بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
ليلة الدخلة العظيمة
|
شبكة البصرة
|
علي السوداني
|
قبل أربعٍ وثلاثين سنة، وبمعونة أمريكية قمرية اصطناعية مزفوفة بإغماضة عيون عربية مريبة، قامت إسرائيل اللملوم بقصف وتدمير مفاعل تموز العراقي النووي ببغداد المنشغلة يومها بحرب السنوات الثماني الداميات. كان مفاعلاً نووياً سلمياً معلناً بشهادة فرنسا والغرب كله. إسرائيل اللقيطة وأمريكا النذلة وذيول الغرب يعلمون تماماً قوة وخطورة مفاعلات ايران النووية، لكنهم لم ولن يتحركوا ضدها أبداً، بل تمّ الإعتراف أخيراً بحق انضمامها للنادي النووي الخطير، وحصلت ايران الذكية على صفقةٍ رابحة قيل أنها ستؤجل فقط امتلاكها السلاح الفتاك لمدة عشر سنوات. طنطنة تلفزيونية في تل ابيب، ودردشة انتخابية تنافسية مثل تمثيلية سخيفة بواشنطن، لكن النتيجة هي واحدة ولن تتبدّل مع اللغوة الفارغة عن عمليات تفتيش متطورة بمقدورها التقاط صوت الأبرة اذا سقطت على سور حوض الماء الفارسي الثقيل، وتلويح مضحك من الأعرج جون كيري الذي صار وجهه يشبه وجه أرملةٍ ببطنها توم وجيري وهي بباب سنّ اليأس، من أن العقاب سيعاد تفعيله ضد الإمبراطورية الفارسية في حال اخلالها ونكثها بالوعد المكتوب، وكيري يعرف ومثله كيرية أن حصار ايران لم يكن تأثيره عليها سوى ذلك الزخم الخفيف غير المرئي والمسموع الذي يُحدثهُ غياب آلة الفلوت الرقيقة، عن رقصة حماسية قوية تؤديها المبدعة فيفي عبدو، فوق دكة مسرحٍ تكاد عيون الناس اللائبة على سورهِ، تأكل من فيفي الطيبة ما ظهر من جسدها وما خفي.
إيران دولة براغماتية وليست دينية أو مذهبية. تشتغل بهديٍ من قانون أنّ السياسة هي فنُّ الممكن والمتاح. تلبسُ عمامةً في هذا الموضع، وتمارس الستربتيز بموضع ثانٍ. تدعمُ هذا الذيل اليوم، وتهجرهُ غداً أن شعرتْ بثقلهِ فوق ظهرها. في ثمانينيات القرن البائد رفع دكتاتورها الأوحد شعار أنّ تحرير فلسطين إنما يتمّ عن طريق تحرير كربلاء، لكنه عندما شعر بوقعِ بساطيل العراقيين وهي تقترب من ذيل عباءته المثقوبة، وافق على استيراد السلاح المتطور العزيز من إسرائيل ابنة الشيطان الأكبر الوحيدة، في واقعة مشهورة مفضوحة لم تنكرها حتى فارس اسمها واقعة ايران غيت أو إيران كونترا.
قبل ذلك كان الدجال الكبير قد أفتى بتكفير وهدر دم حزب البعث العربي الاشتراكي، لكنّ هذا التكفير لم يشمل النسخة طبق الأصل من البعث الذي كان يحكم دمشق، وذلك لأن بعث الشام وأسده الأب كانا الحليف العنيد والدرب الإحتياطي المعلن للصواريخ التي كانت تمطر فوق بغداد وأخياتها الرافدينيات سنوات تلك الحرب الملعونة.
تداعيات كثيرة أنتجتْها ليلة الدخلة الأمريكية الإيرانية، من أشهرها هو القائم الآن في إعلان آل عثمان دخولهم الرسمي في حرب داعش، بعد أن تأخروا عن ذلك نحو سنة.
سيتبدل السيناريو كثيراً وسيشتغل الممنتج وحامل المقصّ الأمريكيّ الذكيّ على قصّ الكثير من المشاهد الفائضة. عرض منتظر على شاشة كردستان وأخواتها. يمن سعيد يمن حزين. حريق هنا حريقٌ هناك. الرقم العربي خارج الرهان تماماً. أرباح مائدة القمار والدعارة ستقسّم على ثلاثي الشر والمطبخ التخادمي الأمريكي الإسرائيلي الإيراني.
أما محميّات الخليج العربيّ المغدورة التي شاركتْ وعاونت في كسر ظهر العراق من قبل ومن بعد، فليس لنا سوى أن نرسم رسمةً كاريكاتيرية لملوكها وشيوخها وسلاطينها، تُظهر الرئيس أوباما حسين وهو يشيلُ فوق يمينه سلةً ملونة مزيّنة بستّ زجاجات حليب تسمّى رضّاعات أو ممّيّات، ليزرعها بأفواهٍ يكاد صراخها ولجّتها الليلة، يُنتج إزعاجاً وإحباطاً لأهل العروسة والعريس، وربما يسبب جرحاً في كرامة الفحل قبل دخولهِ بالفحلة.
|
شبكة البصرة
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الخميس، 30 يوليو 2015
علي السوداني : ليلة الدخلة العظيمة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق