تحالف عربي بين روسيا وايران والعراق وسوريا، واعلان عن اقامة مركز استخباراتي معلوماتي في بغداد، اعقبه تدفق القوات الروسية الى جانب الايرانية ودخولها الاراضي السورية، والبدء بعمليات جوية روسية مكثفة استهدفت مواقع جيش سوريا الحر وفصائل المقاومة الاخرى في اكثر من مدينة سورية اضافة الى عمليات مماثلة على الانبار ونينوى في العراق، مع عمليات محدودة على مواقع التنظيمات الارهابية مع ان الهدف المعلن هو الحرب على الارهاب؟! فهل ان الدب الروسي قد صحا من سبات طويل فقد خلاله كل حلفائه واصدقائه في العالم اجمع وفي المنطقة العربية والشرق الاوسط على وجه الخصوص ليبرز عضلاته بالعودة للعب دور دولي جديد يصب في المخطط الامبريالي ـ الصهيوني لاعادة رسم خارطة جديدة لشرق اوسط جديد؟ ام ان ما يحصل جزء من البنود السرية لاتفاق فيينا النووي بين الغرب بقيادة الولايات المتحدة وايران؟ ام انه صراع مصالح في منطقة النفط والغاز؟
التحرك الروسي بمشاركة ايران الحليف الاساسي يأتي في ظل تطورات متلاحقة لمنطقة لم تعرف الاستقرار منذ تسعينات القرن الماضي، وعلى اقرب تقدير، منذ تدمير واحتلال العراق عام 2003 في مؤامرة كونية ظالمة بدأت بالعراق الاقوى لتنتهي بوضع المنطقة العربية تحت تصرف نظام الملالي في طهران الحاقد والطامع حيث التمدد السرطاني الفارسي الذي طال 4 عواصم عربية! ففي هذه الفترة ورغم قيام الولايات المتحدة باطلاق يد ايران في المنطقة العربية كثمن لتوقيعها على اتفاق فيينا النووي والتأييد الروسي ـ الصيني لايران وسياستها في المنطقة والذي وصل حد استخدام موسكو الفيتو لصالح نظام بشار الاسد المدعوم ايرانياً وكذلك دعم سلطة بغداد وتدخلها السافر بعساكرها وميليشياتها بقيادة (فيلق قاسم سليماني) فقد حققت فصائل المعارضة السورية انتصارات انحسر بموجبها نظام الاسد في اجزاء من محافظتين فقط وكان على قاب قوسين او ادنى من السقوط، كما شهد العراق تظاهرات شعبية(انتفاضة) ابتدأت بالمطالبة بالخدمات الضرورية ومحاسبة السراق والمفسدين الى المطالبة بخروج المحتل الايراني "احركوه، هذا العلم ايراني..احركوه، خل يسمع سليماني!" والى اسقاط السلطة الفاسدة وتلاشي هالة القدسية لـ (اهل العمائم والمدس) والملفت انها انبثقت في الجنوب ومدن الفرات الاوسط لتلتحم مع بغداد، مما اقلق المرجعية والسلطة واسيادهم الاميركان والايرانيين، كما شهدت اليمن هزائم للحوثيين واستعادة مدن هامة مثل عدن وعودة الحكومة الشرعية.. هذه التطورات البارزة كانت احد الاسباب الاساسية في اعلان الحلف الرباعي الذي ضم الى جانب روسيا وايران التابعين العراق وسوريا، وذلك لحماية نظامي دمشق وبغداد! ثم ان (روسيا بوتين) وبعد الاجتياح العسكري لشبه جزيرة القرم شعرت بقوتها وتاقت للعب دور على الساحة الدولية يعيد لها مكانتها وكونها قطب الى جانب القوة العظمى الاميركية! وبما يضمن لها منفذ بحري في ميناء طوروس، وبسيطرتها على الشريط الساحلي السوري باقة دولة موالية وصديقة للعلويين تؤمن وتتحكم في طريق تدفق الغار الروسي الى اوربا الى جانب السيطرة مستقبلا على طرق الامداد لنفط وغاز البلطيق وبحر قزوين كسلاح لمساومة الغرب ولفك الحصار عنها بسبب الازمة الاوكرانية والذي اثر بشكل كبير على القطاع المصرفي الروسي. التحرك الروسي لم يواجه بموقف اميركي صلب بل مجرد انتقاد من ادارة (اوباما) المعروفة بترددها وضعفها في مواجهة مواقف كهذه، وقد انسحب عليه الموقف الغربي عموما وهذا الموقف المتردد وراء الموقف الروسي، وهذا الموقف يفسر باحتمالين:
1- ان هناك تنسيقا اميركياً ـ روسياً ضمن مخطط اعادة رسم الخارطة الجديدة للشرق الاوسط على حساب العرب ويصب في صالح قوة وامن وتفوق الكيان الصهيوني ومصالح القوى الكبرى في المنطقةالهامة بموقعها الاستراتيجي والغنية بالثروات النفطية، وهذا ما يؤكده ما تناقلته الانباء من قيام موسكو بالتشاور مع تل ابيب وواشنطن وطهران بهذا الصدد لقاء اشراك الروس في جزء من الكعكة السورية.
2- توريط لروسيا وجر رجل (بوتين) الى المستنقع العراقي ـ السوري مستذكرين بذلك المستنقع الافغاني(1979 ـ 1989) الذي كلف الروس ثمنا باهضا، فالتحرك الروسي فضلا عن انه اغضب الاتراك الطامعين بقضمة من الكعكة السورية كما ان الطلعات الجوية الروسية التي تجاوزت فيها المجال الجوي التركي، اثارت حفيضة الحلف الاطلسي والذي صرح سكرتيره العام بعدم السكوت على اختراق اجواء تركيا احداعضاء الحلف؟! فان موسكو بتدخلها العسكري في العراق وسوريا قد خسرت كل اصدقائها عربا وغير عرب وسيغيًر الصورة عن الروس ويساويهم بالاميركان وسياستهم العدانية ازاء الشعوب، وبالذات الشعب العربي ودوله وبالاخص شعبي العراق وسوريا، فشعبنا العربي لن يتسامح مع اعدائه واذا كانت الظروف الراهنة ليست في صالح العرب فانها ليست ابدية، فمصلحة الولايات المتحدة والغرب الهيمنة على المنطقة العربية بثرواتها النفطية وباسواقها المفضلة ولا يمكن السماح بمشاركة الروس لهم فضلا عن انه لايمكن الاطمئنان للاميركان، انها خدعة وتوريط قد يكون مزدوجا لكل من روسيا وايران ولكنه بالتأكيد توريط للروس وزجهم في (الحرب على الارهاب) كهدف معلن غايته اغراقها في هذا المستنقع كي تفقد كل مصالحها في المنطقة العربية فضلا عن تلطيخ سمعتها وتشويه ما تبقى من تاريخها المعروف.!!!
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق