هواجس "داعش" تؤرق دول المغرب العربي
توسعت دائرة مبايعة المجموعات الإرهابية في منطقة الساحل لما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، مقابل تراجع نفوذ عبد المالك درودكال أمير قاعدة الصحراء على مناطق كانت إلى وقت قريب أهم معاقله، ورصدت مصالح الأمن في منطقة المغرب العربي حركة ذهاب وعودة لعدد من المسلحين الذين توجهوا للقتال في سوريا والعراق، بدافع الجهاد، فوجدوا أنفسهم في قبضة تنظيم "داعش".
وانتشرت على الإنترنت فيديوهات لمقاتلين تونسيين وجزائريين ومغاربة وليبيين، يتكلمون بلهجات محلية، قالوا إنهم من "داعش"، وذهبوا إلى سوريا لقتال "النصيرية"، لكن قبض عليهم في مناطق يسيطر عليها مقاتلو الجيش الحر السوري.
المغرب يعترف بأزمة "داعش"
وزير الداخلية المغربي محمد حصاد
في إطار ما تواجهه بلاد المغرب العربي من تهديد الجماعات المتشدد ة والإرهابية، والإسلام الراديكالي، أعلن وزير الداخلية المغربي محمد حصاد، أن عدد الجهاديين المغاربة الذين يقاتلون تحت لواء "الدولة الإسلامية في العراق والشام" يفوق الألفي جهادي، ويتولى خمسة منهم مسئوليات مهمة داخل التنظيم.
وقال حصاد، أمام أعضاء مجلس المستشارين، الغرفة الثانية للبرلمان المغربي، إن "المعلومات الاستخبارية المتوافرة تفيد بأن هناك أكثر من ألفي جهادي مغربي يقاتلون في صفوف "الدولة الإسلامية" وتم تعيين خمسة منهم مؤخرًا في مسئوليات مهمة".
وصنف وزير الداخلية هؤلاء المقاتلين إلى مجموعتين، واحدة مكونة من 1122 فردًا جاءوا مباشرة من المغرب، والثانية تضم ما بين 1500 إلى 2000 جهادي يقيمون في الدول الأوروبية.
وأضاف ردًا على أسئلة المستشارين، أن "أحد الجهاديين الخمسة الذين يتحملون مسئوليات في التنظيم، ويحملون ألقاب أمراء، تم تنصيبه أميرًا عسكريًا في التنظيم، بينما تم تنصيب ثان كقاضٍ شرعي، ثم أمير على اللجنة المالية، وأمير منطقة جبل تركمان، وأميرا للحدود الترابية"، موضحا أنه حتى اليوم "قتل 200 جهادي مغربي في العراق على الجبهة، فيما عاد 128 إلى المغرب ويخضعون للتحقيق تحت إشراف السلطات الأمنية".
مبايعة أمير داعش
مبايعة أمير داعش
بدأت داعش في تأسيس فرع لها في منطقة الساحل يحمل اسم الدولة الإسلامية في المغرب الإسلامي يكون تابعا لـ "داعش" في العراق والشام.
فقد أعلنت حركة التوحيد والجهاد بالغرب الإسلامي ولاءها لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بقيادة زعيمها أبو بكر البغدادي، ونشر حماد بن محمد الأمين الشنقيطي، أحد قيادات تنظيم التوحيد والجهاد الإرهابي في شمال مالي ومسئول القضاء الشرعي التابع للقاعدة في مدينة غاو، على أحد المواقع الإرهابية مبايعته للدولة الإسلامية المعروفة بـ داعش وزعيمها أبو بكر البغدادي.
وتسيطر حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، على أجزاء من شمال مالي قرب الحدود مع الجزائر، عقب انشقاقه عن «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي} في 2011، وتتوجس السلطات الجزائرية كثيرا من هذا التنظيم، الذي ينحدر غالبية أفراده من موريتانيا، ويضم نيجريين وماليين وجزائريين من العرب الطوارق.
وشددت حركة التوحيد والجهاد ، في رسالة نشرها موقع المنبر الإعلامي الإرهابي إلى شرعية إعلان الخلافة الإسلامية، على يد الدولة الإسلامية في العراق والشام، ويأتي هذا الإعلان تدعيما لموقف داعش بعد انفراط عقد القاعدة وإعلان عدد كبير من أفرعها تأييدها لأبو بكر البغدادي.
وحركة التوحيد والجهاد قامت بعد فترة بالاندماج مع حركة الموقعين بالدماء بزعامة الإرهابي مختار بلمختار، حيث تم الإعلان عن تأسيس ما سمي فيما بعد بحركة المرابطون، وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من طلب أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة العالمي من عبد المالك درودكال أمير قاعدة الصحراء ومختار بلمختار المنشق عنه، برصّ الصفوف لمواجهة زحف مقاتلي داعش على منطقة الساحل، غير أن حركة التوحيد والجهاد التي كانت تعتزم رفقة جماعة مختار بلمختار المدعو "الأعور"، إطلاق ما سمي اتحاد المسلمين من النيل إلى المحيط الأطلسي أحبطت المشروع.
ويمثل هذا الإعلان الذي جاء على لسان حمادو ولد خيري، المكنى بأبي القعقاع، مسئولية الإفتاء في حركة التوحيد والجهاد، وهو أحد النشطاء الموريتانيين السابقين في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، واعتقل سابقا في موريتانيا بتهمة الانتماء لهذا التنظيم قبل أن يفر من السجن المدني بالعاصمة نواكشوط، ضربة لقاعدة الصحراء التي بدأت تفقد بريقها واتضحت بوادر زوالها وبدأ زعيمها أبو مصعب عبد الودود يفقد سلطته على مناطق واسعة في الساحل.
داعش في ليبيا
داعش في ليبيا
تشهد ليبيا عودة آلاف الجهاديين الليبيين من سوريا والعراق إلى بلادهم لمواجهة قائد «عملية الكرامة» اللواء خليفة حفتر، وللتصدي لفوز التيار الوطني على البرلمان المقبل الذي تعرض فيه الإسلاميون المتشددون وجماعة الإخوان لهزيمة كبيرة، وكشفت مصادر مسؤولة للمرة الأولى عن أن القيادي في تنظيم القاعدة الجزائري مختار بلمختار نقل نشاطه من مالي إلى مدينة سبها جنوب ليبيا، بينما تسعى الكثير من القبائل لتحديد موقفها من حفتر قبل هجوم متوقع من ميليشيات المتشددين المدججين بالأسلحة لاحتلال طرابلس بالقوة خلال اليومين المقبلين.
و بايعت بدورها كتيبة أبو محجن الطائفي "داعش"، وقد أسس هذه كتيبة أبو محجن الطائفي ليبي الجنسية عاد من اليمن وقاتل في صفوف تنظيم القاعدة العالمي في أفغانستان واليمن واسمه الحركي أبو يوسف، وتشير بعض المصادر إلى أنه قتل في معارك ضد قوات القذافي في عام 2011، وتشير تحريات مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي "إف. بي. أي" حسب صحف أمريكية أن عناصر الكتيبة تورطوا في جريمة قتل القنصل الأمريكي في بنغازي.
وقد قررت حسب تقارير أمنية دعم "داعش" بالمال والسلاح باعتبار أن ليبيا عبارة عن مخرن كبير للأسلحة التي هربت من مخازن سلاح الجيش الليبي السابق، وبالتالي فإن عمليات تهريب السلاح ستتضاعف في منطقة الساحل صوب منطقة الشرق الأوسط وأماكن تمركز عناصر تنظم الدولة الإسلامية في العراق والشام، التي تعد من بين أغنى التنظيمات الإرهابية في العالم بالرغم من أنها حديثة النشأة.
وأعلنت الحكومة الليبية أمس الثلاثاء أنها تدرس إمكانية طلب تدخل قوات دولية لمساعدتها في بسط الأمن والنظام في البلاد، ولاسيما في العاصمة طرابلس التي تشهد منذ الأحد اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة.
وقال المتحدث باسم الحكومة في بيان إن مجلس الوزراء عقد مساء الاثنين الماضي اجتماعاً طارئاً، تدارس خلاله خصوصاً «استراتيجية طلب محتمل لقوات دولية لترسيخ قدرات الدولة وحماية المواطنين ومقدرات الدولة»، وأضاف البيان بأن الهدف من تدخل القوات الدولية هو أيضاً «منع الفوضى والاضطراب وإعطاء الفرصة للدولة لبناء مؤسساتها، وعلى رأسها الجيش والشرطة». وأتى الاجتماع الطارئ للحكومة في أعقاب المواجهات العنيفة التي دارت في العاصمة، وتحديداً في محيط مطار طرابلس الدولي، وألحقت أضراراً جسيمة بمنشآته كما بالطائرات التي كانت جاثمة في مدرجاته.
بوكو حرام تدعم "أبو بكر البغدادي"
بوكو حرام تدعم "أبو بكر البغدادي"
أعلن أبو بكر شيكاو، زعيم جماعة بوكو حرام الإسلامية النيجيرية المسلحة، دعمه لكل من أبو بكر البغدادي زعيم داعش وتنظيم القاعدة وحركة طالبان وأشار إليهم في شريط مصور قائلا " أشقائي حماكم الله"
تبنى زعيم جماعة بوكو حرام الإسلامية المسلحة أبو بكر شيكاو الهجمات التي نفذت في 25 يونيه في أبوجا ولاجوس، في شريط فيديو جديد اطلعت عليه وكالة الأنباء الفرنسية الأحد.
وعبر أبو بكر شيكاو في تسجيل الفيديو الذي تبلغ مدته 16 دقيقة عن دعمه لحركات إسلامية أخرى مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" والقاعدة وحركة طالبان الأفغانية، وقال في شريط الفيديو "إخوتي حماكم الله"، مشيرا إلى زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، وزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري وزعيم حركة طالبان الأفغانية الملا عمر.
الجزائر.. في مواجهة داعش
الجزائر.. في مواجهة داعش
وفي محاولة للقضاء على أي أرض خصبة للجماعات الارهابية ، ووجود لـ"داعش" ترعي الحكومة الجزائرية، ملف تفاوض وتصالح بين السلطات في مالي والانفصاليون الطوارق ، وقام الجانبين بتبادل للأسرى، سبق مفاوضات السلام التي دعت إليها الجزائر منذ أسبوع، ووصل 45 عسكريًا وشرطيا ماليا أسرتهم حركة أزواد في مايو إلى مطار باماكو، وتم في المقابل إطلاق سراح 41 من الطوارق.
قال مصدر دبلوماسي جزائري إن المفاوضات التي ستجرى في الجزائر العاصمة اليوم (الأربعاء) بين الحكومة المالية والحركات المسلحة المسيطرة على شمال مالي، «لم تكن بمبادرة من الجزائر، وإنما يتعلق الأمر بمسعى تقوم به بناء على طلب من الرئيس المالي شخصيا».
وتخشى الحكومة الجزائرية أن يجد دعم حركة التوحيد والقاعدة بالمغرب العربي لداعش، صدى لدى الخلايا الجهادية النائمة بالمنطقتين المغاربية والعابرة للساحل الأفريقي، فيدفع ذلك بعدد كبير من الشباب إلى الالتحاق بداعش، أو حمل السلاح باسمها في مناطق التوتر، خاصة في ليبيا التي تربطها حدود مع الجزائر بطول 900 كلم".
كما ترى الجزائر أن مبايعة حركة التوحيد والجهاد لأمير "داعش" يضع الفريق الدبلوماسي العامل على ملف التفاوض للإفراج عن الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين، منذ أبريل 2012 لدى التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، أمام صعوبات جديدة، حيث لم يستبعد متتبعون للشأن الأمني المتعلق بالجماعات الجهادية السلفية أن يطلب رأي البغدادي في موضوع الدبلوماسيين الجزائريين.
لذلك تعمل الجزائر بشكل قوي علي اتمام تصالح بين الحكومة المالية والانفصاليين للقضاء على الجماعات الإرهابية.
تحذيرات من توسع داعش بالمغرب العربي
تحذيرات من توسع داعش بالمغرب العربي
بدورها حذرت الاستخبارات الأمريكية من القوة المتزايدة لتنظيم «داعش»، مشيرة في تقرير لها لوزارة الدفاع الأمريكية إلى أن التنظيم يعتمد طرقًا متطورة في نقل المقاتلين من منطقة إلى أخرى رغم المراقبة الأمنية الجوية المشددة.
كما يأتي التأهب الأمني بعد وصول دولة «داعش» إلى الحدود الجنوبية والجنوبية الشرقية للجزائر، تزامنا مع عملية إرهابية في مدينة بلعباس غربي الجزائر، أدت إلى مقتل سبعة عسكريين ورجال شرطة.
ونقل "أول أفريكا" عن المحلل السياسي في الشئون الإسلامية عماد الطالبي قوله: "المعلومات التي ذكرها وزير الداخلية المغربي لا ينبغي أن تدهش أحدا، لأن هناك العديد من المغربيين في صفوف الجهاديين المنتمين لداعش وجبهة النصرة، وغيرها من الجماعات الإرهابية في العراق وسوريا، البعض منهم يخطط للتوجه إلى مسقط رأسهم "المغرب".
وتابع قائلا: يشكل ذلك خطرا وشيكا يتطلب مستوى مرتفعا من اليقظة الأمنية، لا سيما في ظل تعلم الجهاديين كيفية التعامل مع الأسلحة، وإعداد متفجرات، وشن حرب عصابات.
ونقل الموقع عن المحلل السياسي عبد الله الكوالي قوله: الأكثر أهمية هو إثناء الشباب عن مبايعة قائد الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، والمراقبة اللصيقة للجهاديين العائدين إلى أوطانهم، خشية عملهم كـ "أقمار صناعية" لمن نصب نفسه "خليفة".
ويبدو الآن المغرب العربي ودول الساحل ووسط إفريقيا أمام خطر جديد هو تنظيم "داعش"، وليس أمام هذه الدول إلا تنحية الخلافات الثنائية جانبًا من أجل مواجهة خطر الجماعات المتشددة التي أصبحت تهدد كيانات هذه الدولة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق