المالكي صندوق اسود.. قدّم بطريقة سلق البيض الفاسد.! - معلومات مثيرة عما كشفته قناة الجزيرة حول السفاح نوري المالكي ومشاركته الفعلية مع اسرائيل وايران باغتيال الكفاءات العراقية
تابعت كغيري من العراقيين والعرب خبر نية قناة الجزيرة إعداد وتقديم حصة أو عدة حلقات خاصة تتناول التاريخ الدموي لعصابة حزب الدعوة في العراق وتاريخها المخزي قبل وخلال وبعد الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق ربيع العام الاسود 2003 ، تتناول الجرائم التي ارتكبها حزب الدعوة العميل، سواء في العراق أو الوطن العربي، وتهدف إلى التوقف والتحقيق الإعلامي لأدواره السرية والعلنية في مراحل مختلفة من العقود الخمس الأخيرة من تاريخ العراق والشرق الأوسط.
ولا اخفي سرا للكشف عن حيثيات هذا الموضوع بالإشارة هنا إلى علمي بهذا المشروع أو التحقيق التلفزيوني لقناة الجزيرة عندما اخبرني احد الأصدقاء من العراقيين الأكاديميين، ممن فاتحتهم الجزيرة للاشتراك في تلك الحلقات منذ شهور، اعتذر ذلك الصديق لهم بحجة عدم إلمامه الكافي بهذا الموضوع، مقترحا عليهم أسمي واستعداده الوساطة معي لطلب المساعدة أو حتى المشاركة في تلك الحصص، وبعد مفاتحتي أبديت له استعدادي لتقديم ما يمكن لإثراء الحصة، وحتى المشاركة فيها، إذا ما طلبت الجزيرة مني الحضور والتسجيل في الحصص الخاصة عن جرائم حزب الدعوة في العراق والشرق الأوسط.
وفعلا اخذ الصديق موافقتي بالاشتراك في إعداد المادة الوثائقية مشجعا الجزيرة على القيام بعمل توثيقي وتاريخي وسياسي جاد يسعى إلى جمع الشهادات والتحاليل والوثائق لمثل هذه الحصة، كما أبديت استعدادي للمشاركة وتقديم بما يتوفر لدي من دراسات ومعلومات ووثائق وإحالات إلى كتابات مهمة وعديدة كنت قد جمعتها وأدرجتها منذ سنوات في مخطوطات كتابي المعد للنشر قريبا بعنوان ( دور العمائم الرمادية وجرائمها في العراق) وهو كتاب وثائقي قيد الطبع.
للأسف لم تتصل الجزيرة ومعدي البرنامج بنا، ولا بغيرنا من الأسماء التي اقترحناها ولا حتى بصديقي الدكتور الباحث في حقوق الإنسان وقضايا العراق.
يبدو إن فريق الإعداد من الجزيرة المكلف بإعداد هذه الحصة الهامة والضرورية استعجل في كسب الوقت، وقدم موضوعا باهتا على طريقة إعداد الأكلات السريعة وبطريقة سلق البيض اسميها ( السلق الإعلامي أو الصحفي) لأسباب وظروف نظل نجهلها ويعرفها فريق الإنتاج المكلف بهذا العمل وقسم البرمجة في القناة والكواليس السياسية في إدارة الجزيرة.
المهم ظهر العمل، فوجئت كغيري بالإعلان عن انجاز الحصة وحلول وقت تقديمها إلى الرأي العام والمشاهد العربي مساء الخميس 22 من تشرين أول / أكتوبر 2015 الذي كان ينتظرها كسائر الأعمال والتحقيقات المتميزة والجادة التي سبق للجزيرة أن أنتجتها بحرفية عالية و قدمتها بإحكام كما في موضوعات عربية ودولية سابقة .
وكم فوجئنا البارحة 22 تشرين أول/ أكتوبر 2015 بتقديم الحصة اليتيمة الواحدة ، وفوجئنا أيضا بما استقبلت به من إعجاب واهتمام ونشر لشريط الفيديو كاملا وطوال مساء أمس وصباح اليوم الجمعة لهذه الحصة على صفحات الفيسبوك من جمهور المدونين والناشرين العراقيين خاصة؛ رغم أن ما شاهدناه لا يرتقي إلى الطموح والآمال التي كانت تراودنا ، فما قدم لنا كان "كشكول" على طريقة مخلوق غرائبي "فرنكشتاين" ، مكونا من المقاطع والصور المجتزئة، اثأر لها التعليق غير الدقيق في كثير من نصه هالة ما وادعى المعدون أنهم تمكنوا من الوصول إلى المخابئ السرية والوثائق صعبة المنال، وقدمت شخصية جواد المالكي وبعدها نوري المالكي أيضا بطريقة لا تتفق مع من وصفه وعاش إلى جنبه وكتب عنه قبل وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق.
وهكذا بات هذا العمل مجرد جهد إعلامي عادي في وثائقه ومكتشفاته، وليس كما ادعت الحصة بها، كان موضوع بمتناول الجميع، ولم يعط الوقت الكافي في إعداده وتوثيقه، سواء في جمع مادته أو حتى بطريقة عرضه وتقديمه من خلال حديث بعض ضيوف الحصة، كان تقديمها وحتى في إخراجها تلفزيونيا عملا سهلا، وبلا عمق، وبلا مضمون، أو حتى خلوه من تحليل كاف من قبل الشخصيات التي اشتركت في تسجيل الحصة أو نقل عنهم مقاطع من تصريحات ومقابلات سابقة، ما عدا حديث السيد ستيفنسون، مسئول الملف العراقي في البرلمان الأوربي، الذي قدم شهادة قيمة عن معايشته لجزء من الأحداث، وليس كلها .
كان على معدي الحلقة أن يُجهدوا أنفسهم ويجتهدوا في التوثيق لتقديم إدانة واضحة ومركزة ومتكاملة؛ سواء للمالكي أو بقية أفراد عصابة حزب الدعوة، بكل رؤوسهم الحاسرة أو المعتمرة للعمامة الرمادية المشبوهة، خاصة أؤلئك الذين شاركوا وخططوا ونفذوا تلك الجرائم، سواء في تفجيرات واغتيالات العراق والكويت ولبنان وسوريا وغيرها ، بإشراف وتوجيه حكام طهران وبالتعاون مع ركائزهم المحلية والإقليمية.
ما رأيناه تبقى مجرد حالة حشو مستعجل لمعلومات ووثائق متناثرة من تسريبات ويكيليكس وصور وكتب ومراسلات رسمية حكومية عراقية ووثائق خاصة تناولتها صفحات الانترنيت منذ سنوات، وهي معلومات متداولة ومعروفة وخالية من شهود الإثبات والأسانيد المطلوبة المنتزعة من شخصيات ممن هم أكثر اطلاعا وقربا من هذا الشخص المشوه والشاذ، والمعروف بانحرافه منذ زمن بعيد فكريا وعقليا؛ فجرائم نوري المالكي تبقى اكبر من هذه المادة المتواضعة في تلك الحصة.
أخطأت الحصة حينما قدمت المالكي رائدا في تشكيل فيالق ومنظمات مسلحة جرى تشكيلها في إيران لتصبح أحصنة طروادة استخدمها الإيرانيون للتدخل والتخريب في العراق، ويبقى المالكي وأمثاله، كهادي العامري وقبلهم محمد باقر الحكيم مجرد بيادق عميلة للتنفيذ والتخريب ضد العراق، ظلوا ولا زالوا يعملون بإشراف المخابرات الإيرانية وفيلق القدس الإيراني.
كانت الأقدار وحدها، والمصادفات والمفارقات العجيبة وحدها فقط هي من قدمت جواد المالكي وأوصلته إلى قمة السلطة في العراق، فما كان المالكي سوى شخص مُستَخلَف يجلس خلف إبراهيم الجعفري، ويحضر نيابة عنه في الاجتماعات الفرعية أو الجانبية لمجلس الحكم تحت إشراف سفير الاحتلال بول بريمر، التقطه الأمريكيون، كنفاية مخابراتية وسياسية شاذة، رغم محدوديته الفكرية وقدراته المتواضعة، جندوه في عضوية البرلمان ولجنة الأمن والدفاع، وتم تدريبه وتوجيهه مع بقية العملاء على يد السفير التالي نيغروبونتي لتنفيذ الجرائم المرتكبة المطلوبة في عمليات الاجتثاث للبعث وكوادره والتوسع في تنفيذ الجرائم الفضيعة والاغتيالات الغامضة بحق العلماء والكوادر العراقية وأساتذة الجامعات وكبار الضباط والطيارين وبتنسيق وعمل مشترك تقاسمته عصابات شركات الحمايات الخاصة والموساد الإسرائيلي وبمشاركة فيلق القدس وعصابات منظمة بدر وغيرها من المليشيات الطائفية .
وعندما حانت لحظة الانسحاب الأمريكي بفضل ضربات المقاومة العراقية الباسلة لم يجد الأمريكيون وحلفائهم الإيرانيون من حليف يحمي ظهور القوات الأمريكية المنسحبة وإشغال العراق بظروف الحرب الأهلية والطائفية إلا حزب الدعوة وتحالفه وحكومة نوري المالكي، ومع كل هذا فقد كان المالكي وسيبقى نكرة بكل معنى الكلمة .
أعطت هذه الحصة للمالكي دورا كبيرا، رغم أن هذا المسخ السياسي والأمني، كان بلا "كاريزما" سياسية أو اجتماعية، كان تائها وظل ألعوبة بيد المخابرات الدولية أينما حلَّ وأقام. عرفناه عن قرب وعن بعد، متعاملا بأرخص الأثمان مع المخابرات السورية والإيرانية، وبعدها الأمريكية بعد غزو العراق ربيع 2003 ، وهو معروف حتى بين اقرب الناس إليه أنه لم يكن يوما من الأيام قدوة في العمل السياسي أو الدعوي أو الأمني، وليس له "كاريزما " ، كقائد سياسي، بقدر ما كان يؤدي المطلوب منه كعنصر منفذ وخاضع ووصولي وانتهازي بقرف، يشهد له من عاشروه، عُرف انه لا مثيل له في الغدر والارتزاق واللصوصية، . والرجل لا يمتلك أية مؤهلات للقيادة أبدا، ولعل شهادات سابقة منشورة لرفيقه عزت الشاهبندر وأخيه غالب الشاهبندر، الذي ظهر باهتا وتائها في تلك الحصة.
(الصندوق الأسود لم يكن بمستوى اللون الذي يطلق عليه؛ فالمعتوه لم يكن بالأهمية التي صورها الصندوق الرمادي، نعم نوري المالكي هو مجرم غريزيا وبالفطرة، ولكنه كان وظل جبانا وأفعاله تدل على جبنه، فمثلا قيامه بعد الاحتلال بقتل اللواء عدنان نبات وشقيقه عضو فرع في تنظيمات حزب البعث في بابل، وهما اللذان كانا الغطاء والحماية لهذا المعتوه في زمن النظام الوطني من أي ملاحقة أمنية أو قانونية، وهو لم يهرب من العراق كما يدعي؛ بل خرج بشكل اعتيادي. وهذاالمعتوه التقاه احد ضباط المخابرات العراقية في 2002 بمنطقة السيدة زينب وهو جالس على بسطته يبيع المحابس والسبح، وطلب منه العودة لكنه اعتذر بحجة: انه سيذهب إلى حلب لان ابنه احمد سيكمل دراسته هناك...) وهناك الكثير من المعلومات عنه، سنكشف عنها متاجرته ببيع جوازات السفر والوثائق والشهادات المزورة للعراقيين بعد أن كان يحصل عليها مجانا من دوائر المخابرات السورية أو بالوساطة من مكتب شؤون العراق التابع لقيادة قطر العراق لجناح حزب البعث المنشق آنذاك والمرتبط بالقيادة السورية. هنالك تفصيلات وتوثيق أكثر، سيظهر في مشروع كتابي عن (العمائم الرمادية وجرائمها في العراق).
شخصيا تابعت وضع المالكي في دمشق خلال فترة إقامتي وعملي في جامعة دمشق 1983/ 1984 كنت أعلم وأعرف عن تردد المالكي على مكتب شؤون العراق ومكتب الجبهة الوطنية القومية الديمقراطية "جوقد" وغيرها من مكاتب المعارضة العراقية بدمشق آنذاك، وكنت أسمع وأعرف جيدا من محيطه عن ارتباطاته بالمخابرات السورية، فكان الأقرب إلى شخصية المتسول والشرطي الرخيص الذليل منه الى اللاجئ أو المعارض السياسي.
لم يكن نوري المالكي مجرما فقط ؛ بل هناك مجرمون آخرون وردت عنهم شهادات سابقة في كثير من المصادر التي كتبت عن حزب الدعوة وفضحت المستور عن أشياء كثيرة كانت ولا زالت غامضة عن الرأي العام، عن حزب الدعوة وظروف تأسيسه وصراعات وانشقاقات عناصر قياداته و محدودية وجهل المالكي نفسه وفريقه الأقرب إليه أمثال سامي العسكري وعلي الأديب والناصري والخزاعي والسنيد وعزت الشابندر وأخيه غالب الشابندر، قبل صحوته الأخيرة، وانسحابهما من حزب الدعوة بل ومهاجمته وفضحه علنا، وهو في قمة نفوذه في سلطة حكم العراق، وكذلك الحال مع بقية الشلة الدعوية، خاصة بما يتعلق بجهلهم ووضاعتهم وعدم إمكانياتهم بشؤون تسيير الحزب أو السلطة، فكيف وهم يتسيدون على حكم العراق وكل همهم سرقة المليارات من ميزانية الدولة العراقية.
جملة أخيرة نقولها: انه لولا حماقات وسذاجة إبراهيم الجعفري وهلوسته وإمراضه النفسية وعدم اتزانه السياسي والفكري لما سنحت الفرصة لنكرة مثل نوري المالكي أن يصعد بهذه السرعة الى حكم العراق، وهو الشخص الحالم يوما لان يكون مجرد مدير لمدرسة ابتدائية في أطراف طويريج مسقط رأسه .
سوف أتناول هذا الجانب في مناسبات أخرى، وسترد تفاصيل الكثير من القضايا في كتابنا قيد الإعداد للنشر ( جرائم العمائم الرمادية في العراق).
ملاحظة أخيرة إن الحلقة تفردت بنشر صورة فوتوغرافية لجواد المالكي، وهو يعتمر عمامة بيضاء، أراه بها لأول مرة، وهو الامتياز الوحيد الذي أسجله لتلك الحلقة المسلوقة للبيض الفاسد لحياة جواد ونوري المالكي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق