ملاحظة : لقد كتبت هذه المقالة وانا في المانيا في سفرة علاج، وكنت اريد نشرها في يوم العز، يوم انطلاق المقاومة المسلحة 11/4/2003 لكن عدم توفر كومبيوتر بحروف عربية منعني من ذلك.
ايها الرفاق : ارفعوا رؤسكم فانتم بعثيون
شبكة البصرة
صلاح المختار
من يظن ان حرب العراق، التي تصل الان مرحلة الحسم، كانت من تخطيط العدو المتعدد الاطراف (امريكا واسرائيل وايران) فقط مخطئ تماما، فالعراق، ما ان تيقنت قيادته ان العدو المتعدد الاطراف قد اتخذ قرارات حاسمة بتدميره بعد غزوه، وضع خططا مضادة متعددة لاعداد العراق كله لخوض حرب التحرير، وفق ستراتيجية حرب الشعب، بعد استنفاد اخر امكانات الحرب النظامية. ان ام المعارك كانت، ومازالت في وعي الطليعة العراقية المقاتلة، هي الرد التاريخي والستراتيجي المضاد المقابل للارميجادون، أي حرب الحسم الاخير، التي يخوضها الصهاينة وانصارهم ضد - اعداء المسيح - كما يقولون. فالاعداء خططوا لتدمير العرب والمسلمين في معركة الارميجادون، ونحن اعددنا للرد الحاسم في ام المعارك، باغراقهم في حرب اشباح لا تنتهي الا وقد انهاروا وهزموا.
ان ما قام به البعث في هذا الاطار يعد مفخرة لكل الاجيال العربية ولكل الانسانية المحبة للحرية والاستقلال، ويوم 11-4- 2003 الذي شهد عقد اجتماع الدور، في مدينة الدور، لقيادة قطر العراق للحزب، واعلان الانتقال الى مرحلة خوض حرب الشعب، وايصال معركة الحواسم الى نهايتها الظافرة (وهي اخر معارك ام المعارك)، دخل التاريخ بصفته يوم اهم مفاخر العرب والانسانية في العصر الحديث. ففي ذلك اليوم المجيد انتهت مرحلة المقاومة العسكرية النظامية، بعد تدمير القوة الاساسية من القوات المسلحة، ونزل الحزب وقادته ومقاتليه تحت الارض، وباشرت القيادات الاحتياطية السرية جدا، والتي شكلها الرئيس صدام حسين (فك الله اسره) قبل الغزو بسنتين، مسؤوليتها، وتراجعت اغلب القيادات المكشوفة الى الخلف ولم تسلم أي مسؤولية في المقاومة، لتبدأ اعظم ملحمة وطنية، في كل التاريخ العراقي المجيد، وربما في كل التاريخ الانساني، اذا اخذنا بنظر الاعتبار انفراد امريكا بحكم العالم بالحديد والناروعدم وجود دعم للثورة العراقية المسلحة الا من الشعب العراقي وجماهير الامة العربية المجيدة .
ورغم الالم ومشاعر الصدمة التي استحوذت على مشاعرنا لرؤية خنازير العالم تحتل حبيبتنا بغداد، وتنظم ابشع هولوكوست في التاريخ الانساني لشعب العراق وحضارته وهويته وانجازات البعث العظيمة فيه، فان حلم عقود الاضطهاد التي مارسها الغرب الاستعماري ومعه غطاءه الكبير : النفوذ االصهيوني، بان نمرغ انف هذا الغرب الاستعماري الحقير في اوحال الهزيمة المرة، عبر اغراقه في حرب عصابات مدن، حينما تبدأ لن تنتهي الا وقد اصبح الغرب يعرف حدوده ويتقيد باحترام حقوق واستقلال وكرامة الانسانية كلها، بما فيها الشعب العربي .
كنا نحلم ان يكون لنا اكثر من جيفارا يقاتل الاستعمار الغربي والصهيونية، من موريتانيا حتى عمان، مرورا بالعراق وفلسطين، وكنا نحب كاسترو لانه مرغ انف امريكا في الوحل، وكنا ندرس ونكتب بفخر عن الجنرال جياب القائد العسكري الميداني للثورة الفيتنامية، ونتخيل الوطن العربي وقد اصبح منطلقا للثورة والتحرير في العالم، كنا نتمنى ان تصبح السلطة واجبا وليس امتيازا وان يكون المسؤول الكبير اول المضحين واخر المستفيدين، كنا نريد لبيروقراطية الدولة ان تلجم بسلاح مبادئ الحزب وان يبقى الحزب هو القائد والمرشد للدولة بكافة اجهزتها ....الخ .
كنا نريد كل ذلك، ونحلم بكل ذلك، ونعمل بكل طاقاتنا من اجل ان يتحقق كل ذلك، لكن العدو كان يعلم علم اليقين انه اذا تركنا نحقق كل ذلك، وبالصورة المطلوبة والمقررة في مؤتمرات الحزب، فان تاريخ الشرق المتقدم سيبدأ، انطلاقا من عراق البعث، وان هيمنة الاستعمار الغربي ومعه صنيعته واداته الصهيونية العالمية، ستتراجع وتعزل وربما تنتهي، ويقوم عالم عادل لا كبير فيه يلتهم الصغير، ولا القوي يغتصب الاقل قوة او المجرد منها، لذلك نفذ الغرب الاستعماري والصهيونية العالمية ستراتيجية اغراق ثورة تموز بالازمات والمشاكل والحروب والتحديات كي تعجز عن تنفيذ برامجها .
وحينما انطلقت المقاومة الفلسطينية هتفنا لها وكتبنا عنها، ونسجنا خيوط حياتنا بها، وراينا فيها الامل والمستقبل، وحلمنا بامتدادها الى عقول وازقة الوطن العربي الكبير، لتحدث ثورة المحرومين والمضطهدين، وتمهد الطريق لوحدة العرب الشاملة، لكن هذا الحلم اغتيل يوم خنقت ايادي الحكام العرب قبل الدبابات الاسرائيلية الثورة واخذت تغتال الحلم، عندها دخلنا نفق العتمة، وتمزقنا ونحن نرى الثورة تغتال على ايادي من كانوا يجب ان يحموها!
وحين قامت ثورة الامل البيضاء في العراق بقيادة الرئيس صدام حسين انتعش الامل، وتسارعت دقات قلوب المنتظرين يوم الاستشهاد على عتبات المقدس المحتل من موريتانيا حتى عمان، وتحقق في العراق ما مات القائد العظيم عبدالناصر دون تحقيقه، رغم انه حقق المستحيل من اجل دحر قوى الشر، فنهض العراق الجديد مشعا وقويا، يحمل في يد علم فلسطين وفي الاخرى حزمة من الانجازات التاريخية التي حرمت على العرب .
في زمن صدام حسين استأنف العراق دوره الحضاري بعد سبات قرون، فازيلت الامية والفقر والامراض المزمنة، وانشأ جيش العلماء والمهندسين، وصنعت صواريخ الحسين والعباس، في رسالة حب لعبدالناصر تقول : ان شعب العراق قد اكمل ما اردت صنعه من صواريخ ناصر وظافر ، ففهم الغرب ومعه صنيعته واداته الصهيونية، معنى رسالة البعث ولم هي خالدة، وانسانية، فصار صدام حسين هو الاسم السري لحركة النهضة العربية الحديثة، مع ما يترتب على ذلك من اثار على الحركة الصهيونية وعملية نهب ثروات العرب، لذلك قرر الغرب الاستعماري اغتيال تجربة النهضة القومية في العراق عبر اغتيال الانموذج البعثي المبدع .
يوم احتلال بغداد لم يكن سوى بداية لصراع الحسم بين مشروعين لم تعد الارض تستوعبهما سوية: مشروع النهضة العربية في العراق ومشروع الغزوالصهيو امريكي. انها معركة الحواسم من ام المعارك، فلقد انتهت لعبة شد الحبل بينهما وحلت لحظة الحقيقة، فطوال ثمانين عاما تقريبا جرى صراع متعدد الاشكال بين القومية العربية والتحالف الصهيوغربي، كانت محطته الاهم احتلال فلسطين، وما اعقب ذلك من انتفضات وتبدلات ثورية وانقلابية في الوطن العربي، وحروب مع اسرائيل، وبروز تحالفات اقليمية ضد الامة العربية، شاركت فيها بلدان اسلامية (ايران وتركيا) محيطة بالعرب دعما لاسرائيل والغرب الاستعماري. وكان التطور الاكثر خطورة بعد احتلال فلسطين هو تعمد الغرب اجهاض أي محاولة للنهضة العربية واقامة كيان عربي متقدم وموحد، لذلك راينا الغرب يدعم الجهد الاسرائيلي لمنع عبدالناصر من تحقيق برنامجه التحرري والتقدمي، عبر اغراق مصر بحروب وازمات وصراعات استنزاف، كانت نتيجتها اجهاض المشروع القومي الناصري. لكن القومية العربية بحيويتها وتجذرها تبرعمت وأخضوضرت في ارض الرافدين، بانطلاقة ثورة تموز عام 1968 ، التي وقفت متسلحة بتجربة ثورة عبدالناصر، بعد ان تخلصت من عناصر ضعف الخبرة فيها ، فكان اول واهم ما فعلته هو النجاح في بناء دولة متقدمة وقوية تملك المقومات الاساسية للنهضة والتقدم الذاتيين، وتلك هي مقومات منع الردة من الداخل كما حصل في مصر، فاصبح العراق محصنا ضد التخريب الداخلي والردة، لذلك صار غزو العراق هو الطريق الوحيد المفضي الى تدميره واجهاض تجربة النهضة القومية فيه .
ثورة البعث تفجرت وهي تحمل هواجس ومخاوف ودروس الاخفاقات السابقة، لذلك كانت تتعامل مع الاوضاع الاقليمية والدولية من منطلق ستراتيجي واضح وشامل، مكنها من تحقيق نجاحات مذهلة، على مستويات التكنولوجيا والعلم والقضاء التام على اخطر امراض المجتمعات العربية : الفقر والامية والامراض المزمنة والظلم الاجتماعي. لقد تجاوزت ثورة العراق الخطوط الحمر الاساسية التي وضعها الغرب امام العرب وحذرهم من تجاوزها، وبذلك تفجرت، منذ تاميم النفط العراقي عام 1972 الحرب الشاملة والفعلية بين الامة العربية ممثلة بالعراق، والتحالف الغربي – الصهيوني، وتعرض العراق في تلك الحرب الطويلة الى مؤامرات وضغوط وعمليات تخريب وارهاب، من دول الجوار ودول كبرى وكانت اسرائيل دوما المحور الاساس في كل اشكال الحروب التي تعرض لها العراق .
وافتعلت ازمة الكويت، تماما كما فرضت ايران الحرب على العراق، في اعادة منقحة ومضخمة لسيناريو اجهاض تجربة عبدالناصر، وفرض الحصار بعد ان فشل العدوان الثلاثيني في عام 1991 في غزو العراق، واصبح واضحا ان الهدف الاساس هو تدمير النهضة العربية الحديثة في مركزها الجديد : العراق. لكن قيادة البعث التي تعلمت من تجربة عبدالناصر كانت قد استعدت لام المعارك منذ تاميم النفط، بتبني الستراتيجية الوحيدة القادرة على تحييد التفوق الامريكي المطلق في المجالات كافة، خصوصا العسكرية والتكنولوجية والاقتصادية، وهي ستراتيجية حرب الشعب، التي عمادها اشراك كل الشعب في الدفاع عن الوطن، وهذه الستراتيجية تتطلب في المقام الاول اعداد الشعب للقتال ضد غزو خارجي عظيم القوة، فاعدت ملايين المدربين على الحرب النظامية وحرب العصابات وحرب المدن، وسلحت الشعب بملايين قطع السلاح، وامنت، عبر التصنيع العسكري، المصادر الذاتية للعتاد والسلاح لتجنب المقاطعة العسكرية .
وقبل هذا وذاك كانت برامج تسخير الثروة الوطنية لخدمة الشعب، باقامة مجتمع خال من الفقر والامية ويسود فيه الامن والامان، من اهم دعائم تعزيز المشاعر الوطنية والقومية، لان تحقيق مكاسب مادية وتعليمية جبارة، شدت المواطن اكثر الى وطن احترم ادميته ووفر له التعليم والطب المجانيين والكرامة والحرية وازال الفقر نهائيا واقام مجتمع الرفاهية .
اذن ام المعارك، وفقا لمفاهيمنا، والارميجادون وفقا لمفاهيم الغرب الاستعماري والصهيونية، التي ابتدات مرحلتها الحاسمة عام 1991 لم تكن نتاج تطور خطط له الاعداء فقط بل ان القيادة العراقية، وقد ادركت في السبعينيات انها مقدمة على تجاوز الخطوط الحمر، اعدت نفسها والشعب العراقي لخوض صراعات طويلة ومعقدة وخطرة، دفاعا عن الامة العربية وحقوقها ومستقبل ابنائها، وكان اهم ما في هذا الاعداد هو المعرفة التامة ان العدو اقوى ماديا وعسكريا وتكنولوجيا بمراحل عديدة من العراق، لذلك كان مطلوبا تحييد هذا التفوق المعادي بالاستعداد لخوض معركة الحواسم في ام المعارك الخالدة عبر حرب الشعب وليس الحرب النظامية .
من تصور ان انشاء جيش القدس، قبل الغزو، وتشكله من حوالي 6 ملايين مدرب على حرب الشعب، كان مجرد خطوة دعائية، او عاطفية او ارتجالية، لا يفهم ما كانت تفكر فيه القيادة العراقية، لان هذا الجيش العظيم لم يكن واجبه خوض حروب كلاسيكية، ولا استخدام كل من تدرب، بل ايجاد منبع لا ينضب للمقاتلين المدربين على حرب الشعب، بجعل الشعب العراقي قادرا على التصرف القتالي الذاتي والفعال عند تعرض العراق للغزو وتدمير القوات المسلحة العراقية. ان قناعة القيادة العراقية وبالاخص الرئيس صدام حسين بان الغزو قادم لا محالة، واقتران ذلك ببديهة ان من الصعب اخبار الشعب بان العراق سيحتل، قد دفع الى توفير ضمانة ان يستطيع كل عراقي ممارسة قتال المدن، وان تتوفر فرص تشكيل منظمات قتالية مستقلة اذا تم الغزو، وهذه الحقيقة تنطبق على انشاء منظمة (فدائيو صدام) البطلة، واعداد الحرس الجمهوري وفرق الجيش الاخرى لخوض (حرب حافات المدن)، اضافة لحرب المدن، واعادة تنظيم العشائر وتنظيمات علماء الدين، لتكون جزء من الجهد الوطني القتالي بقيادة مقاتلي البعث .
لقد شهد العراق منذ شن ايران حربها ضده اوسع وانشط عمليات التدريب الجماعي للشعب، بعثيين وغير بعثيين، على استخدام كافة انواع الاسلحة الخفيفة والثقيلة والمتوسطة، واقترن ذلك بتخزين ملايين قطع السلاح او توزيعها على الشعب، وانشاء معامل لصنع السلاح وعتاده، وهكذا اصبح العراق لديه اسلحة اكثر مما لديه من نخيل، وصار لكل مواطن اكثر من قطعة سلاح، وانتشرت ثقافة التدرب على استخدام السلاح وجعله من اهم ما تقتنيه العائلة العراقية، ونشا جيل من العراقيين يتبارى في اثبات تفوقه في التنشين واستخدام بنادق القناصة .
وثقافة الاستعداد الشامل للقتال لم تكن احادية الجانب بل كانت متعددة الوجوه لان جوهرها كان تاكيد دروس التاريخ القديم والحديث الخاصة بخطط القوى المعادية للامة العربية، خصوصا المطامع في الارض العربية والعداء للهوية العربية وخطط الغزو الصهيونية والغربية والايرانية، الموضوعة لنهب وتدمير الامة العربية، لذلك كان الوعي القومي والوطني في العراق متحكمان بثقافة الاستعداد للقتال .
اليوم ونحن نحتفل بمرور عامين على انطلاقة الثورة العراقية المسلحة، والتي لم تعد تقتصر على مقاتلي ومنظمات البعث بل صارت ثورة كل العراقيين، نشعر، نحن البعثيون، بالفخر بحدوده العليا، وتتملكنا احاسيس الشرف باعمق ما يمكن للشرف ان يصل اليه، لاننا نعيش في عصر تحققت فيه اكثر واهم احلامنا وتطلعاتنا : فلقد صار لدينا اكثر من جيفارا، فكل مقاوم عراقي لا يقل انسانية وبطولة عن جيفارا، بل ان ظروف العراقي وهو يقاتل امريكا، مجردا من الدعم الدولي والاقليمي، يجعل بطولات المقاومين العراقيين هي الاعظم في التاريخ الانساني. وصار لنا قادة يستشهدون هم واولادهم قبل المواطن العادي، وامتكلنا رئيسا يضحي بولديه وحفيده والسلطة ويشرد عائلته من اجل الوطن والشرف والمبادئ، واقترن اسم البعثي باوضح تعبيرات الفروسية والاستعداد للاستشهاد من اجل الوطن والدين والكرامة .
نحن البعثيون من حقنا، ان نفتخر ببعثيتنا، فنحن وليس غيرنا من تطوع ليكون طليعة من يتصدون لامريكا ويقاتلونها بعد ان اصبحت سيدة دول العالم، وحيدت شعوب الارض وهي تشهد استكلاب الوحش الامريكي، وانتظرت ان يتقدم الصفوف شخص او حزب او شعب اخر، فلم يتقدم سوى صدام حسين ومعه البعثيين اشجع واعظم مقاتلي العصر الحديث، ليوقدوا نيران ما سيصفها التاريخ حتما كاعظم ثورات التحرر الوطني في التاريخ كله. وبعد ان تقدم البعثيون الصفوف واطلقوا الثورة المسلحة وقادوها، التحقت بهم جموع الاحرار في العراق، من عرب واكراد وتركمان وشيعة وسنة ومسيحيين ، ومن يسار ويمين ووسط وليبراليون وطنيون .
سيذكر التاريخ بمداد اسود ان الكثير من الوطنيين قد ظلموا البعث وقائده صدام حسين، وان هؤلاء لم يتعلموا من التاريخ بكل صفحاته المضيئة، ان التاريخ لا يصنعه الحاقدون والانانيون، مهما كانت وطنيتهم واخلاصهم، بل ذوي القلوب الكبيرة والمتسامحة التي تتسع لكل وطني مهما كان مضللا ومؤذيا للثوار، فنحن نقاتل ليس من اجل البعث، بل من اجل عراق للجميع، وفي جمهورية العراق الثانية لن يكون هناك انفراد بالسلطة لاي كان، بل حكم جبهوي يضم كل من قاتل الاحتلال ورفضه بصدق بسلاحة او قلمه، لذلك علينا ان نتحمل من يسيئ الينا من الوطنيين العراقيين، وان نبقى في حوار ديمقراطي معه الان وبعد التحرير، فالعراق للجميع وليس لنا وحدنا، حتى لو كنا شهداء العراق ورموز البطولة في العصر الحديث، والاكثر تضحية .
ان عظمة حزبنا تكمن في شعوره بالمسؤولية عن مصير ومستقبل العراق، لذلك لا مفر من التسامح وسعة الصدر، السنا ندعو لقيام جبهة وطنية تحكم العراق بعد التحرير؟ انني ادعو رفاقي البعثيين من موريتانيا حتى عمان لتعميق الشعور بالفخر ببعثيتهم، التي جعلت من رفاقهم في العراق اعظم رموز البطولة في العصر الحديث واهم ناشري دعوة التوحيد والايمان، تماما كما فعل اجدادنا العراقيون الذين تشرفوا بنشر الدعوة الاسلامية في العالم.ان من يدحر امريكا، اعظم واشرس ديكتاتورية في التاريخ الانساني، لا يحق له ان يتورط في الصغائر، بل عليه ان يبقى كبيرا، واعظم تجليات العظمة هي التواضع والتسامح وسعة الصدر، وتحمل الاخر. الم نقرر تحرير الانسانية من الوحش الامريكي انطلاقا من العراق؟ اذن علينا قبل ذلك ان نكمل تحرير انفسنا من بقايا التخلف، وان نكمل الانقلاب على الذات الانانية، ونيران الثورة المسلحة وجدت ليس فقط لحرق الاحتلال بل ايضا لتطهير انفسنا من اخطائنا وعثراتنا، الطبيعية في حياة البشر، كما قال القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق، رحمه الله، منذ الاربعينيات.
لو لم تكن للبعث من مأثر كبرى، وهو بالتاكيد لديه عدد لا يحصى منها، فيكفيه فخرا انه مهندس ومطلق وقائد اعظم الثورات المسلحة في التاريخ كله. ولو لم تكن لنا انتصارات، ونحن لدينا عدد لا يحصى منها، فيكفينا شرفا اننا وحدنا، ثم التحق بنا اخرون، من مرغ انف امريكا في وحل الهزيمة في العراق في زمن انفراد امريكا بحكم العالم. ولو لم يكن لدينا قادة ستراتيجيون وثوريون، ونحن لدينا عدد مهم منهم، فيكفينا فخرا ان المقاومة العراقية تزهو بالبعثيين الذين اذاقوا امريكا الويل، ونجحوا في تنظيم خطط عسكرية تفوقت في عبقريتها على خطط جنرالات البنتاغون .
ايها البعثيون : ارفعوا رؤوسكم بتواضع الثوار، فانتم امل الامة في التحرير والوحدة العربية، وانتم صمام الامان الذي يحمي تجربة الحكم الائتلافي في العراق المحرر، لانكم قاتلتم سوية مع اخوة لكم من التيارات الاسلامية والقومية والوطنية ونزفتم الدم سوية، وتشاركتم في قطعة الخبز والرصاص والخبرة العسكرية، لذلك فانتم حماة وحدة الثوار، وانتم ضامنو نجاح الثورة في مرحلة اعادة البناء القريبة انشاء الله .
اما انتم يابعثيو الوطن العربي من موريتانيا حتى عمان، فانتم مسؤولون عن تامين دعم الشارع العربي لرفاقكم في العراق، لانكم الحزام القومي لهم، والمدد الذي لا ينضب الذي يوفر لهم الشعور بانهم ليسوا وحدهم، وبأن امة العرب تبعث من جديد على يدكم.
المجد والخلد لشهداء المقاومة العراقية .
تحية لمهندس ومفجر وقائد الثورة المسلحة صدام حسين وهو في اسره .
تحية لكافة القادة الميدانيين للثورة المسلحة وعلى راسهم الرفيق العزيز عزة الدوري القائد العام الميداني الباسل للثورة .
تحية للاخوة المجاهدين الصوفيين والاسلاميين من غير البعثيين، والقوميين واليساريين، الذين يدافعون عن العراق والاسلام التقدمي مع ااشقائهم البعثيين .
تحية للمستقلين من المقاتلين الابطال .
تحية للمجاهدين العرب الذين يساهمون، باعداد رمزية، في الجهاد المقدس، وفي ضيافة اشقائهم العراقيين .
تحية لاحفاد صلاح الدين الايوبي من المقاتلين الاكراد دفاعا عن وطنهم ودينهم .
تحية لاتباع عيسى عليه السلام الذين يحملون السلاح دفاعا عن عراقهم العظيم .
تحية للتركمان البواسل الذين سطروا اروع صفحات البطولة وحب العراق وسفحوا الدم الغالي من اجل عراقهم .
وتحية والف تحية للسائرين على درب سيد الشهداء الحسين عليه السلام من شيعة على كرم الله وجهه، والذين يقودون المقاومة المسلحة في البصرة والعمارة والناصرية وبقية مدن الجنوب العراقي الثائر.
تحية لعلماء الدين وشيوخ العشائر المجاهدين في سبيل الله والوطن .
لنجعل من يوم 11-4-2003 يوم احتفال سنوي بالرد العراقي الحاسم على الغزو وبداية مسيرة تحرير العراق والامة العربية والبشرية من الغول الامريكي .
لكل هؤلاء نقول : لقد اقترب النصر والعدو يزداد تشتتا وانكسارا، والمقاومة تزداد قوة وانتشارا وفاعلية ووحدة .
الله اكبر والنصر او النصر .
|
شبكة البصرة
|
الخميس 12 ربيع الاول 1426 / 21 نيسان 2005
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015
صلاح المختار : ايها الرفاق : ارفعوا رؤسكم فانتم بعثيون معاد لاهميته
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق