قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

صلاح المختار : لمن يجب ان توجه الضربة الستراتيجية الاولى الان؟

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لمن يجب ان توجه الضربة الستراتيجية الاولى الان؟
شبكة البصرة
صلاح المختار
الكوبرا تلدغ الإنسان سواء ناداها كوبرا أو السيدة كوبرا
مثل

بعد عام ونصف على بدء انتفاضة الشعب الوطنية والديمقراطية في تونس ومصر وتداعيات (احجار الدومينو) في الاقطار الاخرى واختيار امريكا تلك الفترة لتدشين (الربيع العربي)، تتزايد الادلة على ان ما يجري ليس ربيعا عربيا وانما هو ام كوارث العرب في تاريخهم الحديث، لان الواقع العربي الحالي وكما يراه كل من يملك عين ترى ربيع صهيوني- امريكي اشعل حرائق كارثية في اغلب الاقطار العربية وفتت الطاقات العربية ونشر الذعر من غياب الرؤية الموحدة لحقيقة ما يجري، وانقسام الوطنيين حول هذا الامر في جو سرقة مشاريع الثورات الوطنية الحقيقية واغتيالها وتحويل الانتفاضة المشروعة الى فوضى هلاكة زادت من الفقر والاستبداد وعدم الاستقرار، واستبدلت الانظمة الفاشية المتهرئة باخرى اشد فاشية منها واخطركل ذلك يفرض علينا اولا وقبل كل شيء ضمان اقصى الوضوح في رؤية حقيقة ما يجري وتجنب الاوهام الذاتية حول طبيعة ما يجري لكي نختار الطريق الصحيح للنضال ونحدد الى من يجب توجيه الضربة الستراتيجية الاولى الان لتحقيق اختراق ستراتيجي لصالح الامة العربية والثورة العربية الحقيقية.
ان احد اهم الاسئلة التي لابد من الجواب عليها لفهم طبيعة ما يجري السؤال التالي : ما الذي ترتب على هذه التحولات الاقليمية والدولية الخطيرة التي نشهدها خصوصا منذ عام ونصف العام تقريبا؟ اهم ما ترتب على ذلك هو انكشاف كامل للشراكة الستراتيجية الامريكية - الايرانية المصحوبة بصراع امريكي - ايراني حول تقاسم الغنائم، اتفاق وشراكة على تقسيم العراق وتقاسمه، وعلى تقديم ثمن لايران في الخليج العربي خصوصا تسليم البحرين لايران مقابل مواصلة ايران تنفيذ خطة نشر الفتن الطائفية في الاقطار العربية. لكن هذه الشراكة لها سمة اخرى وهي انها مصحوبة بتنافس ايراني امريكي على تقاسم الغنائم العربية ينتج حالة صراع ثانوي بينهما قد يصل في حالات معينة الى صراع رئيس في مكان ما. في هذا الصراع التنافسي بينهما توجد مساحات كثيرة يمكن اختراقها من قبل العرب الضحايا المباشرين للشراكة الامريكية – الايرانية. فكيف نخترق الشراكة الامريكية - الايرانية ضد العراق ونسقط مخطط تقسيم الاقطار العربية كافة ونوجد امكانية لتحقيق النصر؟

ان احد اهم شروط تحرير العراق شرط (تحييد) ايران وليس تقليم اظافرها فقط، فايران التي سلمتها امريكا العراق في نهاية عام 2011 تتولى المهمة الاولى والاخطر في عرقلة تحرير العراق وابقاءه منقسما ومستنزفا وضعيفا ويدفع بقوة للتقسيم وكلما فشلت محاولة تبدأ تنفيذ اخرى، وايران التي نجحت وحدها في نشر الفوضى الطائفية الهلاكة في اكثر من قطر عربي، وايران التي نشرت الايدز والمخدرات فشلّت الاف الشباب العراقيين والعرب واخرجتهم من ساحة العمل الطبيعي، وايران التي تعمدت نشر الفساد العميق والمدمر تحت غطاء زواج المتعة فوجهت بتعميمه على نطاق مخيف في العراق بشكل خاص اخطر الضربات للركن الاساس في اخلاق المجتمع وتماسكه والحفاظ هلى هويته وهو ركن الاسرة السليمة الملتزمة باخلاق وتقاليد الامة والاسلام الحقيقية، وايران التي غزت الجزر العربية وقبلها غزت الاحواز العربية واعلنت بلسان فارسي فصيح انها تريد البحرين وزرعت منذ عقود خيول طروادة عرب وعجم فيها، لاجل ضمها في ظرف مناسب والان هو الظرف الانسب لتحقيق هذا الهدف الايراني الخطير، وايران التي احتلت العراق بصفتها الشريك الاساسي والاخطر لامريكا فدمرت مع امريكا واسرائيل والكويت البنية التحتية عمدا وتخطيطا ونهبت الثروات وقتلت اكثر من مليوني عراقي وشردت اكثر من 7 ملايين عراقي من ديارهم ولم تبقي في العراق مصنعا الا وسرقته او حطمته واغتالت الاف الضباط والطيارين والمهندسين والعلماء والساسة بلا رحمة، وايران التي اختطفت اكثر من 3 الاف عسكري عراقي ما بين ضابط وطيار بعد الغزو ونقلتهم الى ايران بصمت ومن المؤكد انها مارست وتمارس معهم اقسى اشكال الانتقام، وايران التي افسدت الاف العرب باموالها ونساءها وجعلت منهم خيول طروادة وجيوش معادية داخل اقطارنا تنتظر اوامر ايران للتخريب ولخدمة اهدافها، وايران التي كان لها الدور الاهم في تغيير الكثير من سمات المجتمعات العربية الاخلاقية والاجتماعية والفكرية والثقافية، خصوصا في سوريا وفلسطين ولبنان مستغلة الفقر والتخلف والتمييز، وايران التي حولت، بالتلاقي في الستراتيجية مع امريكا وفرنسا واسرائيل، استقرار دول المغرب العربي التقليدي الى اضطرابات كبيرة تلعب فيها الفتن الطائفية دورا يتزايد يوميا كما نراه في تونس مثلا، وايران التي اجبرت العرب شعبا وقوى وطنية وبعض الحكام على تحويل صراعهم من صراع مع الاستعمار والصهيونية الى صراعات طائفية مهلكة فيما بين العرب وفيما بين العرب والفرس والترك، نقول ايران التي حققت كل تلك المكاسب الستراتيجية الكبرى على حسابنا، وهي مكاسب لم تنجح لا امريكا ولا بريطانيا ولا فرنسا ولا الكيان الصهيوني في تحقيق ولو جزء بسيط منها خلال حوالي القرن، ايران هذه بكل عوامل الخطر والعداء المشحونة بها يجب ان تعاد لحجمها الطبيعي لا ان تقلم اظافرها فقط كما تريد امريكا الان، انها معركة وجودنا هويتنا القومية وحرية اجيالنا القادمة وليست معركة حدود، تماما مثل معركتنا مع الكيان الصهيوني، لهذا قلنا ونقول بكل راحة ضمير بان اسرائيل الشرقية، وهي ايران، اكثر خطورة من توأمها الطبيعي اسرائيل الغربية في هذه المرحلة من تاريخ صراع المنطقة لانها مندسة بين ضلوعنا ومتسلللة الى بيوتنا بعكس اسرائيل التي تحصن العرب ضدها منذ اقيمت لذلك لم تنجح كل محاولاتها اختراق بيتنا العربي الشعبي.

ان امريكا التي اقامت علاقة تلاق وشراكة ستراتيجية هي الاخطر في التاريخ الحديث للمنطقة مع ايران ودعمت الدور الايراني الخطير في نشر الفتن الطائفية تعمل الان على تقليم اظافر ايران التي غمرتها مشاعر النصر بعد غزو العراق وتدميره فانفتحت شهيتها التوسعية الاستعمارية الاقدم في تاريخ الاستعمار، وشهية ايران هذه لم تعد تقبل بالحدود التي وضعتها امريكا لها فاخذت تعمل على تجاوز الخطوط الحمر التي وضعتها امريكا لها، سواء في التوسع الاستعماري الايراني عربيا ومحاولة طرد امريكا والحلول محلها في الهيمنة، كما نراه اليوم جليا وواضحا جدا في العراق وسوريا ولبنان والبحرين، او في محاولة جعل المشروع النووي الايراني عسكريا لدعم قدرة ايران الابتزازية محليا وعالميا، لذلك فما تريده امريكا من حملتها على ايران هو تقليم اظافرها، اي اعادتها الى حجمها الذي قررته امريكا بالذات، وهو يقوم على التزام ايران بخارطة عمل تحدد اين يمكن لايران ان تستفيد واين يجب ان تبتعد.

من هنا فان السؤال الواجب الطرح ونحن نلاحظ اختلاط اوراق الصراع وانتشار خطأ ترتيب الاولويات الستراتيجية هو : هل الانقاذ الحقيقي لامتنا من كوارثها يتحقق بتقليم اظافر ايران فقط كما تريد امريكا؟ ام ان اقتلاع مخالبها هو الحل الوحيد لضمان تجريد امريكا من اخطر شريك لها – ولاسرائيل طبعا - في عمليات تقسيم الاقطار العربية، وهي عملية تمهد الطريق لتقدم اسرائيلي كاسح بلا عوائق وجود اقطار عربية قوية وموحدة تقاوم بشراسة مثلما كان العراق قبل الغزو؟

لن يتحقق انقاذ الامة العربية من كوارثها، ولن يتوقف اشرس واخطر هجوم ايراني على العرب في كل تاريخ العلاقات العربية – الفارسية قديما وحديثا، الا باقتلاع مخالب ايران و(جيوشها) داخل الاقطار العربية وحرمانها لعدة قرون من تلك المخالب، فتقليم الاظافر يخدم امريكا واسرائيل فقط ويبقي ايران غازية لنا ومدمرة لاقطارنا في عمليات لن تتوقف مادامت ايران تستطيع احدث جروح عميقة بمخالبها. والسؤال الغالب هو كيف نستطيع اقتلاع المخالب الايرانية لاجل ضمان ان تجرد ايران من القدرة على ايذاء الامة العربية لعدة قرون وربما الى الابد؟

الجواب الحاسم والصريح هو ان ذلك يتم بطريقين : فاما ان يبدا النصر في العراق فتطرد ايران منه وبذلك نتخلص من الدرع الذي تستخدمه امريكا للبقاء في العراق، وهو ايران طبعا، وهذا الخيار محاط بمخاطر الاستكلاب الايراني الحالي في العراق حيث ان لايران قوات ايرانية مسلحة منتشرة في العراق ولديها مراكز عسكرية وامنية معروفة ويقدر عدد هذه القوات باكثر من خمسين الف ايراني يعملون تحت اغطية عديدة، تماما مثل الشركات الامينة الخاصة التابعة لامريكا، بالاضافة لانشاء مخازن اسلحة ضخمة جدا في مدن عراقية لتامين السلاح لهذه القوات بصورة دائمية، بالاضافة لوجود ميلشيات مسلحة تابعة لايران مثل جيش المهدي وفيلق بدر وغيرهما وهي قوى تشكل خيول طروادة داخلية عجزت امريكا عن امتلاك مثيل لها، وهنا تكمن خطورة ايران العامة.
 لذلك فان المقاومة العراقية تواجه خطر ان تتدخل ايران عسكريا لمنع المقاومة العراقية من حسم الصراع، وهذه حقيقة معروفة لان حكومة ابراهيم الجعفري وبعدها حكومة المالكي وقعتا اتفاقية مع ايران تسمح بتدخل ايراني عسكري مباشر وسريع عند الضرورة لمنع تحرير العراق. في اطار هذا الخيار فان امكانية تحرير العراق قائمة وجاهزة ولكن يجب اولا ضمان التغلب على حتمية التدخل الايراني في العراق عسكريا، لان ايران تعرف بان طردها من العراق سوف يؤدي الى بدء عملية الدومينو في بنيانها الاقليمي، اي تساقط احجار ايران في الوطن العربي واحدا بعد الاخر وبسرعة صاعقة. لذلك فان ايران ستقاتل في العراق قتال الدفاع عن وجودها القومي بذاته اذا كانت متفرغة للعراق او استمرت في حالة الهجوم التي التي بدأتها منذ غزو العراق.
اما الخيار الاخر فهو تدمير مركز او اكثر من مراكز ايران الاخرى خارج العراق، والتي تجاوزت فيها ايران الخطوط الحمر الامريكية، واخذت تشكل خطرا على خطط امريكا المستقبلية، واذا تحقق ذلك فان الوجود الايراني في العراق سيصاب بضربة قوية تدمر ما تبقى من معنويات عملاء ايران وقواتها في العراق وتسمح ببدء الهجوم الوطني العراق الكبير والشامل على مراكز ايران العسكرية والسياسية في العراق. ان ايران وهي تدافع عن مراكزها خارج العراق ستكون غير قادرة على خوض معركتين كبيرتين في وقت واحد.

وفي الحالتين، حالة بدء التحرير من العراق او حصول ضربة ستراتيجية لايران في احد الاقطار العربية، فان بيئة طرد ايران تصبح متوفرة وهي بيئة لا تستطيع امريكا التحكم فيها لان من يتحكم فيها طرف اخر يقاتل امريكا منذ 13 عاما هو المقاومة العراقية بكافة فصائلها والقوى الوطنية العراقية كافة، فتفرض القوى الوطنية العراقية بالتعاون مع المقاومة العراقية ما تريد فرضه بالقوة ولن تستطيع امريكا بعد تجريدها من الدرع الايراني في العراق ممارسة ضغوط ناجحة على العراق المحرر، وهكذا ستبدا العملية الاكبر وهي تداعي بقية احجار الدومينو الايراني والامريكي سوية في الوطن العربي.
ما معنى هذا التغيير؟ وما هي قيمته الواقعية؟ ببساطة وبوضوح انه التحقيق الفعلي للانقلاب الستراتيجي الطبيعي المنتظر وطنيا وقوميا والذي يعيد الصراع الى مربعه الاول والطبيعي وهو مربع الصراع مع الصهيونية وكيانها ومع داعميه الغربيين وانهاء كارثة الصراعات الداخلية العربية - العربية او مع الجيران.

كل مراقب عميق يعرف ان ثمة سببان لتاخير تحرير العراق وتواصل كارثته، الاول هو التوكيل الامريكي لايران لتقوم بدور المجتث للهوية العربية للعراق، وهذا يتطلب، اول ما يتطلب، اجتثاث المقاومة العراقية بفصائلها كافة الوطنية والقومية والاسلامية، وبالطبع يجب الانتباه دائما لحقيقة ان التوكيل الامريكي لايران كان نتيجة العجز الامريكي عن مواصلة مقاتلة مقاومة شرسة لم تنفع معها كل الاساليب التي استخدمت ضدها وهي مقاومة اوصلت امريكا الى الانهيارات المالية، والتي رات امريكا انها مقدمة لانهيار امريكي شامل من الداخل، لذلك حمت امريكا نفسها من هذا المصير الكارثي بالاعتماد على الدرع الايراني في العراق، والسبب الثاني لتأخر تحرير العراق هو قوة الردع الامريكية الموجودة الان داخل العراق بحدود، ولكنها منتشرة في الكويت وتركيا والكيان الصهيوني بعد سحبها من العراق، وبما ان التحدي الاكبر للمقاومة العراقية هو ليس هذه القوات بل درعها الايراني فان تحطيم الدرع الايراني في العراق سوف يسمح مرة اخرى بجر امريكا الى معارك استنزاف مع المقاومة، ومن المؤكد انه في هذه المرة سيكون القتال الواسع والمباشر مع القوات الامريكية اوسع واقوى من معارك ما قبل الانسحاب، بعد ان تيقن العراقيون وطليعتهم المقاتلة المقاومة العراقية بان النصر الحاسم باكمال تحرير العراق ممكن وحتمي وفي متناول اليد، بعد ذل الاحتلال واهاناته وعذاباته القاسية.
لذلك نقول وبثقة تامة بان معارك حسم الصراع في العراق لا تستطيع امريكا مواصلتها وتحملها، بعد ان تيقنت بعد عام 2008 بان المقاومة العراقية كانت وراء جرها لازماتها المالية والنفسية الخطيرة واجبارها على الانسحاب من جبهات القتال المباشر. وبنفس قوة الثقة السابقة نقول بان تحطيم الدرع الايراني الذي يحمي امريكا في العراق سيسهل عملية اجبار امريكا على اكمال الخروج من العراق والاعتراف بان الخيار الوحيد امامها هو الاعتراف بالمقاومة العراقية والتفاوض معها لحسم القضايا المعلقة كالتعويضات وغيرها.

علينا ان ننظر من هذه الزاوية الستراتيجية لما يجري وان نتذكر بان التحرير الحتمي سيمر من فوهة هذه الحقيقة الستراتيجية. وهذا يعني اول ما يعني ان معركة تحرير العراق والامة العربية تبدأ بدحر ايران وتنظيف العراق او احد الاقطار العربية من سرطانها القاتلومن لا يدرك نوعية الخطر الايراني عليه ان يتذكر الدور الايراني المدمر منذ وصل خميني الى السلطة وحتى الان. ونؤكد ان امريكا ماكان لها ان تنجح في غزو العراق لولا الدعم والمساعدة الايرانية وهو امر اعترفت به ايران مرارا وتكرارا ولم يعد سرا، ولذلك فان شن حرب شاملة على مراكز النفوذ ايراني، خصوصا في العراق والبحرين ولبنان وفلسطين وسوريا واليمن من اجل اجتثاثها من الجذور، هو المهمة الاساسية الان لحركة التحرر الوطني العربية، فبتحقيق ذلك نفتح الطريق امام عودة الوحدة الوطنية في كل قطر عربي، وبقوة الوحدة هذه نبدأ الربيع العربي الحقيقي ونضع حدا للشتاء النووي الذي نعيشه، انها معركة المصير العربي الواحد.
24/8/2012

ملاحظة: كتبت هذا المقال في التاريخ المذكور في اعلاه وأجلت نشره الى يوم 4/9/2012 لاسباب معينة في مقدمتها ان يوم 4/9/1980 هو يوم بدء حرب ايران على العراق بهدف اسقاط نظامه الوطني.
شبكة البصرة
الثلاثاء 17 شوال 1433 / 04 أيلول 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق