحمن رئيس التحرير وبيني حول التطورات الخطيرة التي تجري في اليمن. كان محور الحوار تساؤل اِلأستاذ انور: كيف يمكن فهم او تفسير ما يحدث في اليمن بالضبط؟
الذي جعل هذا التساؤل مطروحا هو ان ماجرى في اليمن بهذا الشكل يمثل لغزا كبيرا، وينطوي على جوانب كثيرة غير مفهومة، وتحتاج الى تفسير.
في الحوار، توقفنا بصفة خاصة امام ثلاثة جوانب تثير الحيرة والكثير من التساؤلات:
1 – كيف سقطت الدولة اليمنية فجاة في يد الحوثيين بهذا الشكل؟
هؤلاء الحوثيون الذين هم كما جرى النظر اليهم باستمرار كمجرد مجموعة شيعية متمردة مسلحة، كيف استطاعوا هكذا فجأة اقتحام صنعاء، ثم السيطرة على كل مؤسسات الدولة السياسية والعسكرية ولاقتصادية؟
صحيح ان الدولة اليمنية ومؤسساتها ضعيفة وتعاني من مشاكل كثيرة، لكن لا يمكن ان يصل الأمر الى هذا الحد. لا يمكن ان يصل الى حد هذا الانهيار الكامل والشامل امام هذه المجموعة المتمردة.
2 – الأمرالغريب ان الحوثيين اسقطوا الدولة اليمنية واستولوا على كل مؤسساتها في صنعاء من دون أي مقاومة تذكر. قوات لجيش وقوات الأمن انسحبت امامهم وتركتهم يفعلون ما يشاؤون دون أي تدخل على الاطلاق.
هذا الذي حدث يشير الى اننا ازاء سيناريو اعد مسبقا وتم الاتفاق عليه.
3 – انه على الرغم من الخطورة الشديدة لما حدث في اليمن على كل الأصعدة اليمينة والاقليمية والدولية، فقد كان امرا غريبا جدا هذا الصمت الذي لاذت به كل الدول العربية والأجنبية، وهذه الحالة الظاهرة من عدم الاكتراث بما جرى.
هذه الجوانب وغيرها تجعل مما حدث في اليمن لغزا بحاجة الى تفسير.
الرئيس اليمني تحدث بالأمس عن " مؤامرة" وراء ما جرى، لكنه لم يقل من هم المتآمرون وما هي ابعاد المؤامرة.
المبعوث الأممي الى اليمن جمال بن عمر قال شيئا قريبا من هذا. قال:" كان هناك انهيار واضح للجيش اليمني.. كيف تم هذا؟.. بمساعدة من؟.. كيف تم التخطيط له؟.. اترك هذا للمحللين السياسيين والعسكريين والمؤرخين، ولكن ما حصل خارق للعادة".
قبل أي محاولة لتفسير او فهم ما جرى من جانب أي احد، هناك امر مؤكد واضح في كل الأحوال. ما جرى في اليمن هو في المقام الأول قرار ايراني. هو تخطيط وقرار ايراني باسقاط الدولة اليمنية والوصول بها الى ما وصلت اليه في اليام القليلة الماضية.
هذا هو مفتاح فهم ما جرى، ونقطة الانطلاق في أي محاولة للتفسير.
من هذا المنطلق تحديدا، حاول بعض المحللين في الأيام الماضية تقديم تفسيرات لما جرى، وماذا راءه بالضبط.
البعض اعتبر ان ايران ارادت الانتقام من السعودية بالذات بعد التطورات الأخيرة المتعلقة بالمشاركة السعودية الفاعلة في " تحالف" الحرب على الارهاب والتقارب السعودي الأمريكي في هذا الاطار، وارادت ان تثبت انها هي اللاعب الأول في المنطقة.
والبعض اعتبر ان ما جرى في اليمن يندرج في اطار التفاهمات الارانية الأمريكية الجديدة، او بمعنى اصح، التواطؤ والتآمر الأمريكي الايراني الجديد، في اطار المشروع الأكبر لاعادة رسم خريطة المنطقة والسعي لتقسيم الدول العربية، وفي مقدمتها السعودية.
وهذا تفسير مرجح جدا. فرغم ان ما جرى في اليمن هو بالأساس قرار ايراني، الا انه لا يمكن ان يكون بعيدا ابدا عن علم ومشاركة امريكا التي لها وجود نافذ في اليمن اصلا.
والبعض يرى ان ما جرى في اليمن لا يمكن ان يحدث الا في ظل وجود تفاهم اقليمي دولي عام حول هذا.
لكن المسكلة في هذا التفسير ان الخطر الكارثي لسيطرة الحوثيين الشيعة في اليمن على السعودية وكل دول الخليج العربية يجعل من الصعب جدا تصور ان تكون الدول العربية طرفا في أي تفاهم من هذا القبيل.
والتفسير الأرجح هنا لصمت الدول العربية مما جرى هو انها فوجئت تماما بما جرى على هذا النحو، وبتغير موازين القوى في اليمن جذريا بهذه السرعة، وانها لم تجد في الفترة الحالية على الأقل سوى التسليم بهذا الأمر الواقع.
بغض النظر عن هذه التفسيرات، هناك تفسير اهم وأبعد، وهو ان اليمن يدفع ثمن صمت العرب وتخاذلهم في مواجهة ايران ومشروعها الطائفي الارهابي في المنطقة العربية.
على امتداد السنوات الماضية، والقيادة اليمنية تستنجد وتستغيث بالدول العربية وبالعالم للتدخل ووقف الدور الايراني الاجرامي الارهابي، ولكن لا حياة لمن تنادي.
المهم اليوم انه اذا كانت هناك تساؤلات كثير معلقة حول حقيقة ما جرى في اليمن، وماذا وراءه بالضبط، وسوف يمضي وقت طويل قبل ان نعرف حقيقة وابعاد هذه المؤامرة، فان امرا محددا واضحا تمام الوضوح هو ان ما حدث في اليمن هو زلزال يضرب المنطقة كلها. هو كارثة كبرى ستكون نتائجها مروعة على اليمن وعلى المنطقة.
وهذا حديث آخر باذن الله.
|
شبكة البصرة
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الأربعاء، 24 سبتمبر 2014
السيد زهره : كيف نفهم ما يحدث في اليمن؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق