لماذا يهرب الحشد الشعبي وفرق الموت من العراق..!.. وهل حانت ساعة الصفر.! - تحليل
يتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لشباب من العراق التقطت من دول هاجروا إليها مثل المانيا ونمسا وهي صور قاموا هم بإرسالها إلى أصدقائهم في مواقع التواصل وتحديداً الفيس بوك وتوتير ينشرونها فرحين بوصولهم سالمين إلى أوربا وقد خلعوا البزة العسكرية وارتدوا مكانها ( تشيرت وبنطلون ) ، زي يعكس صورتهم الجديدة في أوربا ..
وهذه الصور تعود لأفراد من الحشد الشعبي والمليشيات والأجهزة الأمنية فبعضهم نشر صورته وهو يرتدي بزته العسكرية مع أعضاء بارزين في فرق الموت والمليشيات منهم المليشاوي الشهير " أبو عزرائيل " الذي ينسب إليه مقاطع أفلام يظهر فيه قيامه بقطع رؤوس شباب من طائفة أخرى .. أو صور مع هادي العامري زعيم مليشية بدر أو قيس الخزعلي زعيم عصائب أهل الحق أحد اخطر المليشيات العاملة في العراق والمتهمة بأرتكاب المجازر بحق العراقيين ..
هذا الصور تعطي أنطباعاً بأن المهاجرين الذين كثر الحديث عنهم في وسائل الأعلام العراقية والعربية والدولية هم من الحشد الشعبي والأجهزة الأمنية العراقية والمليشيات المدعومة من إيران والمسمى بفرق الموت ..
والمعلومات التي ترد إلينا سوا من الداخل العراقي أو من خارجه تؤكد أن المهاجرين هم من مدن جنوب العراق والتي تخضع لهيمنة المليشيات الإيرانية وأحزاب إيران والمرجعيات الدينية وبعض مدن بغداد ذات الأغلبية التي تتهم بموالاتها لحكومة بغداد الميليشياوية منذ مايربوعلى أثنى عشر عاماً من الغزو الأمريكي الفارسي الصفوي للعراق ..
فهل حانت ساعة الصفر ودق آسفين الخطر ليقدم شباب العراق على الهجرة وبهذه الكثافة العددية الغير مسبوقة على الرغم من أن داء الفساد والفقر والبطالة كان مستفحلا في العراق منذ السنوات الأولى من الغزو وأسباب كثيرة ترغم الشباب على الهجرة في مقدمتها أعمال القتل والخطف وانتهاك حقوق الإنسان ..
هل تشعر الأجهزة الأمنية العراقية بحشدها وصحواتها ومليشياتها أن هذه الحكومة التي تدافع عنها أصبحت معزولة سياسياً وأن أمريكا بدأت تتخلى عنها نتيجة سياستها الإقصائية وأن رائحة الفساد قد فاحت وبدأت تزكم الأنوف ولن تكون إيران قادرة على حمايتها من غضب وثورة شعب يغلي ؟
في البدء ، يقودنا هذا إلى تساؤل مشروع يقتحم مخيلة وأذهاننا جميعاً .. هل هناك شائعات تسري داخل المنظومة الأمنية والمليشياوية في العراق تنذر بالخطر المحدق بالعراق أو بالعملية السياسية التي يدعمونها ويقاتلون من أجلها وأن هذا الخطر قد وصل إلى البلعوم فأصبح من المحال علاجه بأي شكل من الأشكال في ظل انهيار أمني وأقتصادي وسياسي كبير يهجسه العراقيون في الشارع ولم يعد هناك مجالا لإخفائه أو إنكاره أو تبريره !!
هل وصل الشباب المشارك في الحشد الشعبي والمغرر به من قبل المرجعيات الدينية في العراق أو من قبل السياسيين إلى قناعة بأن الجيش العراقي ومعه الأجهزة الأمنية والمليشيات وصلت إلى الانهيار التام في ساحة المعركة وأن أي حديث عن نصر مزعوم ماهو الأ نفخ في قربة مثقوبة ؟
هل دفع تذمر عوائل وأسر الحشد الشعبي في الجنوب أو مناطق الفرات الأوسط وبعض مدن بغداد والذين يرسلون أبنائهم إلى القتال دون تحقيق نتائج مرجوة من إرسالهم وأصبحت لديهم قناعة تامة بأنهم يتصرفون بغباء عندما يقدمون أبنائهم لمحرقة الموت وأبناء المسؤولين والساسة العراقيين يصرفون المليارات المسروقة من خزينة العراق ببذخ في الخارج غير مبالين بتضحياتهم وتضحيات أبنائهم فقرروا دفع أبنائهم إلى الهجرة تخلصاً من الموت المتربص بهم في حال بقائهم في العراق –موت مجاني لا يجنون منه سوى الألم والحزن !!
التظاهرات التي قامت في العراق بالتزامن مع ظاهرة هجرة الشباب المنضوي في السلك الأمني تؤكد أن هناك صحوة عراقية شعبية لاحت بوادرها في الأفق فالفساد المستشري والتبعية لأيران وخضوع المرجعيات الدينية لأيران وخضوع الناس إليهم ودون وعي وعلى حساب حقوقهم ومصالحهم وكرامتهم وإنسانيتهم ..
لا يخفى على المتابعين للشأن العراقي بأن حجم الخسائر الكارثية التي منيت بها القوات الموالية للحكومة العراقية من الحشد الشعبي والأجهزة الأمنية والمليشيات والصحوات والتي قدرت بعشرات الآلاف تعجز الحكومة العراقية حتى اليوم عن نشرها وبإحصائية دقيقة في وسائل أعلامها وفي مدن صغيرة مثل بيجي وتكريت وأطراف الرمادي ومنذ حزيران عام 2014 ..هذه الخسائر التي لم تعد خافية على أسر وعوائل الحشد الشعبي والتي تعول عليها الحكومة كثيراً بسبب الجثامين التي تصل إلى مقابر النجف وكربلاء ومراسيم التشييع التي تقام لهم هناك .. هؤلاء الشباب الذين قضوا حياتهم في معارك عبثية فهم لم يلقوا أي تدريبات عسكرية تؤهلهم للقتال في معارك ساخنة مع تنظيم عرف بقدراته العسكرية الهائلة اعترفت بها دول كبيرة منها أمريكا ..
هل نتحدث عن صحوة عراقية في الجنوب الحبيب وأن أهلنا هناك أصبحوا على قناعة تامة بأن إيران هي التي تقف وراء دفع أبنائهم إلى محرقة الموت قرابين لبقاء اللصوص والعملاء على كراسي السلطة وتحت حجج وذرائع واهية سقطت جميعها ولم تعد تنطلي على أي أم عراقية أصيلة تدرك أن فلذة كبدها يموت لحماية سياسي فاسد وسياسي عميل وموالي لإيران ..
جملة نقاط تدور في مخيلتنا كما تدور في مخيلة أهلنا في الجنوب الحبيب ومدن الفرات الأوسط أو في مدن عراقية أخرى أيدت الحكومة وسياستها وصدقت بأن أبنائهم يحمون الوطن من الإرهاب والحقيقة التي أصبحت مكشوفة أنهم مغرر بهم فهم يحمون مؤخرات سياسيون فاشلون لم يقدموا للعراق غير الخراب والموت والدمار ..
فأين سراقّ العراق ، الحيتان الكبيرة من الفاسدين أمثال الوزير فلاح السوداني أو الوزير حازم الشعلان ,أو الوزير أيهم السامرائي .. وزراء في السلطة سرقوا العراق جهاراً نهاراً .. سرقوا المليارات من الدولارات في الوقت الذي تبحث فيه أسر عراقية شريفة عن قوتها في المزابل وساحات القمامة وحاويات النفايات ..
أين هم وأين عوائلهم ؟ أين ثروة العراق وكيف تبخرت وأين تبخرت ؟
كل هذه الأسئلة الشائعة أصبحت معروفة للجميع ولم تعد لغزاً يصعب حله !!
دماء شهداء العراق من الحشد الشعبي أو الأجهزة الأمنية حمت هؤلاء السراق ّ وأبقتهم على رقاب العراقيين وستبيقهم أن لم يتحركوا ويقلبوا الطاولة على رؤوسهم ..
هل يتمكن سياسي عراقي ( شريف ) أن يعطي كم شهيداً من الحشد أو الأجهزة الأمنية أعطى حياته ثمناً لبقاء فاسد ومرتزق في السلطة ؟
شهداء العراق من الأجهزة الأمنية وصل عددهم إلى عشرات الألأف والحبل على الجرار أن بقي هناك من يغرر به ويصدق بأكذوبة حماية العراق من الإرهاب فالإرهاب في العراق هي أرهاب الحكومة الفاسدة والسارقة والمجرمة – الحكومة التي نصبتها أمريكا وأيدتها إيران وباركتها إسرائيل ..
وهل هناك من يستطيع أن يزودنا باسم شهيد عراقي أبن سياسي مشارك في العملية السياسية منذ 2003 ولغاية اليوم .. هل قدمت المرجعية الدينية شهيداً واحداً من أبنائها قرباناً للعراق أم أن الفقراء والمساكين هم يجب أن يدفعوا حياتهم قرابين وينفذوا الفتاوى حرفياً دون نقاش ..
من يحصي لنا عدد الوزراء الذين شغلوا مناصب وزارية في العراق منذ 2003 ، ويحصي لنا عدد السياسيين وعدد أعضاء مجلس النواب وأعضاء مجالس المحافظات وعدد رجال الدين الذين يعملون تحت عباءة الدين .. هل سمعتم أن أحدهم فقد فلذة كبده دفاعاً عن العراق أو حمايته من الإرهاب ..
هناك نقاط كثيرة يجب أن لا يغفل عنها أي عراقي بعد اليوم لأنها سببت وستسبب في دمار وتدمير العراق وإرهاق المزيد من الدماء البريئة في كل بقعة من أرض العراق ..
هل فكر أب عراقي وسأل نفسه لماذا تزج الحكومة العراقية بابنه وأبناء العراقيين في معارك عبثية سببها أثارة الطائفية وتهميش الآخرين دون أن يلقوا تدريبات عسكرية تؤهلهم للقتال في مناطق ساخنة ، وأين تذهب المليارات من الدولارات التي تخصص لتدريب الجيش وتسليحه وهناك مؤشرات تقول أن أغلب الذين يقتلون في ساحة المعركة يموتون نتيجة جهل في قواعد استخدام السلاح والقتال وفق قواعد صحيحة ..؟
كيف نفسر أسباب الهجرة المفاجئة التي ظهرت في الساحة وأخذت تتزايد يوما بعد يوم ولاسيما أن الهجرة نحو أوربا محفوفة بالخطر وهناك عراقيين فقدوا حياتهم وعوائل فقدت أطفالها فضلاً عن اعتقال المهاجرين الغير شرعيين رغم فتح أبواب الهجرة من قبل بعض دول أوربا ولاسيما المانيا ونمسا ..
المؤشرات تقول أن الهجرة هذه هي بداية لسقوط الأجهزة الأمنية العراقية في وحل الهزيمة والانهيار التام كما هي بداية لسقوط العملاء في المنطقة الخضراء وهي بداية لانهيار العملية السياسية الأحتلالية التي جاءت بها أمريكا بحجة تطبيق ديمقراطية أثبتت فشلها منذ الأشهر الأولى من الاحتلال ..
لسنا هنا بصدد دراسة أسباب هجرة الشباب العراقي ونتائج هذه الهجرة وتأثيراتها المستقبلية على العراق لكن أردنا أن نفتح أذهان شبابنا وأسرهم أن السراق من المسؤولين وأبنائهم يتمتعون بأموال العراق المسروقة في الخارج وابنائهم يدفعون حياتهم مرة لحماية هؤلاء السراقّ من السياسيين ومرة أخرى يدفعونها ثمناً لهجرة غير شرعية محفوفة بالخطر ..
لا علاج لداء العراق الأ بإسقاط العملية السياسية وإلغاء الدستور وإحالة جميع السياسيين الفاسدين الذين تولوا إدارة العراق من 2003 ولغاية اليوم إلى قضاء عادل ونزيه يتشكل بعد تغيير العملية السياسية –المسببة الرئيسية للفساد والسرقات وجرائم القتل وانتهاك حقوق الإنسان ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق