توني بلير يعتذر ..وترامب يترحم ..وحيدر يحزم حقائبه .. والخرسان يتهيأ.. !؟
أربع عناوين في مقال واحد .. تجسد أربع حالات , نود أن نتناولها بشكل سريع ومختصر ,على شكل أسئلة موجهة مباشرة إلى الشعب العراقي المنتفض ضد الضيم والظلم والطغيان والتهميش والفساد والمفسدين والتبعية والهيمنة المطلقة على العراق أرضاً وشعباً من قبل الاحتلالين البغيضين الإيراني الفارسي المتبرقع ببرقع الدين والمذهب والولاء لآل بيت النبي الأطهار ع , والأمريكي الصهيوني الذي خدع العالم بأسره باسم الحرب على الإرهاب والارهابيين , والبحث عن أسلحة الدمار الشامل وغيرها من الأكاذيب والتلفيقات , كفرية الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان , وغيرها من الخزعبلات التي ثبت بطلانها جملة وتفصيلا , هذه وغيرها من الأسئلة تبحث عن أجوبة شافية وسريعة جداً ... وقبل فوات الأوان , كون هذه المواضيع عبارة عن حلقات مترابطة , لا يمكن فصلها عن بعضها البعض , لما تمثله من تسلسل لمجريات أحداث جسام مرعبة عصفت بالعراق والمنطقة والعالم .. ليس كما يتوهم البعض منذ عام 2003 !؟, بل على أقل تقدير منذ عام 1979 وحتى يومنا هذا .
نعم .. لطالما كتبنا وبينا في مقالات سابقة , ومنذ بداية النكبة الوطنية وحتى يومنا هذا , بأن الأمور والوضع السائد في العراق لا يمكن له أن يستمر على ما هو عليه أبداً , مهما حاولت أمريكا وإيران تلميع وجوههم الكالحة , وأن هذا الشعب العريق لن ولم يسكت أو ينام على ضيم وطغيان وفقر وجوع إلى ما لا نهاية , وسيأتي اليوم الذي سينتفض فيه ليعيد الأمور إلى نصابها والقطار إلى السكة عاجلاً أم آجلاً
لقد حاولت كل من جمهورية الحقد والشر إيران , وكذلك الولايات المتحدة الشريرة على مدى ثلاثة عشر عاماً إيهام الشعب العراقي بأن التغيير الحقيقي نحو الديمقراطية والبناء والاعمار والرفاهية والازدهار , لا يأتي بيوم وليلة ؟, بل هو طريق طويل وشائك ومحفوف بالمخاطر , ولهذا ليس من باب الصدفة أو اعتباطاً سلطوا على هذا الشعب حفنة من الخونة والعملاء والجواسيس واللصوص وعديمي الضمير والإنسانية , ومن أولئك الذين ليس لديهم أدنى خبرة أو دراية بادارة مدرسة ابتدائية , وليس دولة بحجم ومكانة العراق ... مع سبق الاصرار , ولكي يتيه هذا الشعب المخطوف أصلاً وينشغل ليس فقط بتأمين لقمة عيشه بشق الأنفس في بلد يعد من أغنى بلدان العالم , أو تأمين أبسط الخدمات من ماء نقي أو سقي أو كهرباء , جلبوا له مجاميع اضافية من شذاذ آفاق ومجرمين من شتى أصقاع الأرض على شكل شركات أمنية أجنبية يتقاضى كل فرد منهم ألف دولار في اليوم الواحد , ناهيك عن رواتب الكلاب البوليسية التي تتجاوز سبعة آلاف دولار شهرياً , لحماية ما يسمى بالعملية السياسية وحكوماتها العميلة , ولم يكتفوا بذلك فقط ... بل فتحوا السجون والمعتقلات في العراق وفي إيران وفي سوريا لأعتى عتاة المجرمين , وفتحوا حدود العراق وسوريا على مصراعيهما لكل من هب ودب من العصابات والمافيات الدولية والإرهابيين كي يخوضوا معهم وبواسطتهم حروب إبادة جماعية في هذه الدول المستهدفة , حروب وصراعات متعدد الأشكال والأوجه والجبهات والحواضن لها بداية وليس لها نهاية , كما هو حاصل في جميع الدول العربية المشتعلة , كـ " العراق , سوريا , اليمن , ليبيا " في الوقت الحاضر , ولا تستثنى دول عربية أخرى من هذا المخطط بما فيهم تركيا .
بالعودة لصلب الموضوع ...
كعراقيين .. ماذا يعني لنا اعتذار واعترافات الوغد " توني بلير " رئيس وزراء بريطانيا الأسبق !؟, وماذا يعني لنا ترحم المرشح الجمهوري الأوفر حضاً في سباق الرئاسة الأمريكية لعام 2016 " دونالد ترامب " !؟ على أرواح زعيمين عربيين كالراحل " صدام حسين " والراحل " معمر القذافي " , بعد كل ما حل ولحق بالعراق والمنطقة من خراب ودمار وقتل وتهجير ونهب وسلب على يد الأمريكان والبريطانيين وحلفائهم الأشرار وعملائهم وجواسيسهم الصغار
لماذا الآن .. وفي هذا التوقيت بالذات ؟, وهل يعقل بأن هذه وغيرها من المتغيرات والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية جاءت أو تجمعت مرة واحدة بالصدفة ؟, أم أن هنالك فعلاً تغير سيطرأ على المنطقة عامة والعراق خاصة مع نهاية القرن السايكسبيكو وبداية القرن الأمريكي - الروسي الجديد 2016 !؟, يبدأ بانقلاب سياسي وعسكري أمريكي على عملائها أدواتها في المنطقة والعراق , خاصة بعد أن استعرضت قوتها وقدرتها على ملاحقة الارهابيين أين ما كانوا , بالانزال الجوي والطائرات المسيرة , كما حدث قبل أيام في الحويجة , وأن هذا العمل بحد ذاته رسالة واضحة وعصا غليظة تهزها بوجه عملاء إيران , وجرس إنذار مبكر لعملائها القدماء الذين ورطوها . وتغير مرتقب في العراق قبل انفجار بركان الغضب الشعبي , وأن أمريكا عازمة هذه المرة على التصدي لكل من تسول له نفسه أو يقف حجر عثرة بوجه مخططها الجديد ... طوعاً أو كرهاً .
ولهذا أغلب المراقبين والمحللين يتساءلون عن سبب وتوقيت هذه التصريحات المتلاحقة والتناخم بين القادة البريطانيين السابقين النادمين ...!؟, والزعماء الأمريكان القادمين بقوة لقيادة أمريكا والعالم , المترحمين على أعداء الأمس ... وهل جاءت هذه التصريحات على خلفية ما يسمى الحلف الرباعي المزعوم بين كل من " روسيا وسوريا والعراق وإيران " ؟, أوبسبب دخول أو استدراج روسيا إلى الفخ السوري لمقاتلة ما يسمى بـ " داعش " وأخواتها !؟, أو كورقة ونغمة ومناورة انتخابية جديدة من قبل الجمهوريين بسبب قرب موعد الانتخابات الأمريكية ؟, وكذلك بعد ثلاثة أشهر من خروج العراقيين للمطالبة بحقوقهم المشروعة والمسلوبة والمغتصبة من قبل عملاء أمريكا وإيران , وبسبب تصريحات حيدر العبادي المتلاحقة تارة بأنه مهدد بالإغتيال !, وتارة أخرى ملوحاً بتقديم الأستقالة !؟.
لهذه وغيرها من الأسباب والمسببات بدأ الظهور المفاجئ لرجل أمريكا القديم - الجديد من الوجبة الثالثة , عضو الحزب الجمهوري " عماد ضياء الخرسان " على الساحة كأمين عام لمجلس الوزراء العراقي , بعد إقالة أو إزاحة علي العلاق من هذا المنصب , الظهور الذي صدم أدوات وميليشيات الولي الفقيه وأفقدهم صوابهم ورشدهم وجعلهم يتخبطون ويتحسسون على رقابهم من المصير المجهول , في حال تخلت عنهم تماماً سيدتهم إيران , وخذلتهم روسيا , وطالب الشعب العراقي بانزال القصاص العادل بهم , واعادة واسترجاع الألف مليار دولار منهم !؟.
ليست تكهنات أو ضرب من ضروب الخيال , ولكن كما أشرنا أعلاه , التغير في العراق قادم , وقاب قوسين أو أدنى شاءت أم أبت أمريكا والغرب وإيران , وأن الإدارة الجمهورية القادمة ستعمل المستحيل من أجل تصليح وترميم المسار, وتصحيح أخطائها الكارثية في العراق , ولكي تكفر عن ذنوبها من خلال إزاحة عملائها القدماء ودحر عملاء إيران , وستحاول استقطاب العراقيين وامتصاص غضبهم من خلال قطع عهود وتعهدات جديدة هذه المرة , بعد أن استوفت جميع الشروط , وحصلت على جميع الموافقات وأخذت الضوء الأخضر ... من مرجعية النجف , والدول الخليجية , وتركيا والأتحاد الأوربي .
الأمر الذي سيجعل محتار العصر " حيدر العبادي يبدأ بحزم حقائبه قريباً جداً ليستقر في لندن متمتعاً ومتنعماً بما نهبه من ملايين وربما مليارات من الدولارات كغيره من سياسي الصدفة , وليتهياً الحصان الجمهوري " عماد الخرسان " لتسنم منصبه , الذي تراهن على أنه هو وليس غيره من سيكون الرابح في سباق الريسز الجديد في عراق ما بعد النفوذ والهيمنة الإيرانية , والمنقذ لماء وجهها وسياستها الرعناء والمتهورة والمتخبطة منذ أن أصبحت قوى عظمى وحتى يومنا هذا . وللحديث يقيـــــــــــــــــــــة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق